منظمات مجتمع مدني... يجمعها الشعار وتفرقها الغايات

تحقيق: عصام حاكم

 

شبكة النبأ: المؤسسات الإنسانية او منظمات المجتمع المدني، هي على أغلب الظن مؤسسات غير ربحية هذا من منظار دولي على اقل تقدير، ولكن ما يلفت النظر ويثير فينا روح التساؤلات المريبة والمشككة هي تلك الطفرة النوعية التي حققتها تلك المؤسسات على الصعيد الكمي وليس النوعي، خصوصا وان الاحصائيات الرسمية تشير علانية ومن دون توجس الى وجود ستة الالاف منظمة غير حكومية في العراق، وهذا بطبيعة الحال مما يجعلنا امام خيار واحد وهو مراجعة تحليلات الدكتور على الوردي وتصنيفاته الاجتماعية غير المنحازة الى عفوية الجهود المبذولة ومستوى الرهان على الجانب المادي.

كاظم رعد ناقد وكان اول المتحدثين الينا بهذا الخصوص حيث قال: من الطبيعي ان تذهب رياح التصورات والرؤى اتجاه التشكيك بالكثير من تلك المنظمات، واتهامها بالتقصير وعدم الانصاف واللامبالاة، وان هناك ثمة اهداف غير مشروعة من وراء افتتاحها، كون البعض منها تسعى الى تحقيق الربحية والابتزاز والكسب على حساب العراقيين وسرقة الاموال التي تاتي للعراق عن طريق المنظمات الانسانية او عن طريق الامم المتحدة.

ويتابع: لو كان الامر غير ذلك فكان من المفترض ان نلحظ شىء من التغيير الايجابي في ظل وجود تلك المنظمات وهذا الرقم الكبير جدا.

ويؤكد، الصين الشعبية لا يوجد لديها ربع هذا العدد من المنظمات وان الكثير من تلك المنظمات هي مجرد دكاكين وسماسرة ليس الا والهدف من وجودها قد لا يتعدى مسائلة الحصول على المكاسب والسفر المجاني.

الا ان خالد عباس كان اقل تشائما ومتفائلا الى حد ما بحكم ميوله الفنية وارتباطه بعالم الالوان بصفته رسام وهذا مما اعطاه انطباعا مميزا ولا يقبل التعميم والشمولية وان هنالك ثمة استثناءات مؤكده من وجهة نظره يجب الوقوف عندها والاشارة اليها خصوصا حينما يتعلق الامر ببعض المنظمات التي تمتلك رصيد عالي في العمل الميداني ولها مساهمات ونشاطات فاعلة على ارض الواقع.

 ويقول: قطعا انها قليلة وقليلة جدا ويشير بذلك الى المنظمات والمؤسسات العاملة ذات الوعي الانساني والاسلامي وهي مدركه تماما لحقيقة الوضع العراقي ومدى حاجة الانسان العراقي الى معطيات الدعم المادي والمعنوي والنفسي وحتى الاجتماعي والمعرفي.

محمد مجهول خريج كلية الفنون الجميلة ويعمل حاليا مدرس لمادة الرسم في احدى الثانويات، يحمل المسؤولية كاملة على الدولة لانها حسب رأيه، المسؤول الاول عن ترتيب البيت العراقي ومتابعة كل شاردة وواردة وكل صغيره وكبيرة، ليس على الصعيد الامني فحسب بل حتى على الصعيد الاداري والمالي وكل ما يتعلق بطريقة عمل تلك المؤسسات، وبمعنى ادق ان تكون الحكومة العراقية مطلعة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى على احوال المؤسسات والمنظمات الحكومية والاهلية في داخل الرقعة الجغرافية لحدود الدولة العراقية.

