رئة الأرض تستنجد

باسم حسين الزيدي

شبكة النبأ: بات كل شيء في الوقت الحاضر مهدد بالانقراض، حقيقة لا مهرب منها في ظل تنامي الوعي العالمي بالاضرار الجسيمة التي سببتها البشرية للطبيعة والكرة الارض بصورة عامة خلال سباقها المحموم لتسلق هرم التقدم والتطور الصناعي خلال القرون القليلة المنصرمة، وقد ادرك العالم اخيراً ان المتضرر الاول في هذا المقام جراء ما يحدث هو الانسان نفسه بعد ان لمس على ارض الواقع العديد من التغيرات المناخية مثل ظاهرة الاحتباس الحراري والجفاف والانبعاثات السامة والزلازل والفيضانات التي اثرت بشكل كبير على حياة الملايين من بني البشر، ولعل الغابات التي تعتبر الرئة والمتنفس الحقيقي للكرة الارضية هي احدى اكبر الضحايا جراء العمليات العشوائية التي قام بها المزارعون والشركات لاقتلاعها والاستفادة منها للأغراض التجارية وترك الاف الهكتارات مهجورة منه، وقد استعانت الغابات اخيراً بالتكنولوجياً لتنقذها مما هي فيه قبل ان تتعرض للانقراض، وذلك من خلال استخدام الاقمار الصناعية للمراقبة والشرائح الالكترونية وغيرها في سبيل المحافظة على هذا الكنز الطبيعي.

غابات الأمازون في خطر

حيث يقوم المزارعون بحرق الأشجار واقتلاعها من أجل رعي الماشية وتحقيق مكاسب سريعة، كشفت إحصائية جديدة في البرازيل ارتفاع وتيرة إزالة غابات الأمازون المطيرة بما يعادل ستة أضعاف معدلها في العام الماضي، وأظهرت صور التقطتها اقمار صناعية زيادة المساحات التي دمرت من الغابات من 103 كيلومترا مربعا ما بين شهري مارس وأبريل العام الماضي إلى 593 كيلومترا مربعا في الفترة ذاتها من العام الجاري وذلك وفقا لمعهد أبحاث الفضاء في البرازيل، وذكر المعهد أن أكثر المناطق التي تعرضت للضرر تقع في ولاية ماتو جروسو مركز زراعة الصويا في البرازيل، وتأتي نتائج الإحصائية قبيل التصويت على قانون جديد لحماية الغابات، من جانبها اعتبرت وزيرة البيئة البرازيلية ايزابيلا تيكسيرا أن هناك "ما يدعو للقلق" وأعلنت أنها ستدعو إلى عقد "حكومة أزمات" بع الكشف عن نتائج الاحصائية، وقالت تيكسيرا في مؤتمر صحفي "هدفنا هو تقليل إزالة وقطع أشجار الغابات بحلول يوليو/ تموز المقبل"، ويرى الخبراء أن النتائج الجديدة فاجأت الحكومة البرازيلية، وكان تقرير حكومي قد أكد في ديسمبر الماضي تراجع معدل إزالة الغابات ليصل إلى أقل معدل لها منذ 22 عاما بينما النتائج الجديدة توضح زيادة النسبة بمقدار 27 في المائة ما بين شهري أغسطس / آب 2010 وأبريل / نيسان الماضي، وتأتي البيانات الجديدة في خضم نقاش ساخن في الكونغرس البرازيلي حول إمكانية تخفيف شروط القانون الحالي لحماية الغابات، ويتوقع مراقبون أن يتم طرح هذا الملف أمام مجلس النواب مرة أخرى لدراسته، ويحدد قانون الغابات في البرازيل الصادر في عام 1934 والمعدل في عام 1965 مساحة رقعة الغابات التي يسمح للمزارع أن يزيلها في الأرض التي يملكها.وتنص اللوائح الحالية على ضرورة أن تشكل نسبة الغابات في الأراضي المملوكة في الأمازون 80 في المائة ولكن وفقا لتقارير بيئية تصل النسبة إلى 20 في المائة فقط في بعض المناطق.

