البدانة داء خطير من الوزن الثقيل

شبكة النبأ: تتجه أنظار العالم إلى انتشار معدلات البدانة بين العالم بشكل لا سابق له، حيث حذرت العديد من المنظمات التي تهتم بصحة الإنسان إلى ضرورة وضع حد للحيلولة دون تفاقم هذه الظاهرة الخطيرة والتي تتسبب أو تساعد بوفاة الملايين في كل عام، نتيجة تعرض المصابين بزيادة في الوزن إلى الأزمات القلبية أو ارتفاع معدلات الضغط والسكري وبعض أنواع السرطانات، وقد أعدت العديد من الدول التي تعاني من هذا الارتفاع الحاد في أعداد البدناء "وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية" برامج وطنية لمكافحة السمنة بين مواطنيها وبالأخص بين شريحة الأطفال والمراهقين، كما يعكف العديد من الباحثين والمختصين لدراسة أنواع مختلفة من العقاقير والأدوية من اجل إيجاد دواء ناجع للمساعدة في التغلب على هذه الظاهرة.  

عشر البالغين بدناء

فقد كشفت دراسة علمية نشرتها مجلة لانست الطبية البريطانية المعروفة إن عشر سكان العالم من البالغين مصابون بالبدانة، ودرس الباحثون من جامعة إمبريال كوليدج، لندن وهارفارد الأمريكية بيانات مؤشر كتلة الجسم ونسبة الكوليسترول في الدم وارتفاع ضغط الدم على مدى 30 عاما في الفترة من 1980 ـ 2008، وقد انخفضت نسبة المصابين بارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع نسبة الكوليسترول في العالم المتقدم إلا أن عدد المصابين بالبدانة قد ارتفع في العالم كله، والبدانة وارتفاع نسبة الكوليسترول وضغط الدم من العوامل المسببة لأمراض القلب، وكانت نسبة المصابين بالبدانة في العام كله عام 2008 بين الرجال 9.98% فيما بلغت نسبتها بين النساء 13.8%، بالمقارنة بنسبة 4.8% للرجال و7.9% من النساء عام 1980، ويعاني سكان جزر المحيط الهادي بأعلى معدل لمؤشر كتلة الجسم ويبلغ 34 ـ 35 كيلوجراما/مترا مربع، وتزيد هذه بنسبة 70% منها في دول أخرى في جنوب شرقي آسيا والدول الإفريقية جنوب الصحراء الكبرى، وكما هو ملاحظ في العالم كله فإن مؤشر كتلة الجسم يرتفع في الدول ذات الدخل المرتفع، وكانت أعلى زيادة في هذا المؤشر في فترة الثلاثين سنة في الولايات المتحدة تليها نيوزيلاندة وأستراليا بين النساء والمملكة المتحدة وأستراليا بين الرجال، غير أنه فيما ترتفع معدلات البدانة في العالم المتقدم فإن هذا العالم قد نجح في تخفيض نسبة الكوليسترول وضغط الدم، وقد لوحظ انخفاض كبير في نسبة الإصابة بارتفاع ضغط الدم في أستراليا بين الرجال وفي أمريكا الشمالية بين النساء، فيما شهدت دول بحر البلطيق ودول شرقي وغربي أوروبا أعلى زيادة في نسبة إصابة سكانها بارتفاع ضغط الدم، وشهد العديد من الدول الغربية بما فيها دول أمريكا الشمالية وأستراليا وأوروبا انخفاضا بسيطا في نسبة الكوليسترول في الدم.

