القرصنة الالكترونية... من مراهقي انترنت الى معارك دولية

باسم حسين الزيدي

شبكة النبأ: زادت في الآونة الأخيرة عمليات القرصنة الالكترونية بشكل ملحوظ، وقد استهدفت في سياق هجماتها (التي اصبحت اكثر جرئة واشد فتكاً) مواقع عسكرية حساسة لدول كبرى وشركات عملاقة وبنوك وحسابات مصرفية وغيره، والغريب في الامر ان بعضاً من هذه الهجمات استهدفت شركات امنية من التي توفر الحلول والحماية من هجمات القراصنة مما حدى بالولايات المتحدة الامريكية من خلال وزارة دفاعها (البنتاغون) لبحث امكانية ادراج هذه الهجمات ضمن الاعمال الحربية التي تستلزم الرد العسكري او الاقتصادي او الدبلوماسي.

ان هذا التطور السريع والانتشار الواسع لهذه النوع من الهجمات يدلل بشكل واضح على ضعف الدفاعات الالكترونية تجاه الفايروسات والروابط والبرامج الخبيثة التي يستخدمها الهكرز (القراصنة) في تنفيذ مأربهم وهذا ماصرح به كبار المبرمجين والخبراء في مجال التكنولوجي، كما يدلل ايضاً على الاعتماد الكبير على الحاسوب والانترنت في الحياة الحديثة من قبل الحكومات والافراد مما ادى الى اقتناصهم من قبل المهاجمين في اشارة واضحة الى ان العالم سوف يعاني كثيراً في المرحلة القادمة من ويلات القراصنة الالكترونيين اذا لم يضع حداً لها.

أعمالا حربية

حيث تقوم وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون بإعداد استراتيجية جديدة تضع الهجمات الالكترونية في مصاف " الأعمال الحربية" حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم إنه في المستقبل قد ينظر الرئيس الامريكي في فرض عقوبات اقتصادية أو اتخاذ رد الكتروني انتقامي أو حتى الضربة العسكرية اذا ما تعرضت أنظمة الكومبيوتر الرئيسية في البلاد إلى هجوم الكتروني، وتم التعجيل بوضع الخطة الجديدة بعد تعرض شركة لوكهيد مارتن الأمريكية لتصنيع الأسلحة لهجوم الكتروني مؤخراً ومن المقرر أن ينتهي البنتاغون من تقريره بهذا الشأن في وقت قريب، وصرح المتحدث باسم البنتاغون كولونيل ديف لابان بأن "الرد على أي هجوم الكتروني تتعرض له الولايات المتحدة ليس ضروريا أن يكون بالمثل ولكن كل الخيارات مطروحة على الطاولة للرد على هذا الهجوم"، وتأتي خطة البنتاغون في إطار الاستراتيجية الأمريكية للأمن الالكتروني التي أعلنها البيت الأبيض في السادس عشر من مايو ايار الماضي.

وقال البيت الأبيض في بيان إن واشنطن "سترد على أي أعمال عدائية في الفضاء الالكتروني بالطريقة ذاتها في حال تعرضت لتهديد من بلد آخر"، وأضاف البيان "نحتفظ بحق استخدام كل الوسائل الضرورية، الدبلوماسية والإعلامية والعسكرية والاقتصادية، حسب الحاجة وبما يتسق مع القانون الدولي من أجل الدفاع عن امتنا وحلفائنا وشركائنا ومصالحنا"، من جانبها ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال إن الاستراتيجية الجديدة ستتعامل مع الهجمات الالكترونية باعتبارها "أعمال حربية" تمهد الطريق لهجوم انتقامي، وقال البيت الأبيض في بيان إن واشنطن "سترد على أي أعمال عدائية في الفضاء الالكتروني بالطريقة ذاتها في حال تعرضت لتهديد من بلد آخر"، وأضاف البيان "نحتفظ بحق استخدام كل الوسائل الضرورية، الدبلوماسية والإعلامية والعسكرية والاقتصادية، حسب الحاجة وبما يتفق مع القانون الدولي من أجل الدفاع عن امتنا وحلفائنا وشركائنا ومصالحنا"، ومن أكبر الصعوبات التي تواجه العاملين على وضع الاستراتيجية كيفية تعقب المهاجمين الذين يتعمدون التشويش على مصدر هجماتهم، وليس من الواضح كيف سيتعامل البنتاغون مع القراصنة الالكترونيين الذين لا يمثلون دولة ما.

