جوجل... لا يرضى بالقليل

باسم حسين الزيدي

شبكة النبأ: بلا منازع او منافس على صدارة محركات البحث على الشبكة العنكبوتية "الانترنت"، تتربع "جوجل" على عرش المقدمة بعد ان ازاحت الجميع "امثال ياهو وبينغ من مايكروسوفت" بتخطيها حاجز المليار متصفح لشهر واحد وبدون تكرار، كما اضافت جوجل الى سجل انجازتها المميز نظام "الاندرويد" بأصداريه "خبز الزنجبيل وقرص العسل" الذي يستهدف الهواتف الذكية والكومبيوترات اللوحية بعد ان تغلب على العديد من الانظمة القوية كسمبيون من نوكيا وغيرها وحقق ارقاماً قياسية في اعداد المعجبين به وبتطبيقاته الناشئة، من جهة اخرى فان عملاق جوجل يطمح في المزيد ولا يقنع بالقليل، وهذا مايتضح من خلال ضمها لشركات رائدة في مجالات مختلفة والتغيرات الادارية الجديدة داخل جوجل مع دخولها الى عالم الاقتصاد والسندات المالية والبحث عن سبل لمواجة المواقع الاجتماعية المنافسة لها "فيسبوك وتويتر"، كل هذا يعطي مؤشرات قوية على ان جوجل لاترضى بأقل من الصدارة وانها لن تتنازل عن هذا الامر بسهولة.

فصل جديد لجوجل

حيث تسلم لاري بيدج الشريك المؤسس في محرك البحث الإلكتروني العملاق "جوجل"، مقاليد الامور في الشركة من رئيسها التنفيذي السابق إريك شميدت الذي كان انضم لمجلس إدارة الشركة عام 2001 ليكون بمثابة "عين الإشراف الناضجة" على الشركة التي كانت لا تزال صغيرة آنذاك والذي سيتولى منصب رئيس مجلس الإدارة، فقد أعلنت الشركة عن القرار في كانون ثان/يناير، لتنهي عشر سنوات من السكون أدار شميدت المؤسسة خلالها عبر نظام دقيق للمشاركة في عملية صنع القرار، شمل ثلاثة أطراف، يمثل بيدج "38 عاما" الركن الثاني فيها وسيرجي برين "37 عاما" وهو شريك مؤسس آخر في جوجل، الركن الثالث، الثلاثة على قائمة أثرى أثرياء العالم، حيث قدرت مجلس فوربس ثروة كلا من الشريكين المؤسسين بنحو عشرين مليار دولار، فيما تقدر ثروة شميدت بنحو ستة مليارات، ومن المتوقع أن يسعى بيدج الذي شغل منصب الرئيس التنفيذي حتى عام 2002، الى تجديد دماء الشركة والعودة بجوجل، صاحبة الصدارة بين محركات البحث العالمية والشركات المتخصصة في إنتاج برامج الهواتف الخلوية، لسابق عهدها، بعد أن فوتت على نفسها فرصة اللحاق بركب موجة شبكات التواصل الاجتماعي التي سمحت بظهور منافسين جدد مثل "فيس بوك" و"تويتر"، وينظر الكثيرون لخبير علوم الحاسب الآلي، المولود في ميشجن على أنه مبدع تكنولوجي ذو قريحة تجارية عبقرية، غير أن صبره، أو بالأحرى نفاد صبره، إزاء أولئك الذين يرى أنهم أقل منه ذكاء عرضه لكثر من الانتقاد، كذلك طرحه للقضايا بشكل فج لا يعرف الدبلوماسية، فبعض اللباقة قد يحقق مزيدا من النجاح. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

