حروب الصومال... من التمرد المسلح إلى تمرد الطبيعة

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: لطالما عانت الصومال من مجاعات وفقر متقع وأزمات اقتصادية خانقة وتقلبات سياسية زعزعت استقرار البلد وعصفت به رياح العنف إلى هاوية الدمار، إلا إن ما تمر به الصومال حالياً يعتبر من اعنف الأزمات التي لم تشهد البلاد بشدتها مسبقاً بعد أن عاثت حركة الشباب الإرهابية المتطرفة الفساد في مقدرات البلد ومزقت الجسد الصومالي إلى أشلاء متناثرة، أضف إلى ذلك موجة الجفاف التي أطاحت بكل ماهو اخضر ويابس بعد أن أتت على المزروعات والماشية وخلفت مجاعة قاسية تهدد أكثر من (12) مليون إنسان بالموت جوع، بعد أن أعلنتها الأمم المتحدة كأكبر منطقة للمجاعة في العالم.

نهب المساعدات

فقد قتل خمسة اشخاص عندما اقتحمت عصابة مسلحة مخيماً في العاصمة الصومالية وسرقت مخزونات اغذية مخصصة لمساعدة الالاف من ضحايا المجاعة في الصومال، حسب ما افاد مسؤولون وشهود عيان، وقال عبدي قادر محمد وهو سائق شاحنة في قافلة للمساعدات ان "خمسة اشخاص قتلوا على الفور عندما اطلق مسلحون النار لنهب المساعدة الغذائية" في المخيم، موضحا ان "الجميع جروا للاختباء عندما تبادل رجال الامن المرافقون للقافلة اطلاق النار مع المهاجمين"، وهاجم المسلحون المجهولون المخيم بعد الظهر بينما كان النازحون ينتظرون توزيع مساعدة غذائية قدمها برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة، وقال شاهد آخر يدعى محمد عبد الله "رأيت جثث اربعة اشخاص لكن حصيلة الضحايا قد تكون اكبر"، واكد علي عيسى الموظف في منظمة صومالية غير حكومية للبرنامج الهجوم وقدر ب300 طن حجم المخزون الذي كان في الموقع عند وقوعه، ولم تتضح على الفور هوية المسلحين، الا ان مسلحي حركة الشباب يقاتلون للاطاحة بالحكومة وحظروا دخول العديد من منظمات الاغاثة الى المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وقاد المهاجمون عدد من شاحنات الاغذية بينما حملوا باقي الاغذية في عربات تجرها الحمير، واعلنت الامم المتحدة حالة المجاعة في ثلاث مناطق جديدة جنوب الصومال، هي ممر افقوي، ومجموعات النازحين في مقديشو، في احياء المدينة السبعة، واحياء بلاد وادالي في شبيل الوسطى". بحسب فرانس برس.

واعلنت الامم المتحدة سابقا حالة المجاعة في جنوب باكول وشبيل السفلى في جنوب الصومال، نتيجة موجة الجفاف المستمرة في القرن الافريقي، واجتاح الجفاف، الذي يعد الاسوأ منذ 60 عاما، كذلك مناطق من اثيوبيا وجيبوتي وكينيا واوغند، ودعت منظمة الاغذية والزراعة (الفاو) الى التحرك السريع لانقاذ حياة نحو 12 مليون شخص يعانون من المجاعة، وفي بيان لها، دعت الفاو الى "ضرورة التحرك العاجل لانقاذ حياة ملايين المزارعين ورعاة الماشية في انحاء القرن الافريقي وحماية مصادر رزقهم، وزادت الجهات المانحة والحكومات تعهداتها المالية لمساعدة ضحايا الجفاف، حيث رفعت دول شمال اوروبا قيمة مساعداتها الى 20 مليون دولار (15 مليون يورو)، وقالت الصين انها تولي "اهتماما بالغا" للجفاف في القرن الافريقي بعد ان دعتها النائبة الديموقراطية في الكونغرس الاميركي نانسي بيلوسي الى القيام بمزيد من التحركات بهذا الشان، ودعت الصين السعودية الى "تكثيف جهودها" لتخفيف اثار الجفاف الشديد الذي يضرب دول القرن الافريقي، ورجح خبراء ان تستمر المجاعة التي تضرب اجزاء من الصومال حتى نهاية العام وحذروا من انتشارها في منطق جنوب افريقيا بالكامل خلال الاسابيع المقبلة، وقالت الامم المتحدة ان "الازمة الحالية هي اسواء ازمة انسانية في العالم واسواء ازمة غذائية منذ المجاعة التي شهدتها الصومال في 1991-1992".ويحتاج 2،8 مليون شخص بينهم 1،25 مليون طفل لمساعدات عاجلة في جنوب الصومال وحده، وفق مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة.ولكن المنظمات الانسانية لا يمكنها الوصول الا الى 20% منهم، وعدا بعض مناطق مقديشو، تقع باقي المناطق المنكوبة تحت سيطرة "متمردي حركة الشباب" الذين يقاتلون حكومة الصومال الانتقالية برئاسة شريف شيخ احمد المعترف بها دولي، ولا يعترف "الشباب" بالمجاعة في الصومال، ويتهمون الهيئات الانسانية بالتآمر، وهم لذلك منعوا العديد من المنظمات وهيئات الامم المتحدة من العمل في مناطقهم.