ايران وهجمة معلوماتية جديدة

من جهته قال غلام رضا جلالي قائد الدفاع المدني الايراني ان فيروسا ثانيا استهدف اجهزة الكمبيوتر الايرانية في اطار الحرب الالكترونية التي يشنها أعداء البلاد عبر الانترنت، وصرح لوكالة مهر شبه الرسمية بأن الخبراء يفحصون الفيروس الجديد ويطلق عليه "ستارز"، ونقل عن جلالي قوله "لحسن الحظ استطاع خبراؤنا الشبان اكتشاف الفيروس، وفيروس ستارز في المعامل الان لاجراء المزيد من التحقيقات"، وتابع "تم اكتشاف السمات الخاصة بفيروس ستارز، الفيروس متطابق ومتلائم مع نظام (الكمبيوتر) وفي مراحله الاولى يسبب اضرارا طفيفة ويمكن الخلط بينه وبين بعض الملفات التنفيذية لمنظمات حكومية"، وحذر جلالي من ان فيروس ستاكس نت الذي تم اكتشافه في أجهزة الكمبيوتر في مفاعل بوشهر النووي في ايران العام الماضي لا يزال يمثل خطرا محتملا ووصفه بعض الخبراء بانه "أول صاروخ موجه عبر الانترنت" يستهدف البرنامج النووي لايران، وقال مسؤولون ايرانيون انهم حيدوا ستاكس نت قبل ان يسبب الاضرار المستهدفة بالمنشآت النووية، وأنحوا باللائمة على اسرائيل والولايات المتحدة اللتين تعتقدان ان ايران تسعى لتصنيع اسلحة نووية، وكان خبراء معلوماتية المان وعدد من وسائل الاعلام الغربية ذكروا ان الولايات المتحدة واسرائيل كانتا وراء الفيروس، وتقول ايران ان برنامجها النووي سلمي محض، وعرف بوجود فيروس ستاكس نت حين بدأت ايران تحميل الوقود بمفاعل بوشهر وهو الاول في البلاد في اغسطس اب الماضي. بحسب رويترز.

وفي سبتمبر ايلول اعلنت ايران ان الفيروس اصاب اجهزة الكمبيوتر الخاصة بالعاملين في المحطة ولكن المحطة ذاتها لم تتضرر، ولم تعمل محطة بوشهر بعد وفوتت اكثر من موعد نهائي لبدء التشغيل مما قاد لتكهنات بان ستاكس نت الحق اضرارا بالمحطة وهو مانفته ايران، وقال مسؤولون ان الفيروس كان يمكن ان يمثل خطرا كبيرا اذا لم يتم اكتشافه والتعامل معه قبل ان يسبب اي اضرار كبرى، وقال بعض المحللين لشؤون الدفاع ان الهدف الرئيسي على الارجح كان برنامج تخصيب اليورانيوم الايراني، وتنتج عملية التخصيب وقودا للمحطات النووية وفي حالة التخصيب لدرجة أعلى يمكن انتاج مادة تستخدم في تصنيع قنبلة نووية، وذكر جلالي ان ستاكس نت لايزال يمثل خطرا وقال "ينبغي ان نعلم ان مكافحة فيروس ستاكس نت لا يعني ان الخطر زال تماما لان للفيروسات عمرا افتراضيا محددا ويمكن ان تواصل نشاطها بشكل اخر"، وحث الحكومة على اخذ اجراءات ضد الاعداء الذين يشنون حربا على ايران عبر الانترنت على حد قوله، وقال جلالي "ربما تغاضت وزارة الخارجية عن خيارات متابعة القضية قانونيا ويبدو انه ينبغي على جهازنا الدبلوماسي الاهتمام بشكل اكبر بملاحقة حروب الانترنت التي تشن ضد ايران".

