شهر رمضان... وقفة تأمل في كيفية إسناد الشباب

شبكة النبأ: ثمة علاقة وشيجة تربط بين الشباب وشهر رمضان، فالشباب هم الشريحة المحركة للمجتمع، لذا فهي أهم الشرائح الانتاجية، فيما يعد شهر رمضان المبارك من أنسب شهور السنة لتصحيح مسارات الشباب وتوجيههم الوجهة التي تخدم المجتمع، ويرى المختصون بأن مرحلة الشباب تعد من أهم وأخطر المراحل العمرية التي يمر بها الانسان، فهي مرحلة الحماسة المتوقدة وهي حاضنة الافكار وربما بؤرة التقليد التي تستقبل كل ماهو جديد وغريب على الواقع المعاش بدهشة، قد تقوده الى النفور منها او التعامل معها بالحماسة التي لا تستحقها، لذا لابد من مساندة الشباب في هذه المرحلة الحاسمة من عمرهم لإن التعامل مع السلوكيات الجديدة على الرغم من غرابتها قد يؤسس لعملية الاعتياد عليها حتى لو كانت غير ملائمة او تتنافي مع صحة الشاب وربما أخلاقياته، وهناك من يصف مثل هذه الحالات المستجدة في سلوكيات الشاب بالآفة الاجتماعية.

إن الآفات عبارة عن وباء متعاظم يقضي على الأشياء، فإذا أصابت الزرع آفة دمّرته فلا يثـمر،

 وإذا أصابت الانسان آفـة حطّـمت قدراته فأقعدته عن العطاء، وأخطر الآفات تلك التي تُهدِّد حياة الشباب على وجه الخصوص.

ذلك أنّ هذه الشريحـة التي تمثِّل ربيع العمر وريعان الصبا، مرشحة للبناء والبذل والتغيير والتجديد، فإذا ما داهمتها آفة في الجسد أو الأخلاق أحالتها إلى حطام وخراب، فلا يرتجى منها خير.

وهناك من يرى بأن انتشار الآفات الضارة بين شريحة الشباب أمر قد يكون مخطط له مسبقا، ومع اننا نتفق على ان مرحلة الشباب هي الأسرع تأثرا بغيرها من حيث السلوك او القول او غيرهما، لكن قد يقف التخطيط وراء زرع المكثير من العادات والسلوكيات بين الشباب، لاسيما في الجانب الثقافي وغيره، بمعنى ان هذا الأمر يدخل في جانب الصراع بين الامم وثقافاتها. فهل يعتبر انتشار الآفات بين الشباب، مؤامرة ؟ كما يتساءل أحد الكتّاب.

فلقد عمل تجّار المخـدّرات والجـنس على إحراق زهرة عمر الشباب وسحقها تحت الأقدام بغية الكسب المادي والربح الوفير. وعمل تجّار السياسة على إغراق الشباب بالملاهي والملذّات كي يصرفوهم عن الانشغال بالشؤون السياسية، والمطالبة بحقوقهم المشروعة. وعمل تجّار الإعلام على جعلهم هدفاً لأغراضهم الخبيثة في العنف والجنس والانجرار إلى المتع المحرّمة، والاهتمام بغير المهم.

ويرى احد الكتّاب أن ما يجري مع الشباب بهذا الخصوص من نشر سلوك خاطئ حتى لو لم يكن مقررا سلفا، فإنّ ضحايا الآفات الجنسية والتخديرية والعنفيّة من الشباب يمثلون خسائر فادحة لا تقلّ فداحة عن خسائر الحـروب وضحاياها، الأمر الذي يضع أولياء الأمر من الآباء والمربين والعلماء والخـطباء والقادة أمام مسؤولية جسيمة لإنقاذ هذه الشريحة التي تمثِّل عماد المجتمع، وقلبه النابض، وحركته المتدفقة، من براثن هذه الآفات التي لا تُحصى خسائرها.

إن الكم المرعب من المخاطر التي تواجه الشباب، يتطلب عملا كبيرا ومتواصلا يوازي جسامة الاضرار التي تلحق بالشباب، ولعل تسلسل الآفات المذكورة أعلاه، يشبه الموانع التي تنتصب في طريق الشاب فهو إن تمكن وعبر مانع (التدخين) سيتفاجأ بمانع آخر هو (الخمر) وإن تخلص منه سيواجه آفة أخرى هي (المخدرات) ولو تجاوزها بالتثقيف ومتابعة الاهل وغيرها ستعترض طريقه آفة (الجنس) غير المشروع.

وهكذا يمكن لنا ملاحظة كثرة المخاطر التي تواجه الشباب وفداحتها ما يدفع الى وجوب التحرك المنظم من لدن الجهات المعنية الرسمية والاهلية بما في ذلك المحيط العائلي، لمساعدة هذه الشريحة على تجاوز مخاطر اعتياد هذه الآفات او بعضها وفق خطط قابلة للتطبيق بما يحقق حماية لهذه الشريحة التي تُعدُّ حمايتها وتحصينها حماية وتحصين لشرائح المجتمع كافة من المخاطر أيا كان نوعها أو حجمها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 21/آب/2011 - 20/رمضان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م