التدخين والاوربيات والفيس بوك... ظاهرة المليار شخص

اعداد: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: نشرت مؤخرا بعض مراكز الدراسات الطبية والنفسية نتائج بحوثها المتعلقة بمخاطر التدخين على متعاطيه بالاضافة الى عوامل الادمان عليه، خصوصا بعد ازدياد حالات الوفيات بين المدخنين سواء من الرجال او النساء او حتى المراهقين. وكشفت الاحصائيات الاخيرة الى وجود اكثر من مليار مدخن حول العالم، على الرغم من الحملات المكثفة التي تنتهجها المنظمات الدولية وبعض الدول للحد من انتشاره.

حيث سعت بعض الحكومات الى رفع القيمة الضريبية على منتجات التبغ، بالاضافة الى اصدار بعض القوانين التي تحظر تدخينه في المناطق العامة المفتوحة منها او المغلقة، كاسلوب يحد من تلك الظاهرة السلبية في صفوف المجتمعات.

التبغ يقتل النصف

فقد قالت منظمة الصحة العالمية، إن "التبغ يقتل نصف من يتعاطونه تقريبا،" وقالت نشرة المنظمة "يودي التبغ، كل عام، بحياة ستة ملايين نسمة تقريباً، منهم أكثر من خمسة ملايين ممّن يتعاطونه أو سبق لهم تعاطيه وأكثر من 600 ألف من غير المدخنين المعرّضين لدخانه."

ولفتت المنظمة على موقعها الإلكتروني إلى أنه "من الممكن، إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة، أن يزيد عبء الوفيات ليبلغ أكثر من ثمانية ملايين حالة وفاة بحلول عام 2030."

ويعيش نحو 80 في المائة من المدخنين البالغ عددهم مليار شخص على الصعيد العالمي في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل، كما أن إجمالي استهلاك التبغ آخذ في الزيادة على الصعيد العالمي، وفقا للمنظمة.

ونشرت المنظمة الدولية عدة حقائق عن التبغ، وقالت إنه "تسبب في 100 مليون وفاة في القرن العشرين. وإذا استمرت الاتجاهات السائدة حالياً فسيتسبب في نحو مليار وفاة في القرن الحادي والعشرين."

ولمناسبة اجتماع الأمم المتحدة، قالت المنظمة "تودي الأمراض غير السارية الرئيسية الأربعة، وهي الأمراض القلبية الوعائية والسرطان وأمراض الرئة المزمنة والسكري، بحياة ثلاثة أخماس الناس في جميع أنحاء العالم، وتخلّف أضراراً اجتماعية واقتصادية كبيرة داخل البلدان، لاسيما البلدان النامية."

وأضافت "يمثّل قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بتنظيم اجتماع رفيع المستوى بشأن الأمراض غير السارية يومي 19 و20 سبتمبر/أيلول 2011 فرصة فريدة من نوعها تُتاح أمام المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات تمكّن من التصدي للوباء وإنقاذ ملايين الأرواح وتعزيز المبادرات الإنمائية.

التدخين يفتك بالأوروبيات

فيما أفادت دراسة قدمت في مؤتمر اللجنة الأوروبية لعلم القلب في العاصمة الفرنسية باريس، بأن النساء يعشن أطول من الرجال إجمالاً في أوروبا، لكن هذا الفارق يتقلص نتيجة لجوء أعداد أكبر من الأوروبيات إلى التدخين وشرب الكحول.

وقال الباحثون، الذين أشرفوا على الدراسة، برئاسة الدكتور دييغو فانوزو بمركز ميلانو لتفادي أمراض القلب والأوعية الدموية في إيطاليا: إن عدد وفيات الرجال والنساء بات متقارباً في 27 دولة من الاتحاد الأوروبي، والسبب يعود إلى تدخين عدد اكبر من النساء وشربهن الكحول.