قد يكون التزامن بين تعيين بيدج وإعلان مهم كسعي جوجل لشراء محفظة براءات الاختراع الخاصة بعملاق الشبكات الكندية "نورتل" مقابل 900 مليون دولار، متعمدا أو محض صدفة، غير أن موقع "بزنس إنسايدر" وصف تلك الخطوة بأنها "الخطوة التي قال الجميع أن جوجل ستتخذها تحت قيادة بيدج استغلال جرئ من قبل جوجل لاحتياطياتها النقدية الهائلة لحل مشكلة ما سريعا"، غير أن مشكلات جوجل لا تقف عند حد مشكلة الخواء النسبي الذي تعاني منه حقيبة محفظة براءات اختراعاته، اذ تواجه الشركة مدا من قضايا مكافحة الاحتكار في كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وأعلنت مؤخراً موافقتها على قيام اللجنة الاتحادية للتجارة بمراجعة شاملة لممارساتها المتعلقة بالسرية منذ عشرين عاما، لتسوية الشكاوى الخاصة بانتهاكات حقوق الملكية والتي ارتبطت بمحرك البحث الاجتماعي سيئ الطالع "بظ" أو "نبضات" التابع لجوجل، كما تلقت الشركة صدمة أخرى عندما رفض قاض أمريكي مقترحها لطرح نسخ رقمية من ملايين الكتب في خطوة تهدف لإنشاء أكبر مكتبة رقمية في العالم، غير أن أكبر المشكلات التي تواجه جوجل، تلك الشركة التي نمت بسرعة الصاروخ لتضم أكثر من 24 ألف موظف في أربعين دولة وتحقق عوائد بلغت 29 مليار دولار، هي أنها تحت قيادة شميدت صارت أكبر من أن تبتكر وتطور بصورة سريعة، حيث يقول المحلل تريب شودري إن جهود قسم البحث والتطوير الآخذة في التوسع، تستنذف موارد الشركة وتركيزها، علاوة على أن نحو 60 بالمئة من مشروعاتها قد تتوقف.

وكتب شودري مذكرة بحثية جاء فيها "يستحوذ الكثير من المشروعات الخرقاء التي يغلب عليها طابع الهواية على اهتمام الإدارة والمشكلة أن الرئيس التنفيذي القديم لم يكن يمعن النظر في تلك المشروعات"، المشكلة أنه رغم أن الكثير من هذه المشروعات سيثبت، ودون شك عدم جدواه، لمستقبل جوجل، فإن واحدا منها قد ينطوي على مفاجأة حقيقية، تطبيق أو برنامج يتيح لها الفرصة كي توسع دائرة نشاطها خارج إطار البحث الإلكتروني ونظم تشغيل الهواتف الذكية، ويقول أستاذ الادارة المعروف ادام هارتونج، إن التحدي الذي يواجهه بيدج يكمن في إعداد جوجل لتحولات السوق الحتمية التي تغير وجه خارطة عالم التكنولوجيا دون توقف والتي أدت إلى انهيار امبراطوريات وأسماء مثل "جراي" و"نت سكيب" و"وانج" و"صن مايكروسيستمز" و"سيليكون جرافيكس"، ويضيف "يبدو أنه ليس هناك من يتولى مهمة ضمان بقاء الأفكار الجيدة داخل جوجل وتطويرها بدلا من أن تنسل خلسة لشركة أخرى تستطيع استغلالها".

مكافآت لمدراء غوغل

من جهة اخرى يبدو أن عملاق البحث على الإنترنت "غوغل،" تقدر حقا الجهد الذي يبذله المديرون التنفيذيون فيها، وهو تقدير ترجم إلى علاوات ومكافآت ضخمة جدا هذا العام وصلت إلى ما مجموعه 8.9 مليارات دولار، عدا ملايين الأسهم، فقد أفصحت الشركة في بياناتها لدى لجنة الأوراق المالية والأسهم الأمريكية، أن باتريك بيشيت، المسؤول المالي الأول بالشركة، ونيكش أرورا، الرئيس التنفيذي للأعمال، سيحصل كل منهما على مكافآت بقيمة 2.7 مليون دولار، كما افادت بان بيشيت سيحصل أيضا على 15 مليون دولار من الأسهم، في حين يحصل أرورا على 20 مليون دولار، ومن بين الذين حصلوا على مكافآت ضخمة، آلان يوستاس، نائب الرئيس للهندسة والأبحاث، الذي تلقى 1.8 مليون دولار نقدا و10 ملايين دولار على شكل أسهم، وجوناثان روزنبرغ، نائب الرئيس الأول لإدارة المنتجات، الذي حصل على 1.7 مليون دولار وخمسة ملايين دولار أسهما. بحسب السي ان ان.

