آخر افتراءات الشرقية

كاظم فنجان الحمامي

كانت صدمة كبير لنا جميعا عندما فاجأتنا (الشرقية) بأخبارها العاجلة مساء يوم الخميس 25/8/2011، تقول الشرقية: (مدعومون من إيران يقصفون ميناء مبارك بثلاث صواريخ)، وقع علينا الخبر كما الصاعقة، خصوصا بعد أن ظهر علينا المذيع بصوته المتشنج، ليشرح لنا كيف انطلقت الصواريخ، وفي أي اتجاه ذهبت، وكيف قامت إيران بتأهيل وتدريب عناصر بعض المليشيات، وكيف أعدتهم لتنفيذ مهمة دك ميناء مبارك بصواريخ الكاتيوشا الموجهة لضرب الأهداف الكويتية المتحركة والثابتة في عمق جزيرة (بوبيان).

كانت (الشرقية) تتحدث بثقة عالية، وكأنها كانت في المكان، الذي انطلقت منه الصواريخ، وزعمت أنها حصلت على معلوماتها الرصينة من (مصادر أمنية موثوقة)، أو أنها حصلت عليها من (جهات رسمية لا تريد الكشف عن اسمها)، في حين اتفقت الفضائيات الكويتية كلها على تكذيب الخبر، وطالعتنا الصحف الكويتية في اليوم التالي، بأنباء تفصيلية، تنفي نفيا قاطعا سقوط أية صواريخ على جزيرة بوبيان، وتنفي سقوطها على المقتربات البحرية والبرية لموقع الميناء، ونشرت جريدة (القبس) الكويتية تكذيبها لأخبار (الشرقية) على الرابطة:

http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=730435&date=27082011

ما يبعث على الدهشة ويثير الأعصاب أن الكويتيين أنفسهم، ينفون الخبر جملة وتفصيل، في الوقت الذي انفردت فيه (الشرقية) وحدها ببث الخبر بشكله التحريضي الملفق لغايات في نفسه، وهي غايات مسمومة كانت تنفثها أبواق (الشرقية) من وقت لآخر لزعزعة الوحدة الوطنية، وإشاعة الفوضى، وإخراس الأصوات الحرة المدافعة عن الحقوق العراقية المغتصبة.

فالخبر العاجل الذي بثته (الشرقية) مشبع بالتلميحات والإيحاءات التشكيكية، ويعطي الانطباعات التالية:-

• إيهام الناس بان إيران هي التي تسعى لتدمير مشروع ميناء مبارك، من اجل تعزيز قوتها المينائية في المنطقة، من دون أن تدري (الشرقية) أن إيران تمتلك أكثر من (45) ميناء ومرف، ولا يؤثر عليها ميناء مبارك، فتأثيره يقع بالكامل على الموانئ العراقية وحدها.

• تشويه صورة المنظمات الوطنية العراقية المعترضة على إقامة ميناء مبارك في هذه المنطقة الحساسة من خور عبد الله، واتهامها بالعمالة لإيران.

• خنق الأصوات العراقية المطالبة بمنع تنفيذ المشاريع المينائية الكويتية المناوئة للعراق، وإجبارها على اللجوء للصمت والسكوت في مواجهة تلك المشاريع حتى لا تنسحب عليها تهمة العمالة لإيران.

• إرباك المواقف الوطنية، والتشكيك بمصداقية الشعارات الداعية إلى عدم الإذعان لتطبيقات أحكام القرار الجائر (833).

• تحريض الكويت ضد العراق، وتشجيعها على تنفيذ المزيد من المشاريع الاستفزازية الحدودية.

• إقناع الرأي العام العربي بان فكرة الاعتراض على ميناء مبارك، فكرة مستوردة من إيران.

• استخدام أزمة ميناء مبارك لإشعال فتيل النزاعات الإقليمية في حوض الخليج العربي، وبالتالي زعزعة استقرار المنطقة.

ونقول للشرقية وللقائمين عليها أننا في العراق لن نتأثر بهذه الحملات الإعلامية المغرضة، ولن نتأثر بهذه الأساليب الكاذبة الملفقة، وان مطالبتنا بحماية الممرات الملاحية الوحيدة المتبقية للعراق، في هذه المنطقة الضيقة، تنبع من إيماننا الوطني المطلق بحق العراق في بسط نفوذه على أرضه ومياهه وأجواءه، ولو كانت عند (الشرقية) ذرة من الوطنية لما تخلفت عن نقل آثار القصف الإيراني على القرى العراقية في (حاج عمران)، ولما تخلفت عن نقل آثار القصف التركي للقرى الآمنة شمال العراق، ولو كانت تمتلك ذرة من الشجاعة لنقلت للناس صور الجفاف والعطش في نهر (الوند)، الذي منعته إيران من الجريان، لكن (الشرقية) اعتادت على اختيار مواقف بعينها لكي توهم الناس أن أبناء الجنوب تحولوا إلى أدوات تتحكم بها الرغبات الإيرانية، وتحركها على هواها كيفما تشاء..

ألا تبا للشرقية، وتبا لكل الفضائيات، التي وصل بها الغباء إلى هذا المستوى من التفكير المريض، فالشعب العراقي كله أرفع من أن تطاله مثل هذه الاتهامات الباطلة، ولن يطأطئ رأسه أبدا إلا للواحد الأحد الفرد الصمد.. فلا أمريكا ولا إيران ولا بطيخ، ولا (شرقية)، ولا (غربية) تستطيع أن تفرض نفوذها وارداتها على الشعب العراقي الأصيل الأبي...

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 4/أيلول/2011 - 5/شوال/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م