أريكة... وقدح شاي بطعم المحبة

اختيارات: حيدر الجراح

 

شبكة النبأ: جميع ما في حياتنا يخضع لقواعد قد تكون من وضعنا او اننا وجدناها هكذا وأخذنا بالسير عليها، حتى ما يبدو صدفة هو ليس بالحقيقة صدفة مطلقة بل ترتيب معين تقود إليه أفكار وأحداث سابقة حتى يأتي الحدث الابرز معترضا مسار حياتنا ونقف أمامه حائرين نقول انه صدفة.

قبل مدة، وقبل ان يستولي علي سلطان النوم تذكرت احد أصدقاء والدي.. اذكره منذ سنوات طفولتي، وكان لديه ابن وحيد مع مجموعة من البنات، ابنه كان صديقي حيث كنا متقاربين في العمر، احمل عنهم ذكريات جميلة ومواقف إنسانية رائعة.

أخذتنا الحياة بمشاغلها وهمومها وحروبها وانتقلنا الى مدينة أخرى من مدن العراق، لم أر أيا من هذه العائلة طيلة ثلاثة عقود، لا ادري كيف مروا ببالي.. بعد أربعة ايام وكنت في مكان عملي دخلت علي امرأة في منتصف عقدها الرابع مع شاب في العشرينات.. سألتني عن بعض الامور ثم أوصتني بتحضير احدها وغادرت.. بعد عشرون دقيقة عادت الي وسألتني ان كنت اسمح لها بالجلوس ريثما اكمل انجاز ما تريد.. بادرتني قائلة: اعتقد أني رايتك من قبل.

أجبتها: محتمل جدا لربما أتيت سابقا الى هنا.. سألتني ما هو اسمك؟ حيدر.. أكملت بسؤال آخر ابن كامل؟ نعم.. أعادت طرح سؤال جديد: هل تذكرتني؟ أيتها الدهشة كم أنت رائعة.. وجدت نفسي أقول لها: ابنة فلان.. وكانت فعلا ابنة صديق والدي الذي لم نلتق بأي من أفراد عائلته منذ ثلاثة عقود.

هل هي الصدفة البحتة؟ أم أنها ذبذبات الروح التي تذكرت أناسا آخرين؟ لا زلت حتى اللحظة وأنا استحضر تلك الصدفة حائرا إزاءها أفكر كيف وقعت؟؟ ترى لو عثرت على جواب لها هل ستختفي آثار الدهشة؟

* القلق مثل الكرسي الهزاز، سيجعلك تتحرك دائماً لكنه لن يوصلك إلى أي مكان

* يــــــوماً ما، سيمـــــر شريـــط حياتك أمام عينيـــك..، حاول أن تجعله يستــــــــحق المشاهدة..!

* جاء في حكم وقصص الصين القديمة  أن ملكا أراد أن يكافئ أحد مواطنيه فقال له: امتلك من الأرض كل المساحات التي تستطيع أن تقطعها سيرا علي قدميك.. فرح الرجل وشرع يزرع الأرض مسرعا ومهرولا في جنون، سار مسافة طويلة فتعب و فكر أن يعود للملك ليمنحه المساحة التي قطعها..  ولكنه غير رأيه وقرر مواصلة السير ليحصل علي المزيد.. سار مسافات أطول وأطول وفكر في أن يعود للملك مكتفيا بما وصل إليه.. لكنه تردد مرة أخري وقرر مواصلة السير ليحصل على المزيد والمزيد.. ظل الرجل يسير ويسير ولم يعد أبدا.. فقد ضل طريقه وضاع في الحياة، ويقال إنه وقع صريعا من جراء الإنهاك الشديد.. لم يمتلك شيئا ولم يشعر بالاكتفاء والسعادة لأنه لم يعرف حد الكفاية (القناعة).

القناعه كنز لا يفنى

* مرارة الشاي لا تعـني عدم وجود السكـر فيه..  لأنك بمجـرد تحريكـك للشاي ستظهر حـلاوته فالسكـر موجـود ولكـنه يحتاج من يحـرّكه... كـذلك الخـير موجـود في نفـوس غالب الناس ولكـنه يحـتاج من يحـركه.