وجبات أكثر

فيما اظهرت دراسة نشرت مؤخراً ان الامريكيين ربما يقلصون من الوجبات الضخمة لكن قياس محيط خصورهم اخذ في الاتساع بسبب تناول عدد كبير من الوجبات يومي، وقال باحثون بجامعة نورث كارولينا في شابل هيل دققوا في استطلاعات رأي بشان عادات الاكل اليومية على مدار 30 عاما ان عدد الوجبات اليومية والوجبات الخفيفة التي يتناولها الامريكيون البالغون ارتفعت من 3.8 في عام 1977 الى 4.8 في عام 2006، وارتفع عدد الوجبات اليومية والوجبات الخفيفة بين نسبة العشرة بالمئة الذين تصدروا الاستطلاع من خمسة الى سبعة، وتوصل التحليل ايضا الى انه رغم استقرار كمية الوجبة في السنوات الاخيرة الا ان اجمالي عدد السعرات الحرارية المستهلكة اخذ في الارتفاع، وبحلول عام 2006 "وهي نهاية فترة الدراسة"  كان الامريكيون يستهلكون 570 سعرا حراريا اضافيا في اليوم مقارنة مع نهاية السبعينات، ويعاني أكثر من ثلثي البالغين وثلث الاطفال في الولايات المتحدة من الوزن الزائد او البدانة، ويعتقد ان هذه أول دراسة تفحص التغيرات في كميات الوجبات ومستوى السعرات الحرارية للاطعمة وعدد مرات تناول الطعام مجتمعة وعلاقتها باجمالي استهلاك الافراد للسعرات الحرارية، وهذه الدراسة ممولة من المعاهد الوطنية للصحة ونشرت النتائج في نسخة شهر يونيو حزيران من دورية (بي.ال.او.اس) الطبية. بحسب رويترز.

سيارة اسعاف للبدناء

الى ذلك قالت السلطات ان خدمات الطوارىء في بوسطن اطلقت لاول مرة سيارة اسعاف خاصة مصممة لنقل المرضى الذين يعانون البدانة وان السيارة المعدلة استخدمت في نقل حالتين، وقال الكابتن خوسيه ارخيلا من الخدمات الطبية الطارئة في بوسطن ان السيارة مجهزة بنقالة خاصة يمكنها تحمل 386.3 كيلوجرام ومصعد هيدرولي بقدرة 454.5 كيلوجرام، واضاف انه من المحتمل استدعاء السيارة مرتين الى اربع مرات اسبوعي، وقال ارخيلا عن عدد المكالمات التي يتم تلقيها من مرضى يعانون البدانة "شهدنا زيادة كبيرة في الاشهر الستة الماضية"، وأوضح انه ليس من المتوقع ان يكون الطلب على السيارة مرتين مثلما حدث مؤخر، وقال ان سيارة الاسعاف مصممة من اجل سلامة المرضى والاطقم التي تقدم لهم المساعدة، وتقول مراكز مكافحة الامراض والوقاية منها ان نحو ثلث البالغين في الولايات المتحدة يعانون من البدانة بينهم 33.3 بالمئة من الرجال و35.3 من النساء وذلك وفق احصاءات 2005-2006، وقال ان اصابات الظهر تشيع بين اطقم الاسعاف بسبب نقل المرضى ذوي الاوزان الثقيلة جد، وتجعل سيارة الاسعاف المرضى أكثر راحة كذلك، ومن ناحية الشكل تبدو سيارة الاسعاف الجديدة مثل اي سيارة اخرى، وقال ارخيلا ان المصعد الهيدرولي يطوى ويوضع اسفل السرير وانه تم تغيير موقع انبوب غاز ليتناسب مع التعديل الذي ادخل على السيارة. بحسب رويترز.

