أبراج متعددة الطوابق للهروب من التسونامي

 

شبكة النبأ: توصل مسئولو مدينة بادانج إلى استراتيجية غير معتادة لإنقاذ أرواح مواطني المدينة في حالة حدوث تسونامي بتشييد مباني متعددة الطوابق.

وتقع مدينة بادانج على الساحل الغربي لجزيرة سومطرة في أحد أقاليم إندونيسيا الأكثر عرضة للزلازل حيث قتل زلزال قوته 7.6 درجة في عام 2009 أكثر من 1000 شخص ودمر أجزاءً كبيرة من المدينة.

وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قال ديدي هينيدال مدير مجلس الحد من الكوارث الطبيعية في بادانج "لو حاولنا بناء طرق إجلاء أفقية لن يكون ذلك كافياً. ولكن المباني متعددة الطوابق هي إحدى الطرق الفعالة لإنقاذ الناس".

وقال خبراء في إدارة الكوارث أن مئات الآلاف من الناس سيلقون مصرعهم إذا ضرب تسونامي كبير بادانج ولم يكن هناك أبراج إجلاء.

ومن جهته قال سوتوبو بيرو نجروهو رئيس مركز البيانات والمعلومات والعلاقات العامة في الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث في جاكرتا في إشارة إلى زلزال بقوة تسعة درجات أو أكثر على مقياس ريختر "كم من الناس سوف يموتون إذا حدث تسونامي اليوم؟ 400,000 شخص؟".

وأشارت التقديرات التي أجراها المركز الذي يرأسه نجروهو في بداية هذا العام إلى إمكانية مصرع ما يصل إلى 650,000 شخص إذا ضربت موجة تسونامي ضخمة بادانج.

ولكن طبقا لما ذكره نجروهو المسألة لا تكمن في إمكانية أن يضرب زلزال آخر ضخم الساحل الغربي لسومطرة ولكن المسألة هي متى سيضرب هذا الزلزال.

"تتولد موجات المد البحري تسونامي في تلك المنطقة كل 200 عام تقريباً. وتوجد بيانات في هذا الشأن يعود تاريخها إلى عام 1350. وقد حدثت الدورة الكبيرة الماضية للتسونامي في عامي 1797 و 1833 مما يشير إلى أن الوقت قد حان لحدوث تسونامي جديد في بادانج".

وأضاف نجروهو أن العلماء الإندونيسيين قاموا بدراسة الشعاب المرجانية في غرب سومطرة بنفس طريقة دراسة جذوع الأشجار من أجل تقديم خريطة التاريخ البيولوجي للوقت الذي ضربت فيه الزلازل وموجات التسونامي الشعاب المرجانية.

وقد دمر تسونامي الساحل الشمالي لسومطرة في ديسمبر 2004 عندما وقع زلزال بقوة 9.1 درجة ونتج عنه مقتل أكثر من 180,000 شخص في اندونيسيا وحدها وحوالي 230,000 شخص في أنحاء جنوب شرق آسيا.

وحتى الآن قامت بادانج والقرى الساحلية على امتداد غرب سومطرة ببناء العديد من طرق إجلاء المشاة. ولكن حجم المنطقة بالإضافة إلى سكانها على شريط ضيق من الأرض التي تحيط بها الجبال والأنهار يعني أنه حتى إذا تم بناء العشرات من الطرق الإضافية فإن السكان لا يمكنهم الهرب خلال 25 دقيقة أو أقل وهو الوقت المقدر للتحذير من وقت وقوع الزلزال حتى وصول موجات التسونامي إلى الساحل، طبقا لما ذكره نجروهو.

إنه درس استفادت منه بادانج في عام 2009 عندما وقع زلزال متوسط نسبياً قبالة الساحل الغربي لسومطرة. وقال هينيدال "لقد تعلمنا دروسا ليست فقط للمدينة ولكن على المستوى الإقليمي".

وقال هينيدال أنه منذ عام 2010 قامت بادانج ببناء 14 مبناً متعدد الطوابق بمساعدة الشركات المحلية مثل شركة تي في وان للبث والوكالة اليابانية للتعاون الدولي.

وأضاف هينيدال أنه تم تصميم أبراج الهروب بواسطة مهندسين مدنيين من جامعة كيوتو المتخصصة في المباني المقاومة للزلازل بالإضافة إلى خبراء الجيولوجيا وخبراء الزلازل الإندونيسيين. وقد قامت مؤسسته بإجراء اختبارات للتحقق من قدرة المباني على تحمل الزلازل التي تبلغ قوتها أكثر من 9 درجات على مقياس ريختر.

ويقول خبراء إدارة الكوارث في جاكرتا أن نجاح منافذ الإجلاء يعتمد على قيام مجلس الحد من الكوارث في بادانج بالبناء طبقا للمواصفات التي وضعها خبراء التقنية الوطنية.

وقال سوهاردجونو- وهو مثل الكثير من الإندونيسيين معروف باسم واحد فقط دون اسم عائلة- وهو يشغل منصب مدير مركز الزلازل والتسونامي في مجلس الأرصاد الجوية والمناخ والجيولوجيا بإندونيسيا أن "الشيء المهم في رأيي هو ما إذا كانت تلك المباني يتم بناؤها لتحمل أشد الزلازل التي يمكن أن تحدث في بادانج أو غرب سومطرة".

وقال هينيدال أن المدينة تخطط لبناء 100 مبناً تقريباً بحيث يوفر كل مبنى فرصة للهروب لما بين 3000 إلى 6000 شخص كجزء من استراتيجية الكوارث الشاملة للمدينة.

وسوف يتم استخدام أبراج الهروب- التي تم بنائها بتمويل خاص وتمويل حكومي- لأغراض أخرى مثل المدارس الثانوية أو المكاتب.

وأوضح نجروهو أن أبراج الإجلاء لا ينبغي أن تنقذ الأرواح على المدى القصير فقط ولكنها يجب أن تصبح أيضاً مراكزاً لإنقاذ الأرواح على المدى الطويل وأن يتم تخزين الغذاء والدواء والخيام بها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 10/آب/2011 - 9/رمضان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م