الفضاء الكوني والاصطدام والاندماج للأرض

باسم حسين الزيدي

شبكة النبأ: قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم ﴿والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون﴾ في دليل قاطع على إن السماء وما تحويه من كون عجيب، لانهاية لحدودها أو قياس لإبعاده، إذ إن اللام في كلمة "موسعون" هي لام الاستمرارية والدوام في التوسع والزيادة، وهذه حقيقة أكدها العديد من العلماء والباحثين في مجال العلوم الفلكية مؤخر، ومن هذا المنطلق ولما للإنسان من فضول في اكتشاف المجهول والغريب، بات منذ مدة ليست بالقليلة يعكف على العلوم والابحاث والدراسات الفضائية والتي نتج عنها تطور كبير في هذا المجال حتى تمكن الانسان من الوصول الى ابعاد كونية ما كان يتمكن للوصول اليها لولا الجهد الكبير والمبذول من قبل هؤلاء العلماء، لكن كلما تمكنوا من تحقيق اكتشاف جديد في هذا الكون الفسيح تبرز لهم حقائق جديدة وابعاد جديدة تعيدهم الى نقطة الصفر وكأنهم لم يحققوا شيئاً. 

شكل القمر

حيث قال علماء ان التصادم والاندماج الذي حدث في قديم الأزل بين قمرين كانا يدوران حول الأرض يفسر السبب الذي يجعل القمر الحالي منبعجا نوعا ما وأن جانبه البعيد عن الارض يحتوي على صخور أكثر من الجانب الذي يواجه الأرض، وتشير الأبحاث التي نشرت في دورية (نيتشر) العلمية الى أن القمر الحالي كان يرافقه في قديم الازل قمر آخر أصغر يبلغ نحو واحد على ثلاثين من كتلته، وكان القمران يدوران حول الارض الواحد تلو الآخر قبل أكثر من أربعة مليارات سنة.لكن اريك اسبوج وهو عالم كواكب في جامعة كاليفورنيا بسانتا كروز قال انه مع دوران القمرين بعيدا عن الارض تعرضا لتأثير أكبر من قوة الجاذبية الشمسية مما أدى الى اختلال مدارهما المُشترك والتسبب في وضعهما في مسار تصادمي، وأضاف اسبوج أنه بعد نحو 100 مليون سنة من التعايش اصطدم القمر الأصغر في نهاية الأمر بالقمر الأكبر في تصادم استمر لعدة ساعات وأدى الى اندماج الكتلتين، ووقعت كل هذه الأحداث على بعد نحو 129 ألف كيلومتر فقط من الارض أي نحو ثلث المسافة الحالية من القمر والتي تبلغ نحو 400 ألف كيلومتر، وخلص العلماء الى أن هذا الاتحاد العنيف يفسر الكثير فيما يتعلق بالاختلاف الواضح في القمر الحالي بين جانبه الجبلي البعيد عن الارض والجانب الآخر القريب من الارض والذي يحتوي على سهول شاسعة يمكن رؤيتها في السماء ليلا من على الارض، كما يفسر التصادم بين القمرين عدم اتساق شكل القمر نظرا لانبعاجه اكثر على الجانب البعيد من الارض وهي مسألة لم تكن تفسرها بشكل مقنع قوة المد المنبعثة من الارض، كما يدلل على حدوث التصادم تنوع تركيبة قشرة القمر اذ يحتوي الجانب القريب من الارض على كميات أكبر بكثير من البوتاسيوم والمعادن النادرة والفوسفور، وقال اسبوج أن هذه العناصر كانت متركزة في المادة المنصهرة التي تمر بمرحلة تبريد تحت سطح القمر والتي تناثرت على الجانب الاخر نتيجة شدة التصادم. بحسب رويترز.

