الصومال... حرب وجفاف وتطرف مميت

شبكة النبأ: باتت الصومال وسط اتون حرب مستعرة تقودها حركة الشباب ذات التوجهات الاسلامية المتطرفة والمنسوخة عن القاعدة وطالبان وامثالها من الفكر المتعصب والضال عن جادة الصواب وابسط مبادىء الشريعة السمحاء، وما"زاد الطين بلة" ماتعانيه الصومال من تخلف مزمن وتردي متواصل يشمل مختلف قطاعاتها الرئيسية وبناها التحتية، اضافة الى الازمات التي تتواصل على فقرائها لاسيما ازمة الجوع والمرض، وبرغم تواصل المساعدات المقدمة من المنظمات الانسانية الدولية وخصوصاً منظمة الامم المتحدة ووكالة الاغاثة، الا ان مايصل منها الى منطقة الصراع الافريقي لايكاد يسد الرمق او يكفي الحاجات الاساسية لسكان الصومال ولا يتناسب وحجم الكارثة الانسانية التي مازالت تجري فصولها وتزداد وطئتها مع الوقت.

جفاف الصومال

فقد قال منسق المساعدات الإنسانية في الصومال، مارك بودين، التابعة للأمم المتحدة إن هذه المساعدات تذهب إلى مخيمات يسيطر عليها الإسلاميون، وأضاف بودين إن المساعدات تسلم إلى الصوماليين الذين يسكنون في هذه المخيمات بواسطة لجان الجفاف التابعة لحركة الشباب التي تسير المخيمات، وتابع بودين قائلا إن بالإمكان تسليم المساعدات إلى الصوماليين في هذه المخيمات طالما أنها توزع على المستحقين وفقا لمعايير إنسانية بعيدا عن أي تأثيرات سياسية، ووصف منسق المساعدات الوضع بأنه خطير بحيث من الأهمية بمكان زيادة عمليات المساعدات داخل الصومال، وقال توزع حركة الشباب بواسطة لجان الجفاف التابعة لها المساعدات على الفئات المتضررة من السكان، وأضاف قائلا من المهم إدراك أيضا أن العمل الذي نقوم به في هذه المناطق سينفذ وفقا لمحددات إنسانية وبناء على الحاجة وبدون إضفاء أي بعد سياسي على هذه المساعدات، وتقدر وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن مليون ونصف الميلون صومالي اضطروا إلى النزوح عن منازلهم لكنهم ظلوا داخل الصومال، لكن المنظمة الدولية واجهت حتى الآونة الأخيرة صعوبات جمة في إيصال المساعدات إلى الصوماليين المتضررين من الجفاف، وفرضت حركة الشباب التي تسيطر على أجزاء واسعة من وسط وجنوب الصومال قبل سنتين حظرا على وكالات الإغاثة الدولية في المناطق التابعة لها، متهمة إياها بأنها تعمل ضد مصالح المسلمين، لكن هذه الحركة رفعت الحظر المفروض على أنشطة وكالات الإغاثة قبل 10 أيام طالما أنها لا تملك أجندة سرية، ووزعت الأمم المتحدة أول شحنة من المساعدات على ضحايا الجفاف في مناطق خاضعة لحركة الشباب بعد أن رفعت الحظر.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إن حركة الشباب سمحت لها بتوزيع المساعدات على مستحقيها بدون أي قيود على أمل أن تشجع هذه الخطوة وكالات الإغاثة المماثلة، ونقلت اليونسيف جوا مواد غذائية وأدوية إلى الأطفال الذي يعانون من سوء التغذية في مدينة بيدوا شمال غربي العاصمة مقديشو، وقالت ممثلة اليونيسف في الصومال، روزان تشورلتان، إن حركة الشباب تعهدت لليونيسف بالسماح لها بالعمل بدون التدخل في عمله، وأضافت أن اليونيسف لم تدفع رسوما لحركة الشباب وبالتالي فإن نجاح مهمتها في الصومال يعني أن سيكون بالإمكان القيام بهذا العمل مرة أخرى في المستقبل، وحذرت من أن الوضع يكاد يصل إلى مجاعة، ووصلت إلى نيروبي عاصمة كينيا الأحد طائرة تقل على متنها 100 طن من الخيام على أن تنقل برا إلى مخيم دداب للاجئين الواقع على الحدود الصومالية الكينية، وهذه الرحلة الجوية واحدة من خمس رحلات مقررة إلى نيروبي انطلاقا من المخزن الإقليمي لوكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في دبي.

