اطفال في ساحات الحروب... موت بين سخرة وخداع

 

شبكة النبأ: كثيرة هي المأسي التي يعاني منها العالم المتمدن في الوقت الحاضر، وهناك العديد من الاشياء المروعة التي يندى لها جبين الانسانية وتحدث تحت مشاهدت وسماع الجميع من دون اي ردة فعل تذكر، ومع كل هذا فهناك اشياء فاقت حتى التصور بأمكانية حدوثها ومدى بشاعته، كحال تجنيد اطفال قد لاتتعدى اعمارهم الـ(5) سنوات بالقوة وحملهم الى ساحات حرب استعر لهيبها وفر الابطال من جحيمه، في حين يشارك فيها هؤلاء الاطفال ويتلقون الرصاص بصدورهم العارية واجسادهم النحيفة وهم يحملون السلاح الذي قد يكون اطول قامتاً منهم في احيان كثيرة، ومع كل النداءات والاستغاثات المرفوعة من المنظمات الدولية ذات الطابع الانساني والاهتمام الدولي الكبير بمحاربة هذه الظاهرة، الا انها مازالت الطابع الغالب للكثير من الدول التي تنشب فيها الحروب الاهلية وتسيطر عليها الحركات المتشددة والصراعات الداخلية.

تجنيد الأطفال

فعلى الرغم من أن خطة عمل الأمم المتحدة حول تحريم تجنيد الأطفال في القوات المسلحة التي تفاوضت بشأنها مع حكومة أفغانستان ووقعها الطرفان في 30 يناير لم تسفر حتى الآن عن عمليات تسريح، إلا أنها سلطت الضوء على الدور الذي تلعبه الجهات الفاعلة في الدولة في تجنيد الأطفال، ويقوم عدد قليل نسبياً من الحكومات في الوقت الحالي بتجنيد الأطفال واستخدامهم في قواتها المسلحة، في الوقت الذي يضع فيه تحالف مناهضة تجنيد الأطفال CSUCS، ومقره لندن، كل من تشاد وجمهورية الكونغو الديمقراطية وميانمار والصومال والسودان ضمن أسوأ خمس دول في تجنيد الأطفال، وفقاً للوشيا ويذرز، رئيس قسم البرامج الدولية في التحالف، وقبل خطة العمل الأفغانية، أشرفت راديكا كوماراسوامي، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والصراع المسلح على اتفاقية مماثلة مع أوغندا في 2009، وقالت أن تنفيذ تلك خطة كان "سريعاً جداً" مشيرة إلى أن عمليات المراقبة التي قامت بها الأمم المتحدة قد تحققت من تسريح جميع الأطفال في غضون 18 شهر، وتتوقع كوماراسوامي أن يتم اتخاذ إجراءات سريعة في أفغانستان أيضاً، حيث قالت، "تميل الدول إلى التحرك بشكل أسرع بكثير، إنها تتحرك لتحقيق هدف وعادة ما ترغب في الارتقاء إلى المعايير الدولية"، وتتوقع كوماراسوامي أن يتم التوقيع على اتفاق مماثل مع تشاد في غضون الأشهر القليلة المقبلة، كما أعرب رئيس الوزراء الصومالي في نوفمبر الماضي عن استعداده للعمل من أجل وضع خطة عمل لبلاده.