تصادمات كونية

في سياق متصل كشف علماء الفلك في ألمانيا الغموض وراء سلسلة التصادمات الكونية الهائلة التي استمرت نحو 350 مليون سنة، وقال فريق من الباحثين الدوليين تحت إشراف يوليان ميرتن بجامعة هايدلبرغ الألمانية إن هذه السلسلة من التصادمات أسفرت عن تكتلات من المجرات بها تريليونات من النجوم من تكتل "باندورا للمجرات" والذي يرجح الباحثون أن يكون قد نشأ عن تصادم ما لا يقل عن أربع مجرات حسبما أوضح الباحثون في مدينة جارشينج القريبة من ميونيخ جنوب ألماني، وأوضح ميرتن قائل، "تماما كما يستطيع أحد خبراء الحوادث تتبع سبب وقوع أحد الحوادث من خلال تحليل الركام المتبقي في مكان الحادث فإننا نستطيع من خلال مراقبة مثل هذه التصادمات الكونية الهائلة معرفة الأحداث التي تمت في أحد التصادمات التي وقعت في الكون على مدى مئات السنين"، واعتمد الباحثون في دراستهم على معظمات فلكية قوية مثل تلسكوب فيري لارج تلسكوب "في ال تي" التابع للمرصد الأوروبي في تشيلي ومرصد هابل الدولي، واكتشف العلماء خلال ذلك سلسلة من الغرائب حيث تبين لهم أن المجرات التي شاركت في هذه السلسلة من التصادمات لا تشكل سوى 5 في المئة من تراكم المجرات "ابيل2744" في حين يشكل الغاز الساخن 20 في المئة منها و ما يعرف بالسدم المظلمة 75 في المئة غير مرئية، وأشار الباحثون أن التوزيع غير المنظم لأنواع مختلفة من المادة في هذا الركام غير معتاد تماما وقالوا إن هذه التصادمات فصلت على ما يبدو جزءا من الغاز الساخن والمادة المظلمة عن بعضهما بعض مما أتاح للعلماء مراقبة العديد من الظواهر التي لم يكن من الممكن بحثها حتى الآن سوى بشكل منفصل في أنظمة أخرى، ويأمل الباحثون من وراء ذلك في التوصل لدلائل على صفات المادة المظلمة، ونشر الباحثون نتائج دراستهم مؤخراً في مجلة مانثلي نوتيسيس التابعة للأكاديمية الملكية للفلك في بريطانيا. بحسب فرانس برس.

مسبار ناسا

الى ذلك دخل مسبار علمي الى تابع لادارة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) مدارا حول الكويكب فيستا الذي يشبه حبة البطاطا ليبدا دراسة تستمر لمدة عام لثاني اكبر جسم في حزام الكويكبات، وقالت ناسا ان المسبار (دون) بعث باشارة الى مختبر الدفع النفاث في باسادينا بولاية كاليفورنيا لتأكيد دخوله في مدار فيستا على بعد 188 مليون كيلومتر من الارض، واضافت ان (دون) هو اول مسبار يدور حول جسم في حزام الكويكبات الرئيسي بين المريخ والمشترى وانه في طريقه ليصبح اول مركبة فضاء تدور حول وجهتين لنظام شمسي خارج الارض، واطلق المسبار (دون) في 2007 الى الكويكب فيستا ليكون اول محطة في المهمة التي تتكلف 466 مليون دولار لمعرفة المزيد عن كيفية تكون النظام الشمسي قبل 4.5 مليار سنة، وسيدرس المسبار الكويكب فيستا لمدة عام ثم سيتجه الى محطته الثانية في يوليو تموز 2012 الى كوكب قزم يدعى سيريس، وفيستا وسيريس اثنان من اكبر الكواكب الاولية "وهي اجسام صخرية تملك كتلة كافية تقريبا لتصبح كواكب كاملة" في نظام شمسي، ويقع الاثنان في حزام الكويكبات الرئيسي بين كوكبي المريخ والمشترى، وسيريس هو اكبر جسم في حزام الكويكبات ويقع على مسافة قريبا نسبيا من فيستا. بحسب رويترز.