رغم المجاعة

في سياق متصل يتهم الرجال الصوماليون الذين يصلون الى مخيم اللاجئين في داداب شرق كينيا مقاتلي "حركة الشباب المجاهدين" الاسلامية بانهم يعتدون عليهم ويضايقونهم ويسرقونهم ويرغمونهم على العودة وحتى يجندونهم، لمنعهم من مغادرة مناطق الصومال التي يسيطرون عليها والتي تجتاحها المجاعة، وقال ابراهيم نور الذي اكد ان عناصر الشباب ضربوه خلال محاولات فراره الثلاث قبل ان ينجح في عبور الحدود "قبضوا علي وضربوني"، واضاف الرجل (20 سنة) الذي وصل الى مخيم داداب بعد ان نهبت ثيابه في الطريق "قالوا لي انهم سيجندونني في الميليشيا واذا رفضت فسيقتلونني"، ويصل نحو 1300 صومالي يوميا الى داداب الذي بات اكبر مخيم للاجئين في العالم حيث يؤوي 400 الف نسمة، وسجل المخيم في تموز/يوليو فقط رقما قياسيا خلال عشرين سنة مع وصول اربعين الف لاجئ جديد كما افادت المفوضية العليا للاجئين للامم المتحدة، غير ان ثمانين بالمئة من الواصلين هم من النساء والاطفال، حسب وكالة اليونيسيف اما الرجال فمعظمهم من المسنين، وقال آدن علي (80 سنة) الذي وصل الى المخيم لتوه ان "الميليشيات تحاول تجنيد الشباب"، وروى "لدى مغادرة منطقتنا جاء مسلحون وقالوا لنا انه لا يمكننا ان نرحل"، واوضح علي الذي قضى عدة اسابيع قبل عبور الحدود والوصول الى المخيم "خرجت من السيارة واخذت امشي وقلت لهم "اقتلوني، اقتلوني!" لكنهم تركوني ارحل"، وتقاتل حركة الشباب الحكومة الانتقالية برئاسة شريف شيخ احمد والتي يدعمها المجتمع الدولي، وقال سليمان سعيد (35 سنة) "حاولت الفرار لكن الشباب امروني بالعودة من حيث اتيت". بحسب فرانس برس.

