الأمومة... غريزة يعجز عن تفسيرها العلماء

 

شبكة النبأ: تتنوع الأدوار التي تقوم بها المرأة في الحياة، فهي الأم والأخت والبنت والشريكة، إلى جانب الأنساب الأخرى والوظائف المتنوعة التي تقوم بها خلال مسيرتها العملية، لكن يبقى الجانب الأوفر حظاً والأكثر التصاقاً بالمرأة دون غيره هو عنوان "الأمومة" الذي تماهت وأبدعت فيه أيما إبداع، حيث الحنان والحب والمودة التي غمرت بها وليدها ورافقته دون ضجر أو ملل إلى بر الأمان بمختلف مراحله العمرية وتقلبات مزاجه، وأغدقت عليه من العطاء ما لا يمكن أن يوصف أو يبذل من غيره، ولهذا السبب لا يطاق فراقها أو يعوض حرمانه، فالمحروم من حرم حنان الأم وعطفها واليتيم من يتم من حضنها الدافئ، ومع هذا فليس كل الأمهات أمهات، ففي السابق كانت الحياة ابسط معنى واقل تعقيداً وأكثر التزام، أم اليوم فقد امتزجت العديد من الأمور وتداخلت مع عنوان "الأم" لتصبح أكثر فوضوية، كقيم التعليم الحديثة والقوانين الوضعية ومصطلح "الأمهات العازبات".   

الأمهات إلى نمرات

اذ يشيع في هونغ كونغ نموذج يدعى "الأم النمرة"، حيث يتم تحديد الأمهات اللواتي يخضعن أطفالهن لنظام صارم كي ينجحوا في المدرسة، هناك المجتمع مشبع بالقيم الكونفوشية ومهووس بالنجاح، في بداية العام 2011، أطلقت ربة عائلة صينية-أميركية زوبعة من النقاشات على الانترنت على ضفتي الأطلسي، عندما أكدت على اولوية التعليم بحسب الإرشادات "وفقا للطريقة الصينية" التي ترتكز على النخبوية والتعليم المكثف، ففي هونغ كونغ، حيث التنافس سمة واضحة، يلفت الأهالي إلى أن الجميع يعيش تحت الضغط، الأطفال والأهالي على حد سواء، ويروي جاكينسون تشان ان هذه التربية "تبدأ من الحضانة، في سن الرابعة، عليك بالحضانة الأفضل، ومن ثم الالتحاق بأفضل المدارس الابتدائية"، وابنتا تشان (11 و13 عاما) تشاركان كل يوم في نشاط واحد بعد انتهاء دوام المدرسة، سواء لتعلم الأسبانية أو عزف الغيتار أو كرة المضرب او دروس الرياضيات، ويتابع "الناس يظنون اننا مجانين"، ليس لأن طفلتيه دائمتا الانشغال ولكن على العكس، لأنهما لا يمارسان الكثير من النشاطات مقارنة مع السائد في الطبقة المتوسطة، ويشير تشان الى انه يتعين اختيار "النشاط الترفيهي" المناسب، ف"تعلم العزف على البيانو في المدرسة الابتدائية ليس مثير، من الأفضل اختيار المترددة"، وهي بوق ذو أنبوبين.ويحتل طلاب هونغ كونغ عموما مراتب جيدة في الدراسات التي تعدها منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، لكن 18 في المئة من التلاميذ فقط يلتحقون بجامعة محلية. واتقان ثلاث لغات هي الصينية المندرينية والصينية الكنتونية والإنكليزية، هو اقل ما يمكن اتقانه، وغالبا ما تروي التحقيقات الصحافية قصص أطفال في الحضانة يتابعون برامج دراسية مكثفة تستغرق 10 ساعات يوميا. بحسب فرانس برس.