وقالت وذيرز أن "الأمم المتحدة تتعامل مع حكومات صعبة إلى حد بعيد ولذلك لم يتم التوقيع على الكثير من خطط العمل" مضيفة أن "التقدم الفعلي أبطأ بكثير مما كنا نود أن نرى"، الأمم المتحدة تتعامل مع حكومات صعبة إلى حد بعيد ولذلك لم يتم التوقيع على الكثير من خطط العمل وكانت المفاوضات مع حكومة ميانمار قد جرت في عامي 2009 و2010 وتأمل كوماراسوامي في أن تتيح مرحلة ما بعد الانتخابات فرصة جديدة لتحقيق المزيد من التقدم هذا العام، كما تم تبني خطط عمل مع عدد أكبر بكثير من الفصائل العسكرية غير الحكومية في دول مختلفة من بينها ساحل العاج ونيبال والفلبين والسودان وجمهورية إفريقيا الوسطى وبوروندي وسريلانك، وتقول الأمم المتحدة أن خطط العمل قد تكون أكثر فعالية من غيرها من التدابير كالبروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل والبروتوكول الذي يحدد الحد الأدنى للتجنيد في القوات المسلحة والمشاركة في الأعمال العدائية بـ 18 عام، وعلى الرغم من أن أفغانستان هي من بين الدول الـ 138 التي صادقت على البروتوكول، إلى أنها متأخرة ست سنوات في رفع تقاريرها إلى لجنة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الطفل، وهو متطلب لجميع البلدان التي تلتزم بالبروتوكول، وأوضحت ويذرز أن "المشكلة في البروتوكول الاختياري هي عدم وجود عواقب لعدم الامتثال له، فهو يعتمد على الدول والمنظمات غير الحكومية والأمم المتحدة وغيرها للضغط على الدول للوفاء بالتزاماته، ولكن يفتقد هذا النوع من معاهدات حقوق الإنسان لقوة التطبيق الجبري"، في المقابل يمكن أن يؤدي انتهاك خطة العمل إلى بقاء الحكومة أو القوة المسلحة على قائمة العار التي يصدرها الأمين العام للأمم المتحدة سنوياً، فضلاً عن إمكانية فرض عقوبات عليها في نهاية المطاف. بحسب ايرين.

ويقول المدافعون عن حقوق الطفل أنه يمكن اعتبار الإجراء الفوري الذي اتخذته الحكومة الأفغانية قصة نجاح، ولكن حجم المشكلة "بالنظر إلى الأدلة الفوتوغرافية والمحادثات التي أجراها مسؤولو الأمم المتحدة مع الجنود القصر" أصغر مقارنة بالبلدان الأخرى، وقال أحد عمال الإغاثة في أفغانستان فضل عدم ذكر اسمه أنه لا توجد بيانات دقيقة حول عدد الأطفال الذين يخدمون في صفوف القوات المسلحة أو الشرطة الأفغانية أو أي من الفصائل المسلحة في البلاد، وأضاف قائل، "أشك في امتلاك أي شخص لأية أرقام، ولكن هناك حاجة ملحة لزيادة عدد الجنود ورجال الشرطة في أفغانستان وهناك ضغوط لتجنيد المزيد منهم، ولسوء الحظ، يأت هؤلاء من أفقر قطاعات المجتمع، فعندما تكون هناك زيادة كبيرة في أعداد التجنيد يكون لديك أيضاً زيادة في نسبة من هم دون السن القانونية"، وتقول كوماراسوامي أن مكتبها يأمل في الاتصال مع الجهات الفاعلة غير الحكومية في أفغانستان كذلك.