كما احتج راوني احد زعماء السكان الأصليين في البرازيل وجايمس كاميرون مخرج فيلم "أفاتار" على بناء سد "بيلو مونتيه" الضخم في قلب الغابة الاستوائية الأمازونية التي تعتبر رئة كوكب الأرض، وخلال مؤتمر صحافي عقد في ماناوس (شمال-غرب) احتج زعيم القبيلة قائلا "سوف تهجر الأسماك النهر وسوف تعاني قران، لكن الحكومة لا تنصت سوى إلى المستفيدين ماديا من المشروع"، وقد بدا راوني شديد العزم ورابط الجأش مع تاجه الذي يعلوه ريش أصفر، وكان راوني قد شارك إلى جانب جايمس كاميرون الذي رافقه صديقه أرنولد شوارزينيغر الممثل وحاكم كاليفورنيا السابق، في منتدى حول الإنماء المستدام في المدينة الأمازونية، وتصل قدرة إنتاج سد "بيلو" إلى 11 ألف ميغاواط، وهو يأتي بالتالي ثالثا في ترتيب أكبر السدود عالميا، يسبقه سد "الصين العظيم" مع 18 ألف ميغاواط وسد "إيتايبو" عند الحدود بين البرازيل وباراغوي مع 14 ألف ميغاواط، وعملية تشييده التي تبلغ كلفتها 11 مليار دولار سوف تؤدي إلى إغراق منطقة مساحتها 500 كيلومتر مربع على ضفاف نهر ريو غزينغو متسببا بتهجير 16 ألف شخص بحسب البيانات الرسمية، وبالنسبة إلى جايمس كاميرون، فقد يؤدي السد إلى إحداث "أزمة إنسانية"، ويضيف "البرازيل تنمو بسرعة فائقة وهي لا شك بحاجة إلى مزيد من الطاقة، لكنكم اليوم تستطيعون أن تتجهوا إلى حل حيوي مستدام للسنوات المئة المقبلة في مجال الطاقة"، وكان كاميرون قد أعلن أن ممثلي الفيلمين الجديدين من سلسلة "أفاتار" سوف يقصدون الأدغال الأمازونية للتعرف إلى سكان البرازيل الأصليين قبل البدء بالتصوير بعد عام تقريبا.

حماية مفقودة

من جهة اخرى حين يسمع صرير منشار كهربائي ثم تتساقط اغصان شجرة قبل ان يسقط جذعها على الارض في غابات الامازون، فربما تكون هذه مجرد شجرة اخرى من الاف الاشجار التي تقطع كل عام في جزء من غابة البرازيل باستثناء شيء واحد هو وجود شريحة الكترونية مثبتة على جذعها تتضمن بيانات عن مكانها وحجمها ومن قام بقطعه، وبجهاز يحمله في يده يستخرج مهندس الغابات باولو بورخيس الاحصاءات المهمة الخاصة بالشجرة والتي تفيد بأن طولها 14 مترا واسمها "مانديوكاو" وقطعت بولاية ماتو جروسو عند الحافة الجنوبية للغابة التي تم ازالة جزء كبير منها لتوفير اراض للزراعة، اذ انه مشروع صغير رائد لكن القائمين عليه يقولون ان نظام الشرائح الدقيقة يمكن ان يكون خطوة كبيرة للامام في المعركة التي تستهدف حماية غابات الامازون، وتسمح تلك الشرائح لمالكي الارض الذين يتبعون الاساليب المستدامة لقطع الاشجار بالتمييز بين أخشابهم والاخشاب التي تأتي من اشجار تقطع بشكل غير قانوني مما يدمر مساحات شاسعة من اراضي الغابات سنوي، وتحكي كل شريحة قصة الشجرة بداية من تاريخ قطعها وحتى المصنع الذي قام بتصنيع أخشابها وبيعه وهي معلومات مهمة للمشتري الذي يريد ان يعرف من اين اتت قطعة الخشب، وقال بورخيس من منظمة اكاو فيردي او التحرك الاخضر التي تدير المشروع، "يتحدث الناس كثيرا هذه الايام عن الاخشاب التي يكون مصدرها الممارسات المستدامة للغابات، وهذا نظام يمكن ان يبين ذلك"، وتتعرض البرازيل لضغوط دولية للحد من عمليات قطع الاشجار التي تدمر الاف الاميال المربعة من غابات الامازون كل عام وتجعل البرازيل واحدة من أكبر مصادر انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والمشروع جزء من اتجاه متنام لاصدار شهادات تضمن لمن يشتري الاخشاب انها انتجت دون الحاق اضرار بالغابة التي قطع منه، وعلى عكس الممارسات غير القانونية لقطع وحرق الاشجار فان عمليات قطع الاشجار بصورة انتقائية يمكن أن تدر عائدات من بيع الاخشاب دون الاضرار بالغابات، كما يقول خبراء الغابات انها قد تزيد في بعض الحالات كمية ثاني اكسيد الكربون الذي تمتصها الغابة. بحسب رويترز.

