القذافي وحفرة صدام... سيناريو متكرر للطغاة العرب

 

شبكة النبأ: مع اجتياح الثوار الليبيين والقوات الدولية الداعمة لهم تضاربت الأنباء بخصوص مصير العقيد الليبي معمر القذافي، إذ إن الوجهة التي اختارها لتكون بمثابة "المخبأ الأخير" له ولأركان نظامه لا تزال مجهولة بعد سقوط طرابلس. وهو تكرار لذات السيناريو للديكتاتور السابق صدام لدى اجتياح القوات الامريكية لبغداد.

وبعض الأخبار المستندة إلى ترجيحات ضباط مقربين من العقيد القذافي ممن تخلوا عنه في اللحظات الأخيرة، أشارت الى أنه تحصن في قاعدة سرية تحت الأرض تقع في الضواحي الجنوبية للعاصمة الليبية، فيما تروي بعض الحكايات عن تواجده في مدينة سرت المحاصرة حاليا، وأخرى عن هروبه الى الجزائر، بين تلك الرواية ونظيراتها يبدو ان حقبة عميد الزعماء العرب وملك ملوك افريقيا قد طواها الزمن على الرغم من استمرار بعض المواجهات المسلحة في طرابلس بين الثوار وبقايا نظامه المنهار.

اين اختفى

فقد قال مصدر فرنسي خبير في الشؤون الأمنية في باريس، أن قوات حلف شمالي الأطلسي توصلت إلى معلومات مؤكدة بأن العقيد القذافي غادر طرابلس منذ الخميس أو الجمعة الماضيين. وأضاف إن تقارير استخبارية غربية رصدت حالة من التذبذب في أوساط المقربين من القذافي، برزت بعض مظاهرها إلى العلن قبل ثلاثة أيام من دخول الثوار إلى طرابلس، وتُرجم ذلك من خلال مغادرة رئيس الحكومة البغدادي محمودي إلى جزيرة جربة التونسية، ورفضه العودة إلى ليبيا من دون إشهار انشقاقه رسمياً. وتزامن ذلك أيضاً مع انشقاق المدير الجديد للمصرف المركزي الليبي، محمد الرزوق رجب الذي عين في هذا المنصب في شهر نيسان (ابريل) الماضي. وبعد ذلك الانشقاق بيوم واحد (أي الجمعة الماضي)، تمكن الرجل الثاني السابق في نظام القذافي عبد السلام جلود من مغادرة البلاد والإفلات من حالة التعتيم والإقامة الجبرية المفروضة عليه منذ ما يقارب عقدين.

لكن التقارير أضافت بأن كل تلك الانشقاقات لم تكن سوى الجزء الظاهر من جبل الجليد حيث تلقى بعض أقطاب المجلس الوطني الانتقالي ممن كانوا سابقاً في مواقع المسؤولية في نظام القذافي، ومن أبرز هؤلاء وزير الخارجية السابق عبد الرحمن شلقم، ووزير العدل (رئيس المجلس الانتقالي حالياً) مصطفى عبد الجليل، سلسلة من الاتصالات السرية التي تمت عبر الهاتف أو عن طريق وسطاء، طوال الأسبوع الماضي، وجاءت من قبل مجموعة من كبار الضباط والمسؤولين الأمنيين المقربين من العقيد القذافي الذين عبروا عن رغبتهم في الالتحاق بصفوف "الثوار".

لكن أجهزة استخبارات الدول الغربية المشاركة في عمليات قوات الأطلسي في ليبيا أوعزت إلى هؤلاء الضباط بعدم إشهار انشقاقهم على نحو علني وفردي، بل البقاء في مواقعهم لتسهيل عملية سقوط طرابلس وانهيارها من الداخل.

وحسب الخبير الفرنسي، فإن التقارير الأمنية ذاتها أشارت إلى أن هذه الخطة أسفرت عن استقطاب نحو ثلاثين من كبار الضباط المقربين من القذافي التزموا بتسهيل فتح بوابات العاصمة طرابلس وتوجيه تعليمات صارمة للقوات التي يشرفون عليها بتسليم السلاح وعدم التصدي لـ"الثوار" عند اقتحامهم العاصمة، وهو ما يفسر السرعة والسهولة اللتين تم بهما سقوط طرابلس بأيدي قوات المعارضة. فهذه الخطة السرية جعلت العاصمة الليبية تنهار سلفاً ومن الداخل، ثم جرى ترتيب عملية "فجر عروس البحر" للاستهلاك الإعلامي لا غير، لإعطاء الانطباع بأن "ثوار بنغازي" حققوا زحفاً عسكرياً مفاجئاً مكّنهم من تحرير العاصمة، بعد أشهر طويلة من التخبط.

