بيل غيتس وأشياء لا تعرفونها

شبكة النبأ: بيل غيتس من الشخصيات العالمية والمعروفة خصوصاً في أوساط التقنية وتكنولوجيا المعلومات، فهو صاحب شركة "مايكروسوفت" العملاقة والتي أبدعت "نظام وندور" بكل أجزاءه بعد إن أبدع صاحبها لغة "بيسك" واسعة الانتشار في وقت كان لا يتعدى كونه موظف في إحدى الشركات الأمريكية، وبعد أن جمع ثروة تقدر بعشرات المليار من الدولارات، تحول من مبدع في اختصاصه التكنولوجي إلى محسن يهب ثروته لقضايا إنسانية تتعلق بعلاج الإمراض التي تفتك بملايين البشر في البلدان الأشد فقراً حول العالم، وبعكس أثرياء العالم فعلى ما يبدو إن غيتس يعيش حياة طبيعية مع أسرته وأطفاله والذي يرغب بأبعادهم عن لعنة الثراء بعد أن شارك الناس همومهم وأمالهم.   

أشياء لا تعرفونها

حيث يعتبر بيل غيتس، مؤسس عملاق صناعة البرمجيات "مايكروسوفت" الأمريكية، ثاني أغنى رجل في العالم، غير أن ما  لا يعرف عنه هو بعض تفاصيل حياته الشخصية،  تلك الجوانب التي يمكن تلخيصها من المقابلة التي أجرتها معه صحيفة "الدايلي ميل" البريطانية، وكشف غيتس في تلك المقابلة أن أولاده يميلون إلى إغاظته والمزاح معه بأن يغنوا له أغنية "البليونير"، وهي من غناء ترافي ماكوي وبرونو مارس، والأغنية إلى جانب أن عنوانها كما يتضح، فهي تلاعب على كلمات مليونير وبليونير واسمه الأول بيل، وحتى الآن تبرع بيل غيتس بنحو 28 مليار دولار للأعمال الخيرية، بحسب ما اتضح من المقابلة، سوف يرث أولاد بيل غيتس الثلاثة البالغين من العمر الآن 15 و12 و9 سنوات، 10 ملايين دولار لكل منهم، رغم أن غيتس لم يكشف عن المبلغ في المقابلة الصحفية، وهو مبلغ يشكل جزءاً يسيراً من ثروته التي تقدر بنحو 56 مليار دولار، وذلك لآن غيتس يقول، "لا أعتقد أن كميات كبيرة من المال ستكون جيدة لهم"، وحول تكريس وقته في عمله للأعمال الخيرية التي تنفذها مؤسسته، قال إنه لن يعود لممارسة عمله بوقت كامل في شركة مايكروسوفت، وأن عمله الحالي هو "الأعمال الخيرية"، إضافة إلى العمل بوقت جزئي في مايكروسوفت، أما عن سبب اهتمامه بالأعمال الخيرية لمرض الملاريا، وليس السرطان، فقال غيتس إن العالم يركز جهوده على السرطان أكثر من أمراض أخرى، ولذلك "فإن ثروتي ستكون لها معنى أقل في ذلك المجال"، وقال إن الناس في العالم الثالث لا يعرفون من هو، ، وفي إحدى المرات ذهب برفقة وزير وشخص آخر سأل عن غيتنس "من هذا الشخص؟"، فقال الوزير "إنه شخص أبيض جلبته معي"، وبالخطأ فضح غيتس العلاقة العاطفية بين مؤسس موقع "فيسبوك" مارك زوكربيرغ، وفتاة يرافقها حين قال إنها خطيبته "بريسيلا تشان"، غير أن الناطق الإعلامي في فيسبوك، إليوت شراج، ألمح إلى أن غيتس مخطئ، وقال "ربما كان غيتس يعرف شيئاً ما لا أعرفه، غير أن الناطق الإعلامي لدى غيتس قام بالاعتذار على سوء الفهم هذا". بحسب السي ان ان.