اتهامات متبادلة

في سياق متصل اتهمت السلطات البحرينية، قراصنة كمبيوتر إيرانيين بمحاولة اختراق موقع حكومي وحثت في المقابل على مقاطعة البضائع الإيرانية ردا على ما وصفته "بتدخل إيران في شؤون البحرين"، وقالت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية إن قراصنة الكمبيوتر حاولوا الوصول إلى موقع وزارة الإسكان في محاولة لمعرفة أسماء متلقي الإعانات الحكومية، ولم يقدم تقرير وكالة الأنباء معلومات إضافية لكن هذه المحاولة مرتبطة كما يبدو بمزاعم من المحتجين الشيعة مفادها أن نسبة كبيرة من المساعدات تخصص إلى السنة، ودعت غرفة التجارة والصناعة البحرينية السكان إلى مقاطعة البضائع والخدمات الإيرانية كما دعت سكان البلدان الخليجية الأخرى إلى نفس السلوك، وتأتي دعوة المقاطعة بعد طرد البحرين لدبلوماسي إيراني من أراضيه، ومن المرجح أن تؤدي هذه الاتهامات الصادرة عن الحكومة البحرينية إلى تعميق التوتر بينها وبين إيران، وانتقدت إيران بشدة قمع السلطات البحرينية للمحتجين المطالبين بمزيد من الحريات التي شهدها البلد والتي قادتها الأغلبية الشيعية في البحرين، وتتهم البحرين والدول الخليجية الأخرى إيران بالتدخل في شؤونها لكن إيران تنفي هذه التهمة، وانتقدت إيران إرسال السعودية والإمارات قواتها إلى البحرين في إطار قوات درع الجزيرة لدعم هذه المملكة الخليجية وقمع المحتجين الشيعة، ويشكل الشيعة 70 في المئة من السكان لكنهم محرومون من تقلد المناصب العليا في البلد والوظائف الأمنية، وقتل أكثر من 30 شخصا منذ 15 فبراير/ شباط الماضي عندما اندلعت الاحتجاجات المناوئة للحكومة، وقال بحرينيون إن طفلا يبلغ 6 سنوات توفي بعد تعرضه لمشكلات في التنفس بسبب استنشاقه للغاز المسيل للدموع أطلق على محتجين في منطقة سترة الشيعية في اليوم السابق.

واعتقلت السلطات البحرينية في إطار حملاتها الأمنية التي استهدفت المحتجين الشيعة المناوئين للحكومة صحفيين ومدونين وأطباء ومحامين ونشطاء وبعض لاعبي فريق كرة القدم البحريني، وكذلك لجأت السلطات البحرينية إلى إيقاف نحو 150 رياضيا ومدربا وحكما منذ الخامس من أبريل/نيسان الماضي بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات المناوئة للحكومة، كما حكمت محكمة عسكرية بحرينية، على أربعة محتجين مناوئين للحكومة بالإعدام بعد إدانتهم بقتل شرطيين، من جهة اخرى هددت مجموعة من قراصنة الإنترنت "الهاكرز"، بمهاجمة مواقع تابعة للحكومة الإيرانية، ولم تتضح على الفور أية تفاصيل بشأن طبيعة الهجوم، أو المواقع التي قد يستهدفها بالتحديد، وقالت المجموعة، التي تطلق على نفسها اسم "مجهول"، في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، وجاء الكشف عن خطة الهاكرز لمهاجمة المواقع الإيرانية بعد قليل من اتهام السلطات الرسمية في مملكة البحرين، الواقعة على الجانب الآخر من الخليج، مجموعة من قراصنة الإنترنت الإيرانيين بمهاجمة موقع وزارة الإسكان البحرينية. بحسب السي ان ان.

