الطلاق على الطريقة العصرية... من رسائل الجوال الى البريد الالكتروني

شبكة النبأ: تتعدد الأسباب التي توقع الخلاف داخل العش الزوجية وتؤدي إلى التفريق بين الزوجين عن طريق "الطلاق"، وفي المجتمعات العربية ذات الطابع الإسلامي الغالب حيث يعتبر الطلاق "وهو ابغض الحلال عند الله" من الأمور المحرمة والقاسية اجتماعي، حيث يعاني الطرفان المنفصلان "وبالأخص المرأة" الكثير من المضايقات والحيف والظلم داخل بيئتها وربما أسرتها أيض، وقد ارتفعت معدلات الطلاق في الوطن العربي مؤخراً بصورة ملحوظة، ويعود تفسير هذا الارتفاع إلى جملة من الأمور لعل في مقدمتها عد التكافؤ، الإجبار، صغر السن، انعدام التفاهم، عدم تحمل المسؤولية ...الخ، وفي حين إن المجتمعات العربية وغيرها تحاول جاهدة عبر الدراسات والندوات والتثقيف مكافحة هذه الظاهرة الخطيرة، نجد إن مجتمعات أخرى قد ابتكرت وسائل أخرى للطلاق أو للتخفيف من صعوبته.

المواقع الاجتماعية والطلاق

حيث ذكرت دراسة اجتماعية حديثة نُشرت مؤخراً أن مواقع التواصل الاجتماعي الالكترونية تساهم في توتر العلاقات الزوجية وهي السبب وراء 20% من حالات الطلاق في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بحسب ما ذكرته "الإمارات اليوم"، وعلق المحامي ألان مانتل رئيس الأكاديمية الأميركية لمحامي الشئون الزوجية في نيويورك عى هذه الدراسة بقوله، "غوغل وفيس بوك وماي سبيس وتويتر تجعل من السهل إثبات خيانة شريك الحياة"، وأوضح مانتل أن هذه المواقع لم تسبب في تغيير معدلات الطلاق نفسها ولكنها سهلت الكشف عن الخيانة وقال، "الخيانة كانت موجودة دائماً"، ووفقا لمانتل فإن واحدة من كل زيجتين تقريبا تنتهي بالطلاق، وكانت منظمة قضاة الطلاق قد أوضحت مؤخرا أن 66% من حالات "الخيانة الالكترونية" كانت من نصيب موقع فيس بوك مقابل 15% لموقع ماي سبيس و 5% لتويتر، ويضعف الكثيرون، ومن بينهم شخصيات شهيرة أيضا، أمام فخ العلاقات الالكترونية، فقدت ذكرت وسائل الإعلام الأميركية مؤخرا أن الممثلة إيفا لونجريا إحدى نجمات مسلسل "زوجات بائسات" تقدمت بطلب للطلاق من زوجها لاعب كرة السلة توني باركر بعدما اكتشفت عن طريق الفيس بوك أن له صلة قوية بامرأة أخرى.

الطلاق في السعودية

الى ذلك كشفت مستشارة سعودية في شؤون الأسرة عن أن 66 حالة طلاق تسجل يوميا في المجتمع السعودي المحافظ بسبب سوء اختيار الشريك المناسب، وأوضحت افتخار آل دهنيم خلال مقابلة متلفزة أن حالات الطلاق في المملكة وصلت إلى مؤشرٍ خطير بات يهدد سلامة المجتمع، حيث بلغت 66 حالة طلاق يومي، وقالت "أن من أسباب زيادة الطلاق والخلافات الزوجية سوء اختيار الشريك وعدم تأهيل الأزواج إلى متطلبات وواجبات ومسؤوليات الزواج وانعدام التوافق الفكري والاختلاف البيئي والمناطقي بين الزوجين"، كما أعلنت جمعية سعودية وقوع 18765حالة طلاق في المملكة خلال العام الماضي، أي بمعدل حالة طلاق كل نصف ساعة، وقال الرئيس التنفيذي لفرع جمعية التوعية والتأهيل الاجتماعي «واعي» في المنطقة الشرقية عوض الحربي ان العام الماضي شهد أكثر من 1000 حالة تعنيف أسري، وأضاف الحربي، الذي كان يتحدث خلال لقاء تنظمه غرفة الشرقية مطلع كل شهر، ان %40 من المراهقين الموجودين في الاصلاحيات بالسجون يعودون مرة ثانية اليها، وأن أكثر من %40 من أولياء أمورهم يعانون من الأمية، أو من المستوى التعليمي المنخفض، اذ لا يوجد من بينهم سوى %9 ممن يحملون الشهادة الجامعية، وفي السياق ذاته تجاوزت نسبة الطلاق في السعودية، خلال الفترة الأخيرة، سقف الـ40٪. ونقلت صحيفة «الوطن»، عن رئيس محاكم منطقة تبوك، الشيخ سعود اليوسف أن زيادة نسبة الطلاق في المملكة قد تجاوزت في الفترة الأخيرة سقف الـ40٪، ووصف ذلك بالمؤشر الخطر على المجتمع، وكشف أخصائي الإرشاد الأسري عبدالله السدحان عن وقوع حالة طلاق في المملكة كل ست دقائق، وذلك من خلال دراسة أجراها، مؤكداً بذلك ارتفاع نسب الطلاق وتفاوتها بين الأزواج صغار السن وحديثي الزواج منهم. بحسب يونايتد برس.