يسبب المشاكل

الى ذلك قال والد الملياردير الأميركي ومؤسس شركة مايكروسوفت بيل غيتس إن ابنه كان يسبب الكثير من المشاكل خلال مراهقته، ونقلت صحيفة «نيويورك دايلي نيوز» عن بيل غيتس الأب (84 عاماً) الذي تحدث في لقاء في نيويورك ان ابنه بيل غيتس الابن، الذي كانوا ينادونه تراي في المنزل، كان يعاني من مشاكل سلوكية حين كان مراهقاً وقد خضعت العائلة إلى جلسات استشارية لسنتين، وقال غيتس إن العائلة كانت مثل بقية العائلات «تندلع فيها الصراعات بين الأهل والأولاد في عمر معيّن»، وأشار إلى أن معظم المشاكل كانت تقع بين بيل وأمه، وأوضح أن العائلة كانت تقصد المستشار النفسي الذي قال لهم «تعرفون، لديكما هذه الحرب المستمرة مع ابنكما ويجب أن تفهما شيئاً ما وهو أنه سيربح»، وقد اعترف بيل غيتس الابن بالمشاكل التي سببها أثناء مراهقته وقال «كانت أمي في الخط الأمامي»، مشيراً إلى والدته الراحلة ماري ولكنه تابع «أبي كان على الاحتياط»، واشار إلى أن ذلك قد يظهر للأهل الذين يرون أن أولادهم مشاغبون قد يبلون حسناً حين يكبرون، وقد وافقه والده على ذلك. بحسب يونايتد برس.

تطور لقاح للملاريا

الى ذلك اعلن بيل جيتس ان تطوير لقاح ضد الملاريا التي تقتل زهاء مليون شخص سنويا، معظمهم اطفال، قد يكون ممكنا في غضون ثلاثة اعوام، ويعتبر جيتس، من ابرز الناشطين في مجال محاربة الملاري، وانفقت مؤسسة جيتس الخيرية مليارات الدولارات لمكافحة المرض منذ انشائه، ويرى بيل جيتس انه بالامكان القضاء على الملاريا بشكل تام كما كان الشأن بالنسبة للجذري، وقال جيتس ان مؤسسته حاليا في مرحلة الاختبارات النهائية على اللقاح الذي تطوره ضد المرض، واضاف ان لقاحا ذا فعالية جزئية قد يصبح متوفرا في غضون ثلاثة اعوام، لكن لقاحا متكاملا قد يتطلب زهاء عشرة اعوام، لكن جيتس، الذي يعتقد انه اثرى رجل في العالم، حذر من مغبة استخدام الدول النامية للمساعدات الخارجية في مواجهة اضرار التغير المناخي، واوضح قائلا ان المساعدات الخارجية لا تنقذ اشخاصا فحسبن بل تحسن وضعهم الصحي، مما يقلل من وتيرة التكاثر السكاني، وذلك بدوره يخفف من وطأة التغير المناخي، على حد قوله، وقال الثري الامريكي، اريد فقط التأكيد على عدم اعتماد الحكومات في مواجهتها التغير المناخي على المساعدات المخصصة لمكافحة الايدز او لتوفير الادوية واللقاحات، مؤكدا على اهمية الجانب الصحي في الحد من التزايد السكاني، كما اعلن غيتس ان المؤسسة التي تحمل اسمه ستخصص عشرة مليارات دولار خلال العقد المقبل لاغراض البحث وتوفير اللقاحات للدول الفقيرة، وقال غيتس في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس "علينا ان نجعل هذا العقد عقد اللقاحات، فاللقاحات تنقذ وتحسن حياة الملايين في الدول النامية"، واضاف ان "الابتكار سيجعل من الممكن انقاذ حياة عدد من الاطفال يفوق عدد من تم انقاذهم في اي وقت مضى"، واضاف ان زيادة عدد اللقاحات يمكن ان ينقذ حياة اكثر من ثمانية ملايين طفل بحلول العام 2020، الا انه قال ان هناك حاجة الى مزيد من الاموال، ودعا الحكومات والقطاع الخاص الى بذل المزيد من الجهود، وجاء في بيان لبيل غيتس وزوجته ميليندا ان "زيادة الحكومات والقطاع الخاص لاستثماراتها في اللقاحات يمكن ان يساعد الدول النامية على التقليل بشكل كبير من عدد الوفيات بين الاطفال بنهاية العقد الحالي".واضافت ميليندا التي ترأس مؤسسة غيتس التي أسستها وزوجها ان "اللقاحات هي معجزة، فبعض الجرعات القليلة يمكن ان تمنع اصابة الشخص بامراض قاتلة طوال حياته"، واضافت في المنتدى السنوي لقادة السياسة والاعمال في منتجع دافوس السويسري "لقد جعلنا اللقاحات الاولوية الاولى لمؤسسة غيتس لاننا راينا بانفسنا التاثير العظيم الذي تحدثه على حياة الاطفال". بحسب فرانس برس.