وقد منحت المكافآت والأسهم من قبل مجلس إدارة "غوغل،" بتاريخ 7 مارس/آذار الماضي، وفقا لما أظهرته البيانات، التي قالت إن مؤسسي الشركة، سيرغي برين، ولاري بايج، والمدير التنفيذي المستقيل إريك شميت، لم يحصلوا على مكافآت مالية، وفي يناير/كانون ثاني من هذا العام، وبعد تلقيه دولارا واحدا سنويا كراتب له منذ عام 2004، حصل شميت على 100 مليون دولار هدية "شكرا ومع السلامة،" من الشركة، وكان شميت يتلقى راتبا أساسيا قيمته 250 ألف دولار سنويا، لكنه طلب في عام 2004 أن يخفض هذا الراتب ليصبح دولارا واحدا في السنة، حتى استقال من منصبه الذي سيتركه رسميا في 4 أبريل/نيسان المقبل.

لماذا التراجع عن سكايب؟

الى ذلك وفي واحدة من أكبر عمليات نقل الملكية في الأوساط التكنولوجية، أعلنت شركة مايكروسوفت"، عملاق صناعة البرمجيات، عن تقدمها لشراء شركة "سكايب" رائدة الاتصالات الصوتية والمصورة عبر شبكة الإنترنت، بمبلغ 8.5 مليار دولار، وبعد الإعلان عن تفاصيل تلك الصفقة مؤخراً، ثارت الكثير من التساؤلات بين المتخصصين والمهتمين بالمجال التكنولوجي، خاصة بعد تراجع شركة "غوغل" عن شراء "سكايب"، رغم أن مفاوضات بين الجانبين كانت على وشك الانتهاء، ولعل أبرز هذه التساؤلات، ماذا حدث؟ وكيف مرت هذه الصفقة من بين أنياب "غوغل"، عملاق الإنترنت في العالم؟، ففي عام 2009 قام وسيلي شان، مدير الأنظمة والمسؤول عن تطوير البرمجيات لـ"غوغل" الصوتية، بشراء شركة "غراند سنترال" للصوتيات، عبر شبكة "في أو أى بي"، وحول المنتج بعد الشراء إلى "غوغل فويس"، ومن هنا بدأ الاعتماد على وسيلي شان، في تطوير أنظمة "غوغل" الخاصة بالاتصالات الصوتية والمرئية، إلا أن وسيلي عندما سافر إلى أوروبا لتفقد أنظمة "سكايب"، توصل إلى أن هذه الصفقة غير مجدية ولا تصلح لـ"غوغل"، وكان رأيه هذا بناءً على أن تكنولوجيا "بير تو بير"، التي يعتمدها "سكايب"، لا تتوافق مع أنظمة "غوغل"، وأن هذه التكنولوجيا تستنزف موارد الشركة من ناحية السرعة.

وقال وسيلي إن، تكنولوجيا "بير تو بير" قديمة ولا تصلح لاتجاهات غوغل التطويرية في هذه الفترة، التي تعمل على تطوير أنظمة الحوسبة الضبابية "كلاود كمبيوتنغ"، والتي تعمل بطريقة مختلفة شكلاً وموضوعاً، عن أنظمة "بير تو بير" المعتمدة لدي سكايب، وأضاف، في تصريحاته التي ربما صرفت نظر غوغل عن إنهاء صفقة سكايب، قائل، "في حالة إذا ما قامت غوغل بشراء سكايب، فسيعمل مهندسو غوغل على إعادة كتابة جميع أكواد سكايب، وبرمجتها من جديد"، ولكن ما زاد الأمر سوءاً، أن "غوغل" شركة أمريكية، بينما "سكايب" شركة أوروبية، وهو ما يستوجب الحصول على موافقة ومراجعة وزارة العدل الأمريكية، وهيئات حكومية أخرى، على بنود الصفقة، وهذه العملية تستغرق ما يقرب من عامين في بعض الاحيان، ما قد يعرض غوغل لخسائر مالية ضخمة، ولكن رغم مخاوف وسيلي هذه، ظل كثير من التقنيين في "غوغل" متحمسين للصفقة، فقرر وسيلي وضع خطة لتعطيل هذه الصفقة، واستغل قربه من بعض أصحاب النفوذ في الشركة، مثل لاري بيج، وسيرجي بين، بالإضافة إلى سولار كامنجر، وهو من أقدم موظفي غوغل، ورئيس مجلس إدارة "يو تيوب"، وبعدما شرح وسيلي وجهة نظره التقنية لكامنجر، واتفقا على إفساد الصفقة، كونها غير مجدية لغوغل، وانضم سيرجي بين إليهما لاحقاً، وتوصل الثلاثة إلى خطة محكمة للقضاء على الصفقة، عن طريق استعمال عنصر المفاجأة، وتوجيه أسئلة لا إجابة لها، أثناء الاجتماع الذي كان من المفترض أن يتم فيه الانتهاء من إجراءات شراء سكايب. بحسب السي ان ان.

