الشباب ومشاريع الجمعيات والمؤسسات التعاونية

اليوم الدولي للتعاونيات لعام 2011

 

شبكة النبأ: العالم أجمع بات يدرك الدور التنموي التطويري الكبير للعمل التعاوني، نظرا للنتائج الايجابية المذهلة التي تحققت في هذا المضمار، وهذا ما تم تقييمه من لدن المعنيين، عبر التجارب التي تم خوضها، في العديد من دول العالم لاسيما (الدول النامية).

فالعمل التعاوني ينطوي على سلسلة من الاعمال، ذات الطابع التشاركي، تقود الشباب وغيرهم، الى تبادل الخبرات العملية والعلمية في آن، وتحث على التناقل المتواصل بين الافكار والمشاريع ذات الطابع التعاوني، بالاضافة الى تطوير المهارات الشبابية وغيرها، في مجال الانتاج بأنواعه كافة، ناهيك عن طبيعة العمل التعاوني، التي تتيح حالة من التشارك، في أجواء ديمقراطية، تساعد على حرية الطرح والنقاش والجدل، وتبادل الآراء، ومن ثم العمل على التبادل الخبروي المتواصل بين الجميع.

يقول الامين العام للامم المتحدة، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للتعاونيات، في رسالة له وجهها للعالم، في مطلع يوليو الجاري "إنني أدعو الشباب، ونحن مشرفون على السنة الدولية للتعاونيات التي ستبدأ رسميا في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، إلى دراسة فوائد إقامة المشاريع التعاونية وغيرها من أشكال الأعمال الحرة الاجتماعية. وفي الوقت نفسه، أشجع الحركة التعاونية على إشراك الشباب فيها وذلك بروح من الحوار والتفاهم المتبادل. دعونا نعترف بالشابات والشبان كشركاء ذوي قيمة في تعزيز الحركة التعاونية وفي المحافظة على دور التعاونيات في التنمية الاجتماعية والاقتصادية".

إن هذه الرؤية المتفائلة لحاضر ومستقبل الشباب في مجال العمل التعاوني، تدفع الدول المتلكئة في مجال العمل، والانتاج، والتنظيم الجيد، الى التطلع والعمل الدائم نحو تطوير القدرات الذاتية، من خلال تنمية العمل التعاوني، عبر مؤسسات تعاونية، تأخذ على عاتقها احتضان طاقات الشباب الكامنة، ومن ثم تفعيلها، ووضعها في المسارات الصحيحة التي تحيل هذه الطاقات، الى منتَج جيد، يرفد الاقتصاد والبناء العام للدولة والمجتمع بعناصر التطور والنجاح.

ويرى الكثير من المعنيين بالاقتصاد، وعمليات الانتاج وخبراء الاجتماع، أن التعاونيات يمكنها أن تنهض بأعباء كبيرة في مجال تحسين الاداء المجتمعي، ابتداءا بالفرد، ولعل اهم الميزات التي تنطوي عليها هذه التعاونيات، هي المساعدة في نشر الاجواء الديمقراطية، عبر العمل والانتاج، سواء من خلال المشاريع الفردية الصغيرة، او تلك التي تتطلب جهدا تشاركيا أكبر، ويقول أحد الكتاب المختصين:

(للتعاونيات أهميتها بوصفها رابطات ومؤسسات، يستطيع المواطنون من خلالها تحسين حياتهم فعلا، فيما يساهمون في النهوض بمجتمعهم وأمتهم اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وسياسيا. وبات من المسلم به أنها واحدة من الأطراف المؤثرة المتميزة والرئيسية في الشؤون الوطنية والدولية).

فيما يرى كاتب آخر متخصص في العمل التعاوني، والحركة التعاونية عموما، حول هذا الاسلوب العملي الناجح قائلا: (من المسلم به أن الحركة التعاونية تتسم بقدر كبير من الديقراطية، وبأنها مستقلة محليا ولكنها متكاملة دوليا، وبأنها شكل من أشكال تنظيم الرابطات والمؤسسات يعتمد المواطنون أنفسهم، من خلاله، على العون الذاتي وعلى مسؤوليتهم الذاتية في تحقيق غايات لا تشمل أهدافا اقتصادية فحسب ولكن تشمل أيضا أهدافا اجتماعية وبيئية، من قبيل القضاء على الفقر، وكفالة العمالة المنتجة وتشجيع الاندماج الاجتماعي).

إن العمل التعاوني ينأى عن الفردية في الغالب، ويكون ذا فعل جماعي متناغم ومنسجم، يجمع بين أفراد او جماعات تتمتع بخبرات متنوعة، في مجالات مختلفة ومتعددة، يتيح لها هذا الاختلاف، تحسين الانتاج وتنويعه، لذلك لابد للدولة والجهات الرسمية عموما، أن تبذل ما بوسعها لدعم التعاونيات، والعمل التعاوني، من خلال توفير الموارد اللازمة لها، بالاضافة الى وضع الخطوات العملية اللازمة، التي تمنح الشباب والعاملين جميعا بمختلف فئاتهم العمرية، فرصا للدخول في التعاونيات والمباشرة بالاستفادة، منها ومن تبادل الخبرات وما شابه، بمعنى أوضح أن الامر بحاجة الى تخطيط حكومي وأهلي مسبق، من اجل تحقيق أفضل النتائج، وهناك ميزات عملية مهمة تتيحها التعاونيات للشباب خاصة، تساعدهم على دخول عالم المشاريع الانتاجية المتنوعة، فالتعاونيات تقدم للشباب فرصا متنوعة، تلبي احتياجاتهم العملية والاستراتيجية، منها مثلا أنها:

- تتيح لهم نموذجا من المشاريع يمكنهم من إنشاء مشاريعهم الخاصة.

- تتيح لهم فرص التوظيف في المؤسسات التي تعالج اهتمامات الشباب لعمليات تجارية أكثر ديمقراطية ومسؤولية وأخلاقية.

- تتيح التعاونيات للشباب اكتساب الخبرة المهنية، لمواصلة تعليمهم وتوفير بناء  القدرات، وتشجيع المشاركة في صنع القرار في التعاونيات التي ينخرطون فيها، أو تكوين التعاونيات الخاصة بهم.

وهكذا تبدو الحاجة ماسة للعمل التعاوني في مجتمعاتنا، كما ينبغي على الجهد الرسمي أولا، أن يكون فاعلا في مضمار تأسيس ودعم وتطوير التعاونيات، وفق أساليب معاصرة، يمكن كسبها ومعرفتها عبر الاطلاع على التجارب الدولية الناجحة في هذا المضمار.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 6/تموز/2011 - 4/شعبان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م