معدل بدانة قياسي

في سياق متصل فان متاجر تونغا الكبرى حلت اللحوم المعلبة منذ فترة طويلة مكان السمك وجوز الهند ما يسهم في معدل بدانة قياسي في هذا البلد وجزر المحيط الهادئ الاخرى، وتباع اللحوم بشكل شبه حصري، معلبة في تونغا على اشكالها وهي اما مدخنة واما متبلة بالفلفل الحار او مخلوطة بالجبن لزيادة عدد السعرات الحرارية!، والعامل المشترك لهذا المأكولات هي كمية كبيرة من الملح والدهون المشبعة على ما يقول مالاكاي اكي مدير الصحة في تونغ، ويوضح ان الارتفاع الكبير في الامراض مرتبطة بالوزن الزائد مثل امراض الشرايين التاجية والسكري والازمات القلبية "هي المشكلة الكبرى التي تواجهها تونغا"، ويضيف المسؤول في حديث "كل يوم يدفن المواطنون جارا لهم او قريبا او صديق، والوفاة ناجمة دائما عن امراض في القلب او السكري، هذا امر فظيع"، وتفيد ارقام منظمة الصحة العالمية ان هذه الجزر في المحط الهادئ تشكل ثماني من الدول العشر التي تشهد اكبر نسبة من البدانة او الوزن الزائد في العالم، وفي تونغا 90 % من السكان يعانون من الوزن الزائد فيما يعتبر 60 % بدناء وفق للسلطات الصحية في هذه الجزيرة، والامراض المرتبطة بالوزن الزائد مسؤولة عن ثلاثة ارباع الوفيات في منطقة المحيط الهادئ، وفي بعض هذه الدول يعاني نصف السكان من السكري وفق خبير التغذية في منظمة الصحة العالمية تيمو واكانسيفالو ومقره في فيجي، ويضيف هذا الخبير "اذا توجهت الى مستشفى في احد دول المحيط الهادئ يتبين لك ان 75 الى 80 % من الجراحات فيها مرتبطة بالبدانة"، وانتشار هذه المشكلة يعود بالاساس الى التغير الجذري في نمط الحياة على ما يؤكد مالاكاي اكي، فشعب تونغا الذي كان يمارس نشاطات جسدية من صيد السمك الى زراعة الارض يعيش منذ عدة سنوات حياة حضرية جدا ويستعين بالسيارة في كل تنقلاته، ويشير مدير الصحة في تونغا "عندما كنت شابا كنا نمشي او نسبح، اما الان فالناس يستقلون السيارة للانتقال الى اخر الشارع". بحسب فرانس برس.

ان الاغذية التقليدية المؤلفة من خضار وسمك لم تصمد امام العروض الجذابة للمنتجات الغربية المستوردة التي تعتبر اكثر عملانية وتتماشى اكثر مع نمط عيشهم الجديد، الا ان سكان هذه الجزر الفقراء يشترون المنتجات الغربية الاكثر ضررا بالصحة والاقل كلفة، ويقول مالاكاي اكي "عندما يذهبون الى السوبرماركت فان اخر ما ينظرون اليه هي المعلومات الغذائية للمنتج، فهم يهتمون اولا للسعر، في بعض الدول زجاجة من المشروبات الغازية تكلف اقل من قنينة مياه"، ويؤكد سكان الجزر في المحيط الهادئ احيانا انهم يلدون مع بنية قوية ويزيد وزنهم بالتالي بسهولة لاحق، الا ان تيمو واكانيفالو يرفض هذه الحجة مشيرا الى ان الوزن الزائد كان لفترة طويلة مؤشرا الى الوضع الاجتماعي الراقي في المحيط الهادئ، وملك تونغا توبو الرابع الذي توفي العام 2006 اطلق حملات وطنية في التسعينات لمكافحة البدانة مقترحا حميات وتمارين يومية على مواطنيه، وكان توبو الرابع مدرجا في موسوعة غينيس للارقام القياسية على انه الملك الاكثر وزنا في العالم مع 210 كيلوغرامات، وبعد تحذيرات الاطباء انقص 70 كيلوغراما من وزنه، ويعتبر رئيس وزراء تونغا لورد توييفاكانو ان مكافحة البدانة تتطلب اجراءات جديدة، وتسعى الحكومة على سبيل المثال الى منع بعض المنتجات المستوردة مثل "موتون فلابس" وهي قطع لحم خروف دهنية جدا وبخسة الثمن تلقى رواجا كبيرا في صفوف السكان.