ومع بدء الاجتماع أثنى وسيلي على الصفقة، ومدى قوتها ورغبته في الاستفادة منها، وقدم عرض شراء أمام الحاضرين يوضح حماسه لإتمام الصفقة، بعدها بدأ في طرح أسئلة مثل، هل نريد إبرام هذه الصفقة فقط للحصول على معلومات وبيانات إضافية؟، وكم من الوقت سيستغرق الحصول على موافقة الهيئات الحكومية؟، ومن الذي سيمضي هذه الفترة في أوروبا لحين إنهاء الإجراءات؟، وأسئلة أخرى كثيرة لم يجد المدافعون عن الصفقة إجابة له، في هذه اللحظة نظر إليه سيرجي بين وقال متسائلاً هو الآخر، "لماذا هذه المخاطرة التي تصل إلى مليارات الدولارات؟، فلدينا فريق محترف قادر على بناء شبكة خاصة بغوغل، تتوافق مع أنظمتنا، ولدينا ملايين المشتركين"، بعدها غادر إيرك شمديت المدير التنففيذي لمجموعة "غوغل" حجرة الاجتماعات، ليتأكد وسيلي أن الصفقة قد تم رفضه، ووفقا لما أوردت صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن "غوغل" ساعدت مجموعة "ياهو" في رفض عرض الشراء الذي قدمته شركة "مايكروسوفت" بمبلغ 44 مليار دولار، وجاءت "غوغل" بهذا العرض خلال يومين بعد إعلان "مايكروسوفت" رغبتها في شراء "ياهو"، وكانت غوغل قد أعلنت آنذاك، أنها ضد الاندماج بين مايكروسوفت وياهو، لأن ذلك من شأنه أن يؤثر سلباً على حرية التنافس في السوق العالمي للمعلومات، ومنذ ذلك الحين، أصبح واضحاً أن غوغل تحاول الوقوف في وجه أحلام مايكروسوفت التوسعية، ولكن ماذا حدث هذه المرة، لتترك غوغل وجبة ساخنة مثل "سكايب" لقمة سائغة بين أنياب مايكروسوفت؟، ربما عند وسيلي شان أسباب أخرى غير معلنة، قد يتم الكشف عنها لاحقاً.

الببغاء الأخضر

في سياق متصل اشترى عملاق محركات البحث شركة "غرين باروت" "الببغاء الأخضر" الأيرلندية للصور، في محاولة لتحسين جودة شرائط الفيديو التي تحمل على موقع يوتيوب، وقد حازت الشركة التي يوجد مقرها في دبلن على صيت كبير في مجال تخصصها وهو تحسين جودة لقطات الأفلام وتخليصها من بعض الشوائب كالصورة الغائمة الناجمة عن ارتجاج الكامير، وقد استعان عدد من الاستديوهات في هوليوود بما طورته الشركة من تقنيات في إنتاج بعض أفلام الخيال العلمي كـ"إكس ماين" أو الرجل العنكبوت، وقال جوجل إن تقنيات "غرين باروت" ستساعد على الرفع من جودة أشرطة الفيديو المُحملة على موقعه، وعلى استخدام أكثر فعالية للخطوط الهاتفية أثناء التحميل، وقد تأسست شركة "غرين باروت" قبل ست سنوات على يد الدكتور أنيل كوكارام الأستاذ المشارك في كلية الهندسة التابعة لترينتي كولدج في دبلن، ويخطط غوغل "الذي يملك موقع يوتيوب" لاستخدام تقنيات الشركة الأيرلندية بحيث تعالج أشرطة الفيديو أثناء عملية التحميل من قبل مستخدمي يوتيوب، وأشاد مدير تكنولوجيا الفيديو في غوغل، جيريمي دويغ، في مدونة يوتيوب، بتقنيات الببغاء الأخضر في ما يتعلق بتحسين جودة أشرطة الفيديو وبينها "تدقيق خطوط الصور، وتخفيض درجة التشويش فيها".