اول المساعدات الدولية

من جهتها اطلقت الامم المتحدة مؤخراً مهمة مساعدة غذائية في الصومال في محاولة لتفادي كارثة انسانية في هذا البلد وفي بقية دول القرن الافريقي الذي يواجه المجاعة، واعلنت الامم المتحدة ان اول شحنة جوا نقلت خمسة اطنان من المساعدات الغذائية والطبية في 13 تموز/يوليو الى منطقة بيداوة في وسط الصومال والتي تقع تحت سيطرة حركة التمرد الاسلامية، وكان مسؤولون دوليون حذروا في وقت سابق من كارثة غذائية في هذا القسم من شرق افريقيا حيث ملايين الاشخاص مهددون، ودعوا الى مساعدة كثيفة، وصرحت المتحدثة باسم اليونيسيف "صندوق الامم المتحدة للطفولة" في الصومال ايمان موروكا ان هذه المهمة الاولى جرت من دون عقبات وبموافقة المتمردين، حركة الشباب، وكانت حركة الشباب التي تقاتل الحكومة الانتقالية الصومالية، ارغمت في 2009 الوكالات الانسانية على مغادرة البلاد، واخيرا، وافقت الحركة على عودة هذه الوكالات لتفادي كارثة انسانية، وقالت موروكا "كان ذلك نجاحا، وهي اول مرحلة لتقديم المساعدة الضرورية الى الصومال عن طريق الجو، وهي اول عملية من هذا النوع في غضون عامين"، وفي وقت سابق، حض مسؤول بريطاني والمدير العام لليونيسيف المجتمع الدولي على تكثيف جهوده لانقاذ ملايين الاشخاص الذين تهددهم المجاعة في القرن الافريقي، وقام مدير اليونيسيف انطوني لايك وسكرتير الدولة البريطانية للتنمية الدولية اندرو ميتشل بزيارة مخيمات اللاجئين المكتظة وخصوصا في داداب في شرق كيني، وقال ميتشل "يتعين على المجتمع الدولي برمته ان ياخذ في الاعتبار الان حجم ما يحصل في القرن الافريقي ويقوم بكل ما في وسعه". بحسب فرانس برس.

ومخيمات داداب الاكبر في العالم، تضم 380 الف لاجىء اتى القسم الاكبر منهم من الصومال، اي اربع مرات اكثر من القدرة المتوقعة اصل، ويواجه حوالى عشرة ملايين شخص المجاعة التي تضرب القرن الافريقي بعد احد اسوأ موجات الجفاف في عقود، وقال مدير اليونيسيف "انها ازمة كبرى، ليس لان الحاجات الفورية ضخمة فقط، وانما ايضا لان من الممكن ان تتفاقم في الاشهر الستة المقبلة"، واضاف "ينبغي ان نقوم بكل ما في وسعنا الان لنكون فعالين ولانقاذ الارواح"، وفي الصومال، تفاقم الوضع بسبب عشرين عاما من الحرب الاهلية منذ مغادرة الرئيس محمد سياد بري في 1991، ويفر الصوماليون من بلادهم بالالاف كل يوم الى اثيوبيا وكينيا المجاورتين، وبحسب منظمة عمل لمكافحة الجوع، فان الصومال باتت في حالة "كارثة انسانية"، وان حوالى 250 الف طفل يعانون من سوء التغذية في البلد، ولا تسيطر الحكومة الانتقالية سوى على قسم من العاصمة مقديشو وتواجه حركة تمرد اسلامية يقودها الشباب المتشددون الذين يسيطرون على القسم الاكبر من وسط وجنوب الصومال، وحركة الشباب دفعت اعتبارا من 2009 غالبية المنظمات الانسانية الى مغادرة البلاد عبر فرضها شروط عمل غير مقبولة ورسوما غير رسمية واستثناء النساء من برامج المساعدة، ووعدت الحركة الاسلامية بترك الحركات الانسانية تصل من جديد الى السكان المتضررين من الجفاف "سواء كانوا مسلمين ام ل، اذا كانت نيتها مساعدة الذين يعانون فقط".