ويضيف المصدر ذاته إن الأجهزة الاستخبارية الغربية على قناعة بأن العقيد القذافي لم يكتشف تلك الخطة السرية، لكنه شعر بأن شيئاً غير عادي يدور في محيطه المقرب، ما دفعه إلى اتخاذ قرار مفاجئ بمغادرة طرابلس ليلة الخميس أو صباح الجمعة الماضي، باتجاه معقله الصحراوي الشهير في واحة سبها. وتجزم تلك الأجهزة بأنه لولا فرار القذافي لما أمكن رئيس الحكومة ومحافظ البنك المركزي المغادرة إلى تونس.

من جهة ثانية، رصدت الأجهزة الغربية معلومات مريبة تشير إلى أن قرار العقيد القذافي بالفرار إلى سبها تزامن مع عملية نقل أموال ضخمة إلى المنطقة الصحراوية ذاتها، بإشراف رئيس الاستخبارات صهر القذافي عبد الله السنوسي.

وقُدّرت تلك الأموال بنحو 5 مليارات دولار نقداً تم تهريبها باتجاه سبها عبر شبكة الأنابيب الضخمة الموروثة عن مشروع "النهر الصناعي العظيم" الذي يعد أحد المشاريع الجنونية التي أطلقها العقيد القذافي في الثمانينيات وتحولت أنابيبه التي يبلغ قطرها نحو أربعة أمتار بعد فشل المشروع إلى مسالك سرية تستعمل للأغراض العسكرية.

وذكّر الخبير الفرنسي في حديثه الى الصحيفة بأن هذه العملية تشبه ما فعله (الرئيس العراقي السابق) صدام حسين عشية سقوط بغداد حيث قام بتهريب كميات ضخمة من السيولة النقدية لاستعمالها في تنظيم عمليات المقاومة بعد الاحتلال الأميركي.

وتخشى الاستخبارات الغربية ألا يكون هدف العقيد القذافي من خلال تهريب وتخزين هذه الأموال مقتصراً فقط في التصميم على مواصلة القتال على الصعيد الداخلي الليبي بعد سقوط طرابلس. بل تخشى الأجهزة الغربية أن تكون لدى العقيد القذافي الذي يمتلك سوابق عديدة في مجال الإرهاب الدولي نيات في الانتقام من الدول الغربية المشاركة في حملة الأطلسي عبر تمويل عمليات إرهابية وتفجيرات فوق أراضيها وخصوصاً أن منطقة سبها التي جرى تخزين تلك الأموال فيها تبعد أقل من 50 كيلومتراً عن الحدود المترامية الأطراف لمنطقة الساحل الأفريقي، حيث من السهل تسريبها إلى خارج ليبيا لتمويل جماعات إرهابية فرق من المرتزقة لضرب المصالح الغربية.

حيا أو ميتا

من جانبه قال المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل المعارضة الليبية انه يعرض مكافأة قدرها 1.3 مليون دولار والعفو عن أي فرد يسلم العقيد معمر القذافي حيا أو ميتا، وقال مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي في مؤتمر صحفي ان المجلس يعلن ان أي فرد من الدائرة المقربة من القذافي يقتله أو يعتقله سيمنحه المجتمع عفوا عن أي جرائم. وأضاف ان رجل أعمال من بنغازي مهد الانتفاضة الليبية في الشرق عرض أيضا مكافأة قدرها مليونا دينار (1.3 مليون دولار) لمن يمسك بالقذافي.

وقال المجلس الوطني الانتقالي انه يفضل الامساك بالقذافي حيا حتى يمكن تقديمه للمحاكمة. لكن عبد الجليل قال ان القذافي لن يستسلم بسهولة ومازال بامكانه ارتكاب "عمل كارثي". وأضاف انهم يعلمون ان نظام القذافي لم ينته بعد وان النهاية ستأتي فقط عندما يقبض عليه حيا أو ميتا. وقال ان قوات القذافي والمتواطئين معه لن يكفوا عن المقاومة حتى يتم الامساك بالقذافي أو يقتل.