الى ذلك يفتح "يو تيوب" المجال لاستخدام منصة لنقل الأحداث مباشرة، بحسب ما أعلن مسؤولون عن هذا الموقع المخصص لتشارك أفلام الفيديو، ومن خلال الاشتراك بخدمة "يو تيوب لايف"، يستطيع متصفحو الإنترنت مشاهدة عروض وأحداث ينقلها مباشرة شركاء "يو تيوب" الذي تعود ملكيته إلى عملاق الإنترنت "غوغل"، من المتوقع أن يفتتح حفل "ديجيتور" الموسيقي هذه الخدمة الجديدة، وكان الموقع قد عمد إلى تطوير نسخة تجريبية من هذه المنصة بشكل تدريجي، بهدف إتاحة المجال أمام أصحاب حسابات "يو تيوب" لبث أدائهم بنسق "ستريمينغ" أي من دون تحميل ومباشرة إذا ما رغبوا بذلك، وكان "يو تيوب" قد بث استثنائيا في السابق حفلات موسيقية وأحداثا رياضية ومقابلات بنسق "ستريمينغ"، وسوف تسمح له منصة "لايف" بأن يفسح المجال أمام مشتركيه لبث برامجهم مباشرة، من بين خدماته المتوفرة أساس، وشرح جوشوا سيغل مدير الإنتاج وكريستوفر هاملتون مدير التسويق أن "الهدف يقضي بالسماح لآلاف الشركاء أن يبثوا مباشرة على قنوات "يو تيوب" الخاصة بهم، خلال الأشهر المقبلة"، ويوميا يشاهد متصفحو الإنترنت ملياري فيلم فيديو على موقع "يو تيوب" الذي يدخل تدريجيا تعديلات على ما يقدمه، بطريقة يحول من خلالها اهتمام الناس من برامج التلفزيون إلى الإنترنت.

غوغل الى عالم السندات

بدورها تسعى شركة غوغل، عملاق البحث على الإنترنت، لزيادة موجوداتها من السيولة النقدية للمرة الأولى في تاريخها وفقاً لما قالته الشركة، وذلك بالدخول إلى عالم السندات، وتخطط غوغل للحصول على 3 مليارات دولار، عن طريق بيع سندات بقيمة مليار دولار لفترات استحقاق بين 3 و5 و10 سنوات، وبمعدلات فائدة تصل إلى 1.25 في المائة و2.13 في المائة و3.63 في المائة على التوالي، وقالت الشركة إن خططها تقوم على استخدام الأموال لتمويل "احتياجات الشركة العامة ودفع مستحقات أوراقها التجارية"، ومنحت شركة التصنيف الائتماني موديز سندات غوغل درة استثمارية قدرتها بAa2، مشيرة إلى أن مرونة غوغل المالية وفلسفتها المالية المحافظة كأسباب لذلك التصنيف، وتقدر السيولة المالية لشركة غوغل حالياً بنحو 36 مليار دولار، إلى جانب امتلاكها لسندات قصيرة الأجل، محسوبة ضمن تلك السيولة، غير أن الشق الأكبر من تلك الأموال السائلة مقيدة بحسابات خارجية، ما يجعل من الباهظ عليها أن تضخها إلى الولايات المتحدة، ذلك أن غوغل عليها أن تحول تلك الأموال وتدفع الضرائب عليها مما سيكلفها كثيراً. بحسب السي ان ان.

وبذلك تنضم غوغل إلى شركات أخرى دخلت مؤخراً سوق العوائد الثابتة للاستفادة من تدني أسعار الفوائد وتعزيز فوائد الاستثمار بالنسبة لسنداته، يشار إلى أن العلاوات والمكافآت التي قدمتها الشركة لقيادتها هذا العام وصلت إلى ما مجموعه 8.9 مليارات دولار، عدا ملايين الأسهم، فقد أفصحت الشركة في بياناتها لدى لجنة الأوراق المالية والأسهم الأمريكية في مارس/آذار الماضي، أن باتريك بيشيت، المسؤول المالي الأول بالشركة، ونيكش أرورا، الرئيس التنفيذي للأعمال، سيحصل كل منهما على مكافآت بقيمة 2.7 مليون دولار، كما أفادت بان بيشيت سيحصل أيضا على 15 مليون دولار من الأسهم، في حين يحصل أرورا على 20 مليون دولار، ومن بين الذين حصلوا على مكافآت ضخمة، آلان يوستاس، نائب الرئيس للهندسة والأبحاث، الذي تلقى 1.8 مليون دولار نقدا و10 ملايين دولار على شكل أسهم، وجوناثان روزنبرغ، نائب الرئيس الأول لإدارة المنتجات، الذي حصل على 1.7 مليون دولار وخمسة ملايين دولار أسهما.

