مرآة لا تعكس الأسماء، لأنها عين واحدة، ولان الجميلات يقفن
بالمقلوب فلا يلمس المطر ضفائرهن، المدن القريبة من درجة الصفر لا تعرف
كيف تضحك عاليا، البرد يمنعها والريح، هراء أن تتناقل الأجيال صور
الاكديين والفراعنة والساسانيين،
صور غير متقنة البتة، والكتابات المسمارية ليست سوى تخمين يضحكون
بها على ذقون الذين يفتخرون بها، حدائق تشبه الجنان، يتمرغ جسد السلطان
بين هوائها المعطر بالأريج، الحياء نخلعه نرميه من فوق الجسر في النهر
السريع،
يلتصقون ببعضهم بحجة البرد والحب وإذا غير النهر مجراه لجئوا الى
الكهنوت بالبكاء والنحيب طلبا للستر والغفران والنجاة من أهوال العواصف،
من قال لكم ضعوا الخدود على الجليد؟
ومن قال أوجروا نار الحروب؟
ومن قال احبسوا العصافير في أقفاص الحديد؟،
كانت هناك بوصلات تهدي للطريق، لماذا أغرقتموها في البحر؟ آلاف
السنين والبحار لا تئن من ثقل السفن والمراكب، والجسور تتحمل الوطء
المليوني بلا صراخ،
الى متى نصنع التماثيل الجائعة؟ طعام ثم شراب ثم نكاح فجراح فضماد،
نحاكي تحت نور الشمس أشكال الملائكة، الخدم يبقون في تلك القصور أكثر
من الرؤساء، النساك يبقون في صوامعهم أكثر، يكبتون الرغبات الصارخة
الخارجة من أجسادهم،
أمر الملك أن يكسر تمثال الأسد بقوله: لماذا نحتفظ بوجهه البشع ونحن
نخاف منه أصلا،
النساء يأتين الى كل مكان حتى لو كانت الجدران متهرئة الطلاء،
الرغبات تجرنا من أرجلنا تأخذنا الى كل مكان حتى نحو الإنجاب،
نحن نعيش في متاحف متحركة في الهواء الطلق والهواء المحبوس بين
الجدران.
aabbcde@msn.com
|