وأوضح ان مليونين و416 ألفا و786 رجلاً ماتوا في العام 2009 مقابل مليونين و141 ألفا و48 امرأة، لكن النساء يمتن في سن أكبر من الرجال. وأشار إلى ان العمر المتوقع عند الولادة في الاتحاد الأوروبي كان 82.4 سنة عند النساء و76.4 سنة عند الرجال، أي ان الفارق 6 سنوات إلا انه يختلف من بلد إلى آخر. ولفت إلى أن العمر المتوقع عند الولادة يتراوح عند النساء بين 77 سنة في بلغاريا و84.8 سنة في فرنسا، في حين أنه يتراوح عند الرجال بين 66.3 سنة في ليتوانيا و80 سنة في إيسلندا.

وأكد أن الفارق بين العمر المتوقع عند الولادة لدى الجنسين موجود في دول الاتحاد الأوروبي الـ27، وهو دائماً لمصلحة النساء، وهو الأدنى في إيسلندا (3.3 سنوات) والأعلى في ليتوانيا (11.3 سنة).

يحتقرون المدخنين

كما كشف استطلاع للرأى أجرته مؤسسة جالوب الأمريكية أن معدلات الرفض للمدخنين واحتقارهم داخل المجتمع الأمريكي تتزايد باستمرار  فأثبتت نتائج الدراسة أن 25% من الأمريكيين لا يحترمون ويشمئزون من المدخنين، وينظرون إليهم بنوع من الازدراء، في مقابل 14% من الامريكيين في فترة التسعينيات.

وقالت صحيفة "يو إس إيه توداى" :إن المدخنين السابقين، أو من أقلعوا حديثا عن التدخين،  ليسوا أكثر تعاطفا مع المدخنين الحاليين، بالعكس فإن 5 % من المدخنين أنفسهم يشمئزون من أمثالهم من مستخدمي التبغ.

وأوضحت الصحيفة أن المدخنين داخل أمريكا يواجهون التهميش الاجتماعى، مثل الإعلانات المنتشرة لمناهضة التدخين والشروط التقييدية للمدخنين، التي تمنعهم من ممارسة هذه العادة السيئة سوى في أماكن مخصصة لهم، وارتفاع أسعار علب السجائر والضغط المتزايد لمنع التدخين من قبل الأطباء وشركات التأمين والموظفين وحظر التدخين داخل الحرم الجامعي علي مستوي 500 جامعة، وبالرغم من ذلك لا يزال 19.3 % من سكان الولايات المتحدة يدخنون.

وأوضح تقرير حديث صدر عن مراكز المكافحة والوقاية من الأمراض الأمريكى أن المدخنين بشراهة (30 سيجارة يوميا) انخفضت نسبتهم إلي 8 % لعام 2010، مقابل 13 % عام 2005.

وأكد باتريك رينولدز مؤسس منظمة "أمريكا بلا تدخين" وهو حفيد مؤسس شركة آر جي رينولدز لصناعة السجائر:"فشل مدخن فى الاقلاع عن التدخين لمرة أو مرتين لا تعنى أن محاولات الفشل ستتواصل بعد ذلك، فالمحاولات الفاشلة ماهى إلا جزء من رحلة طبيعية يواجهها أى مدخن".

ويعتقد رينولدز أن معظم المدخنين يشعرون بالخجل الشديد عند استخدامهم التبغ، وإن كانت صفوف المدخنين تحتوي علي من هم أكثر جرأة ويطالبون بعدوانية بحقهم فى التدخين.

وأكد مارك ليبتون، طبيب نفسي، أن 30 - 35 % من المدخنين يعانون من القلق والاكتئاب.

وأضاف ليبتون وهو مدخن سابق امتنع عن التدخين عندما توفى والده بالسرطان الناتج عن التدخين، أن المدخن الذى يؤمن بإمكانية الاقلاع عن التدخين ينجح أكثر من غيره.

كما أكدت دراسة نشرتها الثلاثاء مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) في الولايات المتحدة ان عدد الأميركيين المدخنين يسجل انخفاضا مستمرا وان المدخنين أصبحوا يدخنون أقل من قبل.

وأشارت الدراسة التي استندت الى أرقام من العام 2005 الى العام 2010، الى أن 19,3% من الأميركيين الذين تتعدى أعمارهم الثامنة عشر يدخنون، أي 45,3 مليون شخص، مقابل 20,9% سنة 2005.

وقد انخفض عدد المدخنين المنتظمين (30 سيجارة أو أكثر في اليوم) من 12,7% إلى 8,3% فيما ارتفع عدد الأشخاص الذين يدخنون تسع سجائر أو أقل من 16,4% الى 21,8%.