وقال أحمد باني المتحدث العسكري باسم المعارضين في وقت سابق ان قوات المعارضة سيطرت على العاصمة طرابلس بالكامل وان كانت بعض جيوب المقاومة مازالت في المدينة التي يبلغ تعداد سكانها مليوني نسمة. ونهب مقاتلو المعارضة مجمع باب العزيزية في العاصمة فيما ينظر اليه على نطاق واسع على انه الضربة الاخيرة لحكمه الذي استمر عدة عقود.

من هو القذافي

العقيد القذافي (68 سنة) هو أطول قائد بقاء في الحكم سواء في العالم العربي أو الافريقي منذ أن أطاح بالملك ادريس الاول في انقلاب عام 1969 وكان عمر القذافي آنذاك 27 عاما.

ولد القذافي عام 1942 بالقرب من مدينة سرت. واشتهر بأزيائه الخاصة والحرس الشخصي من النساء المسلحات. فلسفته السياسية التي طرحها في كتابه "الكتاب الاخضر" هي النموذج البديل للاشتراكية والرأسمالية ويمتزج بآراء اسلامية. في عام 1977 أنشأ ما أسماه بالجماهيرية " أو حكم الشعب" تكون فيها السلطة في أيدي الآلاف من اللجان الشعبية. غير أن القذافي في الواقع احتفظ بالسلطة المطلقة في يديه.

الزوجة الأولى

الزوجة الاولى للعقيد معمر القذافي كانت تعمل بالتدريس. ويقال إن الزوجين لم يلتقيا قبل الزواج. وقد أنجبا نجلا واحدا هو محمد. وانفصل الزوجان بعد ستة أشهر.

الزوجة الثانية

الزوجة الثانية، صفية فرقاش، أم لسبعة من أبنائه. وقد تبنى الزوجان ابن وابنة هما ميلاد وهناء التي لقيت حتفها أثناء القصف الامريكي على طرابلس عام 1986 ولم يتجاوز عمرها أربعة أعوام.

محمد القذافي

يرأس محمد القذافي اللجنة الاولمبية الليبية ومقرها طرابلس. كما أنه رئيس مجلس ادارة الشركة العامة للبريد والاتصالات السلكية واللاسلكية التي تمتلك وتقوم بتشغيل اتصالات الهواتف المحمولة والاقمار الصناعية.

سيف الإسلام القذافي

سيف الإسلام (38 عاما) يجيد اللغة الانجليزية وحاصل على درجة الدكتوراه من كلية الاقتصاد بجامعة لندن. ينتمي للكتلة التي تهدف الى تحرير اقتصاد ليبيا. ويرأس مؤسسة القذافي للأعمال الخيرية والتنمية والتي تقوم بالتفاوض من أجل اطلاق سراح الرهائن المعتقلين من جانب مسلحين اسلاميين وخاصة في الفلبين.

في 2006 غادر ليبيا بعد انتقاد نظام القذافي غير أنه عاد لاحقا الى البلاد. يعتبر الوجه الحديث لليبيا، غير أنه أعلن في 2008 عدم رغبته في أن " يرث" الحكم من والده. ظهر في التلفزيون الليبي في أوج المظاهرات محذرا من اندلاع حرب أهلية. قالت المعارضة إنها اعتقلته لدى دخول قواتها الى العاصمة طرابلس، ولكنه ظهر لاحقا وتحدث للصحفيين مؤكدا ان والده ما زال في العاصمة وانه سيدحر المعارضين.

الساعدي القذافي

الساعدي (36 سنة) متزوج من ابنة قائد عسكري. هو لاعب كرة قدم سابق، شارك لفترة قصيرة في الدوري الايطالي. ويرأس حاليا الاتحاد الليبي لكرة القدم حيث احترف لفترة طويلة ككابتن المنتخب. تحول الى الانتاج السينمائي، حيث يستثمر 100 مليون دولار في شركة للانتاج السينمائي سيكون أول انتاج لها هو نسخة عربية للفيلم الالماني التجربة.

معتصم القذافي

عقيد بالجيش الليبي. فر الى مصر بعد مزاعم بقيامه بالتخطيط لانقلاب ضد حكم القذافي، غير أنه عُفى عنه في وقت لاحق وسُمح له بالعودة. يشغل حاليا منصب مستشار الامن القومي ويرأس وحدة خاصة به في الجيش.

