الكمبيوترات الخارقة... طموحات لا تعرف الحدود

باسم حسين الزيدي

شبكة النبأ: "التكنولوجيا سريعة في تطورها بصورة مذهلة"، هذا ما يؤكده جميع من يعمل في مجال التكنولوجيا الممتع او من يتابعها بشغف وشوق، ففي كل لحظة يبرز ما هو جديد على الساحة التقنية والمعلوماتية، لتجعل ماسبقها من اكتشاف في عداد الماضي، وقد يعلن باحثون او مطورون عن اعلان لابداع جديد، حتى يفاجئوا عن اكتشاف جديد يفند جميع الاكتشافات الاخرى، ومن هذا المنطلق بات يعرف الطموح اللامحدود وعدم التوقف عن نقطة معينة من اهم ميزات هذا المجال المتجدد والثوري.

تراجعات أمام اللوحي

حيث لوحظ تراجع لا بأس به في سوق الكمبيوترات المكتبية في الولايات المتحدة وذلك للربع الثاني على التوالي، فيما ينصب تركيز الشركات المصنعة وبائعي التجزئة والمستهلكين على الكمبيوترات اللوحية، فقد تراجعت نسبة الكمبيوترات المطروحة للبيع بنسبة 5.6 في المائة، خلال الشهور الثلاثة الماضية، مقارنة بمثيلاتها من العام السابق، بينما تراجعت عالمياً بنسبة 2.3 في المائة، وفقاً لشركة استشارات التقنية "غارتنر"، وتقل هذه النسبة بصورة معتبرة عن توقعات المؤسسة الاستشارية التي توقعت نمواً بنسبة 6.7 في المائة في مبيعات أجهزة الكمبيوتر المكتبية.وكانت أجهزة الكمبيوتر المكتبية والمحمولة قد شهدت زياد كبيرة في المبيعات منذ العام 2007، وعزي السبب في ذلك إلى زيادة مبيعات الكمبيوترات المحمولة على وجه الخصوص، غير أن المستهلكين باتوا يحولون أنظارهم من الكمبيوترات المحمولة إلى اللوحية، ومن هنا يبدو التراجع في مبيعات أجهزة الكمبيوتر بشكل عام، وكانت شركة "أبل" قد أعلنت أنها باعت نحو 20 مليون جهاز من "آي باد" خلال عامه الأول، بينما تراجعت مبيعات أجهزة الكمبيوتر الشخصية خلال الفترة نفسها بنحو مليون قطعة، وكانت شركة "إيسر"، رابع أكبر مصنع للكمبيوترات، هي أكبر الخاسرين، أما "غايتواي" فتراجعت شحنات أجهزتها بنسبة 20.4 في المائة، وسط هذا التراجع، ارتفعت مبيعات "لينفو" بنسبة 22.5 في المائة، كذلك ارتفعت مبيعات أبل بنسبة 8.5 في المائة وتوشيبا بنسبة 3.3 في المائة، على أي حال، وبصرف النظر عن هذا الاتجاه في السوق، فإن سوق أجهزة الكمبيوتر يتجه نحو النمو المعتدل ولكن بمزيد من الثبات. بحسب السي ان ان.

الكمبيوتر الخارق

من جهتها أعلنت شركة يابانية أنها صنعت أسرع كمبيوتر خارق في العالم، ويستطيع هذا الجهاز الذي صنعته شركة فوجيتسو اليابانية، ويحمل اسم «كيه كمبيوتر»، أداء كوادريليون (مليار مليار) عملية حسابية في الثانية، ويتفوق من حيث كفاءة الأداء بمقدار ثلاث مرات على سلفه في حمل لقب أسرع كمبيوتر في العالم، وعادة ما تستخدم أجهزة الكمبيوتر الخارقة في تنفيذ مهام تتطلب قدرات حسابية خارقة للأغراض البحثية والعسكرية، مثل تطوير نموذج محاكاة للتفجيرات النووية، كما تلعب دوراً مهماً في دراسة التركيبات المعقدة وخواص البروتينات، إذ تتطلب هذه العملية إجراء تحليل كميات كبيرة من البيانات، ويوجد الجهاز الجديد «كيه كمبيوتر» في مدينة كوبي اليابانية، ومن المقرر أن يتم استخدامه في مؤسسة «ريكين» للدراسات الفيزيائية والكيميائية، ويتكون «كيه كمبيوتر» من 80 ألف كمبيوتر مدمج، يعمل كل منها بوساطة معالج ثماني النواة، ويجري نشر قائمة «أقوى 500 كمبيوتر خارق في العالم» مرتين سنوياً، مع انعقاد المؤتمر الدولي لأجهزة الكمبيوتر الخارقة. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

