هل باتت البشرية عاجزة عن إطعام جياعها؟

تقرير: حيدر الجراح

 

شبكة النبأ: لا زالت الاسباب هي نفسها التي يعاد ذكرها في كل عام بمناسبة الاحتقفال باليوم العالمي لمحاربة المجاعة. فالحروب والكوارث الطبيعية والفقر والتصحر والجفاف لا زالت على حالها من التاثير على الملايين من سكان المعمورة.

كل عام تنطلق الكثير من الدعوات للتقليل من عدد الجائعين في العالم وكل عام تزيد اعداد هؤلاء، وكأن جميع الصيحات والخطط تذهب ادراج الرياح لاسباب كثيرة من صنع الانسان واسباب اقل خارجة عن ارادته.. ما المقصود بالمجاعة؟

انها ندرة المواد الغذائية على نطاق واسع، ويمكن أن تنطبق على جميع الأنواع أي الحيوانات، وهي ظاهرة عادة ما تكون مصحوبة بسوء التغذية الإقليمية، التجويع، وباء، معدل وفيات مرتفع...  في كثير من مناطق العالم اعتبارا من عام 2009، هناك مجاعة مستمرة بين جزء كبير من سكان البشرية.

اكثر من 854 مليون في العالم يعانون من الجوع، وتبلغ نسبة الاشخاص الذين يعيشون دون مستوى الفقر، الواحد على ستة. (انها ارقام مخزية) و (تبقى عمليا غبر قابلة للعزل)، هذا ما صرحت به جمعية (اياد متحدة) في رسالة الى وكالة زينيت بمناسبة اليوم العالمي للتغذية ورفض البؤس.

ونقلا عن الجمعية: (طفل من اصل خمس يموت قبل ان يبلغ السنة الواحدة من العمر في البلدان النامية).. ماذا عن الجفاف والتصحر وعلاقته بالمجاعة في العالم؟

في كل عام يفقد العالم حوالي 691 كيلومتر مربع من الأراضي الزراعية نتيجة لعملية التصحر، بينما حوالي ثلث أراضي الكرة الأرضية معرضة للتصحر بصفة عامة. ويؤثر التصحر على القارة الإفريقية بشكل خاص، حيث تمتد الصحاري على طول شمال أفريقيا تقريبًا.

كما أنها أصبحت تمتد جنوبًا، حيث إنها اقتربت من خط الاستواء بمقدار 60 كم عمَّا كانت عليه من 50 سنة، وفي أكثر من 100 بلد من بلاد العالم يتأثر ما يقارب البليون نسمة من إجمالي سكان العالم البالغ عددهم 6 بلايين نسمة بعملية تصحر أراضيهم؛ مما يرغمهم على ترك مزارعهم والهجرة إلى المدن من أجل كسب العيش.

ويخلق التصحر جوًّا ملائمًا لتكثيف حرائق الغابات وإثارة الرياح، مما يزيد من الضغوط الواقعة على أكثر موارد الأرض أهمية ألا وهو الماء. وحسب تقرير الصندوق العالمي للطبيعة فقدت الأرض حوالي 30% من مواردها الطبيعية ما بين عامي 1970 و1995.

وكان الأمين العام للأمم المتحد بان كي مون قد أصدر بيانًا لمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف العام الماضي جاء فيها: (لا يمثل التصحر واحدا من أضخم التحديات التي تجابه البيئة في العالم فحسب، بل يشكل أيضا عقبة رئيسية أمام تلبية الاحتياجات البشرية الأساسية في الأراضي الجافة. فهو يعرّض للخطر صحة ورفاهية 1.2 بليون نسمة في أكثر من 100 بلد).

وكثير من أفقر السكان في العالم هم أيضا أكثر من يعانون من آثار التصحر. ذلك أن ثلثي الفقراء يعيشون في أراض جافة، ويعيش حوالي نصفهم في أسر معيشية بالمزارع، حيث يهدد التدهور البيئي بالخطر الإنتاج الزراعي الذي تعتمد عليه معيشتهم.

ورغم أن عدد الأشخاص الذين يعانون من المجاعة عبر العالم عرف تراجعا خلال سنة 2010 فلا يزال 925 مليون شخص يعانون من هذه الظاهرة.

تأثيرات المجاعة في أرقام

850 مليون عدد المتضررين من المجاعة في العالم، 80% منهم في آسيا، 30% وأكثر من 30 % في إفريقيا.

36 مليون يتوفون سنويا من تأثيرات المجاعة.

إنتاج 50 لتر من الوقود البيولوجي يحتاج لحوالي 200 كلغ من الذرة... 200 كلغ من الذرة تكفي لتغذية إنسان لمدة عام.

10 هكتارات لإنتاج المواد الغذائية تسمح بتشغيل ما بين 7 و 10 فلاحين... 10 هكتارات لإنتاج قصب السكر الموجه لإنتاج الوقود البيولوجي لا تشغل أكثر من فلاح واحد.

اسعار المواد الزراعية الغذائية المستعملة في إنتاج الوقود البيولوجي قد ترتفع حتى العام 2010 بالنسبة للذرة بحوالي 20%، والمواد الزيتية 26%، والقمح 11%... أي ارتفاع بنسبة 1% من أسعار المواد الغذائية الأساسية يضيف حوالي 16 مليون الى أعداد المتضررين من المجاعة في العالم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 15/حزيران/2011 - 14/رجب/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م