علاج جديد للبدانة

بدوره سمح مزيج جديد من عقارين متوفرين أساسا للمرضى الذين يعانون من البدانة أو من الوزن الزائد، أن يخسروا من أوزانهم مرتين أكثر مقارنة مع ما يتوافر اليوم في الأسواق من مواد منحفة، على ما جاء في دراسة نشرت في المجلة البريطانية "ذي لانست"، وعقار مكافحة البدانة الوحيد المصادق على استخدامه لمدة طويلة هو "أورليستات" الذي يطرح في الأسواق باسمين تجارين هما "كزينيكال" و"ألي"، وتناولت الدراسة التي مولتها مختبرات "فيفوس" المادة الفاعلة "فينترمين" التي تستخدم لخسارة الوزن والتي تعتبر أكثر المواد التي يصفها الأطباء في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى مادة "توبيرامات" (توباماكس) المضادة للاختلاج، وقد هدفت إلى إظهار فعالية هاتين المادتين الفاعلتين وعدم ضررهما إذا ما مزجتا مع، وكان عقار "توبيرامات" قد بين فعاليته في مساعدة مرضى السكري من النوع الثاني لإنقاص وزنهم، لكنه إذا ما أخذ لوحده، يؤدي إلى آثار جانبية مثل اضطرابات إدراكية ونفسية-عقلية، وترأس الدراسة السريرية في مرحلتها الثالثة والتي أطلق عليها اسم "كونكير"، كيشور غاديه (جامعة ديوك، كارولاينا الشمالية، الولايات المتحدة)، وقد امتدت الدراسة من تشرين الثاني/نوفمبر 2007 إلى حزيران/يونيو 2009، وشملت 2487 بالغا يعانون من الوزن الزائد أو من البدانة موزعين على 93 مركزا مختلفا في الولايات المتحدة، وتوزع المشاركون في مجموعات ثلاث، وبالتزامن مع حمية غذائية وتغيير في أسلوب الحياة، تلقى 498 مريضا يوميا مزيجا من 7،5 غرامات من "فينتيرين" و46 ميليغراما من "توبيرامات"، في حين حصل 995 مريضا آخر على 15 مليغراما من "فينتيرمين" و92 غراما من "توبيرامات"، أما المجموعة الثالثة التي ضمت 994 مريضا، فقد حصلت على علاجا وهميا لا يحتوي على أي مادة فاعلة، وبعد علاج امتد على 13 شهرا، خسرت المجموعة التي تلقت علاجا وهميا ما معدله 1،4 كيلوغرام، مقابل 8،1 كيلوغرامات للمجموعة التي تناولت مادتي "فينتيرين" و"توبيرامات" بجرعات خفيفة و10،2 كيلوغرامات للمرضى الذين تناولوا المزيج نفسه وإنما بجرعات أكبر، ومع العلاج الوهمي تمكن 21% من المرضى من خسارة 5% من وزنهم في مقابل 62% للمرضى الذين تناولوا الجرعة الخفيفة من مزيج "فينتيرين-توبيرامات" و70% من متلقي الجرعة الأكبر، وقد سجلت أيضا تحسنات في ما يتعلق بمشاكل ارتفاع الضغط والسكري والدهنيات، من خلال مزج هذين العقارين، إلى ذلك، تقبل المشاركون المزيج بشكل جيد، أما الآثار الجانبية الأساسية التي سجلت فهي جفاف في الفم وإمساك وتنمل، لكنه تم تسجيل آثار جانبية إدراكية ونفسية-عقلية أكبر من قبل المجموعة التي تناولت الجرعة الأكبر من العلاج. بحسب فرانس برس.