وتعليقا على هذه الدراسة، أكد مدير "سي دي سي" توم فريدن ان "عدد المدخنين في الولايات المتحدة اليوم أقل بثلاثة ملايين منه قبل خمس سنوات"، مضيفا ان "الذين ما زالوا يدخنون أصبحوا يدخنون أقل... يمكننا تحقيق نتائج أفضل بتوسيع برامج المساعدة على الاقلاع عن التدخين".

وعلى الرغم من التقدم الملحوظ، يبقى انخفاض عدد المدخنين بين العامين 2005 و2010 أدنى منه في السنوات الخمس الماضية.

وبحسب "سي دي سي"، يعتبر التدخين والتدخين السلبي السببين الرئيسيين للأمراض والوفيات التي يمكن تفاديها في الولايات المتحدة حيث تسجل 443 ألف حالة وفاة سنويا.

وأشار مدير قسم التبغ والصحة في "سي دي سي" تيم ماكافي الى أن "الدراسة تنذر بالخير من نواحي عدة. فعدد المدخنين ينخفض بوتيرة أبطأ ولكننا على الطريق الصحيح".

واعتبر فريدن وماكافي ان انخفاض عدد المدخنين يعزى الى حملات مكافحة التبغ وزيادة الضرائب على علب السجائر ومنع التدخين في الأماكن العامة.

ويسجل التدخين لدى الرجال (21,5%) ومن يعيشون دون خط الفقر (28,9%) نسبة أعلى منها لدى النساء (17,3%).

والشهر الماضي، رفع أربعة مصنعي تبغ أميركيين شكوى ضد الوكالة الأميركية للأغذية والعقاقير، معتبرين ان إرغامهم على التحذير من مضار التدخين على علب السجائر أمر "غير دستوري".

التدخين في الصباح

من جهتهم قال باحثون أميركيون أن الأشخاص الذين يدخنون صباحا بعد الاستيقاظ أكثر عرضة للإصابة بالسرطان، مقارنة بمن يدخن لاحقاً خلال اليوم. وأفادت شبكة “سي إن إن” الأميركية أن دراستين أجرتهما جامعة بن ستايت للطب ونشرتا بمجلة مجتمع السرطان الأميركي وجدتا أن التدخين بعد الاستيقاظ صباحاً يجعل الأشخاص عرضة أكثر للإصابة بسرطان الرئتين والرأس والرقبة.

وأوضح الباحث المسؤول عن الدراستين أن معدلات النيكوتين وربما مواد سامة أخرى موجودة بالتبغ تكون مرتفعة أكثر لدى هؤلاء المدخنين الصباحيين، وقد يكونون أكثر إدماناً من المدخنين الآخرين.

وتبين أن الأشخاص الذين يدخنون أول سيجارة لهم خلال فترة 31 دقيقة إلى ستين دقيقة بعد الاستيقاظ صباحاً، هم أكثر عرضة بنسبة تتخطى 30% للإصابة بسرطان الرئة، وقد تزيد النسبة إلى 80% لدى من يدخنون خلال النصف ساعة الأولى بعد الاستيقاظ.

أما بالنسبة لسرطان الرأس والرقبة فإن من يدخنون خلال الفترة بين 31 وستين دقيقة بعد الاستيقاظ، يكونون أكثر عرضة للإصابة به بنسبة تزيد على 40%، وتزيد النسبة إلى 80% لدى من يدخنون خلال النصف ساعة الأولى بعد الاستيقاظ.

الفيسبوك!

الى ذلك أشارت إحصائية أعدها المركز الأمريكي لدراسات الإدمان CASA، أن المراهقين الذين يفرطون في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك، يصبحون عرضة للوقوع فريسة إدمان التدخين أو شرب الكحول أو حتى الحشيش أكثر من نظرائهم الذين لا تشغل تلك المواقع حيزاً واسعاً من أوقاتهم.

وبحسب الإحصائية، فإن المراهقين المنغمسين في الاستخدام اليومي لمواقع التواصل الاجتماعي يتعرضون لإمكانية إدمان التدخين أكثر بخمس مرات من المعدلات العادية، كما يتعرضون لإمكانية الإدمان على الكحول أكثر بثلاث مرات من سواهم.

