موسى بن جعفر... باعث الحياة من قعر السجون

إعداد: عبد الأمير رويح

 

شبكة النبأ: شمس من شموس آل محمد (ص) وعلم من أعلام الهداية، زهد في الدنيا كما زهد بها آبائه لأنها من وجهة نظرهم ليست الا طريقاً يوصلهم الى رضا الله تعالى، تحمل الكثير من الألم والحزن والقسوة  وغيب في ظلمات السجون في سبيل إعلاء كلمة الله وترسيخ دعائم الرسالة المحمدية ذلك هو سابع أئمة أهل البيت (ع) الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد بن علي الباقر بن الإمام علي بن الحسين زين العابدين ابن الإمام الحسين الشهيد بن علي ابن أبي طالب بن عبد المطلب، حفيد النبي محمد من أبنته فاطمة.

واما أمه فهي حميدة البربرية بنت صاعد البربري الذي كان من أشراف البربر وهم قوم في المغرب في شمال أفريقيا اليوم، وقد كانت (رض) كإسمها حميدة الصفات جداً، وقد روي عن زوجها الإمام الصادق (ع) انه قال في حقها أن حميدة مصفاة من الأدناس كسبيكة الذهب، وإنها حميدةٌ في الدنيا، محمودة في الآخرة، وقد كانت في الأصل جارية اشتراها الصادق (ع) فأولدها الإمام الكاظم (ع).

ولادته

ولد الإمام موسى الكاظم (ع) في قرية يقال لها (الأبواء) تقع بين مكة والمدينة المنورة، يوم الأحد في اليوم السابع من شهر صفر المظفر من سنة ثمان وعشرين ومائة بعد الهجرة النبوية الشريفة صلى الله على مهاجرها وآله، مرحلة ما قبل الإمامة ومرحلة إمامته وهي طويلة. استمرت 35 عاماً من سنة 148 هجري إلى 183 هجري، بذل فيها مختلف الجهود في الحفاظ على الإسلام الأصيل ونشره وعدم الاستسلام لحكام عهده، لذلك زج في السجون مرات عديدة إلى ان توفي مسموما على يد الخليفة العباسي هارون الرشيد.

كناه وألقابه

وقد كني الإمام بكنا عديدة  منها أبي الحسن الأول، وهي أشهر كناه، كما يكنى بأبي الحسن الماضي، وأبي إبراهيم، وأبي علي، وأبي إسماعيل. وأما القابه، فله ألقاب كثيرة منها الكاظم وهو أشهرها، ولقب بهذا القب لما ظهر منه (ع) من كظم الغيظ والحلم والصبر، ومنها العبد الصالح، والنفس الزكية، وزين المجتهدين، وباب الحوائج، (وهذا اللقب سببه ان شفاعة الإمام، والدعاء إلى الله سبحانه عن طريقه، والحوائج المطلوبة من الله تعالى بواسطة الإمام (ع) مجربة ومقضيه إن شاء الله تعالى). ومن ألقابه ايضا الوفي، والصابر، والأمين، والزاهر، والطيب، والصالح، والسيد، والمأمون.

النص على إمامته وخلافته

وقد نص الإمام الصادق (ع) على إمامته وخلافته من بعده بأمر من النبي (ص)، كما روى الشيخ المفيد في الإرشاد عن عبد الأعلى بن الفيض بن المختار قال: قلت لأبي عبد الله (ع) خذ بيدي من النار، مَنْ لنا بعدك؟ قال فدخل أبو إبراهيم وهو يومئذٍ غلام، فقال: هذا صاحبكم فتمسك به.

وروى (رض) عن الفضل بن عمر الجعفي رحمه الله تعالى قال: كنت عند أبي عبدالله (ع) فدخل أبو إبراهيم موسى (ع) وهو غلام، فقال لي أبو عبد الله: استوصِ به وضع أمره عند من تثق به من أصحابك.

نقش خاتمه

روى الصدوق في العيون و الأمالي بسنده عن الرضا عليه‏السلام قال: كان نقش خاتم أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام حسبي الله، قال وبسط الرضا عليه‏ السلام كفه وخاتم أبيه في إصبعه حتى أراني النقش، وروى الكليني بسنده عن الرضا عليه‏السلام كان نقش خاتم أبي الحسن حسبي الله وفيه وردة وهلال في أعلاه، وفي الفصول المهمة: نقش خاتمه الملك لله وحده.