* كل الناسْ... يجلبْون لنا السعادة فيْ حياتنا البعَض عِندَ دخولهم... والبعض عْند خروجْهم.

* الحيــاة لوحـه فنيـه.. ألوانها أقوالڪ.. وأشكالها أعمالك.. وإطارها عمـرك.. والرسـام أنـت.. فإذا أنقذت حياتك واكتملت أللوحه، عرض كل إنسان لوحتـه وأنتظر نتيجتـه... فأبـدع في لوحتك،، فمـا زالت الفرشـاةـ في يدك.

* صــافــح وسـامــح.. ودع الـخـلــق للــخـالــق.. {فــأنـــت}.. و{هــــم}... و{نــحــن}... راحــلون.  

* هناك مقولة قديمه تقول أحصي البركات التي أعطاها الله لك واكتبها واحدة واحدة وستجد نفسك أكثر سعادة مما قبل.

إننا ننسى أن نشكر الله تعالى لأننا لا نتأمل في البركات ولا نحسب ما لدينا.. ولأننا نرى المتاعب فنتذمر ولا نرى البركات.

قال أحدهم: إننا نشكو…لأن الله جعل تحت الورود أشواك… وكان الأجدر بنا أن نشكره…لأنه جعل فوق الشوك وردا…!!

ويقول آخر: تألمت كثيراً عندما وجدت نفسي حافي القدمين... ولكنني شكرت الله بالأكثر حينما وجدت آخر ليس له قدمين.

الحمد لله على كل شيء  

* اصغر مسافة بين مشكلة ما و حلّها  هي نفس المسافة بين ركبتيك والأرض... فمن يسجد لله يستطيع الوقوف بوجه أي شيء.

 قاعدة شاحنة النفايات

ذات يوم كنت متوجهاً للمطار مع صاحب التاكسي"الأجرة". وبينما كنا نسير في الطريق وكان سائق التاكسي ملتزما بمساره الصحيح... انطلقت سيارة من موقف سيارات بجانب الطريق بشكل مفاجئ أمامنا.

وبسرعة ضغط سائق الأجرة بقوة على الفرامل، وكاد أن يصدم بتلك السيارة.

الغريب في الموقف أن سائق السيارة الأخرى "الأحمق" أدار رأسه نحونا وانطلق بالصراخ والشتائم تجاهنا.

فما كان من سائق التاكسي إلا أن كظم غيظه ولوح له بالأعذار والابتسامة !!!. {خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ}.

استغربت من فعله وسألته: لماذا تعتذر منه وهو المخطئ؟ هذا الرجل كاد أن يتسبب لنا في حادث صدام؟ هنا لقنني سائق التاكسي درساً، أصبحت أسميه فيما بعد: قاعدة شاحنة النفايات..

قال: كثير من الناس مثل شاحنة النفايات، تدور في الأنحاء محملة بأكوام النفايات "المشاكل بأنواعها، الإحباط، الغضب، وخيبة الأمل" وعندما تتراكم هذه النفايات داخلهم، يحتاجون إلى إفراغها في أي مكان قريب، فلا تجعل من نفسك مكبا للنفايات. لا تأخذ الأمر بشكل شخصي، فقط ابتسم وتجاوز الموقف ثم انطلق في طريقك، وادع الله أن يهديهم ويفرج كربهم.

وليكن في ذلك عبرة لك واحذر أن تكون مثل هذه الفئة من الناس تجمع النفايات وتلقيها على أشخاص آخرين في العمل، البيت، أو في الطريق.

يقول أحد الحكماء كنت أسير في الطريق ولسبب ما قال لي رجل يا حـمار فابتسمت لأن الله خلقني إنسان وهو يراني حمار فلم اكترث لما قال.

أما بالنسبة لكم فحافظوا على أنفسكم في مزاج حسن و استمتعوا بيومكم بل بأيامكم جميعها مهما صادفتم من سلوكيات غريبة وغير مبررة ممن حولكم.

لا تجعلوا من أنفسكم مكباً للنفايات.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 3/تموز/2011 - 30/رجب/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م