وقال مدير المركز، جو كاليفينو: "هذه النتائج مرعبة وهي تظهر تأثير فوضى التعبير على عالم الانترنت والبرامج التلفزيونية على المراهقين وإمكانية تحويلهم إلى مدمنين على مواد ضارة،" وفقاً لمجلة "تايم" الشقيقة لـCNN.

ولا تقدم الإحصائية الكثير من المعلومات حول المعطيات الجانبية التي قد تؤثر على هذه النتائج، ومن بينها طبيعة العلاقة بين المراهقين المدمنين وعائلاتهم.

وشملت الدراسة ألف مراهق تتراوح أعمارهم بين 12 و17 سنة، وقال 70 في المائة منهم إنهم يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي يومياً، وذكر 10 في المائة من أفراد هذه الشريحة أنهم يستهلكون منتجات التبغ، بينما أقر 26 في المائة منهم بشرب الكحول، و13 في المائة بتدخين الحشيش.

وبالمقارنة مع الشريحة العامة لجميع المراهقين الذين شملتهم الإحصائية، فإن 8 في المائة يستهلكون منتجات التبغ، بينما يشرب 21 في المائة الكحول، ويعمد عشرة في المائة فقط منهم إلى تدخين الحشيش.

ولفتت الدراسة إلى أن 40 في المائة من الذين شملهم البحث شاهدوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد يظهر فيها مراهقون آخرون وهم يستخدمون المخدرات أو يتناولون الكحول.

المدخنات والقلب

في السياق ذاته وجدت دراسة أمريكية أن النساء المدخنات أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب مقارنة بالرجال، ولم يستطع العلماء بعد تحديد الأسباب.

وتوصلت الدراسة التي أعدها باحثون في جامعة منيسوتا الأمريكية ونشرت في دورية "لانسيت" الطبية البريطانية، إلى أن خطر الإصابة بأمراض القلب هو أكثر، بمقدار الربع، لدى النساء المدخنات منه لدى الرجال.

وقد شملت الدراسة 2.4 مليون مدخن، وراجعت 75 صنفاً من المعلومات التي توافرت لديها من دراسات سابقة امتدت من العام 1966 حتى العام 2010 وتحدثت عن أن التدخين يزيد خطر الإصابة بمرض تصلب الشرايين وبالتالي احتمال التعرض الى أزمات قلبية، بمقدار الضعف.

ووصفت مؤسسة العناية بالقلب البريطانية نتائج الدراسة بـ"المخيفة"، خصوصاً وأن النساء اعتدن تدخين عدد أقل من السجائر مقارنة بعدد السجائر التي يدخنها الرجال.

وتعتبر منظمة الصحة العالمية أن أمراض القلب من أكثر الأمراض فتكا بالناس، إذ يموت بسببها أكثر من 7 ملايين شخص سنوياً.

وقال الباحثون إن السبب الكامن وراء زيادة خطر إصابة المدخنات بأمراض القلب أكثر من الرجال، مازال "غير واضح" بعد لكن هناك سببين محتملين، الأول الفروق البيولوجية بين الجنسين، والثاني طريقة تدخين المرأة.

ويتوجب على المدخنين أن يفكروا مرتين قبل المضي في هذه العادة السيئة بعدما أظهرت دراسة جديدة أنها التدخين يزيد من خطر الإصابة بعدم انتظام دقات القلب.

وأفاد موقع "هيلث داي نيوز" الأميركي أن باحثين من عيادة "مايو" الأميركية أجروا دراسة ظهر من خلالها أن التدخين يرفع خطر المعاناة من اضطراب دقات القلب.

وراجع الباحثون الأميركيون بيانات أكثر من 15 ألف شخص بين الـ45 والـ54 من العمر، تمت متابعتهم لمدة متوسطها 15 سنة، واكتشفوا أن 876 منهم عانوا من عدم انتظام دقات القلب خلال هذه الفترة.

وبيّنت الدراسة أن خطر عدم انتظام دقات القلب كان 1.32 مرة أعلى عند المدخنين السابقين، ومرتين أعلى عند المدخنين الحاليين مقارنة بالذين لم يدخنوا أبداً.