زوجاته وأولاده

تزوج الإمام موسى الكاظم (ع) زوجات عديدة (ع) وله الكثير من الأولاد، وكان (ع) اكثر الأئمة ذرية، حتى أختلف في عدد أولاده، والمشهور انهم كانوا سبعة وثلاثين ولداً، منهم ثمانية عشر ذكوراً، وتسع عشرة إناث منهم، أولهم وأعلاهم قدراً وأفضلهم وأنبههم وأعلمهم، واجمعهم فضلاً، وصي أبيه وخليفته من بعده، الإمام الثاني علي بن موسى الرضا (ع)، ومنهم إبراهيم، والعباس، والقاسم، وإسماعيل وجعفر، وهارون، وجعفر الأصغر، واحمد، ومحمد، وحمزة، وعبيد الله، وإسحاق، وعبد الله، وزيد، والحسن، والفضل، وسليمان، وعبد الرحمن، وعقيل، ويحيى، وداود، والحسين  أما البنات فهن فاطمة الكبرى، وفاطمة الصغرى، وكلثم، وام جعفر، ولبابة، وزينب، وخديجة، وعليَّه، ورقيه، وحكيمه، وآمنة، وحسنة، ووجيهة، ونزيهه، وعائشه، وأم سلمة، وميمونة، وام كلثوم، وام فروة، وأم أبيها، وام القاسم، وام وحيّه، وأسماء، وأُمامة، وام عبدالله، ومحمودة، وزينب، الصغرى، ورقية الصغرى، وغيرهن.

وقد كان لكل واحد من ولده (ع) فضل ومنقبة، ولكن الإمام الرضا (ع) هو المقدم عليهم من جميع جهات الفضل والعلم والتقى، وكان إبراهيم رجلاً كريماً شجاعاً، وقد تقلد الأمرة على اليمن في أيام المأمون من قبل محمد بن زيد بن علي السجاد الذي خرج بالسيف ثائراً على العباسيين، وكان مقره الكوفة في العراق إلى ان فتح المأمون الكوفة فأعطى الأمان محمد بن زيد. وكان محمد بن الإمام موسى (ع) من أهل الفضل والصلاح وصاحب عبادة وصلاة.

ملوك عصره

عاصر الإمام (ع) بقية حكم أبي جعفر المنصور العباسي، ومن بعده أبنه محمد المهدي الذي ملك عشر سنين وشهراً وأياماً، ومن بعده أبنه موسى اللاهادي ابن محمد المهدي الذي ملك سنة وخمسة عشر يوماً، ثم من بعده ملك أخوه هارون اللارشيد ثلاثاً وعشرين سنة وشهرين وسبعة عشر يوماً، واستشهد الإمام الكاظم (ع) بعد مضي خمس عشرة سنة منها.

صفته في أخلاقه

كان موسى الكاظم عليه ‏السلام عظيم الفضل رابط الجأش واسع العطاء. وقال المفيد في الإرشاد: كان موسى بن جعفر عليه ‏السلام أجل ولد أبي عبد الله قدرا وأعظمهم محلا وأبعدهم في الناس صيتا ولم ير في زمانه أسخى منه ولا أكرم نفسا وعشرة وكان أعبد أهل زمانه وأورعهم وأجلهم وأفقههم واجتمع جمهور شيعة أبيه على القول بإمامته والتعظيم لحقه والتسليم لأمره ورووا عن أبيه عليه ‏السلام نصا عليه بالإمامة وإشارة إليه بالخلافة وأخذوا عنه دينهم. ثم قال: كان أبو الحسن موسى أعبد أهل زمانه وأزهدهم وأفقههم  أسخاهم كفا وأكرمهم نفسا.

وروي أنه كان يصلي نوافل الليل ويصلها بصلاة الصبح ثم يعقب حتى تطلع الشمس وكان يبكي من خشية الله حتى تخضل لحيته بالدموع وكان أوصل الناس لأهله ورحمه وكان يتفقد فقراء المدينة في الليل فيحمل إليهم الزبيل فيه العين والورق و الأدقة والتمور، فيوصل إليهم ذلك ولا يعلمون من أي جهة هو).