كوكب المشتري

في سياق متصل يأمل العلماء بأن تسفر الرحلة عن تحقيق نتائج ملموسة تتمثل بتقديم رؤية جديدة واستثنائية تساعد على فهم طبيعة تلك الحلقات الملوَّنة التي تحيط بكوكب المشتري، وأعلنت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" أنها ستطلق سفينة فضاء غير مأهولة لسبر كوكب المشتري، وكشفت أن كلفة المشروع ستبلغ 1.1 مليار دولار أمريكي، وقالت الوكالة إن المسبار "جونو" سوف يُطلق من قاعدة "كيب كانافيرال الجوية" بولاية فلوريدا في رحلة تأخذه إلى ما بعد المشتري، إلاَّ أنه من المقرَّر أن تتخذ السفينة مكانها في مدار الكوكب الغازي العملاق فقط في عام 2016، وأضافت ناسا أن السفينة، وهي الأولى من نوعها التي تعمل بالطاقة الشمسية، ستكون أيضا أوّل سفينة فضاء تقوم برحلة تصل إلى تلك المسافة البعيدة عن الشمس، ويُشار إلى أن الشيء العادي هو أن يتم تزويد سفينة فضاء كهذه تُرسل لاكتشاف المشتري، والذي تصل فيه كثافة ضوء الشمس فيه فقط نسبة 1/25 من كثافة الضوء على الأرض، ببطارية بلوتونيوم، لكن تم تزويد المسبار "جونو" بدلا عن ذلك بثلاثة أجنحة مغطَّاة بـ 1800 خلية شمسية، "هذه أشياء بمقدورنا القيام بها، مع استمرار قدرتنا على إنجاز مهمتنا العلمية، إذ أن مثل هكذا أمر لا يضيرنا بشيء، لكن كان من الأسهل بالنسبة لنا فيما لو استطعنا توجيه الرحلة في أيِّ اتجاه شئن، وكان يجب علينا أيضا أن نطوِّر استراتيجية، وفي الواقع فقد توصَّلنا إلى الخلية الشمسية بفعلنا ذلك"، وقال سكوت بولتون، كبير العلماء القائمين على المشروع، "كرحلة تعمل على لوحات للطاقة الشمسية، علينا أن نبقي تلك اللوحات مواجهة للشمس، ويجب ألاَّ نسافر أبدا في ظل المشتري"، وأضاف "هذه أشياء بمقدورنا القيام بها، مع استمرار قدرتنا على إنجاز مهمتنا العلمية، إذ أن مثل هكذا أمر لا يضيرنا بشيء، لكن، كان من الأسهل بالنسبة لنا فيما لو استطعنا توجيه الرحلة في أيِّ اتجاه شئن، وكان يجب علينا أيضا أن نطوِّر استراتيجية، وفي الواقع فقد توصَّلنا إلى الخلية الشمسية بفعلنا ذلك". بحسب البي سي سي.

وستقوم "جونو" خلال الرحلة بسبر أغوار واكتشاف أسرار النظام الشمسي عبر تفسير أصل وتطوُّر الكوكب الأكبر فيه، وخلال الرحلة، ستظل أجهزة الاستشعار عن بعد الموجودة في المسبار مسلَّطة إلى الأسفل باتجاه الكوكب العملاق عبر طبقاته المتعددة، إذ سوف تقوم بدراسة وقياس بنيتها ودرجات حرارتها وحركتها، بالإضافة إلى الخواص الأخرى المتعلقة به، ويأمل العلماء بأن تسفر الرحلة عن تحقيق نتائج ملموسة تتمثل بتقديم رؤية جديدة واستثنائية تساعد على فهم طبيعة تلك الحلقات الملوَّنة التي تحيط بكوكب المشتري، كما يتوخّون أيضا الحصول على منظور جديد للبقعة الحمراء الكبيرة الشهيرة، أي تلك العاصفة الهوجاء الهائلة التي تثور على كوكب المشتري على مرِّ مئات السنين، وسيحاول "جونو" تسوية الخلافات بشأن ما إذا كان المشتري يحتوي على كتلة صخرية، ويرغب العلماء أيضا بقياس وفرة المياه في الغلاف الجوي، وهي مؤشِّر على كمية الأكسجين الموجودة في منطقة المشتري من النظام الشمسي لدى تكوينه ونشوئه، كما سيحاول المسبار أيضا تسوية الخلافات القديمة بشأن ما إذا كان الكوكب يحتوي على كتلة صخرية رئيسية في مركزه أم لا، أو ما إذا كانت الغازات لوحدها تشكِّل معظم كتلة الكوكب حتى المركز وبشكل مضغوط على نحو غير مسبوق، وسوف يحاول المسبار أيضا سبر طبيعة الدوَّاوات البحرية العميقة للهيدروجين المعدني السائل الذي يشكُّ البعض بأنها القوة المحرِّكة الرئيسية وراء المجال المغناطيسي القوي للمشتري، ويُشار إلى أن "جونو" هي السفينة الثانية في سلسلة الرحلات التي تطلق عليها "ناسا" اسم "نيو فرونتيرز" (أفاق جديدة)، والتي جاءت بعد السلسلة الأولى من رحلات الفضاء "نيو هورايزن" (وله المعنى ذاته)، والتي أُطلقت في عام 2006 لاكتشاف كوكب بلوتو، ويُتوقَّع أن تبلغ هدفها في عام 2015.

