استفحال الجريمة والإفلات من العقاب

ظواهر تقلق المجتمعات الأمريكية

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: عندما تقرأ وتسمع وتشاهد في وسائل الاعلام المختلفة عن جرائم ترتكب بحق الابرياء وترى بشاعة هذه الامور لايسعك الا ان تشعر بالأشمئزاز لبشاعتها ومدى وحشية من قام بها بعد ان جرد من انسانيته وكل احاسيسه، وقد لايستغرب هذا الامر اذا صدر من مجرمين قد احترفوا الاجرام في مجتمعات اعتادت الجريمة وتطبعت به، لكن حين تحدث في بلد مثل الولايات المتحدة الامريكية فهذا امر يحتاج الى وقفة تأمل، اذا لطالما نادى هذا البلد بحقوق الانسان والدفاع عن الجريمة وانتقاد العديد من دول العالم التي تكثر فيها هذه الانتهاكات، كما تباهت على الجميع بمنظومتها الاخلاقية والثقافية مع نظامها الامني والقانوني الذي يمنع الجريمة ويعزز الامن والامان، الا ان الواقع يتحدث عن شيء مختلف تماماً. 

الطلاب والاسلحة

الى ذلك شهدت إحدى المدارس الأمريكية حادثاً مأساوياً، إثر تأنيب أحد المدرسين لطالب، فما كان من الطالب إلا العودة إلى الفصل الدراسي مسلحاً بمسدس، حيث أطلق وابلاً من الرصاص على المدرس، فأرداه قتيلاً على الفور، وقالت مصادر الشرطة في مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا إن الحادث وقع في الواحدة ظهراً بتوقيت الساحل الأمريكي الشرقي، في مدرسة للتدريب المهني، وذكر المسؤول بشرطة المدينة، اللفتنانت ريك بانكس، أن الطالب أطلق الرصاص باستخدام السلاح الناري عدة مرات، مما أدى إلى مقتل المدرس، كما أُصيب طالب آخر، قالت مصادر طبية إن حالته مستقرة، وألقت الشرطة القبض على الطالب المشتبه به أثناء مغادرته مبنى المدرسة، فيما أُعلن أن المدرس، الذي لم تكشف المصادر عن هويته على الفور، لفظ أنفاسه في موقع الحادث، وتكررت مؤخراً حوادث إطلاق النار داخل عدد من المدارس والجامعات الأمريكية، راح ضحيتها عشرات الطلاب. بحسب السي ان ان.

بينما أصيب ثلاثة تلاميذ في حادث منفصل بمدرسة في ولاية تكساس الامريكية بجروح، بعد ان انطلق سلاح ناري كان زميل لهم يبلغ من العمر ست سنوات قد جلبه معه الى المدرسة، وقالت الشرطة في مدينة هيوستن إن السلاح انطلق بطريق الخطأ عندما سقط من جيب الصبي، فاصابت شظايا الاطلاقة التلاميذ الثلاثة، وقد نقل التلاميذ الجرحى الى المستشفى، ولكن اصابتهم لم تكن خطيرة، وقالت الشرطة إن الطفل صاحب السلاح كان ضمن الجرحى.

28 ألف عصابة

فقد ذكر مسؤولون في وزارة العدل الأميركية ان عدد العصابات الناشطة في الولايات المتحدة يفوق الـ28 ألف، وأشار المسؤولون إلى ان في أميركا أكثر من 28 ألف و100 عصابة، ويبلغ عديد أعضائها 731 ألف، ولفتوا إلى ان "المدن الكبرى سجلت نشاطاً أكثر للعصابات خلال الفترة 2005 -2009"، وأصدر مكتب العدالة والحؤول دون انحراف الشبان التابع للوزارة نتائج مسح "عصابات الشبان" الوطني الذي أظهر تراجعاً في نشاط العصابات في أواخر تسعينيات القرن الماضي، وازدياداً مفاجئاً منذ العام 2001 وحتى الـ2005، ومن ثم تراجعاً بعد تلك الفترة، ويشار إلى انه منذ العام 1996، يتعقب مركز العصابات الوطني حجم ووتيرة نشاط العصابات من خلال جمع بيانات سنوية من عينة واسعة وممثلة لوكالات الأمن الأميركية.