وتقول منظمة اكاو فيردي ان التوسع في استخدام الشرائح الالكترونية في الغابات سيسهم في القضاء على الفساد الذي يؤدي لقطع الاشجار بشكل غير قانوني واصدار شهادات منشأ مزيفة لاخفاء المصدر ويساعد في حماية الغابات في البرازيل، وتستخدم مشروعات مماثلة في بوليفيا ونيجيريا تكنولوجيا مثل اجهزة قراءة الرقم الكودي او التعقب عن طريق الاقمار الصناعية للمساعدة في تتبع عمليات قطع الاشجار غير القانونية والحفاظ على النظام البيئي الهش، ويقول جاري دودج مدير العلوم والتوثيق في فورست ستيورادشيب كونسيل وهي منظمة لا تهدف للربح قادت حملة توثيق الاخشاب ان هذه التكنولوجيا يمكن ان تساعد في كشف حالات تحايل في تحديد منشأ الاشجار التي يتم قطعه، ويقول "اذا كان هناك تحايل من جانب مالك الغابة والمصنع فان الشريحة ستساعد كثيرا في مكافحة عمليات قطع الاشجار بصورة غير قانونية"، وذكر المجلس ان زيادة التكلفة احد عيوب انظمة التعقب التي تعتمد على تكنولوجيا متطورة رغم ان تعزيز نظام التوثيق سيرفع سعر بيع الخشب في بعض الاسواق، وجمعت اكاو فيردي بيانات عن أشجار على مساحة 247 فدانا من الغابات في مزرعة كاراندا التي تنتج الصويا والذرة مع الابقاء في نفس الوقت على النباتات الطبيعية على ثلث الارض طبقا للقانون، ويثبت مهندسو الغابات شرائح تشبه بطاقات هوية الموظفين على جذع كل شجرة، ويوفر هذا النظام لاصحاب الارض وقتا طويلا يهدر في ملء استمارات ورقية ويقلص الحاجة لعمليات تفتيش من جانب السلطات البيئية التي اتسمت علاقاتها بقطاع الزراعة في المنطقة بالتوتر لسنوات طويلة، ويبدي المزارعون في ماتو جروسو (الذين شجعتهم الحكومة العسكرية في البرازيل في السبعينات على تحويل الغابات لاراضي زراعية) اهتماما بالحفاظ على البيئة ويرفضون الاتهامات بعدم الاهتمام بالطبيعة، ويقول باتريك لوناردي (26 عاما) الذي سمحت اسرته بتنفيذ المشروع في مزرعتها "مازال الناس يعتقدون ان المزارعين من امثالنا يدمرون البيئة، هذا غير صحيح ونريد ان نوضح ذلك"، بل ان مشروع الشرائح الالكترونية لقي تأييدا حتى من قاطعي الاشجار الذي كان يعتقد انهم اخر من يساند اجراءات حماية الغابات، وقال ارستيديس فيراري (52 عاما) الذي يعمل في قطع الاشجار "اعتقد انها فكرة رائعة، لا نريد قطع كل اشجار الغابة، على العكس نريدها ان تبقى كي نواصل العمل".