وقالت الوكالة الرسمية لأنباء البحرين أن مجموعة الهاكرز الإيرانيين "فشلوا في تحقيق هذا العمل الإجرامي"، في خطوة أدت إلى تزايد حدة التوتر بين الجارتين الخليجيتين، في أعقاب اتهام طهران الحكومة البحرينية بقمع احتجاجات المعارضة الشيعية في المملكة الخليجية، من جانبها، أعلنت وزارة الإسكان البحرينية أن موقعها الإلكتروني الرسمي "تم اختراقه من قبل مجهولين، إلا أن قاعدة البيانات الخاصة بالمعلومات الإسكانية للمستحقين والمستفيدين من الخدمات الإسكانية، لم يتم المساس بها"، وقالت الوزارة إن المسؤولين في قسم تقنية المعلومات يعملون على إزالة أسباب الاختراق، وتصحيح الخلل الحادث بموقعها الإلكتروني، ووصفت الوزارة المعلومات التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي، مثل "تويتر"، ورسائل الـ"بلاك بري"، بأنها "عارية عن الصحة"، بالنسبة لتسريب أي معلومات أو بيانات تخص المواطنين في الخدمات الإسكانية، وتقول مجموعة "مجهول" عن نفسها إنها جماعة تطوعية تسعى إلى مساندة "الشعوب المستضعفة"، التي تتعرض لسياسات قمع وقهر من جانب السلطات الرسمية، وترى أن إيران ستكون مركز الخطوة التالية من الثورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

سوني تحذر من السرقة

بدورها حذرت شركة الالكترونيات العملاقة سوني من أن بيانات حوالي 25 مليون من مشتركي خدمة الألعاب الالكترونية على الانترنت قد سرقت في هجمات قرصنة، وقالت الشركة في بيان لها يجب علينا أن نوقف خدمة الترفيه الالكتروني بصورة مؤقتة، وأضافت سوني أنها عثرت خلال تحقيقها على ما يدعوها إلى وقف الخدمة في الحال، لكن الشركة تعهدت لعملائها بإعادة خدمات الالعاب الاكترونية والأفلام والموسيقى على شبكة الانترنت، من دون تحديد تاريخ لذلك، وكانت إسماء مستخدمي خدمة بلاي ستيشن وعنوانين بريدهم الالكتروني وغيرها من المعلومات قد تعرضت للاختراق، مما دفع كبار مديري الشركة إلى الاعتذار لعملائها وسحب الخدمة من شبكة الانترنت، واعلنت سوني أن عدد العملاء الذين تعرضت معلوماتهم للسرقة في خدمة بلاي ستيشن بلغ 77 مليون مستخدم، وقالت سوني في رسالة إلى عملائها لقد توصلنا في الأول من مايو/ أيار إلى أن المعلومات المتوافرة في حسابات خدمات سوني للترفيه (اس أو إي) قد سرقت، ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن مصدر في سوني أن آخر حوداث الاختراق تمت في 16 و17 أبريل/ نيسان الماضي، أي قبل حوادث الاختراق التي تعرض لها عملاء خدمة بلاي ستيشن، إضافة إلى ذلك تعرض حوالي 10700 عميل في النمسا واسبانيا وهولندا والمانيا إلى سرقة معلومات عن أوامر الدفع الدائمة الخاصة بهم. بحسب رويترز.

واوضحت سوني أن هذه المعلومات تشمل أرقام البطاقات البنكية وتواريخ انتهاء الصلاحية، لكن متحدث باسم سوني قال إنه لا يوجد دليل حتى الآن على أن المعلومات التي تم الحصول عليها قد استخدمت للحصول على أموال بصورة غير مشروعة، ويذكر ان الشركة قالت شركة في وقت لاحق انها سجلت خسائر صافية قدرها 3.2 مليار دولار عن العام المنتهي في 31 مارس اذار حيث تواجه الشركة (التي تنتج ألعاب بلاي ستيشن وأجهزة الكمبيوتر المحمول فايو وأجهزة التلفزيون ترينيترون) صعوبات في التعافى من تداعيات الزلزال الذي ضرب اليابان في 11 مارس اضافة الى سلسلة من هجمات قراصنة الكمبيوتر، وقالت سوني انها تتوقع الآن خسائر صافية قدرها 260 مليار ين (2 ر3 مليار دولار) مقارنة مع توقعات سابقة بأرباح تبلغ 70 مليار ين، وتمسكت الشركة بتوقعاتها السابقة قبل الزلزال بأن تبلغ الارباح التشغيلية السنوية 200 مليار ين (2.4 مليار دولار)، وفي أولى توقعاتها للسنة الجديدة التي تنتهي في مارس 2012 قالت سوني ان الارباح التشغيلية ستكون أيضا نحو 200 مليار ين، وألحق الزلزال وأمواج المد العاتية أضرارا بمصانع سوني في شمال شرق اليابان، وتسببت الكارثة في قطع شبكات الامداد وتراجع الاستهلاك المحلي، وقدرت سوني تأثير الزلزال في السنة المالية الحالية بنحو 150 مليار ين على مستوى التشغيل.