اعدام ناشطة أمريكية

من جهتها قضت محكمة أمريكية بالاعدام على ناشطة مناهضة للهجرة لاقدامها على قتل طفلة ووالدها عام 2009، وكانت شاونا فورد (43 عاما) قد سطت على منزل في ولاية اريزونا، في محاولة على ما يبدو لتمويل مجموعتها المناهضة للهجرة، لكن عملية السطو لم تمض كما خططت لها شاونا، حيث اطلقت النار على صاحب المنزل المدعو فلوريز (29 عاما) وابنته بريسينا (9 أعوام)، وقد أدينت شاونا بجريمة القتل من الدرجة الأولى والسطو، بينما سيحاكم شريكيها في وقت لاحق من السنة الجارية، ونجت جينا جونزاليس والدة بريسينا من القتل، واستطاعت التعرف على شاونا وشريكيها فيما بعد، وقد علمت هيئة المحلفين أن بريسينا قد توسلت لشاونا حتى لا تطلق عليها النار، لكن توسلاتها لم تجد، وكانت شاونا وشريكاها، اللذان ارتديا ملابس الشرطة، قد اقتحموا منزل فلوريز في منطقة اريفاكا على بعد 16 كيلومتر شمال الحدود المكسيكية، ويبدو أن شاونا كانت تعتقد بوجود مخدرات في منزل فلوريز وخططت للحصول عليها وبيعها لتمويل مجموعتها المناهضة للهجرة.

خيانة زوجية  

في سياق متصل فهل يمكن معالجة مسألة خيانة زوجي على اساس قانون مكافحة الارهاب؟، هذا هو السؤال الذي طرحته امام المحكمة الاميركية العليا امرأة حكم عليها بالسجن ست سنوات بعد ادانتها بتهمة محاولة تسميم اعز صديقاتها التي حملت من زوجه، كارول بوند وميرليندا هاينز كانتا تعتبران من اعز الصديقات في العالم، فاصلهما من جزيرة باربادوس وتسكنان جنبا الى جنب في نورستاون قرب فيلادلفيا (بنسيلفانيا) على ما اظهرت وثائق المحكمة، في العام 2006 سعدت كارول بوند كثيرا عندما علمت بنبأ حمل صديقته، الا ان فرحتها لم تطل كثيرا اذ اكتشفت ان والد الطفل ليس الا زوجه، ودفعتها هذه الخيانة الى محاولة الانتقام حيث استعانت بمؤهلاتها كعالمة احياء متخصصة بالجراثيم لتسميم غريمته، فاخذت مواد كيميائية من الشركة التي تعمل فيها واشترت البعض الاخر عبر الانترنت في محاولة الانتقام من ميرليندا هاينز من خلال وضع السم على قبضة باب سيارتها او على علبة البريد امام منزله، وكارول بوند التي اوقفت سريعا، متهمة بـ(24) محاولة تسميم تمكنت ضحيتها من كشف غالبيته، القضية بحد ذاتها ليست معقدة على الصعيد القانوني فقد اركتبت كارول بوند سسللة من الجنح يفترض ان تمثل على اساسها امام القضاء المحلي. بحسب فرانس برس.

الا ان المدعي العام لوزارة العدل تدخل وقرر توجيه الاتهام الى بوند على اساس اتفاقية قانون حظر الاسلحة الكيميائية التي تحظر صنع اسلحة كيميائية وتخزينها واستخدامه، وبموجب هذه الاتفاقة التي تهدف خصوصا الى منع وقوع هذه الاسلحة بين ايدي ارهابيين حكم عليها بالسجن ست سنوات، لكن محاميها شدد امام المحكمة العليا ان هذا الحكم غير دستوري بحجة انه يستند الى قانون فدرالي في حين ان ما ارتكبته كارول بوند هو من اختصاص القضاء المحلي، واعتبر محاميها بول كليمنت ان اللجوء الى هذه الاتفاقية مبالغ به بالنظر الى الجرم المرتكب، واوضح كليمنت "الامر لا يتعلق باستخدام غاز السارين، ثمة امر غريب في نظرية الحكومة التي تعتبر ان بالامكان شراء الاسلحة الكيميائية عبر موقع "امازون"، ويبدو ان المحكمة العليا تميل الى موقف مقدمة الشكوى.