سوء تغذية الاطفال

في سياق متصل قالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان واحدا من بين كل عشرة اطفال في المناطق التي اصابها الجفاف في الصومال يعاني خطر الموت جوعا وهو ما يعادل ضعفي ما كان عليه الوضع في مارس اذار، ويعتقد ان معدلات سوء التغذية اعلى بشكل كبير في اجزاء أخرى تمزقها الصراعات بوسط وجنوب الصومال حيث سمح لمجموعات اغاثة قليلة بتقديم مساعدات غذائية، وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في بيان "مستويات سوء التغذية ارتفعت الى ذروتها وهي الان الاعلى في العالم"، وقالت وكالة الغوث المستقلة "وهي احدى الوكالات القليلة التي تستطيع الوصول للمناطق الاكثر تضررا في الصومال" انه حتى في منطقتي الخليج وشابيل الدنيا وهما سلة الغذاء التقليدية في البلاد يعاني نحو 11 بالمئة من الاطفال الذين تقل اعمارهم عن خمس سنوات من سوء تغذية حاد، ويعني هذا انهم عرضة لخطر الموت جوع، ويعتقد ان المعدلات مرتفعة للغاية في مناطق أخرى، وجاء في البيان "في بعض مناطق الصومال تضاعف تقريبا عدد الاطفال الذين يعانون من سوء تغذية حاد منذ شهر مارس"، ووضعت هذه النتائج المزعجة بناء على بيانات من 39 عيادة طبية و 18 مركزا لعلاج سوء التغذية يديرها الهلال الاحمر الصومالي بدعم من الصليب الاحمر الدولي، وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر انها افتتحت عشرة مراكز تغذية جديدة في باكول وجيدو وممر افجوي، وقالت الامم المتحدة انها تجاهد لمواكبة احتياجات اللاجئين الصوماليين الجوعى، وقالت ان الاطفال ضعاف البنية يموتون بسبب سوء التغذية وهم في طريقهم الى كينيا واثيوبيا المجاورتين او بعد الوصول الى هناك، وقال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون ان اكثر من 11 مليون شخص في القرن الافريقي يحتاجون الان الى المساعدة للنجاة من الازمة التي تسببت فيها اسوأ موجة جفاف منذ عقود. بحسب رويترز.

نصف ضحايا القتال

بدورها أفادت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة أن مئات الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات أصيبوا بجروح في جولة القتال الأخيرة التي وقعت في العاصمة الصومالية مقديشو، وهذا يمثل ما يقرب من نصف جميع حالات الإصابة في شهر مايو، وفي بيان صحفي صدر في 31 مايو، ذكرت منظمة الصحة العالمية أن البيانات الحديثة أظهرت أن الأسباب الرئيسية للوفاة بين الأطفال دون سن الخامسة كانت الإصابة بالحروق وإصابات الصدر والنزيف الداخلي بسبب الجروح والشظايا الناجمة عن الانفجارات والرصاص، كما ذكرت المنظمة أنه "من بين الإصابات الناتجة عن الأسلحة النارية والبالغ عددها 1،590 حالة في شهر مايو فقط، كانت 735 حالة أو 46 بالمائة من تلك الحالات لأطفال تقل أعمارهم عن خمسة أعوام مقارنة بـ 3.5 بالمائة في أبريل، وذكرت مارثي إفيرارد، ممثلة منظمة الصحة العالمية بالصومال أن "هذا هو أكبر عدد لأطفال مصابين يتم الإبلاغ عنه منذ بداية هذا العام"، وقد تصاعدت حدة القتال في مقديشو في الأسابيع الأخيرة بين القوات الحكومية المدعومة من قبل بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال من جهة وحركة الشباب من جهة أخرى وذلك في محاولة من القوات الحكومية لطرد المسلحين من أجزاء عديدة من المدينة التي كانت تحت سيطرتهم.

ومؤخراً، كان معظم القتال يدور حول بكارة، أكبر سوق مفتوح في الصومال، مع سعي القوات الحكومية للإطاحة بحركة الشباب من المنطقة، من جهته قال أحمد ديني من مؤسسة "خط السلام"، وهي مؤسسة مجتمع مدني صومالية تهتم بقضايا الأطفال في البلاد، أن العدد قد يتزايد إذا "أخذنا في الاعتبار أن العديد من الأسر غير قادرة على الوصول إلى المستشفيات لذلك تترك أطفالها الجرحى بالمنزل وتحاول تقديم أفضل قدر ممكن من الرعاية لهم، وأضاف ديني، " للأسف، في جميع الأحداث بمقديشو سواء كانت نزوح أم فقر أم عنف، فإن الأطفال هم الأكثر تضرراً"، وذكر أن جماعات المجتمع المدني قامت في العديد من المناسبات بمناشدة الأطراف المتنازعة لوقف قصف المناطق المأهولة بالسكان وتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، وأضاف ديني قائل، "نطلب منهم أيضاً السماح بالوصول إلى المستشفيات لهؤلاء الذين لا يستطيعون الوصول إليها، فلدينا تقارير عن أطفال يموتون بسبب عدم قدرتهم على الحصول على الرعاية الطبية". بحسب وكالة الانباء الالمانية.

وطبقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن العاملين في المجال الصحي في مقديشو محملون بأعباء العمل لدرجة لا تمكنهم من معالجة العدد الكبير من جرحى الحرب، كما أنهم يفتقرون في الكثير من الأحيان إلى المعدات والوسائل اللازمة لتغطية جميع الحالات، وقالت إفيرارد في بيان منظمة الصحة العالمية، "يصطدم تقديم الخدمات الصحية بعقبات كثيرة في الصومال منها ضعف النظام الصحي والبنية التحتية وعدم وجود عدد كاف من المنشآت الصحية بالإضافة إلى نقص العاملين الصحيين المؤهلين، ففي أي مكان تعمل فيه المرافق الصحية، فإنها غالباً ما تفتقر إلى الأدوية الأساسية والإمدادات والمعدات والدعم التشغيلي واللوجستي، وفي حديثه، قال عبد الرزاق حسن علي، مدير مستشفى بنادير للأطفال بمقديشو، أنه منذ بداية الشهر استقبل المستشفى المزيد والمزيد من الأطفال الجرحى، وأضاف علي قائل، "نحن نستقبل في المعدل ما بين 20 و30 طفلاً جريحاً في اليوم، وفى تصريح سابق له ذكر علي أن المستشفى كان يستقبل حوالي 10 أطفال جرحى يومي، وأضاف ديني أن "الفرق بين القتال الأخير والصراع السابق هو أن الأخير أكثر استدامة ودون تهاون، في السابق كان لدينا قتال عنيف لكنه كان يتوقف بعد أيام قليلة، ولكن يصر كل طرف على الاستمرار في المواجهة".

الصوماليات والتشدد

من جهة اخرى تقول النساء اللاتي يعشن في مناطق يسيطر عليها اسلاميون متشددون صوماليون انهن أصبحن هدفا لمزيد من الاحكام القاسية التي يطبقها المتمردون الذين عقدوا العزم على فرض معتقداتهم، وفي أحدث مرسوم أصدرته حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي تسيطر على معظم أنحاء جنوب الصومال تم منع النساء في بلدة كيسمايو الساحلية من المقايضة مع طواقم السفن التي ترسو في الميناء والتي تتألف من الرجال، وتم ابلاغ النساء ايضا بأن ليس بامكانهن مصافحة اي رجال في الاماكن العامة او السفر بمفردهن او بيع اي شيء او العمل في مكاتب، وقال قيادي في حركة الشباب في بيان للحركة "لا يمكن مشاهدة امرأة مع رجل من دولة أخرى في الميناء، عقوبة أي امرأة تضبط قرب الميناء او السفن الاجنبية ستكون القاء القبض عليها"، وكانت حركة الشباب منعت فيما مضى الافلام والرقص في حفلات الزفاف ومشاهدة مباريات كرة القدم، وعاشت الكثير من نساء كيسمايو ومعظمهن أرامل او مطلقات لسنوات على بيع او مقايضة الخضروات والفاكهة مقابل الوقود والسلع الاخرى مع طواقم السفن، وقالت حواء اولو "لدي ثلاثة ابناء وأقوم بتنشئتهم من القليل الذي أجنيه من مقايضة السلع في الميناء لكنني الان لا استطيع ممارسة عملي". بحسب رويترز.

كما قالت حركة الشباب ان على جميع النساء شراء وارتداء جلباب موحد غير متوفر الا لديه، وحظرت الحركة نبات القات المخدر، وألقي القبض على عشرات النساء في كيسمايو يهربن القات وصدرت عليهن أحكام بالسجن 20 يوما وتم تغريمهن مليون شلن صومالي، وقالت احدى بائعات القات "اثناء الحرب كانت لنا حياة والقليل من الهدوء، الان يسيطر الاسلاميون على معظم الجنوب ويطبقون عقوبات على أتفه الاشياء، يقولون انه يجب الا تفعل النساء اي شيء"، وأضافت "بعض النساء ليس لهن أزواج فهن غير متزوجات او مطلقات او قتل أزواجهن اثناء القتال، هذه حياة مدمرة"، ولا تستطيع النساء الجلوس بجوار الرجال في الحافلات ويجب أن يرافقهن محرم اثناء السفر، وقال عبدالوهاب عبد الصمد استاذ التاريخ بجامعة نيروبي في كينيا "ولدنا ونشأنا كمسلمين ولا ندري اين يقول الاسلام ان النساء لا يمكنهن العمل، أخذوا هذه الايديولوجيات من خارج الصومال، من حركة طالبان وغيرها من المتشددين"، وأضاف "اذا كانت حركة الشباب لا تريد أن تعمل النساء فعليها أن تدفع لهن المال حتى تستطيع الاسر التي تعتمد عليهن أن تعيش."

