انتفاضة القاعدة والعودة إلى الواجهة

هل نجح التنظيم في إعادة ترتيب صفوفه؟

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: في خضم الاحداث الدولية الاستثنائية الجارية في العالم، بدء من رياح التغيير التي تشهدها المنطقة العربية، وما تزامن معها من ازمة الاقتصاد الامريكية، ينشغل قادة تنظيم القاعدة الجدد في لملة صفوف مقاتليهم وفق استراتيجيات جديدة لمرحلة ما بعد بن لادن.

حيث برزت الى الواجهة مجددا جماعات القاعدة الى الساحة الدولية مستغلة ما ينشغل به المجتمع الدولي من احداث، في تجلي واضح الى استمرار ذلك التنظيم ونجاحه في البقاء كمصدر تهديد جدي في المنطقة، على الرغم من الضربات القاصمة التي تعرض لها مؤخرا.

فيما كان للفراغ الامني وهشاشة الاوضاع السياسية دافعا قويا بحسب المحللين للجماعات الارهابية في ملئ الفراغ حسب رؤيتها، معززة بصعود نجم الجماعات السلفية الممولة لها في بعض البلدان كمصر واليمن، بالاضافة الى دعم الحركات السعودية السري الدائم.

تجدد المخاوف من القاعدة العراق

فقد شهد العراق أشد الايام دموية منذ عام في تذكرة مؤلمة للحكومة والقوات الامريكية التي تستعد للرحيل بأن الجماعات التابعة للقاعدة مازال بامكانها شن هجمات منسقة واختبار قوات الامن باحداث دمار واسع النطاق.

وشهدت أكثر من 12 مدينة عراقية هجمات انتحارية وتفجيرات بسيارات ملغومة يوم الاثنين أسفرت عن مقتل نحو 70 شخصا في تصاعد لاعمال العنف قبل خمسة أشهر فقط من الموعد المقرر لاكتمال انسحاب القوات الامريكية.

وبددت الهجمات المنسقة الهدوء الذي كان يسود شهر رمضان وهي الاكثر فتكا منذ مارس اذار عندما قتل مهاجمون انتحاريون ومسلحون أكثر من 50 شخصا في هجوم على مبنى حكومي محلي في تكريت.

وفي هجمات يوم الاثنين قتلت قنبلتان 37 شخصا على الاقل في مدينة الكوت التي بها غالبية شيعية. لكن الهجمات الاخرى شملت هجوما انتحاريا على سجن محتجز به سجناء من القاعدة في تكريت وتفجير انتحاري اخر في مبنى تابع للحكم المحلي قتل فيه ثمانية اشخاص شمالي بغداد. بحسب رويترز.

ولم تعلن أي منظمة المسؤولية عن موجة الهجمات في المناطق السنية والشيعية لكن السلطات أنحت باللائمة على تنظيم دولة العراق الاسلامية التابع للقاعدة.

وقال خبراء أن اتساع نطاق الهجمات يظهر مدى مرونة التمرد لكنهم يرون ان يوما داميا واحدا لا يعني العودة الى نمط الحملة التي نفذها المسلحون في ذروة الاقتتال الطائفي في 2006-2007 .

وقال جيريمي بيني الخبير بادارة مراقبة الارهاب والامن التابعة لمؤسسة الدفاع ومخابرات الامن والتحليل (جينز) ان "هذا يمثل عودة فيما يبدو الى اسلوبهم القديم حيث يحاولون القيام بهجمات متعددة لتوصيل رسالة بأنهم قوة لم تستنفد."

وقال "لكن عملياتهم أصبحت متقطعة على نحو أكبر. وهذا لا يشير بالضرورة الى تدهور يثير القلق في الامن بالعراق على المدى البعيد."

ورغم انهم فقدوا قادة رئيسيين واراض يعملون انطلاقا منها فان تنظيم دولة العراق الاسلامية شن هجمات كبيرة على قوات الامن لتقويض الثقة في قدرتها على حماية العراقيين بعد أكثر من ثماني سنوات من الغزو الامريكي الذي أطاح بصدام حسين.