قرصنة تستغل بن لادن

على صعيد اخر ومع انتشار خبر مقتل أسامة بن لادن بدأ قراصنة المعلوماتية نشاطاتهم بداية مع ما يعرف بتقنية (SEO) وهي تقنية لوضع روابط ملوثة على رأس لائحة نتائج البحث عن الصور وتحديدا في محرك البحث "غوغل"، فعند النقر على تلك الروابط الملوثة في محرك البحث الذي لم يتسنى له "فلترة" النتائج، فإن المستخدم يوجه إلى موقع مفخخ بما يعرف بالـ(Rogueware) أي برامج مكافحة الفيروسات المزيفة، فعند وصول المستخدم لهذا الموقع المفخخ، يوهم بأن لديه فيروس أو مقطع برمجي خبيث وأن البرنامج المزيف الذي يقترحه الموقع سيخلصه من هذا التلوث، ويطلب من المستخدم تحميل برنامج اسمه «Best antivirus 2011»، ومن ثم يجبره على دفع المال لشراء هذا البرنامج الاحتيالي، وفي الواقع فإن هذا البرنامج هو برنامج خبيث يثبت نفسه في جهاز الكمبيوتر ويعمل كأحصنة طروادة، وكُشف أيضا عن أسلوب إحتيال أخر، وهذه المرة على موقع أسباني يقترح على المستخدم صور وفيديو جثة بن لادن بالإضافة إلى مقالات و معلومات عن العملية العسكرية الأمريكية، وفي أسفل الصفحة رسالة مع نافذة لقارئ ملفات الفيديو من نسق فلاش يطلب من المستخدم تحميل إضافة (Plug In) لتحديث القارئ ليتمكن من مشاهدة الفيلم، غير أن هذه الإضافة هي كناية عن برنامج جاسوس إعلاني قابل للتنفيذ يعرف باسم (Hotbar). بحسب السي ان ان.

ولم يمض ساعات على إعلان مقتل بن لادن حتى انتشرت الرسائل المتطفلة والروابط المتطفلة على مواقع التواصل الاجتماعي وفي علب البريد الالكتروني، وهي روابط تنقل المستخدم عند النقر عليها إلى مواقع مفخخة ببرامج خبيثة وببرامج متطفلة جاسوسة، هذا ويتوقع خبراء شركة سيمانتك المتخصصة بمكافحة الفيروسات وأمن الشبكة موجة عارمة من البريد الالكتروني غير المرغوب فيه سيتجاوز المائة مليون رسالة كلها معنونة، "مقتل بن لادن"، وفي هذا الإطار  تنصح شركة سوفوس، المتخصصة بمكافحة الفيروسات وبأمن شبكة المعلومات، المستخدمين بعدم النقر الأعمى على الروابط والوصلات في الرسائل الالكترونية المتطفلة أو على الروابط المتطفلة المنشورة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي أو الروابط التي يحصل عليها المستخدم من خلال نتائج محرك البحث من دون التأكد من مصدر الرابط ومن دون قراءة وثيقة التأكد من خلو الموقع من أي تهديدات والتي تستخدمها معظم محركات البحث عند "فلترة" نتائج البحث، وبالتالي نصحت شركة سوفوس المستخدمين بعدم الموافقة على أي مسح" أمني" لجهاز الكمبيوتر، مقترح من مواقع مجهولة أو غير موثوق بها بعد وصول المستخدم إليها من دون إرادته، وبالتالي عدم تحميل الإضافات لقارئ الملفات من مواقع مشبوهة، وأخيرا التنبه إلى ضرورة التحديث الدائم لبرنامج مكافحة الفيروسات وبرنامج الجدار الناري وأيضا برامج مكافحة البرامج المتطفلة الجاسوسة في جهاز الكمبيوتر.