وقد أطلقت مؤخرا منظمة "كيلي" للدعم الأسري التي تعمل مع كل الطبقات الاجتماعية، حملة تشجع الأهالي على قضاء المزيد من الوقت مع أطفالهم، ويقول مدير المنظمة تشانغ تونغ ان "غالبية الأهالي الذين نتحدث إليهم يحبون أطفالهم ويريدون فعلا ما هو افضل لهم، ولكن من الصعب ايجاد البيئة المناسبة"، فيما يعمل الأهالي بهذا القدر، من جهتها، ترى ماريا ليونغ وهي ام لولد في الـ14 من عمره ومدرسة لغات، ان هذا النظام التعليمي القائم على المنافسة ليس وحده المسؤول، فالقيم الكونفوشية تلعب ايضا دورا، عبر ممارسة الضغط على الأهالي والأطفال باعتبارهم مشاركين في المجتمع، ما يختلف عن القيم الغربية التي تعطي الأولوية للفرد، وتقول ماريا ليونغ انه "بالإمكان تمييز أطفال هونغ كونغ بسهولة، لطالما كان لديهم أهالي مثل المروحيات"، يحومون حولهم للتأكد من أن طفلهم يتقدم، من جهته يقول كيان وانغ الاستاذ في الجامعة الصينية في هونغ كونغ ، وهو متخصص في دراسة الاختلافات الثقافية بين الصين والغرب ان "خصوصية الثقافة الصينية في ما يتعلق بالتعليم تكمن في ان الاهالي يتحملون أكبر قدر من المسؤوليات لضمان نجاح أطفالهم"، ويضيف "بالنسبة للغربيين، الأهم هو ان يكون الطفل حرا، ان يكتسب استقلاليته والثقة بنفسه"، أما في "الثقافة الصينية، فحب الأهل يتجسد على شكل حرص بأن ينجح في المجتمع"، وقد تمكن جاكينسون تشان من تسجيل ابنتيه في واحدة من أفضل المدارس الابتدائية في المدينة، قبل ان يضطر الى سحب واحدة منهما لمعانتها من عسر في القراءة، بالنسبة لها ولوالدتها، كانت كثافة الدروس والتعليم بلغات متعددة صعبا جد، جاكينسون تشان الذي عاش لسنوات عديدة في الولايات المتحدة، ما زال يفضل ان يبقى التعليم كما هو في هونغ كونغ، فيقول "كل ما نقوم به كأهالي، نقوم به لهدف"، ويضيف الرجل وهو أيضا مدير مدرسة "في الولايات المتحدة، لدى الناس أحلام كثيرة، جميعهم يريدون ان يصبحوا نجوما في الرياضة او التمثيل، بعضهم يحقق حلمه، ولكن لا أحد يتحدث عن الخسارات"، في حين "أننا في هونغ كونغ نحلم بطريقة براغماتية"

أمهات عازبات

في سياق متصل أشارت دراسة مغربية نشرتها مؤخراً الجمعية الوطنية للتضامن مع النساء في وضعية صعبة (المغرب) والتي يطلق عليها اختصاراً "جمعية إنصاف"، إلى زيادة في عدد الأمهات العازبات في المغرب، لتسجل أرقاماً قياسية في هذا الخصوص، وأوضحت الدراسة التي نشرتها جمعية إنصاف، التي تتخذ من الدار البيضاء مقراً لها، أن عدد الأمهات غير المتزوجات من الشابات المغربيات عام 2009 بلغ ضعف عددهن عام 2008، وقالت الدراسة إن عدد الأمهات العازبات في العام 2009 بلغ 27200 مقارنة بنحو 11000 أم عازبة في العام 2008، وكما هو الحال في العديد من الدول الإسلامية، فمن الشائن على الفتاة في المغرب أن تحمل وتجنب من دون زواج، الأمر الذي يدفع الأسر إلى رفض ابنتهم الحامل قبل الزواج ونبذه، وقالت هدى البراحي، مديرة الجمعية إن معظم الأمهات غير المتزوجات هن من الفتيات الشابات، وأشارت هدى إلى أن الدراسة تكشف أن نسبة الأمهات الشابات تصل إلى 60 في المائة من إجمالي الأمهات العازبات واللاتي تقل أعمارهن عن 26 سنة، بينما تبلغ نسبة الأمهات اللواتي تقل أعمارهن عن 20 عاماً إلى الثلث تقريب، وبحسب الدراسة التي جاءت في 350 صفحة، فإن معظم هؤلاء الأمهات العازبات هن أولئك اللواتي يعملن في مهن غير منظمة، مثل الخدمة في المنازل، كما أن الغالبية العظمى منهن ذوات مستوى تعلمي متدن، ويذكر أن جمعية إنصاف تأسست في العام 1999 بهدف المساهمة في الوصول إلى مجتمع يضمن لكل امرأة و لكل طفل احترام حقوقهم كاملة. بحسب السي ان ان.