معدلات مرتفعة في الصومال 

في سياق متصل ومع تصاعد القتال في أنحاء الصومال منذ شهر يناير، وردت تقارير عن قيام الجماعات المسلحة بتجنيد المزيد من الأطفال في صفوفها، في الوقت الذي يقوم فيه بعضهم بإجبار المدرسين على تجنيد التلاميذ، ففي الهجوم الأخير ضد الجماعات المتمردة في بلدة بلد حواء على الحدود مع كينيا، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في 17 مارس أن الأطفال شاركوا كمقاتلين وأن عدداً كبيراً منهم قد لقي مصرعه، وطبقاً لما ورد من تقارير، فإن القتال العنيف في المنطقة بين دوسامارب وسيل في جالجادود قد أسفر أيضاً عن العديد من الضحايا من الأطفال"، وقال مسؤول يعمل مع منظمة غير حكومية تراقب وضع الأطفال في البلاد أن "قوات الحكومة الفيدرالية الانتقالية وحلفائها وجماعات أهل السنة والجماعة والشباب مشتركون في عمليات تجنيد الأطفال، وحركة الشباب التي تعد أكبر جماعات المعارضة المسلحة هي المتهم الأول"، ولم يشر المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه إلى أن البعثة العسكرية التابعة للاتحاد الإفريقي (أميسوم) التي تدعم الحكومة الفيدرالية الانتقالية كانت تستخدم أيضاً الأطفال كجنود، وقال أنه بالرغم من أن العدد الدقيق للأطفال الجنود غير معروف، إلا أن منظمته تعتقد أن العدد يتراوح ما بين 2،000 و3،000 طفل منخرطين في جماعات مسلحة مختلفة، وأوضح أن حركة الشباب كانت تجبر مدرسي القرآن وغيرهم من المعلمين على إحضار تلاميذهم لكي يتم تدريبهم، وأضاف، "لقد لاحظنا زيادة كبيرة في تجنيد الأطفال منذ يناير 2011، وقد تصادف ذلك مع التصاعد الحالي للقتال في مقديشو وأجزاء من جنوب ووسط الصومال"، وقالت روزان شورلتو، ممثلة اليونيسف في الصومال أن "وضع الأطفال في خط النار وقتلهم وتشويههم في سياق النزاع المسلح هو من بين أخطر انتهاكات القانون الدولي الذي يتوقع من جميع أطراف النزاع الالتزام به، ويعد استخدام وتجنيد الأطفال تحت سن الخامسة عشر بمثابة جريمة حرب"، وقد نفت الحكومة الفدرالية الانتقالية أنها قامت بتجنيد الأطفال في قواته، وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة عبدي حاجي جوبدون، "لا تنتهج هذه الحكومة سياسة تجنيد الأطفال ولا تشجع على تجنيد الأطفال في الجيش"، وقال أنه عندما يتم العثور على طفل قاصر بين صفوف القوات الحكومية يتم في الحال تسريحه وإرساله إلى أسرته، وقد دعا جوبدون أي شخص أو جماعة معنية "بالذهاب إلى أي مرفق عسكري حكومي ورؤية ذلك بأنفسهم".

كما تم تجنيد ابن حواء الذي يبلغ من العمر 13 عاماً قسر، وعن ذلك قالت "لقد كنت أبحث عنه طوال الخمسة عشر يوماً الماضية"، وأفادت حواء، وهي أم لأربعة أطفال تبلغ من العمر 40 عاماً، أن حركة الشباب أخذت ولدها وأضافت، "تلقيت أخيراً مكالمة منه وكنت أسمع إطلاق نار خلال المكالمة، لقد كان في معركة، إنه صغير جداً ليكون هناك، أريدهم أن يطلقوا سراح ابني"، وأوضحت حواء أنها ليست الوالدة الوحيدة في هذا الموقف، حيث قالت، "العديد من الأمهات مثلي، إنهن يبحثن عن أبنائهن الصغار، لا يبدو على ابني أنه يبلغ 13 عام، إنه لا يزال صغيراً جد، كيف يمكنهم أن يأخذوه؟"، وقال مسؤول المنظمة غير الحكومية أن الأطفال الذين لم يتم تجنيدهم يواجهون مشكلات أخرى حيث ترد تقارير عن أن قيام قوات الأمن الحكومية بالقبض على الأطفال في العاصمة مقديشو للاشتباه في أنهم "يعملون لصالح حركة الشباب"، وقال المسؤول أن "هناك عدداً كبيراً من الأطفال في السجون الحكومية لمجرد أن شخصاً ما اشتبه في أن الطفل قد يكون من المسلحين"، وقال المسؤول أن لديه دليلاً على أن العديد من صغار السن الذين قتلوا على يد قوات الحكومة أو قوات أميسوم كانوا من الأطفال الذين تم إحضارهم من جوهر التي تبعد 90 كيلومتراً شمال مقديشو، وأضاف أن الغالبية العظمى من الأشخاص في المخيمات التي تأوي عشرات الآلاف من النازحين أو في المستشفيات في مقديشو "هم من الأطفال، ولسوء الحظ لا يوجد مكان آمن لهم في أي مكان في هذه البلاد"، وقالت منظمة اليونيسف أنها قلقة من تقارير القبض على الأطفال بواسطة الحكومة الفدرالية الانتقالية وحلفائها بعد القتال في بلد حواء. بحسب ايرين.