(ويأتي أنه كان إذا بلغه عن الرجل ما يكره بعث ليه بصرة دنانير وكانت صراره مثلا، وقال ابن شهرآشوب كان أفقه أهل زمانه وأحفظهم لكتاب الله وأحسنهم صوتا بالقرآن فكان إذا قرأ تحزن وبكى وبكى السامعون لتلاوته وكان أجل الناس شأنا وأعلاهم في الدين مكانا وأفصحهم لسانا وأشجعهم جنانا قد خصه الله بشرف الولاية وحاز إرث النبوة وبوئ محل الخلافة سليل النبوة و عقيدة الخلافة.

من أخلاق الإمام

كان رجلٌ بالمدينة يؤذي الإمام، فكلَّما رآه شتمه وسبّ سيدنا علياً (عليه السلام)، فقال بعض أصحاب الإمام: دعنا نؤدّبه... فنهاهم الإمام عن التعرض له بسوء، وسأل الإمام عن شغل الرجل، فقالوا: إنّ له مزرعة خارج المدينة، فقصده الإمام واخترق المزرعة.

فصاح الرجل: لا تطأ زرعنا

واستمر الإمام في طريقه حتى وصل إليه، فسلّم عليه وجلس عنده، وراح يضاحكه، ثم قال له: كم تضرّرتَ في زرعك؟

قال الرجل: مائة دينار.

فقال الإمام فكم ترجو أن يكون محصولك منه؟

فقال الرجل: أنا لا أعلم الغيب!

فقال الإمام موضحاً: إنّما قلتُ لك كم ترجو.

فقال الرجل: مائتا دينار. فأعطاه الإمام ثلاثمائة دينار.

فأخذها الرجل شاكراً.

وفي اليوم التالي، وعندما ذهب الإمام إلى المسجد، نهض الرجلُ واستقبله بحفاوة وقال له: الله أعلم حيث يجعل رسالته.

وتعجب أصحاب الإمام، فأخبرهم الإمام بما فعل، وأوصاهم بمداراة الناس، ومعاملتهم بالحسنى.

كرَمُ الإمام

كان الإمام الكاظم يتفقّد فقراءَ المدينة، فيخرج في الليل ويوزّع عليهم الطعام والمال، وكانوا لا يعرفون من أين يأتيهم ذلك، وحُكي أن المنصورَ طلب من الإمام الكاظم (عليه السلام) الجلوسَ للتهنئة في عيد النيروز واستلام الهدايا. فقال الإمام: إني قد فتّشتُ الأخبار عن جدّي رسولِ الله (صلى الله عليه وآله) فلم أجد لهذا العيد خبراً وأنه سنّة للفرس، ومحاها الإسلام، ومعاذَ الله أن نحيي ما محاه الإسلام.

ولكن المنصور أصرّ على الإمام أن يفعل ذلك، فجلس الإمام كارهاً ودخل عليه الأمراء والقادة يهنّئونه ويقدّمون الهدايا والتحف، وكان خادمُ المنصور يسجّل كلَّ ذلك.

فجاء في آخر الناس شيخٌ طاعنٌ في السن، فقال له: يا بن بنت رسول الله إني رجلٌ فقير، وليس معي هدية ولكن أتحفك بثلاث أبيات قالها جدّي في جدِّك الحسين (عليه السلام):

عجبتُ لمصقول علاك فرندُهُ يومَ الهياج وقد علاك غبارُ

ولأسهم نفذتك دون حرائر يدعون جدّك والدموعُ غزارُ

ألا تغضغضت السهام وعاقَها عن جسمكَ الإجلالُ والإكبارُ

أبيات رقيقة يتعجّب فيها الشاعر لجرأة السيف على ضرب جسم علاه الغبار، وعلى سهام تستهدف رجلاً يدافع عن بنات النبي، وكان الأولى بالسهام أن تتحطّم إجلالاً وإكباراً له.