الولد سر أمّه

من جهة اخرى دعا باحثون أميركيون إلى التفتيش عن طبيعة علاقة الأم بأولادها عند السعي لتحديد مدى التزام شخص ما بعلاقة عاطفية معينة، وقال الباحثون ميدا أورينا من معهد «سانت أولاف» وأندرو كولنز وجيفري سيمبسون وجيسيكا سالفاتوري وجون كيم من جامعة مينيسوتا، إن التزام الشريكين الفردي ليس المحدد الرئيس لطول العلاقة، ومدى نجاحها، وإنما نسبة تناغم الالتزام بينهم، وأوضحوا أن وجود روابط قوية بين طرفين يترك تأثيراً متسامحاً وإيجابياً عند مواجهة وضع صعب، ويرفع من التزام الطرف بعلاقته، في حين ان الروابط الضعيفة قد لا تترك المجال لحل الأمور، ولكن بما ان الجانبين لا يضعان توقعات كبيرة لعلاقتهما فإن الاحتكاك يكون أقل، ولكن الالتزام أيضاً أقل، واعتبروا انه عندما تكون علاقة الأم بولدها في سن الطفولة علاقة داعمة، ومن ثم تنقلب إلى قدرة على حل النزاعات في مرحلة المراهقة، فهذا يعد مؤشراً جيداً إلى وجود «رابط قوي» في العلاقات عند بلوغ سن الرشد، وأشاروا إلى أنه إذا كان العكس هو الصحيح فإن فرص وجود الشخص في «رابط ضعيف» خلال العلاقة تصبح أكبر بكثير، ويشار إلى أن البحث شمل 78 شخصاً أعمارهم 20 و21 سنة، وفي علاقة مع شخص من الجنس الآخر، وقيموا نسبة التزامهم وردة فعلهم في مواجهة نزاعات أو مهمات عندما كانوا أطفالاً. بحسب يونايتد برس.

النرويج تشكك في الروسيات

على صعيد مختلف اشتكت روسيات مقيمات في النرويج من سلوك السلطات المحلية التي أقدمت على حرمان أطفال من أمهاتهم، وتقول إيرينا نولاند، وهي روسية مقيمة في النرويج، إن الشرطة أخذت منها ابنها، بدعوى أنها لا تستطيع أن تقوم برعايته كما ينبغي، وقالت متحدثة باسم الرعاية الاجتماعية ان السيدة ليس لديها «غريزة الأمومة»، وتم نقل الطفل ليعيش ضمن عائلة نرويجية طلبت تبنيه، وقد انتظرت نولاند طويلا لتنجب طفلها الوحيد، إلا أن السلطات النرويجية قررت حرمانها من ابنها وهو لم يتحاوز 16 شهراً، بسبب نتائج اختبارات طبية قالت إنه ينمو بسرعة كبيرة مقارنة بأقرانه، ولجأت السيدة إلى القضاء، إلا أن القاضي أخبرها في أول جلسة أنها قد تفقد حضانة ولدها حتى يبلغ سن 18 عام، وسمح لها برؤية ابنها أربع مرات في السنة، فقط، ولمدة ثلاث ساعات في كل لقاء، وحذرت مختصة اجتماعية من كثرة تردد الأم على رؤية طفلها، لأن ذلك «قد يسبب له مشكلة نفسية لاحقاً»، وتقول نولاند إنها لم تكن ترغب في العيش في النرويج، إلا أن الأقدار ساقتها لتتزوج برجل مثقل بالديون، وعلى الرغم من ذلك وقفت إلى جانبه وساعدته لتسديد ديونه. بحسب فرانس برس.

وبعد سنوات من الزواج تبين لها أن زوجها النرويجي يستغلها مادياً، فقررت الطلاق منه، ووجدت نفسها وحيدة وعلى كاهلها أعباء ثقيلة على رأسها رعاية طفلها الصغير، وما إن استعانت بهيئة المساعدة الاجتماعية حتى فقدت ابنه، وازداد الوضع سوءاً، وبدأت ضغوط مؤسسة الرعاية الاجتماعية تتزايد بالتزامن مع استفحال ضائقتها المادية، وقررت السلطات إرسالها إلى مركز متخصص في إعادة تأهيل الأمهات، واحتفظت بولدها لبعض الوقت، وتروي نولاند معاناتها قائلة «وضعوني مع ابني بسكن في قبو بناية، بجانب مغسلة تعمل طوال اليوم دون انقطاع وتسبب لنا إزعاجاً كبيراً»، مضيفة، «تدهورت حالتي الصحية، حتى أصبحت أواجه صعوبة بالغة في صعود الدرج»، وواجهت السيدة الروسية صعوبات في التأقلم مع القوانين النرويجية، خصوصاً تلك المتعلقة بحضانة الأطفال، وكانت تعتقد أن على السلطات الاقتناع بآرائها، الأمر الذي لم يحدث، وانتهى الأمر بتقرير طبي واجتماعي يؤكد عدم قدرة إيرينا على رعاية طفلها، كما خلص التقرير إلى أن لديها مشكلات عقلية، وأنها تفتقر إلى غريزة الأمومة، الأمر الذي شكل لها صدمة كبيرة.

