أبو ظبي تنتج الكافيار ودبي تزرع الشاي!

شبكة النبأ: بعيدا عن بحر قزوين او البحر الاسود، تكبر اسماك الحفش في احواض مبردة في قلب صحراء ابوظبي محتضنة في احشائها ذهبا اسود من نوع آخر هو الكافيار، وذلك ضمن اكبر مصنع لهذا المنتج الفاخر في العالم.

فبالنسبة لمجموعة بن سالم الاماراتية صاحبة المشروع، الهدف واضح: انتاج اجود انواع الكافيار في اكبر واحدث مصنع من نوعه في العالم ضمن معايير صديقة للبيئة. وقد وجدت في مجموعة "يونايتد فود تكنولوجيز" الالمانية شريكا يملك الخبرة اللازمة لتحقيق ذلك. وسيتم انتاج اول كمية من كافيار ابوظبي قبل نهاية 2011 على ان يصل الكافيار الى المستهلكين خلال العام المقبل. بحسب فرانس برس.

وقال مدير الشؤون التجارية في شركة "رويال كافيار كومباني" في ابوظبي روبرت هاربر "هناك نقص في العرض مقارنة بالطلب العالمي على الكافيار يصل الى حوالى اربعمئة طن سنويا، وسوف نساهم بشكل كبير في سد هذا العجز".

ويفترض ان تنتج الشركة عندما تصل الى قدرتها الكاملة 35 طنا سنويا من "اجود انواع الكافيار"، على ان يخصص الانتاج بشكل اساسي لمنطقة الخليج التي يصل مستوى الطلب فيها على بيض سمك الحفش الاسود المملح الذي يعرف ب"الكافيار" الى 14 طنا سنويا، اضافة الى اسواق الكافيار التقليدية في اوروبا واميركا الشمالية والاسواق الناشئة في آسيا.

وفي مصنع الشركة بمنطقة المصفح الصناعية في الصحراء القريبة من عاصمة الامارات العربية المتحدة، تتم مراقبة اسماك الحفش بعناية داخل احواض خضراء مبردة يتم التحكم بجزئيات الطعام المخصصة للاسماك فيها بادق الطرق التكنولوجية، ويتم فرزها بحسب حجمها ونوعها.

وفي قاعة معزولة في المصنع، يحمل اخصائيون الاسماك الكبيرة المخدرة من احواضها الى منصة من رخام، ثم يفحص بطن الاسماك بواسطة آلة التصوير الصوتي لرصد تطور نوعية وكمية البيض الذي يتكون ببطء قبل ان يتحول الى ذلك المنتج المعشوق، خصوصا من قبل الاثرياء.

وقال هاربر في مؤتمر صحافي "في هذه البيئة ليس هناك اعداء طبيعيون للاسماك، كل شيء في +المزرعة+ يساهم في خلق افضل بيئة لافضل انتاج ونسبة النفوق منخفضة جدا".

وعما اذا كان البعض يعتقد ان هذا النوع من الزراعة الحيوانية مكلف بيئيا من ناحية استهلاك الطاقة والمياه، قال نائب رئيس مجموعة بن سالم، احمد الظاهري "على العكس تماما، فاسماك الحفش في بيئتها الطبيعية، خصوصا في بحر قزوين، مهددة بالانقراض، وانتاجنا يساهم في حماية هذا النوع من الاسماك". واضاف ان المياه الناتجة عن عملية تنمية الاسماك ستستخدم في ري الاراضي المستصلحة للزراعة في امارة ابوظبي الصحراوية.

وتبلغ كلفة المشروع حوالى 115 مليون دولار بحسب المدير المالي للمجموعة ميشيل نصور الذي توقع ان تبدأ الشركة بالربحية اعتبارا من السنة الثانية مقدرا نسبة العائد على الاستثمار بحوالى 50%. وسيباع الكافيار المنتج في ابوظبي بما بين 4 و6 دولارات للغرام الواحد بحسب هاربر.

واضافة الى الكافيار، ستنتج "رويال كافيار كومباني" 700 طن سنويا من لحوم الحفش التي ستباع طازجة او يتم تدخينها، بحسب الظاهري.