ويرى: ومن الضروري جدا تفعيل دور اللجان المختصة كي يتسنى لها التفتيش والرقابة ومعرفة مصادر التمويل والجهات المستفيدة وما الى ذلك من الامور الاخرى ذات العلاقة بالسيرة الذاتية للكوادر العاملة بتلك المنظمات على امل ان نفوت الفرصة على المندسين وعلى المجاميع الارهابية والحركات المسلحة من ان تجد لها ملاذات امنه وهذا ليس مستبعد في ظل الفوضى الادارية والارباك الحاصل في كل القطاعات ولنا ببطل مجزرة عرس الدجيل مثال حي لا يجب التفريط به او التغاضي عنه كي لا يكون الدم والمال العراقي رخيص ومهان تحت يافطات وعناوين المنظمات غير الانسانية.

اما حسن منديل كان احد ضحايا المنظمات العاملة في العراق وهو من اهالي محافظة النجف الاشرف وفكرة هذه المنظمة قائمة على التسويق الشبكي وتنمية القابليات البشرية هذا من حيث المظهر الا انها في حقيقة الامر تهدف الى شيء اخر.

فيقول: اثناء دخولك الى تلك الشركة ينبغي عليك شراء بضاعة ما كان يكون اسوار او قرص سي دي او ساعة بمبلغ معين على امل ان تحجز رقم حساب في تلك الشركة التي تسمى نفسها كويست نت وهي مرخصة وتعد نفسها من المنظمات الفاعلة في المجتمع المدني، وما عليك ساعتها الا البحث عن اشخاص اخرين للدخول في تلك الشركة مقابل مبالغ غير محددة حتى تتحقق لك ارباح بعدد الاشخاص الذين ينتمون الى تلك الشركة عن طريقك وهكذا يستمر تدفق الاموال الى خارج العراق ولا يعرف مصير تلك الاموال والى اين تذهب واين مقر الشركة وما قيمة البضاعة التي تعطى للمشتركين.

ويتابع: العجيب الغريب ان تلك الشركة لها حضور كبير واسع في السوق العراقية ولا يوجد من يحاسبها او يسئلها وهناك العديد من العوائل من وقع في شراك تلك المنظمات التي تحمل صفة منظمات مجتمع مدني.

في حين كان السيد نجاح وناس وهو ناشط في حقوق الانسان غير راضي عن اداء اغلب المنظمات والمؤسسات الانسانية في العراق وهذا الاحساس عفوي ولا يدخل في مجال حلبات السباق او الرهان ولا توجد نوايا حاسدة وحاقدة كي يصطف الى جهه دون غيرها او يتحدث خلاف الواقع أو بما يتعارض مع اجواء ذلك الموضوع الذي اصبح اليوم حديث الشارع.

ويقول: بعد ان اعترف المدعو فراس الجبوري بطل جريمة عرس الدجيل التي راح ضحيتها عشرات الابرياء وكان يعمل في منظمة انسانية تدافع عن حقوق السجناء ولسنوات عده وله من العلاقات الرصيد العالي خصوصا على المستوى الحكومي وهذا بطبيعة الحال يخلق ردة فعل متشنجة وانفعالية وغير متوازنة وذلك لبشاعة الجريمة ولنقاء الستار الذي يستظل به ذلك المجرم ليبقى فوق الشبهات ولولا احداث ساحة التحرير لكان فراس ومجموعته في سجل ابطال العمل الانساني وعشاق الحرية ومن الرعيل الاول المناهض لوجود المحتل وتساق اليهم الهبات والمساعدات ويكال لهم المديح والثناء على مواقفهم الوطنية.

ويتابع: وحتما ليس فراس هو وحده في الساحة فهناك المئات ممن يحملون فكر ووحشية ذلك المجرم فالحكومة العراقية اليوم مطالبه بان تضع حد لهذه المهزله وهذا السيناريو وان تفصل الغث عن السمين ومن يريد ان يعمل لصالح العراق والعراقيين وبين من يريد ان يستنزف مواردنا المالية ويشرب من دمنا فمن غير المعقول ان يترك الحبل على الغارب ونحن اخر من يعلم بالمؤامرات التي تحاك ضدنا خصوصا وان التقارير الاستخبارية تؤكد على ان التنظيمات الارهابية تستند بشكل مباشر في ديمومة عملها الاجرامي على الدعم المقدم لها من الجمعيات الخيرية ذات الارتباط الوثيق بالفكر السلفي والتكفيري.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 25/تموز/2011 - 23/شعبان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م