أمهات التوائم

من جهتها أظهرت دراسة أميركية جديدة أن أمهات التوائم يعشن أطول من الأخريات، لان إنجاب التوائم قد يكون مؤشراً لصحة جيدة، وذكر موقع "هلث دي" الأميركي أن باحثين في جامعة يوتا الأميركية وجدوا خلال تحليلهم لبيانات تعود للقرن التاسع عشر في ولاية يوتا أن الأمهات اللواتي أنجبن توائم ملن للعيش مدة أطول ممن أنجبن أطفالا فرادى، وتبيّن خلال مراجعة بيانات لـ 59 ألف امرأة في الولاية أن النساء اللواتي ولدن بين العامين 1807 و1899 عشن 50 سنة على الأقل وبينهن نحو 4600 أنجبن توائم، وبين اللواتي ولدن قبل العام 1870، كانت الأمهات المنجبات للتوائم أقل عرضة بنسبة 7.6% سنوياً للموت بعد سن الخمسين مقارنة بالأخريات، وبين من ولدن بين العامين 1870 و1899، فإن الخطر كان أقل بنسبة 3.3%، وتبيّن أيضاً أن أمهات التوائم كان لديهن عدد أطفال أكثر من الطبيعي، والفترة بين ولادة الأطفال كانت قصيرة، وكن أكبر سناً لدى إنجاب الطفل الأخير، وقال الباحث المسؤول عن الدراسة كين سميث "وجدنا أن النساء اللواتي ينجبن التوائم بشكل طبيعي يعشن في الواقع أطول وهن أكثر خصوبة"، لكنه أضاف أن واقع أن تلك الأمهات يعشن أطول لا يعني بالضرورة أن إنجاب التوائم صحي للنساء، وقد بيّنت الدراسة أن أرجحية إنجاب التوائم تزيد عند من يتمتعن بصحة جيدة. بحسب يونايتد برس.

هدف يمكن تحقيقه

الى ذلك قد تصل تكاليف الوقاية من "الإملاص"، وهو وفاة الجنين داخل رحم أمه، 2.32 دولار فقط للأم الواحدة في الشهر، إذا قامت الحكومات والقطاع الخاص والمؤسسات الدولية باعتماد عشرة تدخلات صحية بدل السماح لهذه المشكلة بأن تبقى غير منظورة تقريب، وقال الأستاذ ذو الفقار أحمد بوتا، من المركز الطبي بجامعة الآغا خان في كراتشي ومؤلف واحدة من سلسلة البحوث المنشورة حول الإملاص في دورية البحوث الطبية "ذا لانست"، أنه في حال تنفيذ 99 بالمائة من التدخلات الموصى بها في 68 من الدول ذات الأولوية "وهي الدول المخفضة والمتوسطة الدخل"، فإن عدد حالات الإملاص سينخفض إلى النصف، وحتى عند تغطية 60 بالمائة من التدخلات، فإن عدد حالات الإملاص قد ينخفض إلى الربع، ويموت ما يقرب من 2.64 مليون جنين بعد الأسبوع الثامن والعشرين من الحمل وتحدث معظم هذه الحالات في الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل، وتشمل هذه التدخلات رعاية التوليد الشاملة والأساسية في حالات الطوارئ، والرعاية الماهرة عند الولادة، ورصد عوائق نمو الجنين وإدارتها، ورصد ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل وإدارته، والتحفيز الاختياري للولادة في حالات الحمل المطّول، والناموسيات المعالجة بالمبيدات الحشرية، والمعالجة الوقائية المتقطعة لمنع الإصابة بالملاريا، ورصد مرض الزهري وعلاجه، وتوفير مكملات حمض الفوليك، وإدارة مرض السكري خلال الحمل.