اختراق شركة لوكهيد مارتن

الى ذلك قال مصدر ان متسللين مجهولين اخترقوا شبكات امنية لشركة لوكهيد مارتن كورب وبضع جهات اخرى متعاقدة مع الجيش الامريكي، وقال المصدر وهو على معرفة مباشرة بالهجمات لكن غير مصرح له بالتحدث علانية بشأن المسألة ان المهاجمين اخترقوا الانظمة الامنية المخصصة لابعاد اي متطفلين عن طريق نسخ مشابهة لمفاتيح "سيكيور اي.دي" الالكترونية من قسم "ار.اس.ايه" للسلامة في شركة "ئي.ام.سي كورب"، ولم يتضح على الفور اي نوع من البيانات يمكن ان يكون تعرض للسرقة، ولكن لوكهيد وغيرها من شبكات التعاقد العسكرية الاخرى بها بيانات حساسة بشأن انظمة اسلحة مستقبلية وتكنولوجيا عسكرية تستخدم حاليا في معارك بالعراق وأفغانستان، وتمثل الشركات الاخيرة احدث الجهات التي يتم اختراقها عبر هجمات معقدة تخطت دفاعات شركات ضخمة منها "سوني" "وجوجل" "وئي.ام.سي كورب" وغيرها من الشركات العملاقة. بحسب رويترز.

ويقول خبراء تكنولوجيا انه من المستحيل عمليا على اي شركة او هيئة حكومية بناء شبكة امن لا يمكن للمتسللين اختراقه، وقالت وزارة الدفاع الامريكية التي لها نحو 85 الف عسكري ومدني يعملون على مسائل الامن التكنولوجي حول العالم انها استخدمت ايضا عددا محدودا من مفاتيح امان ار.اس.ايه ولكنها رفضت الكشف عن العدد بالتحديد لدواع امنية، وتمكن المتسللون من معرفة كيفية نسخ هذه المفاتيح الالكترونية ببيانات مسروقة من ار.اس.ايه خلال هجوم معقد كشفت عنه ئي.ام.سي في مارس اذار وفقا لما قاله المصدر، ورفضت ئي.ام.سي التعليق على المسألة وكذا مسؤلون تنفيذيون في جهات كبيرة متعاقدة مع الجيش الامريكي.

تحذير استرالي

من جهتها حثت الحكومة الاسترالية الشركات على التحصن من هجمات الكترونية تشن من الخارج ضد عدد من أكبر شركات الموارد في العالم وشركات أعمال أخرى محذرة من تنامي المخاطر التقنية، وجاءت الدعوة الى اليقظة من جانب المدعي العام الاسترالي روبرت مكليلاند بعد ان قال المدير المنتهية ولايته لشركة وودسايد بتروليوم أكبر شركة للنفط والغاز في استراليا ان الهجمات الالكترونية تأتي الان "من كل مكان"، وقال مكليلاند على هامش مؤتمر للامن الخاص بشبكة الاتصالات الدولية الانترنت في العاصمة الاسترالية كانبيرا "ما من شك في ان الخطر الامني على الانترنت يتفاقم"، ودون التطرق الى حوادث بعينها وردت تقارير عدة عن شركات الموارد" الاسترالية، وقال دون فويليت المدير التنفيذي المنتهية ولايته لشركة وودسايد بتروليوم خلال مؤتمر لرجال الاعمال في بيرث ان الهجمات الكترونية مصدر قلق خاص لاستراليا التي يقوم اقتصادها على الموارد وان تلك الهجمات لا تأتي فقط من الصين المتعطشة للطاقة. بحسب رويترز.