فرار جماعي

على صعيد مختلف يعسكر آلاف الريفيين الصوماليين على مرمى السمع من القتال الناشب في العاصمة مقديشو بعد أن منع اسلاميون متشددون جماعات اغاثة من مساعدتهم في الافلات من الجفاف، وأجبر متمردو حركة الشباب الذين يعلنون ولاءهم للقاعدة عددا من جماعات الاغاثة ومن بينها برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة على وقف العمليات في مناطق من البلاد أصابها الجفاف بسبب قلة سقوط الامطار مؤخر، وقال مسعفون في مقديشو حيث يجري تبادل لاطلاق النار بين المتمردين وجنود قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي التي تحمي الحكومة المدعومة من الغرب انهم يشهدون أعدادا متزايدة من حالات الزحار والاسهال وسوء التغذية، وقال عبد الرازق الطبيب في مستشفى بنادر بمقديشو "نستقبل مئات الاطفال والامهات المصابين بأمراض مرتبطة بالجفاف كل يوم"، وانسحب برنامج الاغذية العالمي من جنوب الصومال قبل عام بسبب التهديدات لموظفيه ومطالب حركة الشباب بدفع فدى مقابل توفير الامن، وقالت جماعة علمان الحقوقية ومقرها مقديشو ان جماعات اغاثة أخرى كفت عن توزيع المساعدات، وقال احمد ديسو لرويترز وهو يرعى بقرتيه الهزيلتين المتبقيتين في ضاحية مدينة بمقديشو "انا من منطقة شابيلي السفلى حيث حرمتنا حركة الشباب من وصول المساعدات الغذائية، قطعان الماشية والماعز التي أملكها اختفت".

وأضاف الاب لسبعة ابناء البالغ من العمر 50 عاما "قضينا أسبوعا تحت هذه الشجرة ولا نستطيع تحمل تكلفة بناء حظيرة بسيطة، نحث وكالات الاغاثة على مساعدتنا"، وهو واحد من موجة جديدة من اللاجئين من جراء حركة تمرد للاسلاميين المتشددين أسفرت عن مقتل اكثر من 21 الف شخص ونزوح 1.5 مليون اخرين وأدت الى اعتماد نحو ربع سكان الصومال البالغ عددهم تسعة ملايين نسمة على المساعدات، وتقول وكالات مخابرات غربية ان الصومال بات ملاذا للمتشددين والجهاديين الاجانب الذين عقدوا العزم على ضرب الهياكل الاقتصادية الرئيسية في شرق افريقي، من ناحية أخرى يقول مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة ان معدلات سوء التغذية الحاد وصلت الى 30 في المئة في بعض مناطق البلاد اي ضعف مستوى الطواريء، في منطقة ارض الصومال المنشقة بالشمال يواجه نحو مليون شخص نقصا في المياه وصفته الحكومة بأنه حالة طواريء قومية، وقال نائب الرئيس عبد الرحمن عبد الله "السدود والخزانات فارغة، الكثير من الابار لا تعمل، اتخذنا اجراءات طواريء".

وقال رئيس منظمة غير حكومية طلب عدم نشر اسمه ان حركة الشباب طلبت مبالغ باهظة من وكالات الامم المتحدة، وأضاف "كما منعوا منظمة غير حكومية محلية لا تدفع رسم التسجيل الذي يبلغ خمسة الاف دولار و20 في المئة من كل مشروع تنفذه، هذه القاعدة تنطبق حتى على المنظمات الاسلامية، وقال المسؤول ان حركة الشباب سمحت للجنة الدولية للصليب الاحمر بالعمل في بيدوة التي تعاني جفافا شديد، ويتهم الكثير من السكان في وسط الصومال المؤسسات الخيرية المحلية بتحويل المعونات الغذائية الطارئة للاسواق لبيعها بهامش ربح، وافتضح امر متعاقد محلي مع برنامج الاغذية العالمي في مارس اذار الماضي كرجل أعمال صومالي له صلات بحركة الشباب في قضية أظهرت كيف أن بعض وكالات الامم المتحدة سمحت عن غير قصد بأن تثري المتمردين والمجرمين، وقالت حليمة علي التي كانت تؤجر الاراضي خارج مقديشو وتوفر المأوى والطعام للنازحين ببيع جزء من المساعدات قالت انها كانت تجبر على تسليم المؤن كثير، وأضافت حليمة التي تعيش الان في مخيم مؤقت تستطيع أن تسمع منه يوميا تبادل اطلاق النيران بين متمردي حركة الشباب وقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي "لم نستطع نقل الخيام للايواء والاغذية مثل الارز للنازحين ما لم نعط نصف السلع لحركة الشباب"، وأضافت "المتعاقدون والرؤساء المحليون لوكالات الاغاثة ساءت سمعتهم لبيعهم معظم الاغذية للتجار، وزعوا بالكاد اي حبوب او زيت طهي"، وناشد اخرون المجتمع الدولي التدخل، وقالت فطومة عثمان وهي ترضع أصغر ابنائها الخمسة في خيمة بلاستيكية "لا يمكن ان ترضع أم جائعة طفلا."