طلاق يومي في مصر

في سياق متصل أظهر التقرير أن مصر تشهد حالياً حالة طلاق كل 6 دقائق بمعدل 240 حالة يومي، وكشف تقرير للجهاز المركزي المصري للتعبئة العامة والإحصاء عن تزايد عدد حالات الطلاق في مصر على نحو ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، ووفقاً لصحيفة "الوطن" السعودية، أشار التقرير إلى ارتفاع عدد المطلقات في مصر، إلى مليون و495 ألفاً، مرجعاً السبب في ذلك إلى الزواج في سن مبكرة، لافتاً إلى أن الطلاق منتشر أكثر في الطبقات الراقية عنه في الطبقات المتوسطة أو الفقيرة، وذلك بسبب انعدام المسؤولية التي تنعدم معها أهم الأسس والمبادئ التي تكفي لإقامة أسرة أو بيت، وكشفت الدراسة ارتفاع معدلات الطلاق خلال الخمسين عاما الماضية من 7 إلى 40 بالمائة، بنسبة 5.34 بالمائة في السنة الأولى من الزواج، و5.12 بالمائة في السنة الثانية، وأن مصر تشهد حالياً حالة طلاق كل ست دقائق بمعدل 240 حالة طلاق يومياً، وأن 40 بالمائة من حالات الزواج انتهت بالطلاق، وذكرت صحيفة "الوطن" اليومية أنه في السياق نفسه، أعدت هيئة "كير- مصر" و"منظمة بلان أسيوط"، دليلاً لكل مطلقة، يتضمن الأسباب الشائعة للطلاق، ومنها الأنانية، والهروب من المسؤولية، وضعف القدرة على التعامل مع الطرف الآخر، والزواج المبكر، وقالت مديرة برنامج حقوق المرأة بهيئة "كير- مصر" فيفيان مختار، إن المطلقة بعد طلاقها تمر بعدة مراحل، هي الصدمة وتشعر فيها بالقلق الشديد، وعدم تصديق ما حدث، ويتملكها إحساس بأنها مرفوضة من المجتمع، ثم التوتر حيث الشعور بالظلم والوحدة، وعدم الرضا عن الحياة، ثم مرحلة الاستقرار.

وينصح الدليل المطلقة باستعادة حياتها وألا تخجل من نفسها، وتعبر عما بداخلها بحرية مع الأهل والأقارب، وإبداء الرغبة في تكوين أسرة جديدة، من ناحيته قال أستاذ علم النفس الإكلينيكي بكلية التربية في جامعة القاهرة الدكتور يوسف صبري إن نسبة الطلاق في ارتفاع بوجه عام، خاصة في مصر، لافتاً إلى أن هذه الظاهرة لم تكن موجودة من قبل، وأضاف أن أبرز أسبابها اجتماعية، ومنها عدم التوفيق في الاختيار، لأن الاندفاع والسرعة في اختيار شريك الحياة، يؤديان إلى مفاجأة وصدمة بعد الزواج بسبب اختلاف الطباع والمزاج والميول، فتحدث قطيعة نفسية لا يستطيعون التعايش معها ثم يحدث الطلاق، وبحسب الصحيفة، أكدت رئيسة قسم الاجتماع والفلسفة بكلية التربية في جامعة القاهرة الدكتورة سامية خضر أن الطلاق منتشر أكثر في الطبقات الراقية عنه في الطبقات المتوسطة أو الفقيرة، وذلك بسبب انعدام المسؤولية التي تنعدم معها أهم الأسس والمبادئ التي تكفي لإقامة أسرة أو بيت، وأضافت أن نسبة الطلاق في الطبقات الفقيرة قليلة في مصر، أو تكاد تكون منعدمة بالمقارنة بمثيلاتها في الطبقة الراقية، وذلك بسبب النظرة المشوهة التي تتعرض لها الفتاة المطلقة في المجتمع الذي دائماً ينظر بعين الشك، فلا تجد مفراً سـوى التحمل، حـتى لا تحمل لقب مطلقة.

