نعم لتقسيم العراق!

هادي جلو مرعي

يزداد أم يتضاءل عدد المواطنين من أبناء هذا البلد الراغبين بحكم مركزي، وعراق موحد على الطريقة التقليدية؟. ليس واضحاً ما إذا كان سياسيونا متحمسين للعمل بروح الفريق الواحد، وفي إدارة واحدة متماسكة أم لا؟.

 الأكراد من جانبهم يريدون الإبتعاد عن بغداد ما إستطاعوا لذلك سبيلا! بالتقسيم وإعلان دولة، أو بالفدرالية المعروفة، المهم أن يكونوا في بحبوحة بعيداً عن قرف عاصمة الرشيد وحماقات العرب المتصارعين على أساس طائفي، لا أحد يعلم الى أين تذهب البلاد، والى أي حال ستمضي ؟

العرب السنة ومع إقتراب موعد الإنسحاب الأمريكي يتعاظم لديهم شعور بالخوف من هبة شيعية لفرض الأمر الواقع، والسيطرة الكاملة على السلطة والثروة، ما قد يحولهم الى مواطنين من(الدرجة الثانية)، وهم يسارعون هذه الأيام لينازعوا الآخرين، ويتنازعوا فيما بينهم علهم يحظون بإقليم تكون عاصمته الرمادي، على غرار أربيل أو جوبا في الجنوب السوداني!

المواطنون الشيعة وخاصة في مدن الجنوب وقراه المنسية، يسمعون جعجعة قادتهم الدينيين والسياسيين، ولا يرون طحيناً، وتنزل عليهم الوعود كما ينزل المطر على أرض قفر، ومنهم من صار ينادي بإعلان إقليم مستقل. فأهل البصرة يندبون حظهم العاثر، وهم يرون البضائع الداخلة عن طريق موانئ مدينتهم العاطلة عن الحياة بمليارات الدولارات ولا ينتفعون منها، ثم تذهب مليارات أخرى كحصة للكورد في كردستان التي هي إقليم محكوم برئاسة وبرلمان، وهم يعيشون في أسوأ حال كبقية مدن الجنوب والفرات الأوسط.

لا أدري إن كان النزاع سيستمر، ما دام البعض يرى في نفسه مقموعاً ممنوعاً من حقه بحسب ظنه، وهو يلجأ الى العنف من حين الى آخر، وهناك من يهدد بإعلان إقليم.. كل ذلك والعراق ما زال يتحرك بعنوان (الموحد)؟ أم ان العنف سيزداد حدة، كما صرح بذلك السيد رئيس الحكومة في حال أعلنت مجالس الجنوب والوسط والغرب محافظاتها أقاليم مستقلة عن المركز ولها حكومات محلية بميزانية خاصة، مع مايستتبع ذلك من سيطرة على المنافذ البرية والموانئ البحرية، وإستحصال أموال لقاء زيارات السياح والأجانب وزوار العتبات المقدسة؟

دول الجوار وبالإجماع لا تريد عراقاً موحداً، خاصة وهي ترى أن الغلبة لن تكون للطرف الذي تسانده، كذلك الدولة العبرية، ولا الولايات المتحدة الساعية الى التقسيم حسب مشروع جو بايدن سيء الصيت.

ومن الآن إنقسمت الفصائل السنية التي كانت طرفا في الصراع السائد على الهوية والسلطة والثروة، وبدأ قادة ونواب معروفون حملة قوية لإعلان إقليم الأنبار، والدعوة الى مؤتمرات. وهي تستعد لبعضها في عواصم مجاورة، رغم إنها جوبهت برفض قوي من العشائر والفعاليات السياسية الأخرى في المحافظة الغربية.

علينا ان ننتظر ماسيرشح عن اللقاءات السياسية المكثفة بين مختلف القوى الفاعلة في الساحة، ومايمكن أن تذهب إليه الأمور بعد الإنسحاب الأمريكي المزمع نهاية العام الجاري لنقرر ما إذا كان العراق في الطريق الى التقسيم أو الفدرالية الفعلية التي بقيت من سنوات مجرد شعارات تطلقها بعض الفئات ولم يتحقق منها شئ.. وفي كل الأحوال فإن العراق ماض الى وضع مختلف عن كل ماسبق عبر تاريخه المعاصر.

hadeejalu@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 20/تموز/2011 - 18/شعبان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م