واضاف سليمان "اخترت حينها طريقا اخر لكنهم قبضوا علي مجددا واحتجزوني سبعة ايام حتى قلت لهم انني معهم وعدت الى منزلي"، لكنه نجح ليلا في الافرت من المراقبة، والصومال هي البلد الاكثر تضررا من الجفاف الذي يطال مجمل القرن الافريقي حيث ان 3،7 مليون صومالي، اي نصف سكانها، في حاجة الى مساعدة انسانية، واعلنت الامم المتحدة ان المجاعة متفشية في اربع مناطق في جنوب الصومال بالاضافة الى تجمعات النازحين في مقديشو، واعربت عن خشيتها من ان تمتد المجاعة الى مجمل جنوب الصومال الذي تسيطر عليه حركة الشباب باستثناء بعض المناطق الصغيرة، واتهمت حركة الشباب بانها تزيد في تفاقم الازمة برفضها دخول العديد من المنظمات غير الحكومية ووكالات الامم المتحدة الانسانية الى المناطق التي تسيطر عليها ما يدفع بسكان تلك المناطق الى النزوح نحو مخيمات اللاجئين في كينيا واثيوبي، وغالبا ما تصل النساء الى تلك المخيمات من دون ازواجهن، وقالت حبيبة قورو (40 سنة) "تركت زوجي ورائي، وحصل تبادل اطلاق نار فافترقنا ولا ادري اذا ما زال على قيد الحياة"، ويتجلى تدني عدد الرجال بشكل خاص بين المنكوبين في الجانب الاثيوبي، وفي مدينة الدولو الصومالية وهي نقطة عبور اللاجئين الى اثيوبيا ولم يشاهد سوى بعض الرجال في طابور طويل امام مركز توزيع اغذية، وقال آدن الشيخ من منظمة كفدرو الصومالية ان "الرجال يمثلون اقل من 2% هن، يمكنك ان تلاحظ ذلك بنفسك، انهم لا ياتون".

حتى نهاية السنة

الى ذلك يخشى ان تستمر المجاعة التي تتسع لتشمل مناطق جديدة في جنوب الصومال حتى نهاية السنة بسبب صعوبة الوصول الى المناطق التي يسيطر عليها متمردو حركة الشباب، وتاخر المجتمع الدولي في توفير التمويل اللازم لتوفير المساعدات الضرورية، واعربت الامم المتحدة عن خشيتها من امتداد المجاعة الى كل مناطق جنوب الصومال خلال الاسابيع الاربعة او الستة المقبلة، واستمرارها حتى كانون الاول/ديسمبر 2011، وحذر وزير الخارجية الفرنسية الان جوبيه من ان الوضع "قد يستمر اسابيع، وحتى اشهرا"، وقال ان فرنسا ستقدم وسائل نقل عسكرية اضافية لايصال المساعدات، واعلنت الامم المتحدة الاربعاء حالة المجاعة في ثلاث مناطق جديدة جنوب الصومال، البلد الاكثر تأثرا بالجفاف في القرن الافريقي، وتشمل هذه المناطق الجديدة موقعين تجمع فيهما مئات الالاف من النازحين الصوماليين املا في الحصول على الغذاء، وقالت غرين مولوني، رئيسة وحدة تحليل سلامة الأغذية والتغذية لدى الامم المتحدة المعنية بالصومال "المجاعة باتت قائمة، المناطق الثلاث هي ممر افقوي، وتجمعات النازحين في مقديشو، في احياء المدينة السبعة، واحياء بلاد وادالي في شابيل الوسطى"، واعلنت الامم المتحدة سابقا حالة المجاعة في جنوب باكول وشابيل السفلى في جنوب الصومال، نتيجة موجة الجفاف المستمرة في القرن الافريقي، وقالت مولوني ان نحو 409 الاف صومالي لجأوا الى منطقة ممر افقي، وهو اكبر مخيم نزوح في العالم، على بعد نحو 20 كلم من مقديشو، وقالت الامم المتحدة ان "الازمة الحالية هي اسواء ازمة انسانية في العالم واسواء ازمة غذائية منذ المجاعة التي شهدتها الصومال في 1991-1992". بحسب فرانس برس.