مخاطر مضاعفة

من جانبهم قال الباحثون إن الأشخاص الذين لهم خصور محاطة بالدهون ينبغي أن يحاولوا تخفيف أوزانهم، وقال الباحثون في مركز مايو كلينك بالولايات المتحدة إن الأشخاص المصابين بمرض الشريان التاجي يواجهون احتمال تعرضهم لمخاطر الموت إذا كانت خصورهم محاطة بالشحوم، ووجد فريق البحث الذي حلل بيانات مستمدة من دراسات شملت 15،923 حالة أن مرض الشريان التاجي يؤثر حتى على الأشخاص الذين لهم مؤشر كتلة الجسم العادية، وذهبوا إلى أن الأشخاص الذين لهم خصور محاطة بالشحوم ينبغي أن يحاولوا تخفيف أوزانهم، وقالت مؤسسة أمراض القلب البريطانية إن الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب يجب أن يكونوا متيقظين، ودرس الباحثون المسافة حول الأوراك والخصور لقياس حجم الشحوم حول البطن كما درسوا مؤشر كتلة الجسم الذي هو مقياس لمقارنة طول ووزن الشخص.ويعاني الأشخاص الذين لهم مستويات عالية من الشحوم حول خصورهم مقارنة بالأشخاص ذوي الخصور النحيفة من خطر مضاعف للتعرض للموت يبلغ نسبة 75 في المئة، وقال الباحثون إن حتى الأشخاص الذين لهم مؤشر كتلة جسم عادي وتتراوح أعمارهم ما بين 20 و 25 عاما معرضون لخطر الموت إذا كانت خصورهم محاطة بالشحوم، وقال الدكتور ثايس كوتينهو من مركز مايو كلينك "مؤشر كتلة الجسم هو مجرد مقياس للوزن مقارنة بالطول، ويبدو أن الأكثر أهمية هو كيفية توزع الشحوم في الجسم".ويقول الباحثون إن الأطباء يجب أن يأخذوا قياسات الخصور والأوراك فيما يخص جميع المرضى الذين يعانون من مرض الشريان التاجي وذلك لنصح المرضى بشأن كيفية تخفيض أوزانهم.

الحلويات والأطفال

من جانب اخر أظهرت دراسة أميركية جديدة أن تناول الحلويات قد يخفف فعلاً من خطر إصابة الأطفال والمراهقين بالسمنة والوزن الزائد، ووجد الباحثون في جامعة "لويزيانا" الذين نشروا دراستهم في مجلة "أبحاث الطعام والغذاء" أن مؤشر كتلة الجسم ومحيط الخصر كان منخفضاً بين من يتناولون الحلويات مقارنة بمن لا يتناولونه، كما تبيّن أيضاً أن العوامل المرتبطة بخطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين هي أقل لدى مستهلكي الحلويات، وظهر في الدراسة التي شملت أكثر من 11 ألف طفل ومراهق تراوح عمرهم بين السنتين والـ 18 عاماً من العام 1999 إلى العام 2004، أن الأطفال الذين كانوا يتناولون الحلويات أقل عرضة بنسبة 22% للإصابة بالسمنة أو الوزن الزائد من الباقين، وبين المراهقين، تبيّن أن الخطر يقل بنسبة 26% مقارنة بمن لا يتناولون الحلويات، وقالت الباحثة المسؤولة عن الدراسة كارول اونيل إن البحث يظهر هذه النتائج لكن "يجب أن لا تحل الحلوى مكان الطعام الغني بالمغذيات". بحسب يونايتد برس.