وفي اكتوبر تشرين الاول من العام الماضي أخذ مسلحون رهائن اثناء صلاة قداس الاحد في كنيسة ببغداد. وقتل نحو 52 من الرهائن ورجال الشرطة في الحادث. وأعلن تنظيم القاعدة المسؤولية عن الهجوم.

وهاجم مسلحو القاعدة مقر المجلس المحلي في تكريت في مارس اذار وأخذوا رهائن قبل ان تقتحم قوات الامن المبنى. وقتل 35 شخصا على الاقل.

وقال مسؤولون امريكيون وعراقيون ان الجيش العراقي يمكنه احتواء التهديدات الداخلية. لكن عراقيين كثيرين يعبرون في مجالسهم الخاصة عن مخاوفهم من ان قوات الامن العراقية ليست مستعدة وان البلاد قد تنزلق مرة اخرى الى العنف دون وجود القوات الامريكية كقوة عازلة على الارض.

وقال مهدي الموسوي نائب رئيس المجلس المحلي في الكوت بعد الهجمات هناك ان بصمات تنظيم القاعدة واضحة في أنحاء المكان وانه يجب توجيه اللوم الى السلطات الامنية في المنطقة لانها فشلت في اداء واجبها.

ويقول مسؤولون عراقيون وامريكيون انهم يتوقعون مزيدا من الهجمات مع اقتراب موعد رحيل القوات الامريكية في اختبار على الارجح لمواقف المسؤولين في بغداد وواشنطن الذين يبحثون امكانية بقاء قوات امريكية للقيام بمهام التدريب العسكري.

وقالت جالا رياني المحللة في مؤسسة اي.اتش.اس. جلوبال انسايت "من المفارقات ان هذه الهجمات ... تعطي مصداقية للذين يقولون ان قوات الامن العراقية مازالت تحتاج لمساعدة أمريكية -- بدلا من ان تدفع الحكومة العراقية الى اتخاذ قرار بشأن انسحاب مبكر."

سيناء إلى إمارة إسلامية

الى ذلك باتت الأوضاع في شبه جزيرة سيناء تمثل قلقاً كبيراً لدى المسؤولين المصريين، خصوصاً بعد توزيع بيان ممهور باسم تنظيم «القاعدة» تم تداوله أمس، ودعا إلى تحويل سيناء إمارة إسلامية. ونفى محافظ شمال سيناء اللواء عبدالوهاب مبروك أي وجود لـ «القاعدة» في شبه الجزيرة، لكنه أقر بتوزيع بيان صادر عن جماعة مجهولة تطلق على نفسها «تنظيم القاعدة في شبه جزيرة سيناء» قائلاً: «إن البيان تم توزيعه من قبل المجموعات المسلحة التكفيرية الموجودة في سيناء التي تستغل الوضع الأمني المتردي حالياً». وبدا أن تلك الجماعة التي تتهمها السلطات الأمنية بالوقوف وراء الهجوم على أحد أقسام مدينة العريش الجمعة الماضية، باتت تعمل بشكل علني من دون قلق من الملاحقة، وأثار البيان مخاوف في مصر من استغلال الغياب الأمني وتنفيذ عمليات عدائية في أماكن سياحية أو حيوية.

وحمل البيان عنوان «بيان من تنظيم القاعدة في شبه جزيرة سيناء» وتضمن بعض الآيات القرآنية التي تشير إلى أن الدين الإسلامي هو دين الحق وأنه لا بد من اتباعه، كما أشار إلى نزع سلاح سيناء في اتفاقية «كامب ديفيد» و»محاصرة قطاع غزة لصالح الصهاينة»، وتساءل عن دور القوات المسلحة في إيقاف تهريب السموم إلى سيناء، كما تطرق إلى الظلم الذي يتعرض له بدو سيناء ونهب ثروات سيناء، وانتهى البيان بكلمة «كفانا جهلاً». بحسب صحيفة الحياة.