طلاق برسائل الجوال

فيما ذكر تقرير أن طاجيكستان أرجعت انتشار ظاهرة الطلاق برسائل الهاتف الجوال في البلاد إلى أحد السعوديين، واعتبرته أول من استخدم هذه التقنية في الطلاق، ووفقاً لصحيفة "سبق" السعودية الإلكترونية، كشف قاض بوزارة العدل في دوشنبه بطاجكستان، بأن التطليق عبر رسائل الجوال بين الطاجكستانيين بات منتشراً بشكل كبير، بعدما بثت وسائل الإعلام قبل عدة سنوات خبراً عن استخدام شخص سعودي رسائل الجوال لتطليق زوجته، معرباً عن اعتقاده بأن هذا الرجل السعودي هو أول من استخدم هذه التقنية في الطلاق، وأوضح القاضي أحمد، أن هناك عدداً متزايداً بين الرجال المسلمين الذين أصبحوا يطلقون زوجاتهم باستخدام رسائل الجوال، حيث يكتبون كلمة "الطلاق" ويرسلونها للزوجة ثلاث مرات متتالية، باللغتين العربية والطاجيكية، وأضاف أن المطلقة تحضر إلى المحكمة وتقدم للقاضي الرسائل المرسلة من الزوج، ويتم استدعاء الزوج للتأكد من قيامه شخصياً بإرسال رسائل الطلاق، ليتم بعدها وقوع الطلاق بطريقة رسمية، وإنهاء الإجراءات اللازمة، وأشار بأن هناك توجهاً حالياً لإصدار فتوى تحرِّم هذه الطريقة في طاجكستان، كما منعت سنغافورة الاعتراف بوقوع الطلاق باستخدام رسائل الجوال أو الإنترنت، ويُذكر أن بعض العلماء رفضوا هذه الطريقة، فيما يرى البعض الآخر أن الطلاق عبر استخدام الوسائل الإلكترونية مثل الجوال أو الإنترنت أو الفاكس جائز، ويقع الطلاق، قائلين إن هذا الأمر تحكمه النية.

التأثير على مهارات الطفل

من جهتها أظهرت دراسة أميركية جديدة أن أطفال المطلقين ليسوا أكثر عرضة لأن يعانوا من القلق والوحدة وقلة الثقة بالنفس والحزن فحسب، بل أيضاً يواجهون مشاكل في مهاراتهم الشخصية وعلاماتهم في اختبارات الرياضيات، وذكر موقع "هلث داي نيوز" الأميركي أن الباحثين في جامعة ويسكونسن-ماديسون وجدوا أن الأطفال يعانون من تراجع في هذه المهارات الشخصية والحسابية بعد انفصال الأهل، مقارنة بأقرانهم، وقال الباحث المسؤول عن الدراسة هيون سيك كيم قوله إنه "مفاجئ بعض الشيء أن الأطفال لا يعانون من هذه المشاكل في فترة ما قبل الانفصال"، لكن منذ مرحلة الطلاق يبدأ الأطفال بالتراجع في علامات الرياضيات وفي مهاراتهم الاجتماعية الشخصية"، وذكر كيم أن أطفال المطلقين معرضون لمشاكل سلوكية بينها القلق والوحدة وقلة الثقة بالنفس والحزن، لكن الأثر السلبي لا يسوء أكثر بعد سنوات من طلاق الأهل، وأشار الباحث إلى أن التغيير الدراماتيكي في مسكن العائلة، يشير إلى إمكانية تغيير مدارس الأطفال، كما أن طلاق الأهل قد يؤثر على الوضع الاقتصادي للعائلة ما قد ينعكس الطفل أيضاً.