فيما أظهر تقرير جديد أن معدلات السمنة بين الراشدين ارتفعت في 16 ولاية أميركية خلال العام 2010 الفائت ولم يسجّل أي انخفاض في أية ولاية، وبيّن التقرير الذي أعدته مؤسسة "روبرت وود جونسون" للصحة والمجتمع في جامعة كاليفورنيا، ومنظمة "تراست فور اميركاز هلث" أن 12 ولاية تعاني حالياً من ارتفاع في معدلات السمنة فيها عن 30% مقابل واحدة قبل 4 أعوام، وأشار إلى أن هذه المعدلات ازدادت في 16 ولاية خلال العام 2010 ولم تنخفض في أية واحدة، وذكر التقرير أنه قبل 20 سنة لم تسجل أية ولاية ارتفاعاً في معدلات السمنة عن 15% لكن حالياً تعاني 38 ولاية أميركية من زيادة معدلات السمنة عن 25%، فيما واحدة فقط لا تتخطى المعدلات فيها 20%، وتبيّن أنه منذ العام 2009 تضاعفت معدلات السمنة في 7 ولايات وزادت بقرابة 90% في 10 ولايات أخرى، ونمت هذه المعدلات بشكل أسرع في كل من اوكلاهوما، وألاباما، وتنيسي، بينما النمو الأبطأ كان في كولومبيا، وكولورادو، كونيتيكت.

بدانة الحوامل

من جهتهم حذر باحثون النساء الحوامل اللاتي يفرطن في تناول الطعام ويأكلن عن اثنين، من خطر تراجع مستوى ذكاء الجنين.وذكرت صحيفة "دايلي مايل" أن علماء من جامعة "ماكماستر" في أونتاريو بكندا، أجروا بحثاً شمل العشرات من الدراسات السابقة وتوصلوا إلى أن إفراط المرأة الحامل بتناول الطعام يعرض الجنين إلى خطر مواجهة مشاكل سلوكية في المستقبل، بالإضافة إلى اضطرابات غذائية واضطرابات بالصحة العقلية مثل الانفصام بالشخصية، وحذر العلماء النساء من كسب الكثير من الوزن خلال الحمل لأنه يعرض نموّ الطفل للخطر، ووجد علماء أميركيون أن نتائج اختبارات الذكاء الذي خضع له أطفال نساء بدينات كانت أقل بخمس نقاط من تلك التي سجلها أطفال الأمهات ذات الوزن الطبيعي، واستنتج علماء سويديون أن الأطفال يعانون من نقص بالتركيز أكثر في حال كانت أمهاتهم بديانات، وقال باحثون استراليون إن خطر إصابة المراهقين باضطرابات غذائية يزيد بـ11% مقابل كلّ نقطة يزيد فيها مؤشر البدانة في جسم الأم، ورجح العلماء أن تفسر التغيرات الكيميائية والهرمونية هذه النتائج. بحسب يونايتد برس.

عمليات تخفيض الوزن

على صعيد مختلف قال باحثون أمريكيون إن خضوع الرجال الذين يعانون من السمنة إلى جراحات لخفض الوزن لا يخفض خطر موتهم المبكر، وذكر موقع "هليث داي نيوز" إن الباحثين أجروا دراسة شملت 850 رجلاً خضعوا إلى عمليات لخفض الوزن بين "كانون الثاني "يناير عام 2000 وكانون الأول ديسمبر عام 2006"، ومعدل أعمارهم 49.5 عاماً ومعدل مؤشر كتلة الجسم لديهم 47.4 "مع العلم أن مؤشر كتلة الجسم فوق الـ40 يعني بدانة مفرطة"، وتمت مقارنة معدل الموت لدى هذه المجموعة من الرجال مع مجموعة أخرى من الرجال الذين لم يخضعوا للعملية، وظهر أن 11 من الرجال الـ850 الذين خضعوا للعملية توقفوا بعد شهر واحد من إجرائها، وظهر أن لا علاقة مباشرة بين الخضوع للعملية وتخفض احتمال الموت، ونشرت الدراسة في دورية الرابطة الطبية الأمريكية، وقال العلماء إنه على الرغم من أن عملية تخفيض الوزن لا تخفض احتمال الوفاة إلا أن الكثير من الرجال يخضعون لها لأنها تخفض الوزن والأمراض المرتبطة بها. بحسب يونايتد برس.