غابات الغرب الاميركي  

في سياق متصل تواجه الغابات في غرب الولايات المتحدة وضعا خطرا اذ انها تعاني من الجفاف والحرائق وغزو الحشرات وباتت في بعض الولايات تبعث كميات من ثاني اكسيد الكربون اكبر من تلك التي تمصتها على ما يحذر خبراء، ويحاول هؤلاء العلماء تحديد مصير غابات الصنوبر القديمة جدا من خلال دراسة الوتيرة التي تتجدد بها وعبر تقييم الاجراءات التي ينبغي اتخاذها لتجاوز تأثير الاحترار المناخي، ويوضح ديفيد كليفز المستشارالرئيسي في شؤون المناخ في الهيئة الفدرالية الاميركية للغابات "هذه الانظمة البيئية تتغير عمليا تحت اقدامن، لذا علينا ان نغير نحن ايضا طريقة ادارتنا لها"، الغطاء الحرجي في الولايات المتحدة هو الرابع في العالم على مستوى المساحة، وهو يضطلع بدور اساسي في تنظيم ثاني اكسيد الكربون في الاجواء من خلال امتصاص هذا الغاز بفضل التركيب الضوئي بكميات اكبر من تلك التي يبعثها من خلال التحلل واستغلال الاخشاب، وتقول الهيئة الفدرالية الاميركية للغابات ان الغابات تمتص 10% من الانبعاثات الكاملة لمصادر الوقود الاحفورية في الولايات المتحدة، الا ان بعض غابات الصنوبر الاشهر في غرب الولايات المتحدة مثل تلك التي تغطي سفوح متنزه جبال الروكي الوطني (كولورادو) ويلوستون (وايومينغ ومونتانا) تعرضت لضربات قوية في السنوات الاخيرة بسبب مواسم جفاف قاسية جدا وذوبان الثلوج والحرائق والحشرات، فثمة ولايتان هما اريزونا وآيداهو اللتان كانتا تساهمان حتى الان بخفض مستوى ثاني اكسيد الكربون في الجو، اصبحتا الان من الباعثين له وفق بيانات نشرتها في نيسان/ابريل الماضي الوكالة الاميركية لحماية البيئة. بحسب فرانس برس.

وكانت قد المحت دراسة نشرت العام 2007 في مجلة "فوريست ايكولودجي اند مانجمنت" الى ان ولايتي كولورادو وايومينغ تسيران على الدرب ذاته، ويقول ريتشارد بيردسلي الذي يشرف على برنامج حول المناخ والحرائق ودورة الكربون في الدائرة الوطنية للغابات ان الغابات "تأثرت بثلاثة عوامل متزامنة تقريبا" وهي الجفاف والحرائق وحشرة صغيرة مدمرة من غمديات الاجنحة تفتك باشجار الصنوبر معروفة باسم "دنديكترونوس بونديروسا".ويؤكد الخبير هذا "كل هذه الاشجار الميتة لا تزال منتصبة، ولم تفرج بعد عن كل ثاني اكسيد الكربون الذي تختزنه، الامر يستغرق عقدين الى ثلاثة عقود"، في بعض الحالات يمكن للاجهزة المعنية بادارة الغابات ان تتدخل من خلال عمليات قطع انتقائية الامر الذي يسمح للاشجار الاخرى المتبقية الاستفادة من النور والمياه وتعزيز مقاومتها لغزو الحشرات الا ان الامر لا يمكن تطبيقه اينما كان، وتقول اريكا سميثويك التي تدرس خصوصا الصنوبر الملتوي (بينوس كونتارتا) الاكثر انتشارا في منطقة يلوستون ان الغابات تتجدد كل 75 الى مئة عام، وتوضح "لكن في حال وقعت حرائق بوتيرة اسرع من التي نشهدها الان، يجب ان نفكر بطريقة لادارة هذا الوضع وان نقيم تأثير ذلك على النظام البيئي والمنظر الطبيعي"، في العام 1988 اتى حريق هائل على 320 الف هكتار في متنزه يلوستون تاركا اثارا لا تزال ظاهرة حتى اليوم، وتخفف الهيئة الفدرالية الاميركية للغابات من اهمية اصدار بعض غابات الغرب الاميركي كميات اكبر من ثاني اكسيد الكربون مما تمتص، موضحة انه من غير المرجح ان يصبح هذا الميل معمما في المستقبل القريب، ويقر مايك راين الذي يقوم بابحاث في دائرة الغابات في كولورادو ان "تاريخنا قصير نسبيا مقارنة مع تاريخ الغابات ومن الصعب تاليا ان نتوقع اي شيء".

