بدانة الأطفال... خطر يستبق نشأتهم

باسم حسين الزيدي

شبكة النبأ: ليس من الغريب ان تجد ان داء البدانة بات يتصدر المراتب الاولى بالنسبة الى الامراض الغير معدية والتي تكون عادة المسبب الرئيسي لحالات الوفاة المبكرة، لكن الغريب في الامر ان يرتبط هذا الوباء القاتل بالاطفال ايض، بل ويؤدي الى تهديد حياتهم وبشكل خطير بعد ان انتشر بينهم بصورة كبيرة والى نسب عالية جداً حتى وصل الامر الى اطلاق نداءات التحذير من قبل العديد من الدول والمنظمات العالمية المختصة من اجل مكافحة هذه الظاهرة الخطيرة ونتائجها السلبية على اجيال المستقبل والمتمثلة في اصابتهم بالعديد من الامراض المرتبطة بالسمنة كداء السكري والضغط وامراض القلب وهشاشة العضاء وداء المفاصل المزمن...الخ، وقد جاءت هذه المعدلات المرتفة من السمنة بين الاطفال نتيجة للسياسات الخاطئة في نظام الاغذية المتبعة والخاصة بصغار السن وانتشار ظاهرة الوجبات السريعة الغنية باللحوم والدهون الحيوانية وقلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة بصورة منتظمة، مما ساعد على تفشي هذا الوباء ليس بين الدول المتقدمة وحسب بل تعدى الامر ليصيب حتى الدول الفقيرة وان كانت بنسب اقل عنها.   

الحد من اغذية البدانة

فقد قال مسؤولو الصحة ان حكومات ينبغي عليها ان تعمل مع الصناعة للحد من الاعلان عن اطعمه غنية بالملح والسكر ودهون خطيرة تستهدف اطفال لمعالجة وباء السمنة وامراض اخرى، والنداء جزء من التركيز على مكافحة امراض غير معدية مثل السرطان والسكري وامراض القلب والرئة التي تعد سببا متناميا لحالات الوفاة المبكرة في دول فقيرة، وستركز سياسات الصحة العالمية هذا العام على الامراض غير المعدية التي بلغت ذروتها في مناقشة رؤساء الدول في الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك في سبتمبر ايلول، وناقش المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية في اجتماعه كيفية الاستفادة من اهتمام الزعماء ووضع توصيات جديدة تعالج تسويق الطعام المضر للاطفال كجزء من هذا الجهد، وقال الدكتور تيموثي ارمسترونج الذي يترأس جهود منظمة الصحة العالمية في الترويج لحمية غذائية صحية وتربية بدنية ان الامراض غير المعدية مسؤولة الان عن 90 بالمئة من حالات الوفاة المبكرة في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط حيث تشكل البدانة مشكلة متزايدة، وقال في مؤتمر صحفي ان من بين 42 مليون طفل في جميع انحاء العالم تقل اعمارهم عن خمس سنوات من ذوي الوزن الزائد او البدانة يوجد 35 مليون في دول فقيرة. بحسب رويترز.

والاعتراف بان الاعلان عن اطعمه سريعة وشراب غني بالملح والسكر وبدهون مشبعة وغير مشبعة يمكن ان يشجع الاطفال على استهلاكها فيما يمكن ان يروج الاعلان ايضا الى حمية غذائية صحية مما ادى الى ان تطالب جمعية منظمة الصحة العالمية في مايو الماضي وكالة الصحة التابعة للامم المتحدة باعداد توصيات، وامرتها الدول الاعضاء في منظمة الصحة العالمية البالغ عددها 193 دولة بالعمل مع القطاع الخاص بالاضافة الى الحكومة والمجتمع المدني، وتهدف التوصيات الى معالجة كل من تكرار الاعلان و"قوته"، على سبيل المثال استخدام رسوم متحركة تعجب الاطفال، وقال ان الشركات وافقت على وضع دليل اخلاقيات المهنة والتزمت بعدم التسويق للمنتجات غير الصحية للاطفال اقل من 12 عام، وفي بعض الاسواق اوفت شركات بهذا التعهد، وقال "توجد اسواق اخرى ربما تنتهج فيها شركات نفس السياسات فيما يتعلق بعدم الاعلان عن منتجاتها للاطفال"، واحجم ارمسترونج عن تسمية الشركات او الاسواق المعنية لكن قال ان منظمة الصحة العالمية تشعر ان شركات لا تفي بالتزامها في دول فقيرة بنفس الطريقة التي اظهرتها في الاسواق المتقدمة.