علاقة السمنة بالكسل

من جهة اخرى تحدى علماء بريطانيون الفكرة الشائعة بان قلة النشاط البدني سبب مباشر في السمنة لدى الاطفال، ويؤكدون ان التغذية ذات اهمية اكبر في هذا المجال، ويرى الفريق الباحث الذي تتبع حالات 200 طفل في مدينة بليموث الانجليزية على مددى 11 عاما ان السمنة بالتأكيد تثني الطفل عن النشاط البدني، ودعا الباحثون في دراستهم التي نشرت في مجلة "ارشيفات امراض الاطفال" المسؤولين عن البرامج الحكومية لمواجهة السمنة عند الاطفال للتركيز على التغذية اكثر من النشاط البدني، وتقول الدراسة انه لا مجال للشك في كون النشاط البدني مرتبط بنسبة الشحوم في الجسم، او في كون التمارين الرياضية مفيدة للاطفال، لكنها تطالب باعادة النظر في نجاعتها كطريقة لمحاربة سمنة الاطفال، ويقول البروفيسور تيري ويلكين ان زيادة شحوم الجسم عند الطفل بنسبة 10 بالمئة تؤدي الى تقليص مدة نشاطه البدني اليومي باربعة دقائق، "قد يبدو الفرق ضئيلا لكنه مهم عندما يتكرر الامر مدة طويلة"، ويذكر ويلكين بالآثار النفسية للسمنة حيث ان الطفل قد يعزف عن المشاركة في الانشطة البدنية الجماعية خجلا، كما قد يسبب له وزنه الزائد آلاما عند ممارستها او يجعلها مجهدة للغاية، فيزيد الامر سوءا. بحسب البي بي سي.

فيما قال باحثون كنديون ان الاوعية الدموية عند المراهقين الذين يعانون من السمنة تبدو اشبه بتلك الموجودة في متوسطي العمر، وفي دراسة شملت 63 طفلا متوسط عمرهم 13 سنة اكتشفت اثار "تصلب" في الشريان الابهر، اكبر شرايين الجسم، وقال الفريق، الذي يعمل في مستشفى بريتش كولومبيا للاطفال، ان تلك اشارة مبكرة على امراض القلب، ووصفت مؤسسة امراض القلب البريطانية السمنة بانها "قنبلة موقوتة للصحة العامة"، واحد اهم العوامل في امراض القلب هو تصلب الشرايين التي تغذي القلب بالدم، وارتفع معدل السمنة في العقدين الاخيرين ويواصل الارتفاع، ما يزيد المخاوف من ان صغار السن اصبحوا اكثر عرضة للاصابة بالامراض القلب والجلطات اضافة الى امراض اخرى مثل السكري من النوع الثاني، ويتم قياس مرونة الابهر باستخدام الموجات فوق الصوتية بما يساعد الاطباء على معرفة سرعة انسياب الدم في الاوعية الدموية، وعندما قورنت قراءات الصغار ممن يعانون من السمنة مع 55 طفلا وزنهم طبيعي بدا الفارق واضحا جد، والمثير للقلق ان تلك الفوارق لم يواكبها فرق في قياسات ضغط الدم او مستويات الكوليسترول بين من يعانون السمنة ومن وزنهم طبيعي، ويعني ذلك ان مشاكل القلب والاوعية الدموية او تلك التي تقصر العمر ربما كانت تتطور بشكل "غير ظاهر" في فترة الطفولة، وقال د. كيفن هاريس، احد الباحثين في الفريق، لدى عرض الدراسة في مؤتمر القلب والاوعية الدموية الكندي، "كان ضغط الدم مرتفعا بشكل طفيف جدا في الاطفال الذين يعانون السمنة، لكن تصلب الابهر مرتبط بمشاكل القلب والاوعية الدموية والموت المبكر"، ويستعد الفريق الان للبحث في امكانية مواجهة تلك التغيرات في جدران الابهر عبر اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة التمرينات الرياضية، ولا تقل معدلات السمنة في بريطانيا عن تلك في كندا وامريكا، وقالت مؤسسة القلب البريطانية انها تشعر بقلق مماثل.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 27/آب/2011 - 26/رمضان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م