وقالت المنظمة أنه "لا تتوفر معلومات مفصلة بعد عن ظروف احتجاز هؤلاء الأطفال ولكن منظمة اليونيسف تبذل جهوداً من أجل معرفة المزيد عنهم ودعم تقديم الحماية والمساعدة الإنسانية"، وفي تقرير أبريل 2010، قالت الأمم المتحدة أن البحث الذي جرى في يونيو 2009 أكد أن تجنيد الأطفال قد أصبح ممنهجاً وأكثر شيوع، ويقول التقرير أن جميع الأطراف بمن فيهم الحكومة الفدرالية الانتقالية تقوم بتجنيد الأطفال، وقال صحفي محلي طلب عدم ذكر اسمه أن العديد من الأسر النازحة كانت ترسل أبناءها إلى مخيمات اللاجئين في كينيا أو إلى أجزاء آمنة من الصومال خشية أن يتم تجنيدهم قسر، وقال الصحفي، "لا يستطيع الآباء حماية الأطفال، وأي والد يحاول ذلك يخاطر بفقدان حياته"، وطبقاً لتقديرات الأمم المتحدة فإن 2.4 مليون صومالي على الأقل بحاجة إلى المساعدة في جميع أنحاء الصومال، وهذا العدد يشمل النازحين داخلياً في المناطق التي تسيطر عليها حركة الشباب، 410،000 شخص في ممر أفجوي و15،200 شخص في ممر بلد (30 كيلومتراً شمال مقديشو) و55،000 في داينيلي شمال غرب مقديشو، كما يوجد حوالي 600،000 صومالي لاجئ في الدول المجاورة.

مقاتلون وصحافيون

الى ذلك تخلوا عن السيف والكلاشنيكوف وحملوا القلم والمذياع، انهم اطفال جنود خلال الحرب الاهلية بين شمال السودان وجنوبه تحولوا الى صحافيين في نهايتها وهم يغطون اليوم الاستفتاء في جنوب السودان، ويقول مال ماكر "لو قيض لي ان ادرس في الجامعة او ان امضي عمرا اكثر سعادة، من دون ان اتعرف على الجوانب الاشد ظلمة في الحياة، لم اكن لأعرف الشعور الذي يحسه الطفل الجندي واللاجىء"، وفي العام 1986، تعرضت قرية هذا الصحافي الشاب البالغ من العمر اليوم ثلاثين عاما، الى هجوم، ففر مع جمع من الصبية، ويروي تفاصيل ما جرى معه "قلت لهم "الى اين نذهب؟"، اريد العودة الى المنزل، فقالوا لي "لا، المنزل دمر"، بعد ذلك عمل مال مع متمردي الجيش الشعبي لتحرير السودان، وبين صفوفهم تلقى تعليمه الاساسي كما استخدام السلاح، غير انه لم يشارك في اي معركة، وفي العام 1994، ترك صفوف الجيش الشعبي، ولجأ الى كينيا المجاورة، ثم عاد وذهب الى الحرب، ويروي هذا الصحافي الشاب الذي يعمل اليوم مراسلا لاذاعة ميريا في السودان التابعة للامم المتحدة "في احد الايام، رأيت احد صحافيي شبكة بي بي سي عند الحدود، كان يطرح اسئلة ويتحدث مع الناس، كان حرا، فقلت في نفسي "اريد ان اكون مثل هذا الرجل"، وبعد عودة قصيرة الى الجيش الشعبي لتحرير السودان، انتقل مال مجددا الى كينيا حيث تابع دراسته، وقد بدأ قدره يقوده الى مهنة الصحافة، فعمل في الصحافة المكتوبة ثم في اذاعة جنوب السودان، ويقول "عندما كنت في الجيش كان علي ان اطيع الاوامر، وعندما اصبحت لاجئا لم يكن أمامي سوى ان اكون عبدا، اما الآن فأنا سيد نفسي". بحسب فرانس برس.