التعليم مكلف للغاية

الى ذلك وعلى الرغم من أن جمهورية أرض الصومال، المعلنة من جانب واحد، قد أدخلت مجانية التعليم في المرحلتين الابتدائية والإعدادية وضاعفت رواتب المعلمين، إلا أن الخبراء يرون أنه سيكون من الصعب الاستمرار في تنفيذ هذه القرارات وأنها قد تؤثر على جودة التعليم العام، وقال سعيد عثمان، الباحث في شؤون تطوير التعليم في أرض الصومال والمقيم في أوغندا، "يجب أن نسأل أنفسنا، هل تملك حكومة أرض الصومال القدرة على تحمل هذه الزيادة في الرواتب؟، الجواب المختصر هو لا"، وأضاف أن "وزارة التربية والتعليم طلبت من وزارة المالية تعيين 2،000 معلم، ولكن الرد كان عدم القدرة على توظيف أكثر من 1،500 معلم، وهذا يبين أن حكومة أرض الصومال تفتقر إلى القدرة على التعامل مع زيادة معدلات الالتحاق بالمدارس"، وكان وزير المالية في أرض الصومال، محمد حاشي علمي، قد أعلن في 16 يناير إدخال مجانية التعليم في المدارس الابتدائية والإعدادية، كما أقر زيادة في رواتب موظفي الحكومة والمعلمين وأفراد القوات الوطنية بنسبة 100 بالمائة، وقال علمي، "لقد وظفنا 1،500 معلم جديد، ولهذا السبب ستكون جميع المدارس الحكومية الابتدائية والإعدادية مجانية"، ولكن خبراء التعليم يقولون أن قرار الحكومة قد يضر بجودة التعليم العام في أرض الصومال، وقال عثمان، "أنظروا إلى باقي البلدان في المنطقة، مثل كينيا وأوغندا وتنزانيا، عندما أعلنت مجانية التعليم الابتدائي، زادت نسبة الالتحاق بالمدارس بنحو 200 بالمائة، ستحدث زيادة مماثلة في أرض الصومال، فهل يمكننا التعامل معها؟".

وأضاف أن "زيادة الرواتب التي أعلنت عنها الحكومة لن تحقق نتائج تذكر لأن الكثير من المعلمين يكسبون حوالي 100 إلى 180 دولاراً عند إضافة الرسوم التي يدفعها الآباء، ولكن بدون دعم الآباء، يحصل المدرس على 50 دولاراً، ومع الزيادة الجديدة، سيبلغ راتبه 100 دولار فقط، وهذا لا يكفي إذا تم إلغاء الدعم المقدم من الآباء "كما سيحدث في ظل نظام التعليم المجاني"، ولا يقل عدد الطلاب المسجلين في المدارس الابتدائية والإعدادية الحكومية بأرض الصومال عن 200،000 طالب وطالبة، وفقاً لتقديرات وزارة التربية والتعليم، من جهته، قال علي محمد علي، مدير عام وزارة التعليم في أرض الصومال، "يبلغ عدد الطلبة المستفيدين من مجانية التعليم في المدارس الحكومية الابتدائية والإعدادية 21،639 طالباً وطالبة فقط، ونأمل أن يسد الـ 1،500 معلم المعينين حديثاً هذه الفجوة، كما تبلغ الزيادة في معدل الالتحاق بالمدارس في أرض الصومال 6 بالمائة سنوياً، ولا نتوقع زيادة حادة عن هذا المعدل"، وقبيل انتخاب الرئيس محمد محمود أحمد في يونيو 2010، كانت ميزانية التعليم السنوية في أرض الصومال تبلغ 14.6 مليار شلن (2.3 مليون دولار) من الميزانية الإجمالية البالغة 45 مليون دولار سنوي، ولكن مصادر في وزارة المالية أخبرت أن ميزانية التعليم لهذا العام بلغت حوالي 35 مليار شلن (5 ملايين دولار) من ميزانية الحكومة السنوية التي تبلغ 90 مليون دولار، "ومن المتوقع تمويل حوالي 90 بالمائة من الزيادة في الميزانية عن طريق الإيرادات الداخلية،" وفقاً لمصدر في الوزارة، طلب عدم ذكر اسمه، ولم يصادق مجلس وزراء أرض الصومال أو مجلس النواب على زيادة الميزانية بعد. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