من جهة اخرى تصدر كمبيوتر صيني "خارق" القائمة كثاني أسرع جهاز حاسب آلي في العالم، حيث يمكنه إنجاز العمليات الحسابية أسرع من نظيره الأمريكي، الذي كان يحتل، في السابق، صدارة قائمة "توب"، التي تضم أسرع 500 كمبيوتر في العالم، ويستطيع الكمبيوتر الصيني، الذي يُطلق عليه اسم "تيان خه وان أيه"، ويتبع "المركز الوطني للحوسبة الخارقة"، في "تيانجين" بالصين، إنجاز عملية حسابية في 2.57 "بيتافلوبس" من الثانية، أي ما يعادل 2.57 "كوادريليون" عملية حسابية في الثانية الواحدة، واحتل الحاسوب الصيني العملاق مركز "السوبر كمبيوتر" الأمريكي، المعروف باسم "نظام جاغوار"، التابع لوزارة الطاقة الأمريكية، والذي تراجع إلى المركز الثالث، بسرعة تبلغ 1.75 "بيتافلوبس"، وفقاً للنسخة الـ36 لمنظمة "توب 500"، التي تعد القائمة السنوية، ووفقاً لما نقلت وكالة الأنباء الصينية الرسمية "شينخوا"، فإن جهاز "تيان خه" تم تصميمه وصنعه في إحدى الجامعات بالصين، اعتماداً على تكنولوجيا صينية، كما وصفت قدرة الجهاز على توحيد العمليات بأنها  رائعة"، ونقلت عن أريتش ستروهماير، أحد الباحثين البارزين، قوله إن "جهاز (تيان خه) يظهر مدى ما يمكن أن تحققه دولة ما، إذا خصصت أموالها لتحقيق طموحاتها"، مضيفاً أن "تحقيق تقدم مثل هذا يكون ممكناً فقط بدعم مجتمعاتكم البحثية، ومصانعكم لفترة ممتدة من الوقت من خمس إلى عشر سنوات"، كما نقلت "شينخوا" عن ليو قوانغ مينغ، مدير "المركز الوطني للحوسبة الخارقة"، أن "تيان خه" هو نظام كمبيوتر عملاق طورته الجامعة الوطنية لتكنولوجيا الدفاع، مشيراً إلى أن  تشغيل تيان خه سيعزز بشكل كبير تنمية العلوم والتكنولوجيا والاقتصاد ومجتمع الصين"، ودخلت خمسة أنظمة جديدة في قائمة الأجهزة العشرة الأولى، من بينها خمسة أنظمة من الولايات المتحدة الأمريكية، أما الأجهزة الأخرى فجاءت من الصين و اليابان وفرنسا وألمانيا.

بـ35 دولارا فقط؟ 

الى ذلك تصدرت الحكومة الهندية عناوين الصحف العالمية هذا الصيف عندما كشفت عن نموذج كمبيوتر يبلغ سعره 35 دولارا، لكن تكثر الاسئلة اليوم حول ما اذا كان هذا المشروع الطموح قابلا للتنفيذ، عند تقديم النموذج في تموز/يوليو، أمل وزير التنمية والموارد البشرية كابيل سيبال في أن "تأتي حلول الغد من الهند" كاشفا عن سعر الجهاز المذهل والبخس جدا مقارنة بسعر جهاز "آي باد" من شركة "آبل" الذي يبلغ خمسمئة دولار، واشارت السلطات حتى الى ان سعر الكمبيوتر ذي الشاشة التي تعمل باللمس قد ينخفض الى عشرة دولارات مع ارتفاع وتيرة الانتاج، أداة المعلوماتية هذه التي لا تزال تفتقر الى اسم يمكن ان تعمل بالطاقة الشمسية، وهي مزودة بمتصفح انترنت وقارئ وسائط اعلامية متعددة ووظيفة تتيح اجراء اتصالات عبر دائرة تلفزيونية مغلقة فضلا عن قدرتها الكبيرة على تخزين البيانات، وأكد سيبال ان هذا الجهاز "من شأنه ان يحدث ثورة في النظام التعليمي في بلدن، وسيكون له تأثير ايجابي جدا في اطار حملتنا لمحو الامية"، ويأمل الوزير ان يتم صنع عشرة ملايين جهاز كمبيوتر في الاشهر الاثني عشر التي تلي اطلاق النموذج الاول، لكن الوعود الهندية بانتاج "اجهزة كمبيوتر على نطاق استهلاكي واسع" اصطدمت في السابق بعوائق كثيرة، وكانت الحكومة اعلنت في العامين 2005 و2009 انها على وشك طرح هذه الاجهزة في الاسواق، تيري توماس، الذي يعمل لصالح الفرع الهندي لشركة "ارنست اند يونغ" المعنية بالتدقيق في الحسابات هو احد الذين يبدون تحفظهم ازاء الاعلان المدوي للحكومة هذا الصيف. بحسب فرانس برس.