مال ليس الصحافي الوحيد في جنوب السودان الذي مر بالكثير من الصعوبات، في الوقت الذي كان زملاؤه في الصحافة الغربية يكتسبون المهنة في رخاء الجامعات، وهم اليوم يحطون في جوبا لتغطية وقائع الاستفتاء حول انفصال جنوب السودان، يقول اتيم دنغ، الذي فقد ثلاثة من اخوته في الحرب الاهلية بين شمال السودان وجنوبه "كنت بين الثامنة والعاشرة من عمري" عندما التحقت بالجيش الشعبي لتحرير السودان، "كان السلاح حينها اكبر منا"، وبعد سنوات قضاها هذا الشاب في صفوف التمرد الجنوبي تحول في العام 2000 الى لاجىء في اوغندا، ثم بدأ العمل في الصحافة قبل ان ينتقل هو الآخر الى جوبا حيث انضم الى اذاعة ميراي، ويقول "كنت مستمعا شديد التعلق باذاعة بي بي سي لانها المحطة الاذاعية الوحيدة التي كنا نلتقطها على الموجة القصيرة (ايام الحرب)، لكني لم اطمح ابدا ان اصبح صحافيا، فعندما كنا يافعين كان الاحتمال الوحيد المطروح هو الانضمام للمتمردين، وقد اصبحت صحافيا عن طريق الصدفة، ثم راق لي الامر"، ويقول نهيال بول رئيس التحرير في صحيفة "ذي سيتيزن" الجنوبية الذي درب عددا من الصحافيين الذين سبق ان كانوا مقاتلين ان "هؤلاء الاطفال الجنود السابقين لديهم ميزة، انهم منضبطون"، ويضيف "معظم هؤلاء الاطفال لم ينشأوا في قراهم، فهم اذا ليسوا متأثرين بالسياسة القبلية التي تحكم جنوب السودان، فهم اذا اكثر موضوعية من غيرهم"، والموضوعية ليست امرا يسيرا على هؤلاء الصحافيين الشباب، لا سيما انهم يغطون كصحافيين وقائع استفتاء قاتلوا من اجله وهم اطفال مقاتلون.

استغلال مشين

من جهتها قالت الحكومة الافغانية ان طفلة في الثامنة من عمرها قتلت حينما انفجرت حقيبة متفجرات أعطاها اياها أعضاء في حركة طالبان لدى اقترابها من موقع للشرطة في جنوب أفغانستان، وقالت وزارة الداخلية في بيان "المتمردون سلموا حقيبة فيها قنبلة بدائية الصنع لفتاة في الثامنة من عمرها وطلبوا منها اعطاءها لقوات الشرطة، وبينما كانت الفتاة تقترب من الشرطة انفجرت الحقيبة فقتلت الفتاة"، وسجلت حالات من قبل استخدم فيها المتشددون اناثا لتنفيذ تفجيرات وكانت هناك حالات أكثر لمقاتلين يرتدون ملابس النساء التي تغطي الجسد من الرأس حتى أخمص القدم، ولكن استخدام الاطفال ليس شائعا هذه الايام، وفي مايو أيار عرضت شرطة أفغانستان أربعة صبية جميعهم دون 13 عاما قالوا انه جرى تجنيدهم كمنفذي تفجيرات من منازلهم في باكستان، وقال أحد الصبية انهم أبلغوا أنهم سينجون من الهجمات الانتحارية، وفي وقت لاحق نفت طالبان تجنيد أطفال لشن هجمات انتحارية، ووقع حادث التفجير الاخير في منطقة تشار تشينو في اقليم أرزكان في جنوب أفغانستان، ولم تقع اصابات بين أفراد الشرطة، وجاء مقتل الفتاة بينما قتل أربعة من أفراد قوات حلف شمال الاطلسي مؤخراً منهم جنديان اسبانيان توفوا بعد انفجار قنبلة بدائية الصنع في غرب أفغانستان، وقتل انتحاري يقود سيارة ملغومة 20 شخصا على الاقل في هجوم على مستشفى في منطقة لوجار النائية في شرق البلاد مما أسفر عن تضرر قسم الولادة في المستشفى، وبلغ عدد القتلى بين العسكريين والمدنيين مستوى قياسيا العام الماضي الذي كان أعنف الاعوام منذ أن أطاحت قوات أفغانية مدعومة من الولايات المتحدة بنظام طالبان في أواخر 2001. بحسب رويترز