هانيبال القذافي

كان يعمل لدى الشركة الوطنية العامة للنقل البحري والمتخصصة في مجال صادرات النفط. أفادت مزاعم بتورطه في عدد من أحداث عنف. في 2005 اتهم بضرب صديقته في العاصمة الفرنسية باريس واعتقل في أحد فنادق جنيف بعد اتهام اثنين من مساعديه باساءة معاملتهما. وعلى الرغم من الافراج عنه في وقت لاحق بكفالة، الا إن السلطات الليبية عمدت الى مقاطعة المنتجات السويسرية وطرد الشركات السويسرية الى جانب استدعاء الدبلوماسيين من العاصمة برن. ووصف هانيبال سويسرا " بعالم المافيا".

سيف العرب القذافي

لا يعرف عنه الكثير. في 2008 نشرت صحيفة الديلي تليجراف أن الشرطة الالمانية صادرت سيارته الفيراري بسبب الضجيج الصادر عن العادم. ويقال إنه كان طالبا بجامعة ميونيخ في ذلك الوقت. قتل هو وطفلاه في إحدى غارات حلف الناتو على طرابلس.

خميس القذافي

ضابط بالشرطة ويرأس وحدة خاصة. تلقى تدريبات عسكرية في روسيا. تفيد أنباء بأنه تولى مسؤولية قمع المتظاهرين في بنغازي.

عائشة القذافي

عائشة صدام (34 سنة). تعمل بالمحاماة. كانت قد انضمت الى فريق الدفاع عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين. تزوجت من أحد أبناء عم القذافي في 2006.

ميلاد القذافي

ابن بالتبني. يحسب له انقاذ حياة القذافي أثناء القصف الامريكي لمقر اقامة القذافي في 1986.

جنون الارتياب

في السياق ذاته أبرزت صحيفة "الشرق الأوسط" عنواناً يقول: وثائق سرية تكشف محاولة القذافي إنقاذ نظامه.. وإصابته بـ"جنون الارتياب" من غزو أمريكي لليبيا.. مراسلات بين البغدادي وناشط لتنظيم حملة ضغط.. وتوجيه دعوة لعضو في الكونغرس لزيارة طرابلس.

وجاء في التفاصيل: كشفت تقارير غربية أن العقيد الليبي المطارد، معمر القذافي، سعى جاهداً إلى إنقاذ نظامه، وأطلق حملة ضغط استثنائية، في محاولة لوقف عمليات القصف التي يشنها حلف شمال الأطلسي (الناتو) على ليبيا، وكذلك حملات للتأثير على الرأي العام الأمريكي والعالمي، ضد أي هجوم يستهدف بلاده.

وأفادت صحيفة "الغارديان" البريطانية أنها حصلت على وثائق سرية تكشف قيام الحكومة الليبية بمحاولات يائسة خلال الأشهر الأخيرة، للتأثير على الرأي العام الأمريكي والعالمي، عندما أجرت الحكومة الليبية اتصالات مع صانعي الرأي العام الدوليين، بدءاً من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، فمن دونه.

ووفقاً لما ورد في هذه الوثائق، فقد حاول النظام إقناع عضو الكونغرس الديمقراطي، دينيس كوسينيتش، الثائر المعروف الذي صوت ضد التدخل العسكري لحلف الناتو في ليبيا، وعارض حرب العراق، بزيارة طرابلس كجزء من "مهمة سلام" تم ترتيبها في عجالة، وعرضت الحكومة الليبية دفع نفقات رحلة كوسينيتش كاملة، بما فيها "تكاليف السفر والإقامة."

وكشفت الصحيفة عن أنه في 22 يونيو (حزيران)، أرسل خطاب إلى رئيس الوزراء الليبي، البغدادي علي المحمودي، من قبل سفيان عميش، الناشط في مجال حملات الضغط والعلاقات العامة المقيم في الولايات المتحدة، أشار فيه إلى أن كوسينيتش كان "قلقاً من احتمال عدم ضمان تأمين سلامته الشخصية في طرابلس"، وفضل أن يجري لقاءات مع مسؤولين بالنظام خارج ليبيا.. وكانت الخطة هي أن يقابل كوسينيتش "مسؤولين ليبيين رفيعي المستوى، من بينهم القذافي"، ولم تتم الرحلة المقترحة مطلقاً، وبدلاً من ذلك، زار كوسينيتش سوريا.

عروض اللجوء

من جانبها عرضت بوركينا فاسو التي حصلت في السابق على مساعدات ليبية ضخمة على معمر القذافي اللجوء لكنها اعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي باعتباره السلطة الشرعية الوحيدة في ليبيا. كما اعترفت تشاد وهي أيضا متلق رئيسي للمساعدات الليبية بالمجلس الوطني.