النوم يمنع السمنة

الى ذلك تقول دراسة حديثة إن قضاء الأطفال المزيد من الوقت في النوم خلال عطلة نهاية الأسبوع يخفض مخاطر إصابتهم من السمنة، وبحسب الدراسة المنشورة في "دورية طب الأطفال"، فأن نوم الأطفال ساعات إضافية أثناء العطل يعزز قدرتهم على مواجهة الآثار السلبية الناجمة عن عدم تلقي قسط كاف من النوم خلال أيام الأسبوع والحد من مخاطر السمنة، وحلل باحثون من "جامعة شيكاغو" أنماط النوم ومؤشر كتلة الجسم لدى 308 طفل تتراوح أعمارهم من سن 4 أعوام وحتي العاشرة وتقسيمهم إلى تسع مجموعات، ومراقبة ساعات نومهم بواسطة جهاز يرتدى في المعصم، ووجدت الدراسة أن مجموعة الأطفال التي  تمتعت بنمط نوم عادي تدنت بينهم مخاطر الإصابة بالسمنة ومضاعفات الأيض، وفي المتوسط، نام الأطفال ما معدله ثماني ساعات كل ليلة، أي أقل من القدر الذي ما ينبغي حصولهم عليه، ويتراوح ما بين 9 إلى 10 ساعات للأطفال في سن الخامسة وحتى الثامنة، وعقب ديفيد غوزال، رئيس قسم طب الأطفال في جامعة شيكاغو، والمؤلف الرئيسي للدراسة، ""نحن لا ندرك أن هناك ثمنا فادحاً ندفعه بتقصير مدة النوم واتباع جداول غير منتظمة للغاية للنوم، فهما معاً يرفعان مخاطر السمنة"، فعدم أخذ قسط كاف من النوم إضافة لعدم الإنتظام في ساعاته،  يضاعف بواقع 4.2 احتمالات اكتساب الوزن والإصابة بالسمنة بين الأطفال، وتراجعت الاحتمالات إلى 2.8 مع تمتع تلك المجموعة بقسط أوفر من النوم خلال العطل، وبالرغم من ذلك كانت عالية مقارنة بمن ينامون لفترات كافية وفي أوقات منتظمة، وكانت دراسة أمريكية أخرى وجدت أن الإصابة بالسمنة في الطفولة قد تمهد الطريق إلى وفاة مبكرة، ووجدت الدراسة التي تابعت نحو خمسة آلاف أمريكي من أصول هندية من سن الطفولة وحتى منتصف العمر، إن الذين كانوا بدناء أثناء الطفولة، تزايد بينهم خطر الوفاة إلى أكثر من الضعف قبيل بلوغ سن الـ55، وقال د. نيكولا ستيتلر، أخصائي علم التغذية والأوبئة في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا، إن الدراسة ليست على غرار سابقتها ممن ربطت بين الوفاة المبكرة والسمنة عند الطفولة، بل إنها وجدت المزيد من الروابط المباشرة بين بدانة والأطفال والمضاعفات الصحية التي قد يعانوا منها جراء ذلك على المدى الطويل، ووجدت الدراسة أن الأطفال من كان "مؤشر كتلة الجسم" لديهم الأضخم، تضاعف خطر وفاتهم مبكراً مقارنة بغيرهم الأقل حجم، وتصل فاتورة الإنفاق السنوي الأمريكي، على معالجة السمنة إلى 147 مليار دولار، ومؤخراً، بدأت الولايات المتحدة حملة تقودها السيدة الأولى، ميشيل أوباما، لمكافحة السمنة بين الأطفال، على أمل تقليص النفقات في معالجة أمراض ذات علاقة بالسمنة، مثل السكري وأمراض القلب والسرطان. بحسب السي ان ان