رسوم متحركة للقاعدة

من جهة اخرى قال خبراء أمن يراقبون مواقع متشددين على الانترنت ان متعاطفين مع تنظيم القاعدة يخططون لانتاج فيلم رسوم متحركة للاطفال لاغراء المشاهدين الصغار من المسلمين على القيام بأعمال عنف مسلحة ضد الغرب، وسيوسع مثل هذا الاجراء من أساليب الاعلام التي يستخدمها التنظيم خاصة وأنه يعتمد بدرجة متزايدة على الدعاية على الانترنت لتأمين الدعم في غياب هجمات ناجحة في الغرب، وقالت مؤسسة كويليام البريطانية لمكافحة التطرف ان شخصا يدعى أبو الليث اليمني أعلن عن الفيلم المزمع في موقع شموخ باللغة العربية على الانترنت الذي يمكن الدخول اليه فقط عن طريق كلمة مرور في منتدى النقاش، وقالت مؤسسة كويليام ان اليمني ذكر انه والعديد من زملائه في المراحل الاخيرة من عمل فيلم رسوم متحركة عن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتمركز في اليمن بغرض تعليم الاطفال تاريخ القاعدة والهامهم للقيام بهجمات، ونقلت مؤسسة كويليام عن اليمني قوله ان فيلم "القاعدة في جزيرة العرب" رواية شديدة الاثارة تتحدث عن حقائق بشأن من الذي خذل الدين الاسلامي وخذل النبي محمد وكيف ان الزعماء العرب عملاء للغرب وقضايا اسلامية اخرى، ووضع اليمني بعض الصور من الفيلم المقترح التي تبين أشخاصا ملثمين يطلقون النار من بنادق ويعدمون رهائنهم، وقال ان الفيلم سيشمل صورا لحوادث حقيقية تشمل "غارات واشتباكات مسلحة واغتيالات"، وقال ان هذا الفيلم هو جهد ديني لتعليم الابناء والشبان كيفية العيش حياة كريمة في ظل الشريعة وانه بديل للسموم التي تذاع على الاطفال والشبان. بحسب رويترز.

وقال ويل ماكانتس وهو باحث رائد في موضوع التشدد الاسلامي ومستشار سابق بوزارة الخارجية الامريكية لمكافحة التطرف انه لم يشاهد "أي شيء مثل هذا" من قبل وانه يشك في أن الاقتراح حقيقي، وكتب في موقع على الانترنت يقول انه "اذا كان مشروعا ويشبه اللقطات التي اذيعت واللافتة الترويجية للفيلم فانه سيشير الى ان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أصبح أكثر تقدما في جهوده للتواصل مع الشبان"، وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتكون في معظمه من مواطنين يمنيين وسعوديين يشن حملة مسلحة للاطاحة بالحكومة اليمنية ومسؤول عن العديد من المحاولات لتفجير اهداف غربية من بينها محاولة فاشلة في عام 2009 لتفجير طائرة ركاب فوق مدينة ديترويت الامريكية، لكنه ساعد أيضا في استخدام القاعدة للانترنت من خلال انتاج مواد دعاية متقدمة باللغة العربية ومطبوعة على الانترنت وهي مجلة للمراهقين باللغة الانجليزية يطلق عليها انسباير، ويستخدم التنظيم الانترنت ليس فقط في تجنيد اعضاء وفي اعمال التنسيق وانما ايضا في انتاج لقطات اعلامية متقنة من خلال تحميل واعادة صياغة لقطات اعلامية غربية لدعم الروح المعنوية بين المؤيدين المنتشرين على مستوى العالم، وقال نعمان بن عثمان المحلل بمؤسسة كويليام في بيان ان العديد من الاباء المسلمين سيرون في هذا المشروع محاولة مباشرة من القاعدة لاحداث انقسامات داخل الاسر لتقويض سلطة الوالدين، وقال بن عثمان وهو متشدد اسلامي سابق وأحد رفاق اسامة بن لادن "خطة القاعدة قد تحدث أثارا عكسية"، وقال بن عثمان انه بينما يمكن لافلام الرسوم المتحركة على الانترنت توصيل رسائل مركبة الى مشاهدين متنوعين بينهم اشخاص لا يقرأون الصحف الا ان هذا المشروع قد يظهر ان القاعدة لم يعد بامكانها اجتذاب أنصار جدد في معظم أنحاء العالم العربي.