وقد ظلت أرض الصومال مستقرة إلى حد كبير منذ عام 1991 عندما أنهت الاتحاد مع الصومال، وكانت المدارس الحكومية مجانية حتى عام 1994، عندما اندلعت الحرب الأهلية مع الحركة الوطنية الصومالية السابقة، وهي حركة تحرير أرض الصومال، بين عامي 1981 و1991، وقد تسبب ذلك في مصاعب اقتصادية للحكومة، الأمر الذي أدى إلى تحميل الطلاب نفقات شهرية تبلغ 15،000 شلن صومالي (2.50 دولار) لكل منهم منذ  عام 1995، ومن المتوقع أن يستفيد آلاف الأطفال من التعليم الابتدائي المجاني، حيث أفاد علي، مدير عام وزارة التعليم أن "البرنامج سيعطي فرصة للأسر الفقيرة لإرسال أطفالها إلى المدارس، على الرغم من أن معدل الالتحاق السنوي بالمدارس الحكومية كان حوالي 6 بالمائة من مجموع الطلاب"، وقال سعيد أحمد خيري، وهو مدرس في مدرسة ابتدائية وإعدادية في هرجيس، "كان مدراء المدارس الحكومية يكسبون أكثر بكثير من المعلمين، نحن نعتقد أن زيادة الرواتب الجديدة ستتيح لنا فرصة لتقييم المعلمين ومعرفة ما إذا كانوا يؤدون وظائفهم بشكل جيد أم ل، وستعزز الزيادة سبل عيش المعلمين وتثنيهم عن البحث عن وظائف أخرى، بل إن من شأنها تحسين نوعية التعليم في المدارس الحكومية، لأننا كنا في وقت سابق نهتم بالكم أكثر من الكيف"، ستعزز الزيادة سبل عيش المعلمين وتثنيهم عن البحث عن وظائف أخرى وقد رحب الآباء والطلاب بإعلان الحكومة، حيث قال نيمو أحمد نوح، وهو تاجر صغير في هرجيس، "يرتاد ثلاثة من أطفالي السبعة مدارس حكومية، وكان ينتابني قلق بصورة يومية بشأن الرسوم المدرسية لأنني إذا لم أدفع في الوقت المحدد، سيطرد أطفالي من المدرسة، كان التعليم المجاني واحداً من الوعود التي قطعها حزب التضامن "الحاكم" خلال حملاته الانتخابية في العام الماضي"، وأضاف مولد محمد، البالغ من العمر 16 عاماً، وهو طالب في مدرسة شيخ مدار الابتدائية والإعدادية في هرجيس، "كنا نطرد إلى منازلنا إذا لم يدفع آباؤنا الرسوم المدرسية يوم 25 من كل شهر، والآن نحن سعداء لأن هذا لن يحدث ثانية".

جيل ضائع في مقديشو

من جانب اخر لطالما عاش معظم الصوماليين، وخصوصاً في العاصمة مقديشو، في خضم الحرب والبطالة، فقد ولد أكثر من نصف سكان البلاد بعد الإطاحة بمحمد سياد بري في عام 1991، التي أدت إلى انزلاق البلاد نحو الفوضى، وقال أحمد ديني، وهو من ناشطي المجتمع المدني المعنيين برعاية الأطفال والشباب، في 24 مايو، "هؤلاء الأشخاص لم يعرفوا أي شيء آخر غير الصراع والعنف"، وأضاف ديني "أنهم لم يحصلوا قط على استقرار في حياتهم، بل انتقلوا من حالة نزوح إلى أخرى، في ظل تضاؤل فرص التعليم أو الحصول على فرص أخرى لكسب العيش الكريم"، وأوضح أن الناس يلجؤون إلى ثلاث طرق للتأقلم مع مثل هذا الوضع، "فمنهم من ينضم إلى العنف عن طريق التجنيد في الجماعات المقاتلة، والبعض الآخر يلجأ إلى تعاطي المخدرات مثل القات والمواد المخدرة الأخرى كوسيلة للهروب من الواقع، في حين يختار آخرون القيام برحلات خطيرة للغاية في عرض البحر إلى أوروبا أو دول الخليج"، وقد أفادت مصادر محلية أن القتال بين القوات الحكومية المدعومة من بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال من جهة وحركة الشباب المتمردة من جهة أخرى ما يزال مستمراً في مقديشو وقد تصاعد مؤخر، ووفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، يحتاج ما لا يقل عن 2.4 مليون صومالي إلى المساعدة، ويشمل هذا العدد النازحين داخلياً في المناطق التي تسيطر عليها حركة الشباب وهم 410،000 في ممر أفغوي، و15،200 في ممر بلد "30 كيلومتراً شمال مقديشو" و55،000 في داينيل، التي تقع شمال غرب مقديشو، كما يوجد حوالي 600،000 لاجئ صومالي في البلدان المجاورة، وقال ديني أنه في حال عدم حل النزاع في وقت قريب، فإن هذا الجيل وأجيالاً أخرى غيره "سوف تضيع إلى الأبد، إذا لم نكن قد فقدناهم بالفعل". بحسب وكالة الانباء الالمانية.