وقالت إحدى معدات الدراسة ألانا شامبرلاين، إن عدم انتظام دقات القلب "حالة صحية خطيرة تتسبب بتراجع نوعية الحياة وترفع إلى حد كبير خطر الإصابة بالجلطات".

الحمض النووي للجنين

في حين أظهرت دراسة أمريكية أن تدخين المرأة أثناء فترة الحمل قد يزيد خطر تعرّض جنينها لتغير في حمضه النووي يجعله عرضة لأمراض مثل الربو. ووجد الباحثون أن هذا التغير في الحمض النووي يمكن أن يغيّر الوظيفة المعتادة لأحد الجينات التي تلعب دوراً هاماً في كثير من سرطانات البشر والرد المناعي المعروف باسم "ايه اكس أل".

وقال الباحثون الذين أجروا الدراسة في جامعة ساوذرن كاليفورنيا إن هذا التغيّر الجيني يتضاعف عند الأطفال الذين كانت أمهاتهم تدخن أثناء الحمل بهم.

وتبيّن رابط أقوى عند الإناث أكثر من الذكور، ولم يظهر رابط بين تدخين الجدة وهذا التغيّر الجيني عند الأم وأولادها. وقال الباحثون إن الجينات التي أصابها التغيير، والتي يمكن أن تنتقل من الأهل إلى الطفل قد تفسّر سبب أن بعض الأطفال أكثر عرضة من غيرهم للإصابة ببعض الأمراض مثل الربو.

وقالت الباحثة المسؤولة عن الدراسة كاري بريتون "وجدنا أن الأطفال الذين تعرضوا في الرحم لتدخين الأم زادت لديهم نسبة التعرض لتغيير في الحمض النووي للجين ايه اكس أل"."يو بي اي".

النرجيلة ليست أكثر اماناً من السجائر

من جانب آخر يلجأ الشباب الأميركي بشكل متزايد إلى تدخين النرجيلة ظناً منهم بأنها أكثر أماناً من السجائر، في حين تظهر دراسة أن للنرجيلة الخطر نفسه الذي تحدثه السجائر.

ونقل موقع "لايف ساينس" الأميركي عن الباحثة المسؤولة عن الدراسة في مركز "وايك فورست بابتيست الطبي"، ارين ساتفين، أن "رواج تدخين النرجيلة بين الشباب ينذر بالخطر مع احتمال الآثار السلبية على الصحة". وأضافت "للأسف فإن الكثير من الشباب لديهم معلومات خاطئة بشأن سلامة تدخين النرجيلة، ويعتقد بعضهم خطأ بأنه أكثر أماناً من تدخين السجائر".

ووجد الباحثون في استطلاع اجروه بـ 8 جامعات في كارولينا الشمالية أن 40.3% من الشباب أي أكثر من ثلث الطلاب، دخنوا التبغ عبر النرجيلة، فيما 46.6% دخنوا السجائر. وتبين أن 25% من الطلاب يدخنون السجائر حالياً، مقابل 17.4% يستخدمون النرجيلة.

وظهر أن الذكور أكثر استخداماً للنرجيلة، وتبيّن أن هناك اعتقاداً سائد بين الشباب بأن النرجيلة أقل أذية من السجائر. وحذر الباحثون من أن انابيب النرجيلة وخاصة تلك الموجودة في المقاهي قد لا تكون منظفة جيداً، وبالتالي فهي قد تنقل الأمراض المعدية بين مستخدميها.

وقال العلماء إنه في حين الأبحاث ما زالت جارية بشأن تدخين النرجيلة، إلا ان الأدلة تظهر أنه يشكل الخطر نفسه الذي تحدثه السجائر، فقد تحتوي النرجيلة على كميات عالية من المركبات السامة، بينها أول اوكسيد الكربون، والمعادن الثقيلة، والمواد الكيميائية المسببة للسرطان.

التدخين السلبي له علاقة "وطيدة" بالسكري

على صعيد متصل ذكرت دراسة ان دخان السجائر يرتبط بزيادة خطر الاصابة بالنوع الثاني من البول السكري الذي كان يعرف من قبل باسم سكري الكبار لكل من المدخنين ومن حولهم.