وقد حذر قائلا من ان "جهاز كمبيوتر يتمتع بكل الوظائف العادية بهذا السعر غير قابل للاستمرار الا اذا كان ممولا من الحكومة او القطاع الصناعي"، وكانت الحكومة وعدت بمساعدة الطلاب وصولا الى 50 % من السعر، وقال توماس ان جهازا يتمتع بوظائف اقل يمكن ان يباع بسعر يقارب ال 35 دولارا لكنه قد لا يعجب المستهلكين، ومن المقرر طرح اول 100 الف كمبيوتر في السوق في كانون الثاني/يناير، لكن المعطيات المتعلقة به لا تزال غامضة، كما ان نسبة الاعانات الحكومية الضرورية لإبقاء السعر منخفضا لا تزال مجهولة ايض، وحذر الخبراء ايضا من ان سعر الكمبيوتر النقال قد يصطدم بارتفاع كلفة الاجور في الهند، ومع اقتراب موعد اطلاق النماذج الاولى بعد بضعة اسابيع، لا تزال الحكومة متكتمة على هوية الشركة المصنعة، واشارت الجمعية الهندية لمصنعي تكنولوجيا المعلوماتية الى ان اعانات الحكومة قد لا تتمكن من ضمان سعر الخمسة وثلاثين دولارا (حوالى 1600 روبية)، وتساءل أشواني أغاروال، المدير التنفيذي للجمعية، ان كان السعر النهائي يتضمن الضرائب وكلفة النقل والتسليم، في انتظار اطلاق هذا الجهاز، اعلنت الوزارة انها ستوفر امكانية الاتصال العالي السرعة بالانترنت في كل معاهد التعليم العالي الهندية البالغ عددها 22 الفا كي يتمكن الطلاب من استعمال جهاز الكمبيوتر الجديد.

يتفوق في جيبردي

من جانبه هزم الكمبيوتر الخارق واتسون من شركة "اي بي ام" منافسيه البشر مؤخراً في برنامج الالعاب التلفزيوني المختص بالمعلومات العامة "جيبردي!" خلال الجولة الثانية من المنافسة، واتسون الذي سمي تيمنا بتوماس واتسون، أحد مؤسسي "اي بي ام"، تفوق بفارق كبير على منافسيه، ولم يخفق سوى في الإجابة على عدد قليل من الأسئلة، وقد أخطأ الكمبيوتر خصوصا عندما اقترح السؤال التالي "ما هي تورنتو؟"، كجواب على مؤشرين، "مطارها الاساسي يحمل اسم بطل من الحرب العالمية الثانية" و"مطارها الثاني يحمل اسم معركة من الحرب العالمية الثانية"، أما الجواب الصحيح فهو شيكاغو، يذكر ان البطلان اللذان ينافسان واتسون، وهما كين جنينغز "الذي حطم الرقم القياسي بالفوز 74 مرة متتالية في برنامج جيبردي" وبراد راتر الذي فاز بأكبر مبلغ مالي خلال البرنامج "3،25 ملايين دولار" قدما كلاهما الإجابة الصحيحة، لكنهما لم ينجحا في إدراك واتسون الذي اختتم اليوم الثاني من المنافسة مع 35734 دولارا مقابل 10400 لبراد راتر و4000 لكين جنينغز. بحسب فرانس برس.