واذا كان الكافيار "الحقيقي" منتجا فاخرا باهظ الثمن، فذلك يعود في الاساس الى ندرة اسماك الحفش والوقت الطويل الذي يجب ان تعيشه السمكة قبل ان يمتلئ بطنها بالبيض الاسود.

وقال كريستوف هارتونغ رئيس مجلس ادارة شركة "يونايتد فود تكنولوجيز" التي تشرف تقنيا على المشروع، "ان سمكة الحفش لا تعطي الكافيار الا بعد اربع سنوات ونصف السنة عندما يصل وزنها الى عشرة كيلوغرامات تقريبا، ويكون عشر هذا الوزن من الكافيار الخالص".

واثمن انواع الكافيار ياتي من اسماك الحفش البرية في بحر قزوين، وهي تنتج حاليا فقط في ايران واذربيجيان بعد ان اوقفت روسيا طوعا الانتاج من الاسماك البرية. وابرز اصناف الكافيار هي البيلوغا والاوسيترا والسفروغا. الا ان كافيار ابوظبي لن يكون من هذه الانواع، اذ انه ينتج من اسماك الحفش السيبيرية وليس القزوينية.

لكن هارتنغ يؤكد ان "+كافيار الصحراء+ منتج ممتاز" وهو "كافيار حقيقي يفضله عدد كبير من الطهاة العالميين على الكافيار القزويني، لكن الذوق امر لا يمكن مناقشته في النهاية".

وبالنسبة لروبرت هاربر، فان كافيار ابوظبي يوفر لمحبي بيض السمك "استهلاك منتج تم صنعه بشكل قانوني واخلاقي" في اشارة الى انتاج الكافيار القزويني بشكل ينتهك الضوابط على صيد هذه الاسماك المهددة بالانقراض.

واشترت الشركة الاسماك الموجودة حاليا في ابوظبي قبل ثلاث سنوات، وتمت تربيتها في المانيا ونقلت الى الامارات بواسطة حاويات خاصة مؤخرا، وقد ساهم ذلك بحسب ميشيل نصور ب"ربح الوقت في عملية الانتاج"، اذ تقلص وقت الانتظار من خمس سنوات الى سنة ونصف السنة.

لكن الشركة ستستلم "قريبا جدا" 120 الف بيضة حفش ملقحة ليلد منها "اول جيل اماراتي المنشأ" من الاسماك المنتجة للذهب الاسود الجديد في عاصمة الامارات التي تملك 8 % من احتياطي النفط العالمي، الذهب الاسود الآخر.

دبي وصناعة الشاي

وفي وقت تحاول فيه انواع الشاي المنكهة والعضوية اسر متذوقي هذا المشروب، في تحد غير مسبوق للهيمنة التقليدية للشاي الأسود على ما يقول خبراء، يتطلع مصنع للشاي في دبي لان يصبح اكبر منشأة في العالم في هذا المجال.

ويمكن تلمس التغيير العالمي في نزعات شرب الشاي في منطقة جبل علي، رغم كونها على بعد ألفي كلم من اقرب بساتين الشاي في جبال جنوب آسيا وشرق افريقيا.

ويقع مصنع يونيليفر لخلط الشاي وتعليبه في وسط سوق ضخمة لاستهلاك الشاي، في الشرق الأوسط الغني بالنفط، وهو شاهد على عادات مستهلكي الشاي المتغيرة.

ويعتزم المصنع، الذي ينتج 1,1 مليون كيس شاي كل ساعة على مدار العام، توسيع إنتاجه لاحقا هذا العام لمضاعفته في غضون أربع سنوات، في مسعى ليصبح أكبر مصنع للشاي في العالم.

وقال كوروش بهاروشا وهو مدير في يونيليفر لوكالة فرانس برس "قبل 25 عاما، لم تكن العديد من دول الشرق الأوسط قد سمعت عن الشاي الأخضر"، لكن "ذلك تغير بسرعة خلال السنوات الخمس الأخيرة. وقد حظي الشاي الأخضر على تغطية إعلامية واسعة... وخصائصه الصحية باتت معروفة". وتابع هذا الخبير في تذوق الشاي ان "النساء خصوصا يتناولن الشاي الأخضر بوصفه منعشا ومشروبا صحيا".

