مستقبل العراق السياسي... أخطار محتملة

كتب المحلل السياسي

 

شبكة النبأ: يلف الوضع العراقي مستقبل مجهول، وإن الحرب على العراق لم تنته بعد وإن المهمة الأميركية لم تكتمل، فان تصريحات قائد القوات الأميركية في العراق المنتهية مهمته الجنرال ريموند أوديرنو الذي عاد إلى العراق في نهاية 2006 ليتسلم زمام أمور القوات الأميركية في فترة وصفته محللون بكونها اتسمت بالظلمة الحالكة في الحرب على العراق والتي شهدت اقتتالا دمويا بين أبناء الشعب العراقي نفسه، بعد أن كان أوديرنو موجودا في البلاد في مهمة أقل مسؤولية في عام 2003.

وأوضح محللون سياسيون أنه توجب على أوديرونو التدخل من أجل ما أسمته العمل على استقرار البلاد، وبعد أن اندلعت المعارك الطائفية التي أدت إلى نشر بذور الفرقة والانقسام بين سكان الحي الواحد من العراقيين، في ظل حكومة كانت منتخبة حديثا حينئذ وصفها محللون بكونها كانت عاجزة لا تلوي على شيء.

وبعد أربع سنوات، يقرر الرئيس الأميركي أوباما إنهاء المهمة القتالية في العراق، وسحب القوات الأميركية باستثناء نحو خمسين ألفا ظلت متمركزة في قواعدها.

وأما الجنرال أوديرنو فقد انتهت مهمته العسكرية في العراق، لينهي ما وصفها محللون مرحلة عملية تحرير العراق إيذانا ببدء ما أسماها محللون عملية الفجر الجديد في البلاد.

ويقول خبراء عسكريون ان الجنرال الأميركي ومساعديه غادروا العراق في وقت لا يزال يمر بمرحلة مخاض عسير، في ظل الفجوة الواسعة بين الشعب والحكومة، أو بين متطلبات الشعب العراقي وحاجاته الأساسية والضرورية الملحة وأبرزها الأمن في مقابل عدم توفر حكومة قادرة على تلبية تلك الضرورات أو سد الفراغ الأمني في البلاد.

وفي حين اشار محللون سياسيون إلى ما وصفته بدور الجيش الأميركي في ملء الفجوة والفراغ الأمني في العراق في الفترة الماضية وإلى إسهامه في وقف اندلاع الحرب الأهلية، تساءل آخرون بشأن من يمكنه ملء ذلك الفراغ الأمني القائم والذي سيشهده العراق بعد انسحاب القوات الأميركية الكامل في نهاية 2011؟

وقال أوديرنو قبل مغادرته بغداد القول إنه ستمضي ثلاث إلى خمس سنوات بعد عام 2011 قبل أن نعرف حقيقة إلى أين يتجه العراق؟ ومدى نجاحنا في دفع العراق إلى الأمام؟.

وفي معرض إجابته على سؤال بشأن إمكانية انتكاسة العراق وتبعثر كل الجهود المبذولة لإعادة بنائه، قال الجنرال الأميركي إن "كل ذلك ممكن، مضيفا أن العراق سيبقى جزءا مني لبقية حياتي، وبينما أنا أغادر، فإنني أشعر بالفخر إزاء ما استطعنا إنجازه، ولكن المهمة لم تنته بعد.

لكن أي ممانعة أو إعاقات أو تأجيل من جانب الساسة الأميركيين تحول دون تمكن إدارة أوباما من المضي في جهودها لتمويل مشاريع إعادة إعمار العراق، من شأنها أن تأتي بنتائج عكسية وخيمة في البلاد.

وفي أطار الوضع الراهن فان خلاف علاوي والمالكي يشل الحكومة العراقية مما يسهم في ارتفاع وتيرة العنف ويعقّد بشدة المفاوضات في شأن المسألة الأكثر صعوبة وإثارة للانقسامات وهي تلك المتعلقة بالانسحاب الامريكي وما إذا كان سيُطلَب من الولايات المتحدة إبقاء قوةٍ للطوارئ في البلاد بعد الانسحاب المقرر للقوات الأميركية نهاية العام. فان المتضرر الوحيد من ذلك هو الشعب العراقي وكلما استمر الجمود، كلما تصاعدت العمليات الارهابية التي يذهب ضحيتها عشرات من المدنيين الابرياء ويشير التقرير إلى الاتفاق الذي عقده المالكي وعلاوي وحظي بدعم الولايات المتحدة لتقاسم السلطة في كانون الأول الماضي فإنه منذ ذلك الحين بقيت حقائب الوزارات الأمنية المهمة كالدفاع والداخلية شاغرة فيما بدا أن واشنطن عاجزة عن وضع حد لحالة الجمود مما يدلل على تراجعِ تأثيرِها في بغداد بحسب رأي عراقيين وبعض المحللين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 24/تموز/2011 - 22/شعبان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م