وتزامن توزيع البيان مع قيام مجموعة مسلحة باقتحام مستشفى العريش العام، حيث توجد جثة الشاب الفلسطيني علاء المصري (19 سنة)، الذي قتل في عملية اقتحام مجموعات مسلحة لقسم شرطة العريش عقب صلاة الجمعة الماضية. وكان قسم «ثان في العريش» تعرض لهجوم بالأسلحة النارية في محاولة لاقتحامه، مما تسبب في مقتل ضابطي جيش وشرطة وأربعة مدنيين وإصابة 18 آخرين.

وهاجم عشرات المسلحين الملثمين القسم وتبادلوا إطلاق النار مع أفراد الشرطة وحراس القسم، وهدم المسلحون جزءاً من تمثال للرئيس الراحل محمد أنور السادات.

وأشارت مصادر أمنية إلى أن تعزيزات أمنية في طريقها إلى مدينة العريش لبدء تطبيق منظومة أمنية تم إقرارها أخيراً للقضاء على الانفلات الأمني وكل مظاهر حمل السلاح والعنف ومحاولات استهداف منشآت شرطية وحكومية في العريش، وتوافدت قيادات أمنية على المدينة منذ أمس وعقدت لقاءات عدة للوقوف على تداعيات الأحداث التي شهدتها شبه جزيرة سيناء أخيراً ومتابعة وضع خطة أمنية لمواجهة كل المظاهر السلبية التي يعاني منها أبناء سيناء. واستنكرت الجماعة السلفية في العريش استخدام العنف كطريق للحوار على خلفية الهجوم المسلح الذي استهدف قسم شرطة العريش الجمعة الماضية. وقال قياديون سلفيون إن الجماعة تستنكر الهجوم الذي نفذته مجموعة مسلحة على قسم شرطة العريش، والذي حاولت بعض وسائل الإعلام إلصاقه بالسلفيين. كما نفت الجماعة أي ارتباط لها بتنظيم «القاعدة».

من جهة ثانية أفادت مصادر طبية وشهود عيان أن مجموعة مسلحة اقتحمت مستشفى العريش العام وهددت مسؤولي براد المستشفى بفتحه واختطفت جثمان فلسطيني من داخله، وقالت المصادر إن الجثمان هو للشاب الفلسطيني علاء محمد المصري. وتشير مصادر أمنية إلى أن التحقيقات التي تجريها السلطات المصرية عقب أحداث الجمعة الماضية تدور حول الاشتباه في ضلوع المصابين الفلسطينيين الثلاثة بأحداث إطلاق الرصاص عشوائياً ومحاولة اقتحام قسم شرطة العريش.

وأكدت بعض المصادر أن الفلسطيني علاء محمد المصري الذي لقي مصرعه أمس متأثراً بإصابته بطلق ناري في الرأس مساء الجمعة الماضية بالقرب من قسم العريش ، سبق أن دخل الأراضي المصرية يوم الخميس الماضي قبل اندلاع الأحداث بيوم واحد لزيارة شقيقته التي تدرس في إحدى الجامعات المصرية، كما ذكرت مصادر قريبة منه بعد دخوله مستشفى العريش.

طبيب بن لادن  

في حين نقلت شبكة CNN الأمريكية عن مصادر أمنية مطلعة قولها أن رمزى موافى، طبيب زعيم تنظيم القاعدة الراحل، أسامة بن لادن الذى توارى عن الأنظار منذ فراره من سجن بالقاهرة إبان ثورة 25 يناير، ظهر مجدداً فى شمال سيناء، حيث دشن الجيش المصرى، الماضى حملة أمنية واسعة لتطهير المنطقة من "البؤر الإرهابية".