ويحتاج 2،8 مليون شخص بينخم 1،25 مليون طفل لمساعدات عاجلة في جنوب الصومال وحده، وفق مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة، ولكن المنظمات الانسانية لا يمكنها الوصول الا الى 20% منهم، وعدا بعض مناطق مقديشو، تقع باقي المناطق المنكوبة تحت سيطرة "متمردي حركة الشباب" الذين يقاتلون حكومة الصومال الانتقالية برئاسة شريف شيخ احمد المعترف بها دولي، ولا يعترف "الشباب" بالمجاعة في الصومال، ويتهمون الهيئات الانسانية بالتآمر، وهم لذلك منعوا العديد من المنظمات وهيئات الامم المتحدة من العمل في مناطقهم، وتمكنت نحو عشرين منظمة دولية من الاستمرار في برامجها في المنطقة وخصوصا اللجنة الدولية للصليب الاحمر التي كثفت مساعدات في الوسط والجنوب، وقال رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكو كلنبرغر "هدفنا ايصال المساعدات الى 1،1 مليون شخص اضافيين في هذه المنطقة على مدى ثلاثة اشهر على الاقل، وهو تحد كبير لنا"، ووجه الصليب الاحمر نداء لجمع 61 مليون يورو اضافية لهذه الغاية، ولا تزال الاموال شحيحة لمواجهة هذه الازمة حيث تعهد المانحون بتقديم مليار دولار ولكن الامم المتحدة تقول انها بحادة الى 1،4 مليار دولار اضافية لانقاذ ارواح المنكوبين، كما قالت رئيس العمليات الانسانية فاليري اموس، ولم تكن الاشارة الصادرة عن الاتحاد الافريقي مؤخراً مشجعة، فقد اجل الاتحاد حتى 25 اب/اغسطس مؤتمره المقرر في 9 من الشهر والرامي الى جمع الاموال بصورة عاجلة، وعقد اجتماع دولي عاجل في روما لجمع الاموال لكن المنظمات غير الحكومية انتقدت ضعف التزام المانحين|، وتعاني بلدان القرن الافريقي من جفاف يصل عدد المتضررين به الى 12 مليون انسان، وعدا الصومال، تعاني من تبعات الجفاف وتردي المحاصيل كل من كينيا واثيوبيا وجيبوتي وشمال اوغندا وبعض مناطق اريتريا.

تحرك دولي

بدورهم قال مسؤولون أميركيون  ان زهاء 29 الف طفل صومالي توفوا نتيجة المجاعة في القرن الإفريقي في أسوأ أزمة إنسانية خلال جيل، بينما حثت واشنطن الشركاء الدوليين للعمل العاجل لتقديم مزيد من المساعدات، ورغم التحذيرات من تداعيات خطرة وصور الاطفال المتضورين جوعا في المنطقة وخاصة الصومال التي تمزقها الحرب، لم يتحرك المجتمع الدولي بالسرعة الكافية لتقديم المساعدات اللازمة، ويعاني الصوماليون اكثر من غيرهم في القرن الافريقي نتيجة عدم الاستقرار جراء عشرين عاما من الحرب الاهلية وبسبب اعاقلة المسلحين الاسلاميين من حركة الشباب وصول المساعدات الى الصوماليين المتضورين جوعا ومنعهم من الفرار الى اثيوبيا وكينيا المجاورة، وقالت نانسي ليندبورغ من وكالة يو اس ايد للاغاثة الاميركية خلال جلسة استماع للكونغرس "استنادا الى التقارير المتعلقة بالتغذية ومعدلات الوفاة، نقدر ان اكثر من 29 الف طفل دون الخامسة "اي ما نسبته اربعة بالمئة من الاطفال" توفوا خلال التسعين يوما الماضية في جنوب الصومال"، من جانبه قال السناتور الديمقراطي كريس كونز اثناء افتتاحه للجلسة "انها الازمة الانسانية الاسوأ منذ جيل، اذ تؤثر على الامن الغذائي لاكثر من 12 مليون نسمة في الصومال واثيوبيا وكينيا وجيبوتي ومناطق محيطة"، وتقدر الامم المتحدة ان 3،2 مليون صومالي باتوا بحاجة الى "مساعدات انسانية فورية لانقاذ حياتهم"، بحسب ليندبورغ، وكافة المعوزين الصوماليين باستثناء 400 الف يعيشون في جنوب البلاد حيث تسيطر حركة الشباب الاسلامي وغيرها من المجموعات المتشددة، ويتدفق نحو الفا صومالي الى مخيمات اللاجئين في اثيوبيا وكينيا يوميا هربا من المجاعة والحرب، حسبما قال المسؤولون خلال جلسة الاستماع.