المسبار ماسنجر

بدوره دخل ماسنجر في مدار حول عطارد بعد رحلة دامت ست سنوات ونصف قطع فيها 7.9 مليار كلم، ونجحت مركبة فضائية تابعة لوكالة الفضاء الامريكية ناسا في الدخول في مدار حول كوكب عطارد لاول مرة، وتمكن المسبار الفضائي المسمى "ماسنجر" من الاتجاه في مدار محدد حول الكوكب بعد رحلة دامت ست سنوات ونصف قطع فيها 7.9 مليار كلم وبعد مناورات ذكية لتجنب ان يتم سحبه عبر جاذبية الشمس، وتحلق المركبة الفضائية الان على بعد حوالي 46 مليون كلم من الشمس و155 مليون كلم من الارض، وستلتقط المركبة اول مجموعة كاملة من الصور لسطح الكوكب كما ستجمع المعلومات عن غلافه الجوي، واصبح كوكب عطارد الكوكب الخامس في مجموعتنا الشمسية الذي تمكنت ناسا في الدخول في مدار حوله فضلا عن الارض والقمر، واقتربت المركبة الفضائية "ماسنجر" في مدارها لتصبح على مسافة 193 كيلومترا فوق سطح الكوكب، الامر الذي وصفه اريك فنيغان رئيس المهندسين في مشروع المركبة بأنه أكثر قرب يمكن الحصول عليه للعمل باتقان، "ستة وثلاثون عاما وانا انتظر هذا اليوم، انه شيء لا يصدق"، وجهزت ناسا المركبة الفضائية بدرع يقيها حرارة الشمس صنع من مادة خزفية (سيراميك) مقاومة للحرارة كي تقاوم درجات الحرارة العالية حول الكوكب التي تصل الى اكثر من 400 درجة مئوية، ويعد كوكب عطار من الكواكب التي يصعب القيام باعمال علمية فيها لقربه من الشمس ودرجة حرارته العالية التي تصهر المعدات، فدرجات الحرارة تتباين في الكوكب بشكل كبير يصل حد 1100 درجة فهرنهايت او مايعادل 600 درجة مئوية، ففي الوقت الذي تصل الحرارة فيه بالجانب القريب من الشمس الى 425 درجة مئوية فإنه يكون باردا ومعتما في بعض الحفر في الكوكب في الجانب البعيد عن الشمس حيث لا تتجاوز درجات الحرارة 184 درجة مئوية تحت الصفر، وقد اظهر الرادار ما يعتقد انه ثلج متجمد في هذه الحفر وستحاول المركبة "ماسنجر اثبات ذلك. بحسب البي بي سي.

وفي عام 1970 أرسلت ناسا المركبة الفضائية "ميرنير" لتقترب من الكوكب بيد أنها تمكنت من التقاط صورا قليلة للجانب المقابل للشمس، وقال العالم روبرت ستورم من جامعة اريزونا الذي عمل في مشروع رحلة "ميرنير" ويعمل في "ماسنجر" الان انه اعتقد لبرهة انه لن يتمكن من الحصول على نظرة ثانية لكوكب عطارد غريب الاطوار، وتصل درجة الحرارة على سطح عطارد الى اكثر من 400 درجة مئوية، واكد دخول المركبة الى المدار حول الكوكب، واوضح ستورم انه وزملاءة كانوا متوترين عندما انحرفت المركبة تلقائيا نحو مدار بيضوي الشكل بينما لا يستطيع كادر السيطرة على الارض تغيير اوامرها لان الاشارة تحتاج الى 8 دقائق لتنتقل مسافة 100 مليون ميل تقريبا (160 مليون كلم) من عطارد الى الارض، واوضح ستورم "لم يكن ذلك سهلا بل كان مناورة صعبة جدا جدا للدخول في المدار"، وكانت المركبة الفضائية ماسنجر التي بلغت كلفتها 446 مليون دولار قد دشنت عام 2004، وستبدأ الشهر القادم في بث الصور واستكشاف المجال المغناطيسي الغريب والكثافة غير العادية التي تميز هذا الكوكب، وقال رئيس العلماء المشرفين على ماسنجر شون سولومون بعد حوالي ساعة من دخول المركبة المدار حول عطارد بأمان "نحن جاهزون فعليا للتعرف على واحد من الجيران الاقرب الى الارض لاول مرة"، وقال في حديث لبي بي سي " بدأنا مهمة ماسنجر كمقترح لناسا منذ 15 عاما مضت"، واضاف "وكنا نعمل على عملية دخول المدار والملاحظات التي تتبعها لأكثر من عقد ونصف"، وأوضح سولومون ان كواكب عطارد والزهرة والارض والمريخ تشكلت في الوقت نفسه بيد أن عطارد "جاء مختلفا جدا.