ونقلت صحيفة اوستراليان عن فويليت قوله ان الهجمات "تأتي من كل مكان، انها تأتي من شرق أوروبا ومن روسيا ولا تتصيدوا الصين وحدها انها (الهجمات) تأتي من كل مكان"، كما وتعرضت شركة سوني عملاقة الالكترونيات اليابانية لهجوم استهدف شبكة بلاي ستيشن وبها بيانات شخصية لاكثر من مليون عميل، وتعرض برلمان استراليا لهجوم الكتروني في فبراير شباط استهدف أجهزة الكمبيوتر لما لا يقل عن عشرة وزراء اتحاديين من بينهم رئيسة الوزراء جوليا جيلارد ووزير الدفاع ستيفن سميث، وكانت وكالات الاستخبارات الصينية من بين قائمة متسللين اجانب يشتبه انهم وراء هذه الهجمات والتي جاءت عقب عمليات تسلل مماثلة في فرنسا لشبكة معلومات على أجهزة الكمبيوتر تخص مجموعة العشرين للدول الغنية، وقالت جينفر ويتلو المتحدثة باسم شركة لوكهيد مارتن في بيان عبر البريد الالكتروني "نتيجة للاجراءات السريعة والمدروسة التي اتخذت لحماية الشبكة وزيادة سلامة تكنولوجيا المعلومات فان انظمتنا لا تزال امنة"، وأضافت "لم يتم اختراق البيانات الخاصة بأي عميل او برنامج او موظف."

الصين تنفي

من جانب اخر نفت الصين أن تكون لها أية علاقة بمحاولات لاختراق حسابات مسؤولين أمريكيين في بريد غوغل الالكتروني.وكانت غوغل قالت في وقت سابق إن قراصنة كمبيوتر في الصين حاولوا الاستيلاء على البيانات الخاصة بحسابات مئات المسؤولين السياسيين والعسكرييين والصحفيين الأمريكيين في بريدها على شبكة الانترنت، وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن "من غير المقبول" القاء اللوم على الصين، ولم تلق غوغل باللوم على الحكومة الصينية بصورة مباشرة، لكنها قالت إن حملة الاختراق نظمت قد انطلقت من مدينة جينان شرقي الصين، ومضت غوغل للقول إن أمن هذه الحسابات لم يخرق لكنها أضافت أن القراصنة حصلوا على كلمات السر من خلال الاحتيال أو من خلال مواقع أخرى، وأوضحت غوغل أن حملة الاختراق استهدفت أيضا ناشطين سياسيين ومسؤولين في دول آسيوية أخرى، ومن الصعب بالنسبة للمحللين أن يحددوا ما إذا كانت الحكومات أم الأفراد هم المسؤولون عن مثل هذه الهجمات. بحسب البي بي سي.

كما إن المستهدفين شخصيات على إطلاع على معلومات حساسة أو حتى سرية يزيد من احتمال أن تكون تلك العملية محاولة تجسس عبر الانترنت وليست جريمة اختراق معتادة، وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ لي خلال مؤتمر صحفي "القاء اللوم بشأن هذه الانتهاكات على الصين هو أمر غير مقبول".وأضاف لي "إن القرصنة مشكلة دولية والصين ضحية ايضا له، إن الادعاءات (بحدوث) ما يسمى دعم القرصنة لا اساس لها على الإطلاق ولها دوافع خفية"، وكانت غوغل اعلنت أنها "كشفت عن وعطلت" حملة للحصول على كلمات السر الخاصة بالمئات من المشتركين في بريدها الالكتروني، وأضافت غوغل "لقد أخبرنا الضحايا وأمننا حساباتهم، إضافة إلى ذلك فقد أخبرنا الحكومات ذات الصلة"، ويستخدم بعض القراصنة أسلوب يعرف باسم "سفير فيشينغ" (الصيد بالرمح) للإيقاع بمستخدمي البريد الاكتروني، ويتلخص هذا الأسلوب في استهداف عدد محدد من المستخدمين لإفشاء تفاصيل بريدهم الالكتروني إلى صفحة على الانترنت تشبه صفحة بريد غوغل أو أي موقع آخر حتى يطمئن المستخدم ويدخل بياناته، وبعد الحصول على كلمة السر وأسم الدخول، يطلب القرصان الالكتروني من غوغل أن تبعث له البريد الوارد إلى حساب بريدي آخر أعده بنفسه، يذكر أن البيت الأبيض أعلن في وقت سابق أنه يتحرى بشان هذه التقارير، لكنه لا يعتقد أن هناك حسابات بريد الكتروني تابعة لمسؤولين أمريكيين قد تعرضت للاختراق.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 15/حزيران/2011 - 14/رجب/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م