يقتلون ابنائهم

من جانب اخر نفذ حكم الاعدام مؤخراً بالابرة القاتلة في تكساس برجل اسود يبلغ من العمر 42 عاما بعد ان قتل طفله البالغ من العمر 19 شهرا في عام 2002 برصاصتين في الصدر، حسب ما اعلنت سلطات السجون في الولاية، وقال المصدر ان وفاته اعلنت عند الساعة 18،3 اي بعد عشر دقائق على بدء حقنه بالابرة القاتلة في سجن هانتسفيل، وتيموثي ادامز الذي يعتبر بطلا من ابطال الجيش الاميركي، هو ثاني رجل يعدم هذا العام في ولاية تكساس المحافظة في جنوب الولايات المتحدة مع رقم قياسي في تنفيذ احكام الاعدام وصل الى 17 في العام 2010، وتعود قضيته الى العام 2002 عندما اكتشفت زوجة ادامز انه يخبىء مسدسا في المنزل، حسب الوثائق القضائية، وقررت ان تترك المنزل من فرط الخوف وفي 20 شباط/فبراير، وبعد عودتها لنقل اغراض تتعلق بابنها تيم، وجدت زوجها في المنزل وهو يشهر السلاح، وصلت الشرطة الى المكان وحاول اخصائي في خطف الرهائن التفاوض مع ادامز ولكن بعد ان فتح عناصر الشرطة باب الشقة وجدوا الطفل جثة على الارض، وقال للشرطة "اساءت زوجتي الي، لقد خطفت طفلي، اردت ان اقتله وان اقتل نفسي ايضا". بحسب فرانس برس.

كما اعتُقلت امرأة في ولاية واشنطن، بتهمة قتل طفلها الذي ولد حديثاً، وإخفاء جثته مقطوعة الرأس تحت المغسلة، وأفادت محطة «كاي آي إر أو» الأميركية بأن لورا لين هيكي (25 سنة) نقلت إلى مستشفى في مقاطعة لويس الأميركية، حيث قالت للأطباء إنها أجهضت، وقالت المرأة للأطباء في غرفة الطوارئ إن جنينها مازال في البيت، فاتصلوا بالشرطة التي توجهت إلى منزلها، ووجدت الطفل تحت المغسلة، وقال المسؤول في الشرطة جون بانكو «حددوا مكان الطفل تحت المغسلة وكان رأسه مفصولاً عن جسمه»، وأضاف بانكو أن تشريح جثة الطفل أكدت أنه ولد حياً، وتوفي نتيجة الإصابات التي تعرض لها بعد الولادة، واعتقلت الوالدة ووجهت إليها تهمة القتل من الدرجة الأولى، بينما اتهمت امرأة تسكن في شيكاغو بالذهاب للتسوق حاملة على كتفها جثة ابنها الذي قتلته قبل ساعات وهي في حالة سكر، على ما أورد الإعلام المحلي، كان الطفل كين بلاكمان جونيور الذي بالكاد بلغ شهره الثالث ميتا منذ 8 إلى 14 ساعة عندما ذهبت أمه لزيارة جار لها بعد انتهائها من التسوق، وقد لاحظ جارها دما على غطاء الطفل فسارع إلى الاتصال بالإسعاف، وقد شرحت جهة الادعاء لمجلة شيكاغو صن تايمز أن تويريانا سميث، 20 عاما، ضربت ابنها وخنقته في 22 حزيران/يونيو الماضي لأنه لم يكف عن البكاء، وكانت الأم قد أسرفت في شرب الفودكا لدى صديق أمضت الليلة في منزله مع ابنها قبل أن تعود إلى بيتها في الصباح الباكر، وقد احتجزت السلطات الأم بتهمة القتل.

على صعيد متصل دفعت اميركية شابة بسيارتها عمدا في نهر هادسن قرب نيويورك ما ادى الى وفاتها ووفاة ثلاثة من اطفالها في حين تمكن رابع من النجاة على ما اعلنت الشرطة، لاساندرا ارمسترونغ (25 عاما) غادرت منزلها في نيوبرغ على بعد مئة كيلومتر شمال نيويورك مع اولادها الاربعة الذين تراوح اعمارهم بين 11 شهرا وعشر سنوات بعد شجار عنيف مع والد ثلاثة من اطفالها على ما قالت الشرطة التي تبلغت الحادث من الجيران، وقال مدير شرطة نيوبرغ مايكل فيرارا "لقد عثرنا على السيارة في النهر واحتجنا الى ساعة لانتشالها ووجدنا فيها امرأة بالغة وثلاثة اطفال"، واضافت الشرطة ان الطفل الاكبر البالغ عشر سنوات تمكن من الخروج من السيارة ولم يصب باذى، قد استمعت الشرطة الى روايته للاحداث، واوضح فيرارا "المعلومات التي جمعناها حتى الان تشير الى ان لاساندرا ارمسترونغ قادت سيارتها عمدا الى النهر".