وقال روبن بريدجتي نائب وزيرة الخارجية "اظهرت الزيارات التفقدية السريعة لعيادات الصحة في مخيمات اللاجئين وجود العشرات من الاطفال الذين يعانون من سوء التغذية والضعف والوهن"، ويقول صندوق الامم المتحدة للطفولة ان نحو 2،3 مليون طفل في القرن الافريقي يعانون من سوء حاد في التغذية وشارف نصف مليون على الموت بسبب الجفاف والمجاعة، واعلنت الامم المتحدة انتشار المجاعة لثلاث مناطق جديدة في الصومال بينها العاصمة مقديشو فضلا عن اكبر مخيم للاجئين في العالم، محذرة من اتساع المجاعة لتشمل كافة اصقاع المنطقة الجنوبية في غضون اربعة الى ستة اسابيع، وكانت الامم المتحدة اعلنت الشهر الماضي مجاعة في منطقتي باكول وشابيل السفلى الجنوبيتين، ورغم توقع تردي الوضع اكثر بما يهدد بمجاعة اخطر كثيرا من المجاعة الاثيوبية التي راح ضحيتها قرابة مليون نسمة عام 1984، مازال الرأي العام غير محفز بما يكفي لمساعدة المحتاجين بخلاف ما كان الوضع عليه قبل نحو 30 عاما حينما تعامل المجتمع الدولي بقوة ازاء الازمة وتم جمع التبرعات عبر فعاليات من قبيل لايف ايد. بحسب فرانس برس.

وقال السناتور كونز انه تم التعهد بمليار واحد من مبلغ الملياري دولار الذي قالت الامم المتحدة انه يلزم لتقديم المساعدات الطارئة لدرء المجاعة في القرن الافريقي، وكانت الولايات المتحدة هي اكبر جهة مانحة دولية اذ تعهدت بتقديم 459 مليون دولار، وقال كونز "لابد ان ينضم المجتمع الدولي الى الولايات المتحدة وغيرها في الاسراع بتقديم هذه المساعدات العاجلة حتى يتسنى انقاذ البشر، خاصة الاطفال وغيرهم ممن هم في اشد الحاجة"، وتابع "يلزم تقاسم عبء المساعدات الانسانية بين الدول خاصة في ظل الاوقات الاقتصادية الصعبة"، من جانبه تحدث جيرمي كونيندك مدير السياسات وحملات الدعم بمنظمة ميرسي كور (فيلق الرحمة) الخيرية عن "مشهد عام من قرى باتت مهجورة بسبب الجفاف فضلا عن نفوق الماشية" في القرن الافريقي، وقال ان المجتمع الدولي لم يدرك بعد مدى خطورة الازمة، داعيا لمزيد من المساعدات الدولية لانهاء "الوضع البائس حقا" في شرق افريقي، واضاف كونيندك "المساعدات التي تم تقديمها لا تشكل سوى جزء بالمقارنة مع المساعدات والجهود التي تم تخصيصها للتعامل مع زلزال هايتي على سبيل المثال" رغم ان المتضررين من المجاعة في شرق افريقيا اكثر عددا حسب تقديره من سكان هايتي باكملها.

مناطق جديدة

من جهة اخرى اعلنت الامم المتحدة حالة المجاعة في ثلاث مناطق جديدة جنوب الصومال، البلد الاكثر تأثرا بالجفاف في القرن الافريقي، وتشمل هذه المناطق الجديدة موقعين تجمع فيهما مئات الالاف من النازحين الصوماليين املا في الحصول على الغذاء، وقالت غرين مولوني، رئيسة وحدة تحليل سلامة الأغذية والتغذية لدى الامم المتحدة المعنية بالصومال "المجاعة باتت قائمة. المناطق الثلاث هي ممر افقوي، ومجموعات النازحين في مقديشو، في احياء المدينة السبعة، واحياء بلاد وادالي في شبيل الوسطى"، واعلنت الامم المتحدة سابقا حالة المجاعة في جنوب باكول وشبيل السفلى في جنوب الصومال، نتيجة موجة الجفاف المستمرة في القرن الافريقي، وقالت مولوني ان نحو 409 الاف صومالي لجأوا الى منطقة ممر افقي، وهو اكبر مخيم نزوح في العالم، وقالت وحدة الامم المتحدة في بيان انه "على الرغم من زيادة الاهتمام بالمنطقة خلال الاسابيع الماضية، لا تزال جهود الاغاثة غير كافية وذلك جزئيا بسبب القيود المفروضة على تحرك فرق الاغاثة وصعوبة زيادة برامج المساعدات الطارئة، وكذلك سد ثغرات التمويل"، و"نتيجة لذلك، يتوقع ان تستشري المجاعة في كل مناطق جنوب الصومال خلال الاسابيع الستة المقبلة" وفق البيان.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 13/آب/2011 - 12/رمضان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م