اكتشافات جديدة

على صعيد اخر اكتشف فريق من العلماء الأمريكيين نيزكاً يدور حول الشمس بمرافقة الأرض قرب كواكب المشترى والمريخ وجوبيتر، حيث يصل قطره إلى حوالي 300 متر، وقد أطلق على النيزك اسم "2010 تى - كيه 7 "، وقد تم اكتشافه بفضل القمر الصناعي الأمريكي "سورفاي اكسبلورر" والذي تم إطلاقه في 2009، طبقاً لما ورد بوكالة "أنباء الشرق الأوسط"، وقد تأكد وجود النيزك عن طريق التلسكوب الكندي الفَرنسي في هاواي، ومركزه يقع في نقطة "دي لاجرانج ال 4" من النظام الشمسي- الأرضى، ومساره ثابت منذ حوالي 10 آلاف عام، كما قال علماء فلك دوليون انهم استطاعوا اكتشاف 10 كواكب بعيدة جديدة، بينها اثنان بحجم كوكب نبتون وواحد بحجم كوكب زحل، وذكر موقع «ساينس ديلي» الأمريكي ان الفريق الدولي، الذي ضم علماء من جامعة «اوكسفورد» البريطانية اكتشفوا الكواكب العشرة عن طريق استخدام تلسكوب «CoRoT» الفرنسي، وأشار العلماء الى ان من بين هذه الكواكب العشرة، واحد اكتشف في مدار بشأن ما يبدو نجماً صغيراً غير عادي، وقالت الباحثة المسؤولة عن الدراسة في جامعة «اوكسفورد»، سوزان ايغرين، ان «ايجاد كواكب حول نجوم صغيرة هو أمر مثير خصوصاً وأن الكواكب عادة تنشأ بسرعة أولاً قبل ان تستقر على نمط تطوّر أكثر ثباتاً»، وأضافت أنه ان اردنا فهم ظروف نشأة الكواكب، نحن بحاجة ان نكتشفها خلال فترة أول بضع مئات مليون سنة.

