الكويت وأميركا حتى عام 2020!

حسن الأنصاري

كلام السفيرة الأميركية «إن الكويت لن تبقى لسنة 2020» هو تنبؤ يعبر عن سوء الأوضاع الحالية والاستمرار على نفس النهج من دون وضع أساليب المعالجة الفعلية للخروج إلى مستويات متطورة تدفع بالدولة للارتقاء إلى الأفضل!.

 ولكن علينا أن نكون حذرين من قضية فقدان الهوية الكويتية، وعلينا أن نعرف أن العالم العربي بأكمله يفتقر الى وجود مختبرات علمية لرسم الاستراتيجيات المستقبلية، بل هناك دول أوروبية تعاني من سوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وينتشر فيها الفساد!.

نعم , لا شك أن سوء التنظيم والتخطيط وهدر الأموال ونهبها أمور تسبب الانهيار للدولة إذا لم نتلاحق بتجميع القوى الوطنية القادرة على معالجة الأوضاع وتشكيلها في قوة واحدة بعيدا عن قاعدة «هذا ولدنا» وبعيدا عن تدخل سلطة الأعضاء أو المتنفذين!.

حين دخل الانجليزي المنطقة العربية يبحث عن النفط وفي نفس الوقت كان يقود جيوشنا في معارك خاسرة، حيث كنا نقتل بعضنا بعضا، وحين اطمئن الى ضعفنا خرج بعد أن ضمن مقدار حاجته للنفط ولم يفكر بالعودة ثانية إلا من خلال الأسواق التجارية والعلاقات الدبلوماسية والسياسية.

 أما الأميركي فعرف أننا نعاني من سوء التخطيط منذ تلك الحقبة ولا يهمه هذا التخبط والفوضى، و«الكاوبوي» لا مانع عنده من أن يكون راعيا للبقر أو أنعام أخرى، لذا فهو لا يفكر بالخروج من المنطقة طالما أنه أصبح من سكانها!.

ولو أن الانجليزي ولد العداء بيننا، فالأميركي ولد الثأر في بيوتنا وكل ذلك حتى يحقق خططه الاستراتيجية المستقبلية بعد أن وافق الكونغرس الأميركي على المشروع الصهيوني بمسمى «الشرق الأوسط الجديد» في عام 1983.

 بريطانيا قسمت المنطقة العربية إلى دول، وأميركا تريد ضم بعضها إلى بعض وتقسيم دول أخرى إلى دويلات ولكن لا ندري لو أن المستقبل سوف يجري «بما تشتهي السفن» حيث الحالة الاقتصادية الراهنة تهدد تماسك الولايات الأميركية المتحدة وأن التنبؤ قد يتغير لو غيرنا ما في أنفسنا .. وبقي الأميركي على جشعه المفرط القاتل!.

[email protected]

 

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 15/أيلول/2011 - 16/شوال/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م