 وفي نهاية الجولة الاولى، كان واتسون وبراد راتر قد تعادلا، وجمع كل منهما 5000 دولار واكتفى كين جنيننغز بألفي دولار، واتسون غير المتصل بشبكة الانترنت يستعين بما تسميه "اي بي ام" "تكنولوجيا الاجابة على الاسئلة" لتحليل المسائل المطروحة وجمع الادلة ودراستها وتنظيم الاقتراحات التي يمكن ان تكون الصحيحة، وسوف يحصل الفائز على مليون دولار، وسينال صاحب المرتبة الثانية 300 الف دولار، وصاحب المرتبة الثالثة 200 الف دولار، وقد اعلنت "اي بي ام" انها ستقدم كل ما تفوز به للاعمال الخيرية، أما جنينغز وراتر فيعتزمان وهب نصف ارباحهم، وفي العام 1997، فازت شركة "اي بي ام" في اول تحد بين الانسان والكمبيوتر، بعدما هزم كمبيوتر "ديب بلو" بطل العالم غاري كاسباروف في لعبة الشطرنج.

حاسوب بحجم الحرف

من جانب اخر كشف باحثون أميركيون عن تطويرهم لأول نظام حاسوبي بحجم الحرف يمكن زرعه في العين لمراقبة المرضى المصابين بالمياه الزرقاء، وذكر موقع "لايف ساينس" الاميركي أن الباحثين في جامعة ميشيغان كشفوا عن هذا النظام الحاسوبي الجديد الذي يهدف لأغراض طبية، ويركز على شاشة مصممة لزرعها في العين لمتابعة تطور مرض المياه الزرقاء، ومن المتوقع أن يتوفر هذا الجهاز البالغ حجمه ميليمتراً مكعباً واحداً بعد عدة سنوات في السوق، وقال البروفسور ديفيد بلاوو من جامعة ميشيغان إن "التحدي الكبير هو تطوير انظمة يبلغ حجمها ميليمترات، يكون لها أدوارا في مراقبة أجسادنا وبيئتنا ومبانينا"، وأشار البروفسور دينيس سيلفستر من الجامعة إلى أنه "النظام الحاسوبي الكامل الأول بهذا الحجم". بحسب يونايتد برس.

تصفح بنظرة سحرية

على صعيد مختلف توصلت شركة "لينوفو" الصينية، بالتعاون مع شركة "توباي" المتخصصة في أبحاث العيون، إلى ابتكار نموذج لجهاز كمبيوتر محمول جديد "لابتوب"، يتضمن إلغاء دور الفأرة "الماوس" ولوحة المفاتيح، عن طريق تلقي الجهاز للأوامر بواسطة نظرة العين، وتنفيذها فوراً بمجرد تصويب العينين نحو الأيقونة المطلوبة، وكشفت مديرة تطوير الأعمال الإستراتيجية بشركة "توباي"، جيني جرانت، أن الجهاز الجديد جاء بعد أبحاث طويلة للتوصل إلى طريقة محددة للسيطرة بالعين عن بعد، ولا تزال هذه التكنولوجيا الجديدة في الوقت الحاضر معقدة ومكلفة جداً، وتحتاج إلى المزيد من التطوير والأبحاث، لكن لا توجد عوائق في سبيل تنفيذها، لذا فمن المتوقع طرح الجهاز الجديد في الأسواق خلال العامين القادمين، وقالت جرانت إن "الشركة تعمل مع مصنعي السيارات لاكتشاف طريقة لزرع جهاز كمبيوتر داخل السيارات، يحتوي على خاصية السيطرة بالعين عن بعد، هذا الجهاز يمكنه تحديد ما إذا كان السائق مصاب بالنعاس أو غير منتبه للطريق وتحذيره". بحسب السي ان ان.

وأضافت، "كذلك يمكن للسائق، عن طريق هذا الجهاز، التحكم في بعض خصائص  السيارة عن طريق تحديق العين، مثل صوت ستريو السيارة، أو درجة الحرارة، ما يجنب السائق الانشغال عن الطريق بفعل أشياء بيديه"، كما أشارت إلى أن هذا التقنية، لا تعني إسقاط لوحة المفاتيح في "مزبلة التاريخ"، وذكرت أن لوحة المفاتيح أفضل في أمور كثيرة، مثل الكتابة، وتأكيد الخيارات، بينما العين تعتبر الأفضل في تحديد الاختيارات، وكانت شركات التسويق والإعلانات قد استخدمت أجهزة خاصة بتتبع حركة العين لمعرفة المنتجات التي تجذب عين المتسوقين في متاجرهم، وطرق العرض الملفتة، كما قامت شركة "يو آي" بوضع أجهزة مماثلة في المنازل عن طريق كاميرات الحاسب الآلي، أو برمجيات يتم تحميلها على الأجهزة، يمكنها تحديد المناطق الأكثر جذباً لعيون متصفحي المواقع الإلكترونية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 28/تموز/2011 - 26/شعبان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م