يمتلك العراق مساحة تقارب الـ 435 ألف كيلومتر مربع، ± 1000 كيلومتر
مربع.. لكون الوطن في حالة نهب لأراضيه، بتضاريس متنوعة.. تمخر عباب
سمائه 500 طائرة يومياً، وهو عدد قليل نسبياً، حيث أن أغلب الخطوط
الجوية العالمية قد غيرت مسارها من المرور في أجواء العراق بسبب أحداث
ما بعد 2003 ووجود حالة من التخبط التي تزيد من الخوف من حدوث اصطدام
Crash في خطوط سير تلك الطائرات ولكونها، جميع شركات الخطوط الجوية
العالمية، تحاول أن تحافظ على مستوى أقل من حالات الخطأ تفادياً
لخسارات بالمليارات لشركاتها في حالة حدوث مثل تلك الحوادث.
إن ما يحصل عليه العراق من إيرادات مادية كبيرة جداً جراء مرور تلك
الطائرات في سمائه يتطلب إعادة النظر بجدية للحفاظ على تلك النسبة
وزيادتها عن طريق تحسين ظروف السيطرة الجوية في مطارات العراق وتحديث
أقسامها وتطوير كوادرها بالتدريب في أرقى شركات الخطوط الجوية العالمية
لزيادة كفاءتهم في إدارة مراكز تحكم الحركة الجوية على الرادارات
الحديثة وإدارة أنظمة الملاحة المتطورة مما يزيد من الخدمات المقدمة
التي تمر بأجوائها بسلامة وبدون أي أخطاء (لاسامح الله) لكون أي خطأ في
تحيد خطوط سير تلك الطائرات سينذر بكارثة تضيف ملفاً جديدا من ملفات
الخسائر الكثيرة على رفوف ضياع ثرواتنا الوطنية..
سيما وأن العراق مقبل على انفتاح اقتصادي كبير بسبب دخول العراق في
نواد الاقتصاد العالمية وبغض النظر عن كونه سوقاً استهلاكيا أو مركزاً
وسطياً للتبادل التجاري العالمي فأن ذلك يتطلب من سلطة الطيران المدني
العراقية أن تعمل بجد أكبر في تطوير مرافق سلطتها والتهيؤ لفرضها بقوة
على كل مساحة العراق بدون استثناء..
ونؤكد هنا على الشراكات الدولية الحديثة في أدارة الأجواء بأتباع
أحدث التقنيات.. وما الأخبار التي تناقلتها وسائل الأعلام عن النية في
التعاقد مع شركة لوفتهانزا الألمانية لتطوير مطار بغداد الدولي إلا
فاتحة خير في صحة تقدير الرؤيا المطلوبة في مجال النقل الجوي ومحاولة
جريئة لزيادة نسبة عدد مستخدمي الطيران من أبناء العراق والبالغة 3%
وهي نسبة لا تقارن إلا بالدول التي لا تمتلك طائرات.. غير الورقية !!
وبعد 2011، سيكون المطلوب جهداً مدنياً وعسكرياً أكبر.. في السيطرة
على الأجواء العراقية بعدما تحمل الجيش الأمريكي الجهد الأكبر في ذلك
خلال السنوات الثمان الماضية..
أما اليوم فلا أعتقد أن هناك بوادر إيجابية بإمكانية العراقيين على
إدارة أجواءهم بسبب قلة الخبرة وتطور معدات وأجهزة التحكم والرادار
المستخدمة في ذلك وتعاظم في أعداد الطائرات التي تمر بالأجواء
العراقية.. التي نعتقد أنها ستكون مكشوفة أكثر أمام رادارات دول الجوار
وبإمكانهم التنصت على المحادثات بين الطائرات وأبراج المراقبة حتى
والدخول على ترددات الطيران العراقي فما بالك بعمليات إرهابية تتم عن
طريق التشويش على تلك الاتصالات من قبل الخلايا الإرهابية التي تستوطن
في الوطن أو حتى التحكم بحركة الطائرات التي تمر بأجوائهم في سبيل خلق
فوضى جوية وإلحاق الخسائر الكبيرة في قطاع الطيران العراقي..
أمامنا أيها الأخوة بضعة شهور، أقل ستة أشهر فقط، قد لا تكون كافية
لتحديد مدى قدرتنا على التحكم بأجوائنا ففي الفضاء لا توجد سيطرات
عسكرية ولا وحدات عسكرية لتوقف الطائرات المخالفة فالفضاء مفتوح ومن
يحكمه هم في الأرض وعلى من في الأرض أن تكون لهم القدرة على السيطرة
على الأجواء ومن دخل العراق وفي أي مربع منه بل في أي شبر منه.. لأننا
سنكون إزاء مسؤولية كبيرة تتمثل بمسؤولية السيادة الوطنية التي ستكون
منقوصة في حالة عدم السيطرة على زمام الأمور في جو العراق.
وفي أغلب دول العالم فأن سلطة الطيران لديها مرتبطة مباشرة بالحكومة
في تلك البلدان لكون تلك السلطة هي سلطة سيادية وعليها التحرك بحرية
بعيداً عن روتين الوزارات وتمكنها من التمتع باستقلالية تؤهلها لامتلاك
سرعة التعامل مع الأحداث العالمية في مجال الطيران.. فلماذا لا يتم ربط
سلطة الطيران المدني في العراق برئيس الحكومة مباشرة ويتابع هو شخصياً
عمل تلك السلطة ويضعها نصب عينيه دائماً ولكون تلك السلطة مع سلطات
أخرى تمثل واجهات حضارية للوطن وعلينا أن نحّسن من واجهاتنا لتتبؤ
مركزاً يتناسب والطموحات الحكومية الواسعة في هذا المجال والمجالات
الأخرى.
zzubaidi@gmail.com |