لمناقشة التعليم

من جهة اخرى لم تكن الافلام هي ما يدور في ذهن بيل جيتس الشريك في تأسيس شركة مايكروسوفت لبرمجيات الكمبيوتر واغنى رجل في الولايات المتحدة عندما حضر مهرجان صندانس السينمائي وانما التعليم، تعليم الاطفال، يبحث الفيلم الوثائقي الجديد (في انتظار سوبرمان) للمخرج ديفيز جوجنهايم ما يقول جيتس وجوجنهايم انه نظام يرثى له للمدراس العامة الامريكية، وقال جيتس بعد العرض الاول للفيلم "نوعية نظامنا التعليمي هي ما جعلت امريكا عظيمة، والان ليس جيدا كما كان من قبل وهو بحاجة لان يكون افضل كثيرا"، واضاف "الوضع في كثير من المدارس الثانوية فظيع وهذا الفيلم (في انتظار سوبرمان) لديفيز جوجنهايم الذي أقوم بدور صغير جدا فيه يحكي هذه القصة بطريقة بارعة"، وجيتس الذي قدرت مجلة فوربس صافي ثروته بأربعين مليار دولار عام 2009 ليس بغريب عن التعليم، وتتبرع مؤسسة بيل ومليندا جيتس بملايين الدولارات لتحسين المدارس في الولايات المتحدة، لكن ظهور جيتس في فيلم (في انتظار سوبرمان) "وهو بين عدد من الناس اجرى جوجنهايم لقاءات معهم" هو الاول له على الاطلاق، ويرى جيتس (54 عاما) هذا الفيلم سبيلا لابلاغ الامريكيين بتراجع نظام التعليم وكيفية اصلاحه، ويركز جوجنهايم على الطلاب العاديين الذين يريدون تعليما افضل لكنهم لا يستطيعون الحصول عليه فيما يبدو، ويتحدث لخبراء مثل جيتس وجيفري كندا الرئيس التنفيذي لمنظمة منطقة اطفال هارلم ويفند دور نقابات المديرين والمعلمين وغيرهم من العناصر المنخرطة بشكل مباشر في التعليم الامريكي. بحسب رويترز.