وقال الرائد ياسر عطية من الأمن المركزى المصرى "موافى الذى يلقبه رفاقه من الجهاديين بـ"الكيماوى"، فر من سجن شديد الحراسة فى القاهرة فى 30 يناير حيث كان يقضى عقوبة بالسجن المؤبد".

وكان موافى، الموقوف فى مصر منذ أربعة أعوام، قد فر من سجن وادى النطرون ضمن حالات الهروب التى نتجت عن اقتحام المعتقل وفرار السجناء السياسيين والجنائيين منه، أثناء أحداث ثورة يناير واختفى أثره من ذلك الوقت، ويعتبر موافى، 59 عاماً، أحد أقرب مساعدى زعيم القاعدة وطبيبه الخاص، المسئول الأول عن تصنيع الأسلحة الكيماوية فى التنظيم.

وقال لواء فى الاستخبارات المصرية للشبكة إن موافى ظهر فى منطقة العريش وأجرى اتصالات بعدد من "الإرهابيين" من عناصر "التكفير والهجرة" المصرية، وجيش الإسلام الفلسطينى"، وأضاف: "القاعدة تتواجد بسيناء تحديدا فى منطقة "السكاسكة" المجاورة لرفح، أنهم يتدربون هناك منذ شهر، لكننا لم نحدد جنسياتهم بعد".

ونقلت الشبكة أيضا عن اللواء صالح المصرى، مدير أمن شمال سيناء، قوله أنه "إبان الثورة التى أطاحت بالرئيس السابق حسنى مبارك، مضيفاً: "انضم إليهم فصائل فلسطينية، ويجرى استجوابهم حالياً بواسطة الاستخبارات العسكرية.. اعتقلنا 12 مهاجما بينهم ثلاثة من الفلسطينيين."

وأضاف الرائد ياسر عطية "التحقيقات كشفت عن معلومات مزعجة، القاعدة تمول وتجند خلايا فى سيناء من بينهم أعضاء من "التكفير والهجرة" وفلسطينيين من حركة "جيش الإسلام.

انواع من السم

من جانبها ذكرت صحيفة نيويورك تايمز ان ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما تشعر بقلق من محاولة ذراع اقليمية خطيرة للقاعدة انتاج سم الريسين القاتل لاستخدامه في هجمات ضد الولايات المتحدة.

وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤولين في المخابرات لم تذكر اسماءهم وتقارير سرية للمخابرات ان جناح القاعدة في اليمن حاول الحصول على كميات ضخمة من بذور الخروع التي تستخدم في انتاج الريسين.

واضافت ان الهدف من ذلك على ما يبدو وضع هذا السم حول قنابل صغيرة يمكن تفجيرها لنشر الريسين وهو مسحوق ابيض قاتل الى حد ان جزءا ضئيلا منه يمكن ان يقتل اذا تم استنشاقه او دخل الى مجرى الدم. بحسب رويترز.

وقالت الصحيفة ان الهدف على ما يبدو هو تفجير المتفجرات في اماكن مغلقة مثل المراكز التجارية او المطارات.

وقال التقرير انه تم ابلاغ اوباما وكبار المساعدين الامنيين بهذا التهديد العام الماضي وتم اخطارهم باخر المستجدات منذ ذلك الوقت ولكنها اضافت ان مسؤولين امريكيين كبارا صرحوا بانه لا يوجد ما يشير الى قرب وقوع هجوم.

واشارت الصحيفة الى وجود قيود على جدوى الريسين كسلاح لانه يفقد فعاليته في الجو الرطب والمشمس كما هو الحال في اليمن ولا يسهل امتصاصه عن طريق الجلد مثل عناصر الاعصاب الاخرى.

وذكر تقرير الصحيفة ان كبار مسؤولي الادارة الامريكية قالوا ان الريسين كان من بين التهديدات التي تعقبتها قوة عمل حكومية سرية انشئت بعد اكتشاف محبرة طابعة معبأة بمتفجرات قوية في شحنة كانت متجهة الى شيكاجو في اكتوبر تشرين الاول عام 2010 .

