![](Images/034.jpg)
شبكة النبأ: العراق اليوم غارق في
مستنقع الفوضى، أما المسبب فهو الجهد الداخلي من ابناء الوطن نفسه مع
رقص من قبل الاطراف الخارجية على اشلاء جثث مغدورة ومجهولة الهوية
وفساد أداري، فالحكومة تنتشل روحها من نزعات الموت دون جدوى.. فاليوم
فقدت مؤسسات الدولة اســتقلالها وموضـوعيتها، وتم توجيهها وتسييسها
لصالح أطراف محددة!
ويشهد العراق سجالا واسعا وخلافات حول المكاسب السياسية قد لاتنتهي
في وقت قريب، وبالتالي انتجت هذه الخلافات ثغرة استغلتها بعض الدول من
أجل بسط نفوذها على الساحة العراقية، فان نفوذ دول الجوار على الأحزاب
العراقية المنقسمة على نفسها أصبح أمر مكشوفا وقد يتزايد هذا النفوذ أو
يتراجع حسب شدة الخلافات بين السياسيين.
فأن هذه الدول ظلت، حتى قبل الانتخابات التشريعية، تسعى لحشد قيادات
داخل الحزب الواحد في تحالف واحد شامل بغية الفوز بالانتخابات في
البرلمان القائم على المحاصصة.
وعندما أخفقت هذه الدول في سعيها، عملت بعد الانتخابات على إعادة
توحيد القوائم الانتخابية في ائتلاف محدد الأهداف لدعم قادة الكتل
السياسية من أجل الحصول على مكاسب تعويضية.
وبدت كما لو أنها حققت نصرا كبيرا عندما اتحدت هذه القوائم في تشكيل
جبهات منقلبة على الحكومة برئاسة المالكي.
هذه التدخلات والمشاركات كان أغلبها ناتجاً عن سباق محموم لملء
الفراغ السياسي وزرع عبوات سياسية وأخرى طائفية تفجرها بين مرحلة وأخرى
وبين مختلف طوائف العراق من جانب وبين العراقيين و الأمريكيين من جانب
آخر.
ويعتقد محللون سياسيون ان الزيارات من قبل ممثلوا الدول الكبرى التي
توالت على العراق تدفع لملء الفراغ ولدعم خسارة الحرب على العراق
بتخطيطه لبقاء القوات الأمريكية بعد أن لاقى أوباما أجماعاً عراقيّاً
على سحب القوات.
فالدول الإقليمية المتمثلة بالسعودية وايران وبقية دول الجوار،
مدعوة اليوم هي الأخرى للتفاهم والتحاور من أجل رسم سياسة المنطقة، على
أن يحدد كل طرف نوع المشاكل التي يتضرر منها وتحديد المطالب حتى تكون
هناك صورة واضحة مبنية على الجدية. وكذلك أن تعمل القوى الدولية
والإقليمية على توضيح كل ماينفعها وما يضرها من السياسة الأمريكية في
المنطقة. وإذا لم تبادر القوى الإقليمية إلى سياسة من هذا النوع، فإن
الأزمة العراقية ستستمر وتتواصل لتحرق ماتبقى في المنطقة من وجود
وسيادة، وهذا بالضبط ما تبغيه الولايات المتحدة.
ما حدث في العراق وما قد يحدث، يضعف من ثقة العالم بقضية الشعب
العراقي. وهل يبقى للحق العراقي المضيع شرعية، وخصوصا عندما يكون الشعب
منقسما متقاتلا بعضه مع بعض و يطعن أحدهم الآخر؟
ليس خفيا أن استراتيجيات بعض الأحزاب العراقية تختلف عن بعضها البعض
وانها جزء من جبهة مدعومة من قوى وأطراف دولية. وهذا يزيد صعوبة الموقف
في عملية الاتفاق بين الإستراتيجيات لهذه الأحزاب والشخصيات، أما الشعب
فهو يوجه تساؤلات من أبرزها هل كتب على العراقيين أن يعيشوا تحت وطأة
الحروب وعدم الاستقرار في بلادهم؟ وهل مِن مكانٍ يؤويهم وهم مشردون
ينتظرون من يقدم لهم المساعدة في مخيمات لا تقيهم من حر ولا تسمنهم من
جوع؟
وهل كتب على العراقيين أن يكونوا مسرحا للتمثيل عسى أن ينال إعجاب
هذه الطائفة أو تلك؟
فالعراقيون شاهدوا كل معان الإهانة. ويكفي لكي تدرك جميع الأطراف
العراقية ان مؤشر على انحراف القضية العراقية نحو وضع خطير. وهو وضع
يعطي أمريكا فرصة جديدة للتهرب من استقلال العراق، ويجعل من الشعب
العراقي، مرة أخرى، ضحية النزاعات الإقليمية والدولية.
أما من يَسعَون لإبقاء العراق تحت وطأة الحروب والنزاعات والحرمان،
ليس باستطاعتهم أن يحققوا أي مبتغى عندما يكون الشعب موحدا، ملتفا حول
القيادات الكفوءة و المهنية.
ويعتقد محللون سياسيون ان المرحلة القادمة ستحسم مصير الحكومة
العراقية سياسيّاً، أما المالكي أنه يفتقد إلى من يملأ فراغ مقاعد
سيادية شاغرة وهي وزارتي الداخلية والدفاع وتعتبر هذه الوزارات اصلا
للخلاف الحالي والذي دعا الدول الأقليمية في استمرار التدخل الأقليمي. |