اغتصاب طالبة وقتلها

بدوره اعترف عامل في مختبرات جامعة يال الاميركية المرموقة باغتصاب وقتل طالبة في العام 2009، اكتشفت جثتها يوم زفافها، حسبما افاد مصدر قضائي، اتفاقية الترافع على اساس الاعتراف بالذنب مع محكمة نيو هايفن، المدينة التي يقع فيها حرم جامعة يال (كونيتكت، شمال شرق)، تتيح لرايموند كلارك ثري (26 عاما) الافلات من عقوبة الاعدام وتبقيه 44 سنة خلف القضبان، الشاب محتجز في احد السجون مشددة الحراسة منذ اعتقاله في 17 ايلول/سبتمبر 2009 بتهمة قتل آني لي (24 عاما)، وهي طالبة دكتوراه من اصول فيتنامية اكتشفت جثتها يوم زفافها، في مختبر التجارب الحيوانية حيث كانت تجري ابحاثه، وكانت الشابة قد خنقت وخبئت جثتها شبه عارية في احدى خزائن المختبر، ووفقا للمدعي العام ديفيد سترولو، فقد كسر فكها وترقوتها فيما كانت تقاوم مغتصبه، كلارك الذي كان مكلفا بالاهتمام بفئران المختبر أثار الشبهات فورا بسبب سلوكه الغريب في الايام التي اعقبت الجريمة. بحسب فرانس برس.

431 سنة سجن

من جهته أصدر القضاء الأمريكي حكماً بالسجن لمدة 431 سنة على فيليب غاريدو، بتهمة خطف الطفلة جايسي دوغارد عام 1991، عندما كانت تبلغ من العمر 11 سنة، والاحتفاظ بها في مسكنه لأغراض جنسية حتى حررتها الشرطة عام 2009، عندما كانت قد بلغت من العمر 29 عاماً، وذلك بالاتفاق مع زوجته التي صدر بحقها أيضاً حكم بالسجن، وقال ستيفان تابسون، محامي غاريدو، إن زوجة الأخير، نانسي، متهمة أيضاً بالتواطؤ على الخطف والاغتصاب، وقد قررت المحكمة معاقبتها بالسجن 55 سنة، ولم تظهر جايسي، التي تبلغ من العمر اليوم 31 سنة، في المحكمة، ولكنها بعثت برسالة عاطفية تلتها والدتها، قالت فيها إنها تعتبر غاريدو "شيطاناً،" ووصفت ما جرى بها بأنه "انحراف جنسي خضعت له طوال 18 سنة"، وأضافت جايسي في رسالته، "لقد اخترت عدم الحضور للمحكمة اليوم كي لا أضيّع ثانية أخرى من حياتي بوجودك، أنت على خطأ وكل نظرياتك كذلك، لم يكن لدي الشجاعة لقول ذلك لك في السابق، ولكني الآن حرة، أنت كاذب وكل ما فعلته بي كان خطأ وأتمنى أن تتمكن في يوم ما من فهم ذلك". بحسب السي ان ان.

وتابعت "ما فعلته بي أنت ونانسي كان مشيناً، لقد كنتما تبرران كل شيء وفق ما يناسبكما وذلك بهدف جعل شخص آخر يتعذب لأنكما تعجزان عن كبح نفسيكما، وأقول لنانسي إن تسهيل هذا التصرف ومخادعة طفلة صغيرة إرضاء لفيليب هو أمر شرير"، ومما جاء في الرسالة أيضاً "يا فيليب، لقد كنت دائماً تستخدمني كأداة للمتعة، أنا أكره كل ثانية في السنوات التي مرت علي بسببك أنت وبسبب الانحرافات الجنسية التي جعلت مني ضحية له، لقد سرقت حياتي وحياة عائلتي ولكنني بخير الآن ولم أعد أعيش ذلك الكابوس، وكان غاريدو وزوجته قد اختطفا جايسي من الشارع أمام منزلها في كاليفورنيا، وأخفياها طوال هذه السنوات في حجرات سرية موجودة تحت الأرض التي يقع عليها منزلهما، وخلال تلك الفترة تعرضت جايسي للاغتصاب المتكرر، وأصبحت أماً لطفلتين من غاريدو نفسه، وقد نالت قضية جايسي اهتماماً إعلامياً واسعاً لدى الكشف عنها قبل عامين، واستمرت متابعة الصحافة لها فترة طويلة.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 16/تموز/2011 - 14/شعبان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م