الفرق بين الشاي "الأسود" و"الأخضر"، يشبه الفرق بين النبيذ "الاحمر" و"الأبيض". والخصائص الصحية للشاي الأخضر تساعد ايضا في تنشيط صناعة الشاي برمتها.

وبدأت الدول التي تصدر الشاي الأسود التقليدي مثل سريلانكا، خلال السنوات الأخيرة انتاج المزيد من الشاي الأخضر وغيرها من الانواع المنكهة.

وتمر صناعة الشاي الأسود في عملية من التخمير او الأكسدة لتغيير لون الأوراق من الأخضر للأسود، أما صناعة الشاي الأخضر فلا تمر بعملية التخمير لتحتفظ الأوراق بلونها. لكن نبتة الشاي، ايا كان نوعها، تتحدر من الشتلة نفسها.

قبل عقود، كان بإمكان متذوقي الشاي الاختيار بين الأسود والأخضر، أما الان فقائمة الخيارات واسعة، وحتى الأكياس باتت لها أشكال متعددة وجذابة.

وانضم الى الشاي الأخضر والشاي الأسود الشاي العضوي وشاي الأعشاب والزهورات والشاي الجاهز للشرب والشاي بطعم الفواكه، اما بعض أكثر هذه الأنواع شيوعا فهي شاي الياسمين وايرل غراي والبابونج والشاي بنكهة الليمون والنعناع. من بين الأكثر نموا صناعة الشاي على نكهة "خليط الفواكه"، و"الشاي الأبيض".

ولم يؤثر الارتفاع الكبير في أسعار السلع العالمية الذي سجل في بداية العام، على الشاي، لكن التغير المناخي بدأ يؤثر على محاصيل الزراعات الاستوائية بما في ذلك زراعة الشاي.

وقال بهاروشا ان الاسعار تشهد تقلبات اكثر من اي وقت مضى، وارتفعت كلفة سعر فنجان الشاي بشكل مطرد خلال السنوات الخمس الأخيرة، متوقعا ان تصبح صناعة الشاي اكثر استدامة و"مراعاة للبيئة".

وعزا المسؤولون ارتفاع الاسعار خلال السنوات الاخيرة الى ضعف المحاصيل التي تضررت بفعل الجفاف، وخصوصا في كينيا والهند وسريلانكا، التي تعمل على تطوير نبتات تقاوم الجفاف، بغية منافسة كينيا لتصبح اول مصدر عالمي للشاي، على ما ذكر معهد "تي ريسيرتش" السريلانكي.

وتعهد مصنع يونيليفر ان يجعل مصدر الشاي المعبأ في كل أكياس علامة ليبتون المسجلة من مزارع مرخصة من قبل "اليانس راينفورست" الأميركية.

ورغم ان ذلك سيتسبب في ارتفاع سعر الشاي، لكن سيز تالما، نائب رئيس قسم تطوير العلامة لدى ليبتون، يتوقع ان ترتفع المبيعات حتى 3 %.

واضاف "بات الشاي شائعا جدا في النزعات الصحية (المتبعة)، ونتوقع ان تواصل السوق نموها بين 5 و7 % سنويا" معتبرا ان التحدي يكمن في "مواصلة نمو الشاي الأسود فيما نواصل توسعنا في فروع الشاي الأخضر والفواكه وغيرها".

وذكر مجلس الشاي السريلانكي، في تقريره الأخير ان "الفورة العالمية في صادرات الشاي تبدو متواصلة، مع تسجيل ارتفاع بنسبة 10 % بفضل تعافي الاقتصاد العالمي".

في جبل علي في دبي، تقوم آلات ألمانية الصنع بتعليب أطنان من الشاي في أكياس ورزم، ويتوقع مدير المصنع عبد العزيز صلاح توسيع العمل في المصنع ليتمكن من تلبية الطلب المتنامي باستمرار. وقال "سنبدأ عملية التوسع بنهاية العام، وبحلول 2015 نريد مضاعفة انتاجنا"، اذ "نتطلع لنصبح أكبر مصنع للشاي في العالم".

من جهته قال بهاروشا "نحن نقترب من أكبر منتجي الشاي ومصدريه في العالم (شرق افريقيا والهند وسريلانكا)".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 12/حزيران/2011 - 10/رجب/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م