خشية بيل جيتس

في سياق متصل قال بيل جيتس ان انفاق الدول الغنية الاموال على محاربة التغير المناخي في الدول النامية قد يعني خفضا خطيرا للمساعدات في قضايا الصحة.وتساعد مؤسسته الخيرية التي تبلغ ميزانيتها 34 مليار دولار في محاربة الملاريا ومرض نقص المناعة المكتسب (الايدز) والسل وأمراض أخرى في الدول النامية وأبدى قلقه من المبالغ التي تعهدت بها الدول المشاركة في اجتماع كوبنهاجن للمناخ الذي عقد في ديسمبر كانون الاول، واتفق المشاركون في الاجتماع على تقديم 100 مليار دولار سنويا للدول النامية لمحاربة التغير المناخي بحلول عام 2020 . وأوضح جيتس أن هذا المبلغ يمثل أكثر من ثلاثة أرباع المساعدات الاجنبية التي تقدمها الدول الغنية سنويا حالي، وكتب جيتس يقول في خطاب نشر مؤخراً في وصف عمل مؤسسته " أنا قلق من أن تتوفر بعض هذه الاموال من خلال خفض المساعدات الاجنبية في فئات أخرى خاصة الصحة"، ومضى يقول "اذا اقتطع واحد في المئة فقط من المئة مليار دولار من تمويل اللقاحات فان 700 ألف طفل اخرين يمكن أن يلقوا حتفهم سنويا بسبب أمراض يمكن الوقاية منها"، وأردف جيتس قائلا ان ابعاد الانظار عن المساعدات الصحية ربما يضر بالبيئة على المدى الطويل "لان تحسين الوضع الصحي بما في ذلك التنظيم الطوعي للاسرة جعل الناس يكونون أسرا أصغر مما يقلل بالتالي الضغط على البيئة"، وحتى شهر سبتمبر أيلول كان لمؤسسة بيل وميليندا جيتس التي يديرها مع زوجته ميليندا ووالده وليام جيتس الاب وقفا قيمته 34 مليار دولار، وما زال جيتس (54 عاما) رئيس مجلس ادارة مايكروسوفت لكنه يركز اهتمامه على مؤسسته الخيرية، ومنذ بدء أنشطة المؤسسة الخيرية عام 1994 قدمت أكثر من 21 مليار دولار من المنح، وقالت مجلة فوربس انه في عام 2009 كان جيتس أغنى رجل في العالم بثروة تقدر بنحو 40 مليار دولار. بحسب رويترز.

بيل جيتس والصين

بدوره قال رئيس شركة ميكروسوفت بيل جيتس انه من الضروري لشبكة الانترنت ان تزدهر في الصين كقوة دافعة لحرية التعبير ووصف الرقابة الرسمية التي تفرضها بكين على الشبكة بانها "محدودة للغاية"، وردا على سؤال في مقابلة مع محطة تلفزيون (ايه بي سي) بشأن نزاع شركة جوجل مع الصين قال جيتس ان شبكة الانترنت تخضع لانواع مختلفة من الرقابة في انحاء العالم لكنها اثبتت نجاحها المتواصل في الترويج للانفتاح وتبادل الافكار، وقال جيتس اغني اغنياء العالم دون ان يذكر جوجل بالاسم "عليك ان تقرر ما اذا كنت ستلتزم بقوانين الدولة التي تعمل فيها أم ل، واذا لم تكن كذلك فلا تبدأ بالعمل هناك"، وقال "محاولات الصين لفرض الرقابة على الانترنت كانت محدودة للغاية، ومن السهل الالتفاف حولها لذا اعتقد ان الحفاظ على استمرار ازدهار الانترنت هناك أمر مهم جدا"، وتزامنت المقابلة مع محاولات الصين الدفاع عن القيود التي تضعها على الانترنت من اعلان محرك البحث جوجل انه يريد منع الرقابة المفروضة على موقعه الصيني، وقالت شركة جوجل انها منزعجة من هجمات المتسللين القادمة من داخل الصين، ولاقت شكاوى جوجل مساندة من البيت الابيض، لكن الصين ردت باتهام واشنطن باستخدام الانترنت في دعم التخريب داخل ايران، ولايزال جيتس المؤسس المشارك لشركة ميكروسوفت العملاقة لبرامج الكمبيوتر يشغل منصب رئيس الشركة لكنه يميل الى تركيز اهتمامه على الانشطة الخيرية لمؤسسة بيل وميليندا جيتس التي يديرها مع زوجته ميليندا ووالده وليام جيتس الاب.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 20/آب/2011 - 19/رمضان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م