إصدارات جديدة: التجارة من عصيدة الخبز إلى مفاهيم الاستهلاك الجديدة

 

 

 

 

الكتاب: التجارة في الزمن الكلاسيكي القديم

الكاتب: نيفيل مورلي

الناشر: هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث

عدد الصفحات: 219 صفحة متوسطة القطع

عرض: رويترز

 

 

 

 

شبكة النبأ: في كتابه (التجارة في الزمن الكلاسيكي القديم) أراد أستاذ التاريخ الاقتصادي القديم والنظرية التاريخية بجامعة بريستول أن يتناول التجارة في تلك العصور فألقى أضواء على جوانب أخرى من السياق الاجتماعي والطبقي والتطور الحضاري والاستهلاكي.

ويقول مؤلف الكتاب نيفيل مورلي ان العالم الكلاسيكي القديم لم يكن منعزلا عن جيرانه ولم تكن التجارة مقصورة على البحر المتوسط وان النخبة كان لديها شغف بالتجديد عن طريق محاكاة الغريب الوافد لكي تكون مميزة في طريقة استهلاكها عن الاستهلاك الشعبي بل ان التحول من العصيدة الى الخبز بدأ في منازل النخبة حتى أصبح الشعير - الغذاء الاساسي السابق- طعام الفقراء ثم أصبح مجرد علف للماشية.

ويستعرض قضية الاستهلاك وبخاصة "الثقل الرمزي المرتبط بالخبز" قائلا ان الحبوب قابلة للنقل أما الخبز فكان يمكن غشه أحيانا بالطباشير لتحسين بياضه أما العصيدة فكانت طعاما لا يمكن تحسينه ولكنها قوت أساس سائل في حين يتطلب الخبز شرابا مصاحبا "ونتيجة لذلك اقترح الانتقال من البقول الى الخبز في أواخر عصر ايطاليا الجمهورية كسبب للتوسع في مزارع الكروم" وحل القمح تدريجيا محل الشعير كمحصول رئيسي لكثير من مناطق البحر المتوسط على الرغم من كون القمح أكثر عرضة لخطر الجفاف ولكنه كان تلبية لمفاهيم الاستهلاك الطبقية. ويقول انه بحلول القرن الرابع الميلادي جعلت الامبراطورية الرومانية توريد القمح "واجبا وراثيا" نظرا لعدم كفاية واردات الدولة من القمح.

وتقع ترجمة الكتاب في 219 صفحة متوسطة القطع وأنجزها المترجم المصري أحمد محمود الذي سبق له ترجمة أعمال بارزة منها (قاموس التنمية.. دليل الى المعرفة باعتبارها قوة) و/طريق الحرير/ و (أبناء الفراعنة المحدثون) و (تشريح حضارة) و/مصر أصل الشجرة/ و/الاصول الاجتماعية للدكتاتورية والديموقراطية/ و/الفولكلور والبحر/ و/عصر الاضطراب.. مغامرات في عالم جديد/ للرئيس السابق لمجلس الاحتياطي الاتحادي في الولايات المتحدة (البنك المركزي) الان جرينسبان.

والكتاب الذي صدر ضمن مشروع (كلمة) عن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث يلقي أضواء على تحولات القيم الاستهلاكية والحضارية كما يستعرض أنواع التجارة عبر البحر المتوسط وخارجه اضافة الى طريقة نقل البضائع.

ويقول مورلي ان حفائر ودراسات أجريت عن ميناء بيزا الايطالي كشفت عن استيراد حيوانات من أجل الالعاب في روما في القرن الثالث الميلادي. وفي القرن الثاني قبل الميلاد كانت الاسود تستورد من شمال افريقيا.

ويوضح دلالة ذلك قائلا "ليست شحنات الاسود الى ايطاليا مهمة في حد ذاتها بل باعتبارها مؤشرا على حجم حركة السلع الاكثر أساسية... فالمجتمع الذي ينقل الاسود باستمرار من افريقيا الى ايطاليا لا بد أن يكون مجتمعا تطورت التجارة فيه الى درجة مبهرة عبر الامبراطورية."

ويرجح أن تجارة الاسود لم تكن عملا ماليا صرفا اذ يمكن فهم دوافع هذه التجارة "في سياق التنافس الارستقراطي الروماني" الذي يصل أحيانا درجة الاستهلاك المفرط. ولكنه يرى أن الالعاب والمهرجانات كانت تلعب دورا في التماسك الاجتماعي.

ويسجل أن المعلومات والشائعات في تلك الفترة كانت ذات أهمية اقتصادية وخصوصا ما يتعلق بأزمات الغذاء وما يترتب عليها من زيادة الطلب على الواردات حيث "كان التجار يعملون في بيئة من عدم اليقين اضافة الى المخاطر التي ينطوي عليها السفر" في حين كانت الاسواق الاكثر موثوقية توجد في المدن الكبرى ومنها أثينا والاسكندرية وروما والقسطنطينية.

ويضيف أن بعض التجار كانوا يسافرون عبر البحر المتوسط مع تجارتهم "وكان بعض الرجال يرسلون السلع من مصر" دون الاضطرار الى السفر على متن السفن وكان بعض التجار "يحققون معظم ربحهم من الاخبار التي تصل المدينة حيث يمكنهم بيع حبوبهم بسعر مرتفع ويسعدهم كثيرا أن يسمعوا عن كوارثك" بل كانوا يقومون أحيانا بنشر الشائعات بأنفسهم.

ويرى أن تغير أنماط الاستهلاك نتج عن "محاكاة الثقافات الاخرى" واستبدل كثيرون بعملية "الترويم" المفروضة او الرومنة اي جعلها رومانية قيما أخرى حتى ان الاباطرة تدخلوا لمنع "ارتداء الملابس البربرية كالسروال... ولكن اطالة الشعر على الطراز البربري لا يمكن وصفه الا بأنه موضة."

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 30/آب/2011 - 29/رمضان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م