لن نكفر بالديمقراطية أبداً!

حسن الأنصاري

مخطئ من يعتقد اننا سوف ندعو بالويل والثبور وسوف نكفر بالنظام الديمقراطي لأن ما يمارسونه من سلوكيات بعيد عن مبادئه وبأدوات الدستور يقطعون أوصاله معتقدين أن نفق ظلام الزمن الجاهلي المعشش في عقولهم سوف «يشطفنا»!

مخطئ من يعتقد أن القيادة السياسية في الدولة سوف تتنازل عن النظام الديمقراطي لأن بعض الأعضاء يزاولون العمل البرلماني بعقلية الحدادة «ما يفك الحديد إلا الحديد» وأنهم سوف يصهرون الفولاذ الصلب لكيان الدولة ونظامها!

 وكما أن الدين الاسلامي بريء من الممارسات الشاذة التي تصدر من بعض المسلمين باسم الاسلام، فإن النظام الديمقراطي أيضا بريء من الممارسات اللا مسؤولة التي تصدر من بعض أعضاء المجلس.

ولا شك أن الشاذ عن القاعدة يزعج ويقلق الآخرين كما أنه يسيء للمبادىء إلا أنه أيضا يسيء لنفسه سواء كانت تصرفاته الشاذة عن قصد أو عن جهل خصوصا حين يدعي الحرفية المهنية! إن كان قدرنا أن نتحمل أمثال هؤلاء الأعضاء الذين يسيئون للدستور والنظام والقيادة السياسية فسوف نتحملهم كما يتحمل العليل السقيم آهات الحمى، وسوف نتجاوز جراح الطائفية والعصبية لكننا لا نجد في أنفسنا إلا خيارا واحدا فلا يمكننا إلا أن نترجم خطاب صاحب السمو الأمير حفظه الله ورعاه إلى واقع عملي مؤثر بالسلوكيات الايجابية الفعالة، حيث كان سموه واضحا حين أكد أن النظام الديمقراطي بات الخيار الأول والأخير لهذا الوطن وأنه الدرع والحصن والمانع والحامي للنظام والدستور «إنني من يحمي الدستور .. وإن إيماننا راسخ بنهجنا الديمقراطي ولن نقبل عنه بديلا».

هكذا جاءت كلمته الفولاذية الصلبة المتينة التي لا يمكن طرقها بالحديد أو صهرها بالنار وحيث أضاف «إنني على يقين بأننا قادرون على مواجهة التحديات باصرار أكيد وعزم لا يلين»، نعم ونحن نؤكد لك يا صاحب السمو الأمير أننا ديمقراطيون دستوريون وقادرون على مواجهة تحديات هؤلاء البعض ولن ينكسر إصرارنا ولن تلين عزيمتنا ولن نتنازل عن دستورنا ولن نكفر بديمقراطيتنا أبدا!

[email protected]

 

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 21/حزيران/2011 - 18/رجب/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م