تابع جديد للارض

من جانب اخر أكد علماء من كندا أن للأرض تابعا آخر يدور في مدارها حول الشمس وأن هذا التابع عبارة عن كويكب بقطر 300 متر تقريب، ويطلق العلماء على الأجسام السماوية التي تدور على نفس مدار كوكب يدور حول الشمس سواء سبقته أو تبعته وصف "كويكبات طروادية" وهو ما ينطبق على هذا التابع الجديد للأرض، ورغم أن العلماء يعرفون منذ وقت طويل أن لكل من كواكب المريخ وزحل ونبتون أقمار طروادية إلا أن هذه هي المرة الأولى التي يكتشفون فيها تابعا من هذا القبيل للأرض حسبما ذكر مارتن كونورس من جامعة أثاباسكا الكندية في دراستهم التي نشروا نتائجها في مجلة "نيتشر"، وهناك حسب قوانين الحركة السماوية العديد من النقاط الخاصة التي تسمى "نقاط لاجارانجي" حسب أحد علماء الفلك الفرنسيين وهي نقاط تقع على مسافة ما خلف الكوكب أو أمامها ويلتقي عندها المجال المغناطيسي للشمس ومجال الكوكب بشكل يسمح بوجود مدار مستقر لهذه الأجرام السماوية في ظل هذه الكواكب أو أمامه، ولأن الكويكبات التي تسبق كوكب زحل أو تتبعه قد سميت حسب شخصيات حرب طروادة فإن جميع الكويكبات ذات المدار الخاص تسمى "كويكبات طروادية"، ويرجح الباحثون منذ وقت طويل وجود مثل هذه الكويكبات على مدار الأرض أيضا ولكنهم لم يستطيعوا رصدها لأنها تتحرك دائما على جانب الأرض المتجه للشمس، وقام مارتن كونورس و زملاؤه بتحليل البيانات التي التقطت بالأشعة تحت الحمراء لقمر "وايس" التابع لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" وعثروا خلال ذلك على كويكب بحجم عدة مئات من الأمتار يدور بشكل منتظم في مدار حول الأرض ويقع على نقطة لاجرانج سابقة للأرض في مدارها حول الشمس، ورجح الباحثون أن يكون هذا المدار المزدوج للكويكب قد استقر منذ ما لا يقل عن عشرة آلاف سنة حيث أعطوه رمز "2010 تي كي7. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

برنامج فضائي للمريخ

فيما انتقلت ادارة الطيران والفضاء الامريكية الى فصل جديد في استكشاف الفضاء بعد يوم من اختتام برنامج مركبات المكوك الفضائي بالاعلان عن تفاصيل خطط لتحديد ما اذا كان المريخ به او كانت عليه مكونات للحياة، وقال علماء في الادارة ان مختبرا اليا يجري اعداده لاطلاقه في 25 نوفمبر تشرين الثاني سيحط في اغسطس اب 2012 قرب جبل في حفرة من الكوكب تشبه الارض في المجموعة الشمسية، وجاء الاعلان بعد اسدال الستار نهائيا عن برنامج مركبات المكوك الامريكي الذي تسيره (ناسا) منذ 30 عاما بهبوط المكوك اتلانتس في مركز كنيدي للفضاء، ولا يزال المخطط المفصل لاستراتيجية متابعة الاستكشافات لدى الوكالة معلقا ويخشى العديد من الامريكيين ان يمثل نهاية برنامج مكوك الفضاء تنازل الولايات المتحدة عن ريادتها في مجال الفضاء، لكن الرئيس الامريكي باراك اوباما قال ان الهدف هو بناء سفن فضاء جديدة يمكنها السفر لابعد من المدار القريب من الارض الذي وصلت اليه مركبات المكوك وفي النهاية ارسال رواد فضاء الى كواكب مثل المريخ وغيرها من الوجهات في قلب الفضاء، وفي افادة وجيزة في كيب كنافيرال سيبحث مسؤولون في ادارة الطيران والفضاء الاستعدادات لمهمة جونو المقبلة الى كوكب المشترى، ومن المتوقع ان تصل مركبة الفضاء غير المأهولة والمقرر اطلاقها في اغسطس اب الى مدار المشترى في يوليو تموز 2016 وسيتعين عليها ايضا فهم بدايات النظام الشمسي بالكشف عن أصل وتطور اكبر كواكبه.وقال وليد عبدالعاطي كبير العلماء في ادارة (ناسا) "اعير الكثير من الاهتمام للحدث الذي انتهى امس بهبوط مركبة الفضاء الذي يمثل طي هذه الصفحة والانتقال لفصل جديد من استكشاف الانسان للفضاء"، وأضاف عبدالعاطي في متحف الطيران والفضاء الوطني في واشنطن حيث اعلن عن موقع هبوط مختبر علوم المريخ "تتغير الاشياء وتتطور ولكن ما يظل ثابتا هو الدافع للاستكشاف والوصول لما هو ابعد وفهم ما يحيط بنا وموضعنا فيه"، وتخطط ادارة الطيران والفضاء (ناسا) لنقل مركبات برنامج المكوك الثلاثة الى متاحف والاستعداد لتطوير برنامج الاستكشاف المأهول الجديد، ويهدف البرنامج الجديد لاستشكاف قلب النظام الشمسي والذي لم يستكشف حتى الان سوى باجهزة انسان الية فقط.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 16/آب/2011 - 15/رمضان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م