تأثر الإمام وقال للشيخ: اجلس بارك الله فيك، وقال لخادم المنصور: انطلق إلى سيّدك وعرّفه بهذا المال وما يصنع به، فذهب الخادم وعاد وهو يقول: كلها هبة مني له، يفعل بها ما أراد، فالتفت الإمام إلى الشيخ وقال: قد وهبتُها لك

علمه وتقواه

أخبار كثيرة تواترت عن علم الإمام (ع) وفضله وتقواه وحكمته، ومن ذلك ما نقل، من أن أبا حنيفة دخل المدينة المنورة في أيام الإمام الصادق (ع) ومعه عبد الله بن مسلم، فأراد الذهاب للإمام الصادق (ع) ليرِدا على الإمام الصادق (ع) ويسأله من مسألة، فأتيا باب الإمام الصادق (ع) والناس ينتظرون خروجه (ع)، وقبل خروج الإمام الصادق خرج عليهم من الدار غلام حدث السن، فقام الناس إجلالاً وهيبة له، فسأله أبو حنيفة صاحبه عبد الله عن الغلام، فقال: هذا ابنه موسى (ع) فأراد أبو حنيفة أن يمتحنه فتقدم إلى الإمام موسى بن جعفر وسأله يا غلام أين يضع الرجل حاجته؟ فرد الإمام بما معناه يضعها في مكان بحيث يتوارى فيهِ عن الأنظار، ولا يستقبل القبلة ولا يستدبرها، ثم شرح له الإمام واجبات ومستحبات ومكروهات التخلي، فبهت أبو حنيفة، لأن أبا حنيفة يعتقد أن الإمام موسى (ع) سيجيبه عن معنى وضع الرجل حاجياته أي أغراضه وثيابه، وكان قصد أبي حنيفة الخلاء، فكيف عرف الإمام بقصد أبي حنيفة؟ وزاد هذا من إكبار أبي حنيفة للإمام.

ثم سأله عن المسألة التي يريد من الإمام الصادق (ع) جوابها: فقال للإمام موسى (ع): يا غلام، ممن المعصية؟ قال الإمام (ع) يا شيخ إن المعصية لا تخلو ان تكون واحدة من ثلاثة: إما أن تكون من الله تعالى، ولا يأتي العبد شيئاً منها، فليس للحكيم عندئذٍ ان يأخذ عبده بما لم يفعله، وإما أن تكون من العبد ومن الله معاً، والله أقوى الشريكين، فليس للشريك الأكبر أن يأخذ الشريك الأصغر بذنبه، وإما أن تكون من العبد، وليس لله شيء منها، فالأمر عندئذٍ لله، إن شاء عفا وأن شاء عاقب، فأصابت أبا حنيفة سكته ولم يرد على الإمام (ع) بكلمه.

وكان سلام الله عليه إذا صلى اضطربت أعضاؤه، وجرت دموعه. وواصل الإمام سيرة أبيه في نشر العلم والرسالة الإسلامية الحقه وتوعية الأمة وهدايتها. ونشأ على يديه الكثير من التلاميذ من العلماء والرواة.

محاربة العلم والعلماء

كان النظام العباسي يخشى من انتشار الوعي الإسلامي الأصيل، ومن اتساع شخصية الإمام وأصحابه لذا فقد مارس مختلف الضغوط المشددة لأجل ذلك حيث سجن بعض أصحابه أمثال ابن أبي عمير، وقتل الكثير من العلويين وشرد الكثير منهم في الأقطار، وأوعز إلى بعض الشعراء في النيل من أهل البيت، ولكن الإمام كان يواصل مهمته التعليمية في الدفاع عن أهل البيت، لذلك كان يصرح بالحق، وتوعية الأمة بالحقائق التي حاول أعداء أهل البيت إخفاءها، حتى في محضر حكام عصره

ومن ذلك ما ذكره الزمخشري في ربيع الأبرار: "أن هارون كان يقول لموسى خذ فدكاً وهو يمتنع، فلما ألحّ عليه، قال: ما آخذها إلا بحدودها، قال: وما حدودها، قال: الحدّ الأول عدن، فتغيّر وجه الرشيد وقال: والحدّ الثاني؟ قال: سمرقند، فأربدّ وجهه قال: والحدّ الثالث؟ قال: أفريقيا، فاسودّ وجهه، قال: والحد الرابع؟ قال: سيف البحر مما يلي الخزر وأرمينيا. فقال هارون: فلم يبق لنا شيء، فتحوّل في مجلسي، فقال موسى: قد أعلمتك إني أن حددتها لم تردّها، فعند ذلك عزم على قتله واستكفى أمره".وهو يشير بذلك إلى أن مطالبة فاطمة الزهراء بفدك هي مطالبة بحق علي بن ابي طالب بالخلافة كما يدعي الشيعه.