واضاف ان قوة العمل تعمل مع مسؤولين سعوديين ومع بقايا وكالات المخابرات اليمنية لمواجهة هذا التهديد. وقال ان الفروع الاقليمية للقاعدة ولاسيما تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يعتبر خطرا على الولايات المتحدة والمصالح الامريكية في الخارج.

وقالت الصحيفة ان الانهيار الفعلي للحكومة اليمنية مكن القاعدة من توسيع سيطرتها في هذا البلد وتعزيز علاقاتها العملية مع حركة شباب المجاهدين الاسلامية المتشددة في الصومال.

واشنطن تعيد تحديد استراتيجيتها

كما كشفت ادارة اوباما استراتيجيتها لمكافحة الارهاب ثمرة عشرة اعوام من مقاتلة التنظيم المتطرف وحالات من الضلال ارتكبت في عهد جورج بوش. فبعد اقل من شهرين على قتل اسامة بن لادن، زعيم القاعدة الذي يتحلى بالكاريسما والمطارد دون هوادة منذ الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001، تغتنم الولايات المتحدة الضعف الكبير للتنظيم لاعادة تحديد توجهها الذي تريده "براغماتيا لا ايديولوجيا".

وهذه الاستراتيجية لمكافحة الارهاب الاولى التي اعلنت بوضوح منذ وصول باراك اوباما الى السلطة، تضفي "الصفة الرسمية" على التبدلات التي حصلت منذ بداية 2009، بحسب ابرز مستشاري اوباما لمكافحة الارهاب جون برينان.

فتخفيض التهديد يمر اولا بالتقدم الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، وهو "ترياق فعال" لمحاربة التطرف، وتحسين صورة اميركا في العالم. وفي هذا الصدد، تثبت الثورات العربية رفض "ايديولوجية القرون الوسطى" لتنظيم القاعدة في صفوف السكان، بحسب برينان.

وامام الحركة المتطرفة، من غير الوارد شن "حرب كونية"، كما حذر المستشار، في اشارة الى "الحرب على الارهاب" التي اعلنها الرئيس السابق جورج بوش اثر اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001.

وتستخلص ادارة اوباما الدروس من مغامرات سنوات الالفين العسكرية. ولم يغب عن بال برينان التذكير بان "القاعدة تسعى الى اراقة دمنا ماليا عبر جرنا الى حروب طويلة باهظة الكلفة تثير ايضا الشعور المناهض للاميركيين (...) ففي عهد اوباما، نعمل على وضع حد للحروب في العراق وافغانستان". لكن واشنطن لا تزال تريد القضاء على القاعدة.

وقال برينان "لا نسعى لاقل من تدمير تام لهذه الافة التي تدعو نفسها القاعدة". وذلك يقتضي "تفكيك قلب القاعدة" عبر مهاجمة قادتها اللاجئين في المناطق القبلية في شمال غرب باكستان ومنعهم من ايجاد مخابىء لهم.

وفي مؤتمر صحافي، توعد باراك اوباما "بالابقاء على الضغط" على التنظيم المتطرف. وراى ان العمليات الاميركية في افغانستان وباكستان نجحت في "ضرب" عمله وتمويله "بشكل كبير".

ويتعين ايضا مهاجمة التنظيمات المتفرعة منه في اليمن والصومال والعراق او المغرب العربي، بحسب هذا المستشار.

وتاخذ الاستراتيجية الجديدة ايضا في الحسبان التهديد المنبثق من "ذئاب متوحدة" في الولايات المتحدة، هؤلاء الافراد الذين يحولون انفسهم الى متشددين عن طريق المنتديات المتطرفة على الانترنت وينظمون اعتداءات.

وقال جون برينان "انها اول استراتيجية لمكافحة الارهاب تركز على قدرة القاعدة وشبكتها على تشجيع اناس في الولايات المتحدة على مهاجمتنا من الداخل".

وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2009، فتح طبيب نفسي في الجيش الاميركي هو القومندان نضال مالك حسن النار في قاعدة فورت هود (تكساس) فقتل 13 شخصا وتسبب بارباك في الراي العام الاميركي. وكان يتواصل عبر الانترنت مع الامام المتشدد انور العولقي المنفي في اليمن.

واخيرا، تعتزم واشنطن تطوير قدرة بناها الاقتصادية والحكومية ولكن خصوصا تعليم سكانها تجاوز صدمة اعتداء.

وقال جون برينان "علينا التذكير بان كل واحد منا يمكن ان يساعد في حرمان القاعدة من النجاح الذي تسعى وراءه". وقال ايضا "القاعدة تريد ترهيبنا، ينبغي ان لا نستسلم بالتالي للخوف. تريد تغييرنا، وينبغي بالتالي ان نبقى اوفياء لما نحن عليه".

قاعدة الجزائر

في السياق ذاته قالت وكالة أنباء الجزائر الرسمية ان انتحاريا هاجم مقرا للشرطة في وسط مدينة تيزي وزو الواقعة شرقي العاصمة الجزائرية مما أسفر عن اصابة 29 شخصا. وذكرت الوكالة ان المهاجم حاول اقتحام مقر الشرطة بشاحنة صغيرة محملة بالمتفجرات.

وقالت صحيفة الوطن الجزائرية على موقعها على الانترنت ان من بين المصابين اربعة مواطنين صينيين وطفل رضيع. وتقع تيزي وزو على بعد نحو مئة كيلومتر الى الشرق من العاصمة الجزائر. وهي عاصمة منطقة القبائل حيث يتخذ جناح القاعدة في شمال افريقيا في الجبال معقلا لنشاطه.

وقال صحفي في تيزي وزو ان السلطات نظفت موقع الانفجار تماما لكن نوافذ البنايات بالقرب من مركز الشرطة تحطمت نتيجة للانفجار. واستهدف هجوم انتحاري مشابه في عام 2008 مقر وحدة مخابرات الشرطة في تيزي وزو.

وما زالت الجزائر تتعافى من صراع استمر ما يقرب من عقدين بين قوات الامن وجماعات اسلامية متشددة بلغ ذروته في التسعينات وأسفر عن مقتل نحو 200 ألف شخص.

وخفت حدة العنف خلال السنوات الثلاث الاخيرة حيث اصبحت التفجيرات الانتحارية في المناطق المأهولة نادرة. ومع ذلك فهجوم يوم الاحد هو الثاني من نوعه خلال شهرين.

وقتل شخصان في يوليو تموز عندما صدم مفجر انتحاري مركزا للشرطة في بلدة برج منايل قرب تيزي وزو.

وبعد بضعة أيام اصدر تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي وهو جناح القاعدة في شمال افريقيا بيانا اعلن فيه مسؤوليته عن الهجوم.

جنوب شرق اسيا

من جانب آخر قالت الولايات المتحدة انها فرضت عقوبات على ثلاثة من كبار اعضاء شبكة الجماعة الاسلامية في جنوب شرق اسيا وهي جماعة لها روابط بتنظيم القاعدة. وتهدف العقوبات ضد عمر باتك وعبد الرحيم بعاصير ومحمد جبريل عبد الرحمن الى حرمانهم من القدرة على استخدام النظام المالي العالمي من خلال منع التعاملات الامريكية معهم.

وقال وكيل وزارة الخزانة للارهاب والمخابرات المالية ديفيد كوهين في بيان "الرجال الثلاثة اظهروا التزامهم بالعنف."

الصومال وجنوب السودان

من ناحيتها ذكرت مؤسسة ميبلكروفت العالمية للتحليلات أن الصومال هو أكثر الدول عرضة لهجوم ارهابي تليه باكستان والعراق وأفغانستان ودولة جنوب السودان الجديدة. وأوضحت أحدث نسخة من (مؤشر مخاطر الارهاب) الذي تصدره مؤسسة ميبلكروفت المتخصصة في تقديم الاستشارات أن التقديرات تشير الى أن التهديدات تتزايد ايضا في اليمن وايران وأوغندا وليبيا ومصر ونيجيريا.