وقد تم تجاهل الإملاص بشكل كبير خلال وضع الأولويات الخاصة بالسياسات وذلك لعدد من الأسباب، وقال بوت، "كان هناك القليل من البيانات التي تم التحقق منها بشأن الإملاص وبيانات أقل لتصنيفاته "سواء كانت أثناء الولادة أو قبل الولادة" وعوامل الخطر والقليل من الثقة في إمكانية إحداث فرق من خلال التدخلات"، وتأمل سلسلة أبحاث "ذا لانست" في تغيير هذا المفهوم عن طريق إعادة صياغة الإملاص لكي لا ينظر إليه على أنه مشكلة تحدث في رحم الأم ولا يمكن تفسيرها بل كشيء يمكن منعه لو تم توفير الرعاية المناسبة أثناء الحمل والولادة، وقد أقترح بوتا في بحثه أن يتم على الفور اعتماد الحلول الرخيصة مثل تحسين الرعاية أثناء الحمل والوقاية من الملاريا ورصد مرض الزهري وعلاجه، في الوقت الذي يمكن فيه بناء التدخلات الأكثر تكلفة مثل تدريب العاملين في المجال الصحي وشراء المعدات الخاصة بالولادة في حالات الطوارئ بشكل تدريجي، وستتطلب التدخلات الأخرى تحسين مخصصات التمويل طويل الأجل وهو ما يشمل علاج ارتفاع ضغط الدم والسكري والحمل المطوّل (الذي يدوم أكثر من المعتاد) ومراقبة مشكلات نمو الجنين، وقالت الدكتورة جوي لون من منظمة إنقاذ الطفولة أن توفير قابلات ماهرات أثناء الولادة سيقلل من حالات الإملاص بنسبة 23 بالمائة وهو ما يجعل هذا التدخل أكثر التدخلات الفردية فاعلية، وتلد نصف النساء تقريباً في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط في المنازل دون أية مساعدة من ذوي المهارات، وكما مكن استخدام التحويلات النقدية المشروطة أو أنظمة الكوبونات في تشجيع النساء على ولادة أطفالهن في مرفق صحي، ففي المناطق التي تسجل أعلى نسبة لوفيات الأطفال، لا تتم سوى نصف الولادات في مرافق صحية. بحسب ايرين.

وفي الدول ذات الدخل المرتفع حيث تحصل معظم النساء على نوعية جيدة من الرعاية أثناء الولادة، تصل نسبة الإملاص إلى أقل من 10 بالمائة من إجمالي المواليد، وتحرز دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى التي تعاني من ندرة القابلات الماهرات تقدماً أسرع من آسيا في تشجيع النساء على الولادة في مرفق صحي، وقالت لون "منذ العام الماضي أصبح المجتمع الدولي قلقاً إزاء عدم إحراز تقدم في خفض معدل الوفيات النفاسية"، وبعد مرور عام، انخفض معدل الوفيات النفاسية في دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 2.6 بالمائة، "وهو ما يمثل تقدماً كبير، أما بالنسبة للإملاص، فقد جاء التركيز في الدول ذات الدخل المرتفع بسبب اهتمام الآباء بتجنب هذه الحالة، ولكن يبقى تحديد هدف للسياسات العالمية إحدى الطرق الجيدة لوضع الإملاص على جدول الأعمال"، ويمكن لثلث الدول الإفريقية تحقيق الهدف الإنمائي للألفية بخفض معدل وفيات الأطفال (الهدف الرابع) وتحسين الصحة النفاسية (الهدف الخامس) وهو ما سيقلل أيضاً من حالات الإملاص، ولبعض الاستثمارات في خفض معدل الوفيات النفاسية تأثير إيجابي على عدد حالات الإملاص ولكن تلك النتائج لا تُعطى الأهمية المستحقة، وقالت لون أنه "يمكن للحكومات طلب المزيد من الاستثمارات إذا قامت بشمل الإملاص في الأنشطة التي تقوم بها بالفعل"، ويكلف إنقاذ حياة الأمهات 23،000 دولار لكل وفاة يتم تجنبها، ولكن إذا تم إدراج حالات الإملاص فإن الرقم سينخفض إلى 2،700 دولار لكل حياة يتم إنقاذه، وأضافت قائلة "رسالتنا الوحيدة هنا هي أن الرعاية أثناء الولادة قد تكون مكلفة ولكنها تعطيك أكبر قيمة لنفس التكلفة لو قمت بحسابها بصورة صحيحة".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 21/آب/2011 - 20/رمضان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م