وروى الخطيب البغدادي قال: "بعث موسى بن جعفر إلى الرشيد من الحبس رسالة كانت (أنه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء، حتى نفضي جميعاً إلى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون). لذلك فإن النظام ألقى القبض عليه وأودعه السجن، لمرات عديدة، وفي آخرها دس إليه السمّ واستشهد في السجن. "

من آثاره وصيته لهشام بن الحكم وهي وصية طويلة ذكرت في كتاب تحف العقول. تعتبر فترة الإمام الكاظم طويلة نسبياً إلا أن الملاحظ أنه تحرّك فكرياً وعلمياً في ظل ظروف قاسية، وبالرغم من ذلك فقد وصلتنا من الإمام نصوص متنوعة في مختلف ميادين المعرفة من الفقه والعقائد والأخلاق، والآداب، والتفسير، وغيرها.

مصائبه واستشهاده

قضى الإمام (ع) فترة من حياته في ظلمات السجون يُنقل من سجن إلى سجن، فقد سجنه محمد المهدي العباسي، ثم أطلقه وسجنه هارون الرشيد في البصرة عند عيسى بن جعفر ثم نقله إلى سجن الفضل بن الربيع في بغداد، ثم نقله إلى سجن آخر عند الفضل بن يحيى، وآخر سجن نقل إليه في بغداد وهو سجن السندي بن شاهل (لعنة الله عليهم أجمعين) وكان أشد السجون عذاباً وظلمة، وكان لا يُعرف الليل من النهار فيه.لقد تحمل هذا الإمام الغريب المظلوم المعصوم (ع) من ملوك زمانه ومن الساعين إليهم في حقه (ع) ومن الحساد والفساق  أذى كثيراً ومصائب عظيمة، وبخاصة منهم اللعين محمد المهدي الذي عزم على قتل الإمام (ع) ولكن الله خذله حتى قتله، وبعده ابنه هارون الرشيد الذي أشخص الإمام (ع) من المدينة وسجنه مرتين.

وكان السندي بن شاهك شديد النصب والعداوة لآل الرسول (ص) إلى أن أمره الرشيد بسم الإمام (ع)، فقدم إليه عشر حباتٍ من الرطب المسموم، أجبره على اكلِها، فتناولها الإمام (ع) وتمرض من ذلك ثلاثة أيام، استشهد بعدها مظلوماً في السجن المظلم تحت القيود والأغلال يوم الجمعة في الخامس والعشرين من شهر رجب من سنة ثلاث وثمانين بعد المائة من الهجرة الشريفة.

وقد أخرجوا جنازته المقدسة ووضعوها على جسر الرصافة ببغداد، حيث بقيت ثلاثة أيام، أسوة بجده الرسول (ص) وجده الحسين (ع) والمنادي ينادي هذا إمام الرافضة، إلى ان علم بذلك سليمان عم الرشيد، فأمر بحملها مكرمة معظمة، وغير النداء بقوله: الا فمن أراد يحضر جنازة الطيب ابن الطيب والطاهر بن الطاهر فليحضر جنازة موسى بن جعفر (ع) ثم غسل وكفن بأحسن كفن ثمين، وأمر بتشييع الجنازة، ودفن (ع) في الجانب الغربي من بغداد، في المقبرة المعروفة بمقابر قريش جانب الكرخ من الكاظمية، من باب التين، وهو الموضع الذي يقوم فيه اليوم ضريحه ومزاره، وله مقام ومزار عظيم لا يقل عن مزار جديه علي والحسين (ع). تلك كانت بعض الكلمات عن حياة الإمام (ع) فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 28/حزيران/2011 - 25/رجب/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م