وقال "إذا لم نجد حلاً لمشكلة الشباب، ستستمر مشاكل الصومال على مدار العشرين عاماً المقبلة"، وتحاول منظمات المجتمع المدني، مثل تلك التي يعمل بها ديني، مساعدة الشباب، ولكنه حذر من أن "الجهود التي نبذلها هي قطرة في محيط، إذ تعاني أعداد هائلة من الشباب من مشاكل كثيرة جداً ونحن  لا نملك الكثير"، ولم يذهب عبدي أحمد، البالغ من العمر 19 عاماً، إلى المدرسة أبداً ولم يتمكن من القيام بأي شيء يقوم به المراهقون في مناطق أخرى من العالم، وقال أحمد " قُتل والدي عندما كان عمري سبع سنوات ولم تتمكن والدتي من إرسالي إلى المدرسة وتوفير الطعام لنا في الوقت نفسه"، وكان أول عمل يقوم به أحمد عندما كان عمره 15 عاماً هو الانضمام إلى مجموعة مسلحين يعملون لدى أحد أفراد العشيرة، وعن ذلك قال، "حملت البندقية لأول مرة عندما كان عمري 15 سنة، هذا هو الشيء الوحيد الذي أعرفه"، وكاد أحمد أن يلقى مصرعه عندما تم نصب كمين لعربة المعركة التي كان يركبها، وقد قُتل ثلاثة من زملائه، وأصيب هو واثنان آخران في الحادث، وأضاف قائل، "انضممت إلى المجموعة المسلحة لأن ذلك كان الشيء الوحيد المتاح لي، إذا وجدت فرصاً أخرى لمساعدة والدتي فسوف أستغلها"، وقد أصبح أحمد الآن عاطلاً عن العمل لأن الرجل الذي كان يعمل لديه لم يعد قادراً على دفع أجره، "لا أعرف ما هي الخطوة التالية بالنسبة لي، ولكن بالنظر إلى ما مررت به، فإنني متأكد من أنني سوف أحمل البندقية مرة أخرى".

وفقد شاب آخر يُدعى محمد ديني علي، يبلغ من العمر 20 عاماً، أباه في الحرب الأهلية عندما كان عمره 12 عاماً، ولكن عائلته تمكنت من إدخاله الدراسة الثانوية، التي أتمها عام 2009، مع ذلك، لم يحصل علي على فرصة للذهاب إلى الجامعة فقرر الهجرة، وللقيام بذلك، ذهب إلى بوساسو، في إقليم بونتلاند، الذي أعلن تمتعه بالحكم الذاتي في شمال شرق الصومال، في أوائل عام 2010 واستقل مركباً متجهاً إلى الخليج، وقال علي "ذهبت أولاً إلى اليمن ومن ثم إلى المملكة العربية السعودية حيث تم ترحيلي مرة أخرى إلى مقديشو، لم تكن هناك وظائف، لذلك كان أمامي خياران، إما الانضمام إلى الميليشيات أو الهجرة، وأنا اخترت الرحيل"، وأضاف علي أنك حتى لو لم تكن عضواً في الجماعات المقاتلة في الصومال، "يمكن اتهامك بأنك عضو في واحدة أو أخرى، أن تكون صغيراً في السن في الصومال، وخصوصاً في العاصمة مقديشو، ليس بالأمر الجيد"، وقال علي أنه يعتزم محاولة الهجرة مرة أخرى، وأضاف، "البديل الوحيد هو الانضمام إلى إحدى الميليشيات وأنا لا أريد أن أفعل ذلك"، وقالت سالادو أدو، التي تبلغ من العمر 39 عاماً، وهي أم لطفل عمره 15 عاماً تم تجنيده في إحدى الميليشيات، "لقد أبعدته ثلاث مرات لكنهم في كل مرة يعيدونه"، وقالت أدو أنه من المرجح أن ينشأ ابنها في بيئة من العنف وأضافت، "لا أستطيع أن ألومهم الشباب، فلا توجد خيارات أخرى أمامهم، العنف هو الترفيه الخاص بهم والرياضة التي يمارسونه، إنه الشيء الوحيد الذي شهدوه منذ قدومهم إلى هذا العالم، أدعو الله أن ينتهي العنف حتى لا أفقد طفلاً آخر بسببه، ولكن لدي أمل أن أستعيده مرة أخرى".

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 26/تموز/2011 - 24/شعبان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م