وجاء في بيان المؤسسة أن زيادة المخاطر التي رصدت في اليمن وأوغندا ترجع الى أعمال العنف المرتبطة بتنظيم القاعدة في حين نتجت في ايران عن هجمات جماعة جند الله السنية المتمردة أما في مصر وليبيا فانها ناتجة عن محاولات ارهابية واجرامية لانتهاز فرصة اضطرابات "الربيع لعربي".

وتشهد نيجيريا هجمات ينفذها ناشطون في دلتا نهر النيجر وأعمال عنف طائفية وهجمات يشنها اسلاميون متطرفون في الشمال.

والدول الاربع الاكثر عرضة لهجوم ارهابي هي نفسها التي احتلت نفس المراكز في المسح السابق لميبلكروفت الصادر في نوفمبر تشرين الثاني 2010. لكن دولة جنوب السودان التي أعلن استقلالها الشهر الماضي بعد انفصالها عن الشمال حلت محل المناطق الفلسطينية في الترتيب الخامس بعد ارتفاع العدد المتوسط للقتلى في كل هجوم هناك.

ويتضمن المؤشر الذي يصدر في لندن تقييما يشمل 198 دولة فيما يخص عدد وتواتر وشدة الهجمات الارهابية علاوة على احتمال سقوط عدد كبير من الضحايا. ويعد المؤشر بناء على بيانات حوادث سابقة لكنه يهدف الى تقديم تقييم للمستقبل.

ويعرف المؤشر الارهاب بأنه الاستخدام المحسوب والمتعمد للعنف للتأثير في مواقف وسلوك أفراد وحكومات ويستقي بياناته من نظام رصد الحوادث في أنحاء العالم التابع للمركز الامريكي لمكافحة الارهاب. وترى مؤسسة ميبلكروفت أن 20 دولة معرضة الى "أقصى درجات الخطر".

وهذه الدول علاوة على الخمس الاوائل هي اليمن في المركز السادس والمناطق الفلسطينية في المركز السابع تليها جمهورية الكونجو الديمقراطية ثم جمهورية أفريقيا الوسطى وكولومبيا والجزائر وتايلاند والفلبين وروسيا والسودان وايران وبوروندي والهند ونيجيريا ثم اسرائيل في المركز العشرين.

وأوضح المسح أن ثمة خطرا متزايدا من الاجنحة الاقليمية لتنظيم القاعدة ومنها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وتنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي. واضاف أن سلسلة هجمات انتقامية نفذها متشددون في باكستان في أعقاب مقتل أسامة بن لادن زعيم القاعدة هناك في مارس اذار أثببت أن مقتله لم يؤد الى تراجع التشدد في المدى القصير.

وعن الصومال قالت ميبلكروفت ان حركة الشباب المتشددة واصلت السيطرة على معظم أنحاء وسط وجنوب البلاد رغم بعض الخسائر التي منيت بها في مقديشو كما "نفذت بعضا من أكثر الهجمات تدميرا في العاصمة" في اطار قتالها للحكومة الانتقالية التي يدعمها الغرب".

واحتل جنوب السودان ذلك الترتيب "لشدة الهجمات الارهابية في المقام الاول حيث بلغ متوسط عدد الضحايا في كل حادث ارهابي 6.59 أي قرابة ثلاثة أمثال العدد المتوسط المناظر في الصومال".

وواصلت ايران التعرض لعدد صغير من الهجمات المميتة التي سقط فيها عدد كبير من الضحايا بما في ذلك تفجير انتحاري مزدوج في زاهدان عام 2010 قتل فيه ما لا يقل عن 28 شخصا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 17/آب/2011 - 16/رمضان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م