هزني خبر قرأته عن أنتوني وينر النائب الديمقراطي الأمريكي وهو يبكي
ويعترف أنه نشر صور تخل بالآداب العامة عبر الانترنيت, ويعتذر للناس
لأنه سبب إساءة نفسية بالغة لهم على حد قوله , وسرعان ما رحت أقارن
بينه وبين سفاح مجزرة عرس التاجي فراس الجبوري والذين احتضنوه من
السياسيين, وكم كان الفرق بينهما, بين الفضيلة والرذيلة بين الاعتراف
والتدليس بين الضمير واللاضمير, هذا المجرم الذي وقف أمام شاشات
التلفزيون وهو يعترف بعد أن وقع في قبضة العدالة عن جرائمه بدون
إكتراث, وأنتوني وينر الذي وخزه ضميره من فعل أخلاقي مشين (عبر
الإنترنيت فقط) أكرر عبر الانترنيت فبادر للاعتراف طواعية وهو يذرف
الدموع.
فراس الجبوري الذي لو لم يكن قد وقع في يد القوات الأمنية لبقي
يدافع عن المجرمين ولم يطرف له جفن لأنه خالٍ من الضمير الإنساني ,
والطريف أن سفاحينا ومجريمينا من نوع خاص فكل شيء في عراقنا من نوع خاص
رغم كل ادعاءاتنا بالدين !!, والأغرب من ذلك كله هو مكان استخدام
الجريمة, فالنائب الأمريكي يستخدم الانترنيت وفراس الجبوري وعصابته
يستخدمون المسجد وشتان بين الاثنين.
حزب النائب الأمريكي الحزب الديمقراطي يبادر للإعتذار عن فعل
النائب ويعتبره فعلاً قبيحاً يسئ الى الحزب والعمل السياسي, ولربما
سيرفع أصدقاءه صورهم المشتركة من مواقعهم او البوماتهم الخاصة لأن ذلك
يسئ الى سمعتهم , بينما لم نسمع ممن التقطوا صوراً مع هذا المجرم أي
اعتذار أو تبرير ولا حتى كلمة واحدة بحق الضحايا.
كم هو الفرق بين سياسيينا وبين الآخرين , هؤلاء يخجلون من فعل
رفيقهم المخجل بينما يقيم البعض من سياسيينا الدنيا ولا يقعدوها لمجرد
وجود بعض السفاحين والقتلة في السجون من أمثال فراس ورفاقه, ولا يحركون
ساكناً لمثل هذه الجرائم التي تهز الضمير البشري, ألا يتعلمون هؤلاء
المدافعين عن المجرمين الخجل حينما يمارسون السياسة , ألا يجدر بالذين
انتشرت صورهم مع المجرم الجبوري أن يبادروا الى الاعتذار من الشعب
العراقي , ليس لتبرير صلتهم بالسفاح بل لعدم معرفتهم بجرائمه على الاقل
كما يدعون, فلو حصل هذا الفعل مع أي من السياسيين الأوربيين ماذا يكون
رد فعله وماذا يكون رد فعل الشارع الذي إنتخبه.
مع العلم إن الفعل الذي إرتكبه النائب الأمريكي لم لا يرتقي الى
الفعل الاجرامي ولم يتسبب بإيذاء جسدي لأحد, ولربما هذا الفعل يكون
طبيعياً في مجتمعاتهم لو صدر من شخص عادي, إلا أن أنتوني وينر كان
بمستوى المسؤولية وكان يحترم ذاته وفكره السياسي ويحمل هو ورفاقه
ضميراً حياً وحباً لمواطنيه, فبمجرد انتشار صوره على الانترنيت في
المرة الأولى وكذب خجل لكذبه على الناس , واعترف وهو يبكي.
ألم يكن الجبوري مسؤولا السجون والمعتقلات في منظمة تدافع عن حقوق
الإنسان! أين هذه المنظمة التي سكبت حيائها بلذات فجور فراس وعصابته,
لماذا لا تعتذر على الاقل من انضمام هذا الرجل الى كادرها وهي لا تعلم
أو تعلم , ونأخذ الاعتذار على محمل حسن النية.
فراس الجبوري كان مسؤولاً عن منطقة الرصافة الثالثة كما أشيع من
خلال الصور ألا يجدر بحركة الوفاق وهي (حركة وطنية) أن تتبرأ منه وتنفي
على الأقل بشكل رسمي هذا الخبر إن لم تكن تعترف بانتمائه اليها
والاعتراف فضيلة كما يقولون.
هذا النائب الأمريكي كان يمتلك الفضيلة والجرأة لمواجهة الناس
والحقيقة ولربما لا يعترف بدين أو عقيدة وعلى قولنا (كافر) , فاذا كان
فعل (الكافر) بهذا المستوى لماذا لا نخجل ونكون بمستوى هذا (الكافر),
ومتى نتعلم الخجل ونحن ندعيِّ الإسلام.
لقد ربح أنتوني وينر ضميراً حياً لذا إنهمرت الدموع من عينيه خجلاً
من فعلته التي رآها مشينة بحق سياسي من المفترض ان يكون مؤتمناً و
حريصاً على بلده ومواطنيه, ومثالاً يحتذى به. وخسر فراس وحاضنيه
ضمائرهم.
لقد وقف أنتوني وينر يبكي ووقف هؤلاء يضحكون, وسنقول لهم اضحكوا
قليلاً وأبكوا كثيرا فلقد ذهبتم بعارها وشنارها. ولن تغادركم أبدا
وسيكتب التاريخ الافعال, وسيذكر لكم ما كنتم تصنعون.
ولكن العتب ليس على السياسيين بل على أولئك الذين يتظاهرون من أجل
الحصة التموينية ولا يتظاهرون من أجل الشرف العراقي والدم العراقي,
وكذلك اللوم موجه للشارع العراقي الذي لا يعترض على إنتخاب أناس لا
يقدرون مشاعره, ويكذبون على الدوام , لقد تعودنا وشاهدنا الكثير من
الأحداث التي تمر في أوربا , ولرب حادث قتل أو دهس في سيارة يهز ضمير
الشارع والشعوب وتراها تتكالب على موقع الحداث لتتكدس الزهور فيه لأيام
بل لسنين إستذكاراً للقتيل وأسفاً على روحه التي غادرتهم في غير
أوانها, ولعل ذلك تعبير عن الخجل لأنهم يم يتمكنوا من الحفاظ على روحه
أو انهم قصروا في المشاركة للحفاظ على حياته , فمتى نخجل من أفعالنا
ونقدم لضحايانا شيء من عرفان. وإذا كنا لا نعترض على مثل هذه الافعال
فلا غرابة أن نرى سياسيونا يسخرون ودماؤنا تسيل في كل يوم. |