وتنضم الدولتان الافريقيتان الى قائمة تضم أكثر من 40 دولة اعترفت بالمعارضة التي سيطرت قواتها على معظم أراضي ليبيا وتطارد القذافي الآن.

وقال وزير خارجية بوركينا فاسو جبريل باسول ان القذافي يمكنه الاقامة في المنفى ببلاده رغم انها موقعة على اتفاقية المحكمة الجنائية الدولية التي تتهمه بارتكاب جرائم ضد الانسانية.

وتابع باسول دون تقديم تفاصيل "باسم السلام اعتقد اننا سنتخذ مع شركائنا في المجتمع الدولي أي خطوات ضرورية."

ونظرا لتلقيهما هبات من القذافي أثناء حكمه الذي استمر أكثر من أربعة عقود ترددت حكومتا واجادوجو ونجامينا في السابق في الانحياز الى طرف في الحرب.

وغالبا ما اتهم المعارضون الليبيون تشاد المجاورة بدعم القذافي بارسال مرتزقة لاخماد الانتفاضة لكن نجامينا نفت الاتهام.

لكن وفدا من المعارضة كان في نجامينا يوم الاربعاء عندما أعلن موسى داجو وكيل وزارة خارجية تشاد اعترافه بالمجلس ودعاه لحماية المصالح التشادية في البلاد.

وقال القذافي انه مستعد للقتال حتى الموت في طرابلس رغم ان هناك عدة تقارير تفيد بانه قد يسعى للجوء الى دولة افريقية.

كما اكد احد مستشاري رئيس نيكاراغوا الثلاثاء ان بلاده مستعدة لتوفير اللجوء السياسي للعقيد الليبي معمر القذافي، بالرغم من عدم تلقي اي طلب بهذا الخصوص.

وقال باياردو ارسي مستشار الشؤون الاقتصادية لدى الرئيس دانيال اورتيغا لصحافيين "اذا تقدم احد بطلب لجوء فعلينا الرد بالايجاب لان مواطنين (من نيكاراغوا) منحوا اللجوء عندما كانوا يتعرضون للقتل في ظل ديكتاتورية (اناستازيو) سوموزا" في البلاد.

ولم يذكر ارسي القذافي بالاسم واشار الى انه ليس واضحا كيف يمكن نقل القذافي الى نيكاراغوا على افتراض انه طلب اللجوء لان ماناغوا لا سفارة لديها في طرابلس.

وتساءلت الصحافة المحلية حول احتمال سعي القذافي الى اللجوء الى نيكاراغوا نظرا الى الدعم العلني الذي ابداه اورتيغا له ووصفه مؤخرا بانه "اخ" و"صديق". وكان اورتيغا ثائرا يساريا حارب ضد حكم الديكتاتور سوموزا الذي انتهى عام 1979.

قبعة عسكرية

من جانب آخر قال مقاتل ليبي يرتدي قبعة عسكرية مزركشة أوضح انه عثر عليها في غرفة نوم الزعيم الليبي معمر القذافي في مقره بباب العزيزية بطرابلس انه يعتزم اهداء القبعة لوالده.

وتحدث المقاتل الملتحي الذي عرف نفسه باسم الويندي مع تلفزيون سكاي نيوز البريطاني وكان بين عدد من مقاتلي المعارضة الذين اقتحموا باب العزيزية مقر القذافي في طرابلس يوم الثلاثاء واستولوا على اسلحة ومتعلقات القذافي.

وقال المقاتل المعارض وهو يرفع القبعة وحوافها مشغولة بالذهب عن رأسه انه دخل غرفة نوم القذافي وأخذ يتعجب لوقوفه في غرفة نوم الزعيم الليبي ثم وجد القبعة. وذكر انه سيهدي هذه القبعة الى والده الذي عانى كثيرا من القذافي وأتباعه.

وعرف القذافي بغرابة أطواره ونصبه البعض في مناطق جنوب الصحراء "ملك ملوك" أفريقيا.

وذكر المقاتل انه حارب في صفوف قوات المعارضة في الجبل الغربي قبل ان تتقدم صوب طرابلس وتقتحم مقر القذافي. وقال الويندي انه فخور بهذه اللحظة التي انتظرها الليبيون 42 عاما.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 28/آب/2011 - 27/رمضان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م