شبكة النبأ: اعتاد طالب محمد رشيد ان
لا يتذمر من متطلبات زوجته المتكررة سيما انه درج على هذا الامر منذ
سنوات زواجه الاولى. وطالب هو اب لثلاثة اطفال ومتزوج منذ سبع سنوات،
ويعمل معلما للغة العربية في احدى مدارس البلاد.
ويرى طالب ان زوجته كثيرة الطلبات ولا تراعي وضعه الاقتصادي ودخله
المحدود حيث يقول لـ(شبكة النبأ المعلوماتية):‘‘قياسا الى وضعنا المادي،
زوجتي تطلب الكثير، لكن عندما اقارنها ببقية صديقاتها ومستواها المعيشي
قبل زواجنا فطلباتها تبدو لي مشروعة’’ ويضيف‘‘اشعر انني عاجز ومقصر،
عندما تطلب مني شيء لا استطيع جلبه لها، وكثيرا ما اغض البصر عندما
اراها قد جلبته لنفسها خجلا منها، فزوجتي كانت تعيش مرفهة في بيت اهلها،
اما معي فهي تشعر بنوع من الحرج وقلة الحيلة بسبب محدودية قابليتي
المادية’’.
اما سعيد عزيز 24 عام، متزوج من سنتين فيقول ‘‘زوجتي تساعدني في
افراغ جيبي، عندما استلم مرتبي الشهري، وبذلك تقلل عني ثقل النقود التي
تملأه، بطلب واحد منها لفستان وتوابعه لحفلة قد نحتفل بها بعد اسبوعين،
او لعطر تغير به جو مزاجنا عندما نكون معا، او لانها تمل الاشياء
الروتينية وتود التغيير!.
ويضيف ايضا ‘‘انها تطلب كل ما تشتيه نفسها وتراه عينها، وغالبا ما
تجعلني طلباتها، اعترف انها ذكية جدا في كيفية التوصل اليها، فزوجتي
احيانا تشتهي مني (لبن العصفور)، ولا عذر لي بعدم توفره في الاسواق
لاجلبه لها!
اما شيماء محمد علي، فهي شابة في منتصف العقد الثالث من عمرها،
ومتزوجة من خمس سنوات، و(موظفة في المطبخ) حسب ما ارادة ان تعرف
وظيفتها! لـ(شبكة النبأ المعلوماتية) فتقول‘‘عندما اطلب من زوجي شيء ما،
فأنه يحدق بي احيانا متسائلا ما فائدة هذا؟ ولماذا تريديه؟ او انت
تملكين ما يغنيك عن هذا الشي فلم تريديه؟ وتقول:‘‘في بعض الاحيان يعدني
ان يوفره لي لاحقا، واحيانا اخرى يستقرض بعض الاموال لجلبه، واحيانا لا
يجلبه لي ويدعني استسلم لليأس!
اما علي حسن محمد وهو في السادس والثلاثين من عمره، متزوج من ثمان
سنين وله ولد وبنتان، فيعبر عن انزعاجه من طلبات زوجته قائلا: صراحة،
وصلت الى مرحلة، اتوقع فيها في كل مرة تناديني بأسمي ان تطلب مني شيء
رأته عند جيراننا، او شاهدته عند احدى اخواتها، او حتى ظهر في برنامج
عالم التسوق في احدى القناة الفضائية!،وهذا بالتأكيد يشعرني بالتوتر
وشد الاعصاب، والى جدال مطول حول حاجتها الى ما تطلبه، رغم اننا نعيش
في منزل لايفتقر شيء من مقومات الحياة الاساسية، كما ان كل احتياجاتها
الضرورية والكمالية موفرة، لكنها لا تزال تقول هل من مزيد!