للامم المتحدة والحفاظ على الغابات

الى ذلك حاول مندوبون في اجتماع عالمي للامم المتحدة بشأن الحفاظ على الموارد الطبيعية الاتفاق على سبل تخصيص نحو اربعة مليارات دولار نقدا لمساعدة الدول النامية على الحفاظ على الغابات الاستوائية، وتهدف المحادثات في مدينة ناجويا اليابانية الى تحديد اهداف جديدة لعام 2020 لحماية الانواع النباتية والحيوانية في بروتوكول لاقتسام الموارد الجينية بين الدول والشركات وزيادة التمويل لحماية الطبيعة ولاسيما الغابات، وتقدر منظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة (الفاو) تراجع ازالة الغابات من 16 مليون هكتار سنويا في التسعينات الى 13 مليون هكتار سنويا خلال السنوات العشر الماضية مع تركز معظم الخسائر في الدول الاستوائية، وقالت الفاو في تقرير في وقت سابق من الشهر الجاري ان نحو 12 في المئة من غابات العالم تهدف اساسا الى حماية التنوع البيولوجي، وتمتص الغابات كميات كبيرة من ثاني اكسيد الكربون وهو الغاز الرئيسي المسبب لارتفاع درجة حرارة الارض وتساعد في الحد من سرعة التغير المناخي، كما ان هذه الغابات مجمعات رئيسية للماء وتساعد في تنظيف الهواء كما انها تأوي عددا لا يحصى من الانواع، وقالت ايزابيلا تيكسيريا وزيرة البيئة البرازيلية امام الاجتماع ان"غاباتنا تحتاج لعمل فوري"، ويركز الوزراء على شركة تطوعية تغطي نحو 70 دولة بهدف تعزيز برنامج تدعمه الامم المتحدة يسعى الى مكافأة الدول النامية التي تحافظ على الغابات وتقوم بصيانته، واجتذب هذا البرنامج الذي يعرف باسم "خفض الانبعاثات من ازالة الغابات والتاكل" تعهدات بالتمويل من دول غنية بهدف تطوير مشروعات رائدة للحفاظ على الغابات بالاضافة الى سبل لتحويل هذه الاموال باسلوب شفاف. بحسب رويترز.

زيت النخيل

بدوره أعلن البنك الدولي أنه سوف يتوقف عن تمويل مشاريع إنتاج زيت النخيل التي تؤدي إلى إزالة الغابات بشكل كبير، وفي بيان أعلنت المنظمة ومقرها واشنطن أنه "بهدف المساهمة في حماية الغابات والتنوع الحيوي ومنع امتداد أشجار النخيل المخصصة لاستخراج الزيوت على المناطق المغطاة بالأحراج بالإضافة إلى أراضي الخث، سوف يولي البنك الدولي أولوية للمبادرات التي تشجع الإنتاج على أراض متدهورة والتي تعمل على تحسين الإنتاجية في المزارع القائمة أساسا"، وتأتي هاتان الأولويتان في إطار "استراتيجية" تم اقرارها مؤخراً، بعد عام على الاستشارات شملت "مجموعة كبيرة من الأطراف المعنية من بينها منظمات غير حكومية تعنى بالدفاع عن البيئة وعن الحقوق الاجتماعية، إلى جانب المزارعين والسكان الأصليين والشركات والحكومات"، وأكدت إنغر أندرسن نائبة رئيس البنك الدولي المكلفة شؤون التنمية المستدامة، "وإن لم يكن البنك الدولي طرفا أساسيا في قطاع زيت النخيل، إلا أننا قادرون على المساهمة في دعم التنمية المستدامة لهذا القطاع"، ويستخدم 6 آلاف مزارع وعامل زراعي في مجال زيت النخيل في العالم، ويستعمل 70% من هذا الإنتاج كزيت للطعام في العائلات الفقيرة في آسيا وإفريقيا، في حين يستخدم 20% منه في صناعة مواد التنظيف ومستحضرات التجميل، اما بالنسبة إلى منظمة "غرين بيس"، فإن تدهور أراضي الخث وإحراقها في إندونيسيا المنتج الأول عالميا، يؤديان إلى إنتاج 4% من الانبعاثات العالمية السنوية لغازات الدفيئة، وكانت أكبر مجموعة لإنتاج زيت النخيل في البلاد "سينار ماس" قد التزمت في شباط/فبراير الماضي بالحد من توسيع المزارع باتجاه الغابات المحمية وأراضي الخث.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 11/حزيران/2011 - 9/رجب/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م