تندد بـجرائم الحرب

على صعيد اخر قالت منظمة العفو الدولية إن الحركات المسلحة في الصومال تجبر الأطفال على القتال في صفوفه، وبحسب تقرير صادر عن المنظمة، فإن كلا من حركة الشباب والحكومة الصومالية الانتقالية تعمدان لتجنيد الأطفال، والذي لا تترواح أعمارهم أحيانا عن ثمانية أعوام، وقالت منظمة العفو الدولية في تقرير جديد لها إن "التجنيد المنتظم للأطفال" وإلحاقهم بمجموعات مسلحة في الصومال أصبحت ممارسة واسعة النطاق في الصومال، وتابعت المنظمة أن حركة الشباب تجند أطفالا كما أن الحكومة الانتقالية تضم في صفوفها أطفالا، مضيفة أن بعض الأطفال لا تتجاوز أعمارهم ثماني سنوات، وذكر التقرير أن حركة الشباب تغري الأطفال بالإنضمام إليها مقابل وعود بحصولهم على مبالغ مالية وهواتف محمولة لكنها تلجأ أيضا إلى اختطافهم، ومضى التقرير قائلا إن بعض الأطفال يقاتلون في الصفوف الأمامية بينما يستخدم آخرون لجلد النساء والفتيات لإرغامهن على التقيد بقواعد اللباس الصارمة التي تفرضها حركة الشباب في المناطق التي تسطير عليه، ونددت منظمة العفو بـ "جرائم الحرب" ضد الاطفال الصوماليين خصوصا "التجنيد المنتظم للاطفال الجنود من قبل حركة الشباب، وفي تقرير ادرجت فيه اكثر من 200 شهادة. بحسب البي بي سي.

درست المنظمة تأثير النزاع المسلح الذي يجتاح البلاد منذ رحيل الرئيس محمد سياد بري عام 1991 على الاطفال، وقالت ميشال كاغاري، مساعدة مدير منظمة العفو لشؤون افريقيا ان "اي طفل صومالي يخشى تعرضه للموت في اي وقت، قد يقتل او يجند او يرسل الى الجبهة او يعاقب من قبل حركة الشباب لانه يستمع للموسيقى او يمارس العادات السيئة"، ودعت المنظمة الاسرة الدولية الى التحرك من اجل حماية هؤلاء الاطفال، ودعت المنظمة الاسرة الدولية الى التحرك من اجل حماية هؤلاء الاطفال في بلد يواجه حربا أهلية وجفافا خطيرا يرغمان السكان على الفرار بالالاف، ونقلت المنظمة عن شابة تبلغ من العمر 13 عاما وتنحدر من مقديشو قولها ان "الشباب جاؤوا ذات صباح، وقالوا للاساتذة انه يتوجب على جميع الاطفال الخروج من الصف"، واضافت "كانت هناك سيارة في الخارج وقد ارغموا الاطفال على الصعود اليه، وقتل استاذ لانه رفض الخضوع لهم"، ونددت المنظمة بحالات التعذيب والقتل التي يتعرض لها الاطفال، واتهمت المنظمة ايضا الحكومة الصومالية الانتقالية بتدريب الاطفال على الحرب، وقالت ان "الحكومة تعهدت باحترام حقوق الاطفال ولكن يجب ان تتبنى ايضا اجراءات ملموسة لانهاء استخدام الاطفال في القوات التي تقاتل الى جانبها"، وحذرت ميشال كاغاري من "انه نزاع لا نهاية له حيث يعيش الاطفال في رعب لا يوصف يوميا"، واضافت "يخشى ان يتحولوا الى جيل ضائع في حال استمر العالم بتجاهل جرائم الحرب التي تطال الكثيرين منهم.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 30/تموز/2011 - 28/شعبان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م