وذكرت الدراسة التي نشرت في دورية رعاية البول السكري انه كلما تعرض المدخنون السلبيون للدخان كلما زاد خطر اصابتهم بالسكري الذي ينتج عن مقاومة الانسولين حيث تفشل الخلايا في استخدام الانسولين على نحو سليم.

وكتب جون فورمان من مستشفى بريجهام للنساء في بوسطن الذي قاد الدراسة "كشف الادلة المتراكمة على وجود ارتباط ايجابي بين التدخين الايجابي وخطر الاصابة بالبول السكري لكن الدراسات السابقة كان لديها معلومات محدودة عن التدخين السلبي او التغيرات في سلوك التدخين مع مرور الزمن."

وتتبعت الدراسة 100 الف امراة خلال 24 عاما. وفي 1982 قدمت السيدات المشاركات في دراسة صحة الممرضات معلومات عن الوقت الذي يقضينه على مقربة من دخان السجائر. وخلال السنوات الاربع والعشرين التالية تم تشخيص اصابة سيدة من بين كل 18 سيدة بالنوع الثاني من البول السكري.

ووجد فورمان ومجموعته ان النساء اللائي دخن اكثر من علبتي سجائر يوميا كان لديهن اعلى احتمالات الاصابة بالسكري مع اصابة حوالي 30 من المدخنات الشرهات بالسكري سنويا من بين كل 10000 امراة في الدراسة مقارنة بحوالي 25 امراة لم يدخن ولم يقضين وقتا معرضات لدخان سجائر اشخاص اخرين.

وكانت المخاطر اعلى بالفعل بالنسبة للمدخنات السابقات والنساء اللاتي تعرضن لتدخين سلبي في هاتين المجموعتين وأصيبت حوالي 39 امرأة من بين كل 10000 امراة بالبول السكري كل عام.

وعند الاخذ في الاعتبار متغيرات مثل الوزن والعمر وتاريخ الاسرة بالاصابة بالسكري فان المدخنات السابقات يتزايد لديهن خطر الاصابة بالبول السكري بنسبة 12 بالمئة مقارنة بالنساء اللاتي كان يتعرضن بانتظام للتدخين السلبي.

الإقلاع

من جانبهم قال باحثون أمريكيون في حديث مع مجلة "ناتشر نويروساينس" إنهم توصلوا إلى طريقة لإجراء مسح دماغي تكشف عن مدى مقدرة الشخص على الإقلاع عن التدخين. وذكر الباحثون أن الدراسة تقوم على قياس ردود الأفعال الصادرة من منطقة معينة من الدماغ على رسائل خاصة بالتوقف عن التدخين مشيرين إلى أنه كلما كانت هذه الردود قوية كلما كان إقلاع الشخص عن التدخين أسهل. وأضاف الباحثون أن هذه المنطقة المشار إليها من الدماغ تشارك في صياغة المعلومات الذاتية إذ أنها تنشط على سبيل المثال حال إمعان الشخص التفكير عن ذاته.

وشملت الدراسة التي أجرتها البروفيسورة هانا فاي شوا من جامعة ميتشجن الأمريكية مع فريق البحث الخاص بها 91 شخصا يريدون الإقلاع عن التدخين.

وطور العلماء رسائل شخصية تتعلق بتحمل كل فرد على حدة حيث تعمل هذه الرسائل على تقوية دوافع الشخص خلال فترة الإقلاع عن التدخين ، وجرى تحديدهذه الرسائل بناء على مقابلة شخصية مفصلة مع كل مشارك.

وقام الباحثون بتقديم هذه الرسائل للمشاركين قبل بدء برنامج الإقلاع عن التدخين وفي نفس الوقت كانوا يقومون بمسح مناطق معينة من الدماغ.

وتبين أنه بعد مرور أربعة أشهر على بدء البرنامج أقلعت مجموعة مشاركين في الدراسة اتسم رد فعل أدمغتهم على الرسائل الموجهة خلال عملية المسح بالقوة. وقال الباحثون إن دراستهم أثبتت نجاح البرامج الصحية التي يكثر استخدامها حاليا لمساعدة الناس على تغيير سلوكهم مثل الإقلاع عن التدخين أو الحد منه.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 13/أيلول/2011 - 14/شوال/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م