ويقول في موقف تعرض له ‘‘حقيقة افلح في موقف او اثنين، من اصل مئة
موقف بثنيها عن رأيها، واقناعها عن العدول في طلبها، بالشرح المطول في
كل مرة عن حدود امكانيتي المادية فمرة كنا في الذهب وأصرت ان ندخل
لنتفرج فقط على اخر المصوغات الذهبية، وبعد اخذ وعطاء وافقت على طلبها،
لاني اعرف انها ستورطني بشراء حلية ما من هناك، وبعد ان دخلنا، وقعت
عينها على ما تخم ذهب راق لها فقالت فقط لنسأل عن سعره، فبقيت لا اعرف
ماذا اقول، واكتفيت بان ارد : بلا بأس، وكانت المفاجئة مذهلة ان سعره
ستة ملايين دينار عراقي، فقلت الحمد لله، دعينا نخرج قبل ان اصاب
بالجلطة!
اما رحيم عبد الامير وهو جد يرى حفيديه فيقول: اختلفت احتياجات
المرأة قديما، عنها حاليا، فاليوم اصبحت تريد الهاتف النقال(الموبايل)
لتتحدث ساعات الى امها، وطبعا لابد للزوج، ان يوفر لها ايضا الملابس،
التي ما انزل الله من السلطان، وعليه ان يخرج كل اسبوع الى المنتزه
لترفيه العائلة، التي يتعكر مزاجها من الحبس بين جدران اربع!
ويضيف خلال حديثه مع (شبكة النبأ المعلوماتية): في مقارنة بين
المرأة بالامس والمرأة اليوم‘‘ في ايام زمان، كانت المرأة لاترى الشارع
الا بيوم زفافها، ويوم تذهب الى حج بيت الله الحرام، ويوم تذهب الى
مثواها الاخير، وكانت قانعة بما (يتعطف) به عليها زوجها او ابوها او
اخوها، اما نساء اليوم فمنهن صارت من تأخذ ما تراه حقها من فم الاسد!
اما الباحث الاجتماعي، عبدالكريم العامري فيرى ان الاصل في العلاقة
الزوجية هو التكافؤ من كل الجوانب، فأذا زادت طلبات المرأة عن
الميزانية التي تعيش فيها مع زوجها فهذا خرق لهذا التكافؤ بينهما،
ويؤدي حتما الى اختلال ميزان العلاقة الزوجية المستقرة، من كل النواحي
اولها اقتصاديا واجتماعيا وانتهاءا بنفسيا.
ويضيف:‘‘ ان من تأثيرات الاضطهاد الاقتصادي، الذي تمارسه المرأة بحق
شريك حياتها، ان تزعزع الميثاق المقدس بينهما، اذا تتحول العلاقة الى
اخذ دون عطاء مكافيء،، ويرى انه ‘‘لا يمكن حصر المسؤولية بجانب واحد،
فتربية الزوجة قبل الزواج تشكل محور في المسؤولية، كما ان وضعها
الاقتصادي هي نفسها له تأثير ايضا، فالزوجة ربة البيت، تكون قليلة
المتطلبات، قياسا بالزوجة الموظفة او العاملة، نظرا لاتساع قاعدة
الاحتكاك الاجتماعي في الحالة الثانية، وقد تكون الدوافع الشخصية
السلبية كالغيرة ومقارنة النفس بالاخرين من الاسباب التي تؤدي الى
انتشار هذه الظاهرة ايضا، كما ان ازدياد طموح المرأة لتطوير نفسها
وبيتها يشكل موردا اخر لازدياد المتطلبات الاساسية والثانوية على
الزوج، كما يجب لا نغفل بيئة الزوجة قبل زواجها، فإذا كانت من عائلة
مرفهة فلا عذر للزوج في عدم تلبية رغباتها، وان كانت فوق طاقته، لانه
يعلم مسبقا بأحتياجاتها، ويبقى لها وحدها ان تعذره فيما تطلب، كما يجب
ان تراعي بهذه الحالة التشارك معه، اما اذا كانت من بيئة اقتصادية
مماثلة فالتكافؤ والتشارك بالاعباء والمسؤوليات، يقع على عاتقهما معا. |