عرض أفلام سينمائية

من جانب اخر يعكف موقع يوتيوب الإليكتروني الشهير لعرض مقاطع الفيديو على تطوير خدماته بحيث يعرض أفلاما سينمائية كاملة بدلا من لقطات يتم تصويرها في المنازل، وتهدف هذه الخطوة إلى تطوير الموقع من خدمة تعتمد على اللقطات التي يسجلها المستخدم إلى خدمة يمكنها أن تتفوق على خدمات العرض التليفزيوني ناهيك عن خدمات تأجير الأفلام السينمائية عبر الانترنت، ويقصد من ذلك أن يكون بمقدور المستخدم الدخول على مكتبة تضم ثلاثة ألف فيلم فضلا عن الاطلاع على تعليقات النقاد السنيمائيين وغيرها من البرامج من خلال الموقع، وتتضمن مجموعة الأفلام التي يعرضها يوتيوب أعمالا كلاسيكية مثل "سائق التاكسي" و"جود فيلاس" أي "أصدقاء أخيار" فضلا عن إصدارات حديثة مثل "كينج سبيتش" أي "حديث الملك" و"جرين هورنت" أي "الدبور الأخضر"، وحتى الآن لا تتوافر هذه الخدمة إلا للمستخدم من داخل الولايات المتحدة وتبلغ تكلفة مشاهدة الفيلم على الموقع 99ر3 دولار، أما في باقي الدول العالم، فسوف يتاح للمستخدم مجموعة أخرى من الأفلام الأقدم، ولكنها ستكون مجانية، ويمكن مشاهدتها على موقع (يوتيوب دوت كوم/موفيز).

وتعهد سالار كامانجار رئيس موقع تيويوب في مدونة الشركة بأنه "في السنوات المقبلة، سوف نطرح المزيد من المواد السينمائية على موقع يوتيوب"، وظل موقع يوتيوب التابع لشركة جوجل العملاقة لخدمات الانترنت يعمل منذ فترة طويلة لتطوير نفسه من مجرد موقع لعرض مقاطع الفيديو إلى بديل حقيقي للتليفزيون، ويقول كامانجار في هذا الصدد إن "المشاهد يجلس 15 دقيقة يوميا أمام يوتيوب، ولكنه يجلس خمس ساعات كاملة أمام التليفزيون"، وبدأ يوتيوب بالفعل تجربة عرض أفلام كاملة اعتبارا من العام الماضي حيث عرض بعض الأفلام من مهرجان صان دانس السينمائي، ويمثل إقدام الموقع على عرض أفلام سينمائية حديثة ذات جماهيرية بمثابة ضربة لخدمات تأجير الأفلام عبر الانترنت مثل "نيتفليكس"، كما أعلنت شركة "جوجل" عن بدء تشغيلها لخدمة البحث الاجتماعي في جميع أنحاء العالم، وهي الخدمة التي أعلنت عنها للمرة الأولى في أكتوبر 2009، وبحسب البوابة العربية للأخبار التقنية، فستتوافر الخدمة الجديدة بـ19 لغة مختلفة خلال الأسابيع المقبلة، وسيتم تقديم المزيد من اللغات في وقت لاحق، يُذكر أن كشفت جوجل سابقاً عن إضافة أداة الجديدة لتطبيقه الشهير للخرائط، والتي تتيح هذه الأداة للمستخدمين رؤية ما بداخل الشركات والأعمال التجارية المحلية، وهذه الخدمة متاحة لمستخدمي جوجل لتمكنهم من رؤية الأماكن من الداخل من خلال تطبيق خرائط جوجل، وتم تطبيقها في الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا ونيوزيلندا وكندا وغيرها من البلدان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 3/تموز/2011 - 30/رجب/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م