طلاق على الطريقة اليابانية

من جهة اخرى يقف رجل ياباني وزوجته جنبا إلى جنبا محاطين بأصدقاء مقربين أمام رئيس التشريفات الذي يطلب منهما بنبرة جدية كسر خاتم الزواج بضربة مطرقة، هيروكي تيراي هو، كما يسمونه في بلاده، "المطلق" الموكل تنظيم المراسم التي يعبر خلاله الأزواج عن عدم تبادلهم الحب، قبل أن ينفصلوا وعلى وجوههم ابتسامة في أغلب الأحيان، ويقول تيراي "لا أعتقد أن مفهوم الطلاق أمر سلبي، فبدل أن يمضي الزوجان حياتهما في الشجار، من الأفضل أن يقطعا العلاقة ويبدأ كل واحد منهما حياة جديدة"، ومنذ ستينات القرن الماضي وحالات الطلاق في تزايد مستمر في اليابان، ومن نحو 70 ألف زوج سنويا وصولا إلى نحو 253 ألف سنة 2009، ويفسر تيراي هذا الاتجاه بتغير الوضع الزوجي والعلاقات داخل الأسرة الواحدة واستعداد مزيد من الأزواج إلى تغيير مسار حياتهم، ويقول تيراي وهو عازب في ال 31 من العمر "منذ صغري، أتساءل دوما لما لا يشارك الناس في مراسم طلاق في حين أنهم ينظمون مراسم زواج"، ويضيف "أحب الطلاق بالتراضي، إذا حصل ذلك معي، أود أن تكون هناك مراسم"، ونظم "المطلق" المراسم التاسعة والسبعين بحضور كينجي (38 عاما) وزوجته كيكو (36 عاما) بغية مساعدتهما على الانطلاق من جديد، كل في سبيله، وقال كينجي قبل مراسم الطلاق في طوكيو "نحن متزوجان منذ سبع سنوات وليس سهلا فسخ الزواج بتوقيع بسيط في أسفل وثيقة"، واضاف "إنها فرصة لنا كي نوضح مشاعرنا ويبدأ كل منا حياته من جديد"، ولكن كيكو بدت أقل حماسة للمشاركة في هذه المراسم، فقالت الشابة التي ارتدت ثيابا سوداء حدادا على زواجهما "لا أفعل ذلك إلا لأسدي خدمة أخيرة إلى زوجي السابق". بحسب فرانس برس.

وكان الزوجان قد وصلا منفصلين على متن عربة جر في حين لحق بهما الضيوف، إلى موقع مزين خصيصا للمناسبة، وقال تيراي مفتتحا المراسم "في خلفية قراركما بالطلاق، تكمن أمور معقدة كثيرة لا يفهمها أحد سواكم، ونصلي كي يشكل هذا اليوم بداية جديدة لكليكما"، ثم قدم لهما مطرقة طالبا منهما كسر خاتم الزواج معا، في خطوة تمثل آخر فعل مشترك لهما، على وقع تصفيق المدعوين، لكن الطليقة عجزت عن تمالك نفسها وأجهشت بالبكاء، وأقرت بابتسامة خجولة "أدركت بالفعل أنها النهاية، انتابتني نوبة من الكآبة، أنا مسرورة لأن كل شيء انتهى"، وأوضح تيراي الذي يوسع نشاطه ليشمل كوريا الجنوبية حيث نسبة الطلاق هي الأعلى في آسيا، أن رد فعل كيكو شائع جدا خلال المراسم، وأضاف "لكن بشكل عام، بعد كسر الخاتم، يبدو الزوجان مرتاحين ونرى وجهيهما مشرقين"، ويوضح "المطلق" أن الرجال بشكل خاص يرغبون في تنظيم مراسم لإعلان نهاية زواجهم رسمي، ويقول "عندما تنتهي العلاقة، تبدو المرأة قادرة على المضي قدما بشكل أسهل من الرجل الذي يجد صعوبة في تقبل ذلك، أعتقد أنه (الرجل) بحاجة إلى مناسبة لفسخ الزواج"، وقد عدل تسعة أزواج عن الانفصال بعد المراسم، أما كينجي فقال إنه تأثر بدموع زوجته السابقة وأعلن وهو يلقي نظرة رقيقة على كيكو "لم أعتقد قط أنها ستبكي". واقترح قائلا "ربما يمكننا التفكير قليلا بعد بشأن الطلاق"، لكن الشابة أجابت "لن أذهب إلى هذا الحد".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 15/أيلول/2011 - 16/شوال/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م