من جهة اخرى قد تؤدي مشكلات النوم لدى الأطفال والشباب إلى عواقب بالغة التأثير، وفي هذا السياق قالت اختصاصية علم النفس في مدينة فورتسبورغ الألمانية باربرا شفيرتله «يُعتقد أن 60٪ من اضطرابات النوم في مرحلة الطفولة تتحول إلى اضطرابات مزمنة في المستقبل»، مشيرة إلى أنه غالباً ما يترتب على ذلك الإصابة بأزمات نفسية، وأوضحت شفيرتله «الأشخاص الذين كانوا يعانون اضطرابات النوم في مرحلة الطفولة يكونون أكثر عُرضة للإصابة بالاكتئاب في الكبر»، وغالباً ما ترتبط اضطرابات النوم بعوامل أسرية، وتقول اختصاصية علم النفس الألمانية «قد يتأثر نوم الأطفال بكثرة المشاحنات الأسرية»، وأضافت أن تضارب معاملة الآباء لأولادهم في ما يخص عملية الذهاب إلى الفراش يحول أيضاً دون خلود الأطفال إلى النوم أو الاستغراق فيه، كما أن بعض الأطفال يعانون النوم بمفردهم في الغرفة، وعن تأثير ذلك في نوم الأطفال تقول شفيرتله «غالباً ما تلعب المخاوف دوراً كبيراً في حياة الطفل، مثل الخوف من الأشباح أو الظلام أو البقاء وحيدا»، وحذرت شفيرتله «هناك مخاوف تندثر في وقت ما عندما يكبر الطفل، ولكن هناك أيضاً بعض المخاوف التي لا تختفي مع مرور الزمن، ما يؤدي إلى ظهور اضطرابات النوم»، وأشارت شفيرتله إلى أن الأعراض الدالة على صعوبات النوم يمكن أن تختلف بشدة في ما بينه، وأوضحت شفيرتله ذلك بقولها «الأطفال الذين يتسم سلوكهم بالعصبية المفرطة قد يكونون أطفالاً يعانون اضطرابات النوم»، كما أن الأطفال الذين يُلاحظ عليهم أنهم أصبحوا على غير العادة يواجهون صعوبات في محيطهم الاجتماعي عبر فترة زمنية طويلة أو يتشاجرون كثيراً مع أقرانهم، ربما يعانون اضطرابات النوم، وتنصح شفيرتله الأسر التي لديها أطفال يعانون هذه الأعراض باستشارة أحد اختصاصيي علم نفس الطفولة.

الاطفال والعظام

في سياق متصل أكدت دراسة بحثية جديدة نشرتها صحيفة الإندبندنت البريطانية أن الأطفال الصغار الذين يعانون من البدانة أكثر عرضة لكسور العظام وهناك إحتمالات كبيرة بأن يصابوا بهشاشة العظام في مراحل متقدمة من عمرهم، ويتمتع الأطفال البدناء بهيكل عظمي أكبر من أجل أن يتحمل وزنهم الزائد، وأثبتت دراسة شملت 499 طفلا في سن السادسة قدمت في مؤتمر الجمعية البريطانية لأمراض الروماتيزم مؤخراً أن عظام الأطفال البدناء الكبيرة تقل كثافتها بمعدل 5% إلى 6% لأنهم يفتقدون إلى المعادن الكافية لجعل عظامهم قوية، وكان إرتفاع معدلات كسور العظام لدى الأطفال البدناء في السابق يرتبط بترقق العظام وعدم التناسق بينه، وتوضح الدراسة التي أجراها مجلس الأبحاث الطبية البريطاني إن البدانة في مرحلة الطفولة سوف تزيد خطورة هشاشة العظام وخلع الفخذ وكسور بالظهر في السن المتقدمة، حيث أن 90% من كتل العظام المكتسبة في الطفولة تؤثر بشكل مباشر على قوة العظام في مراحل الحياة اللاحقة، وقال الدكتور زوي كول الأستاذ والباحث في مجال الروماتيزم إن نتائج البحث تجعل معالجة السمنة في الطفولة أمرا أكثر الحاحا حيث أن تكاليف علاج هشاشة العظام لا يمكن تحمله، ويذكر أن واحدا من بين كل ثلاثة أطفال في بريطانيا يعانون أما من زيادة كبيرة في الوزن أو من البدانة المفرطة. بحسب السي ان ان.

بدورها قالت طبيبة إيطالية إنها توصلت إلى وسيلة جديدة لتحديد الأطفال المهددين في المستقبل بأمراض في القلب، وذلك بالاعتماد على قياس سماكة العظام في الرسغ، بالاستناد إلى أن خلل إفراز الأنسولين في الجسم، وهو السبب المباشر لمرض السكري، وأمراض أخرى قد تؤثر على القلب، يلعب دوراً في تشكيل بنية العظام.وكانت الفحوصات الأولية السابقة التي تهدف لمعرفة ما إذا كان الطفل عرضة للإصابة بأمراض القلب تعتمد على قياس الوزن ونسبة الكولسترول وضغط الدم، ولكن الأطباء يدركون أن هذه المعايير ينقصها الثبات على مدار فترة طويلة من الزمن، وهو أمر لا يخدم التشخيص الطبي الدقيق، ويميل معظم الأطفال في السنوات الأولى من عمرهم إلى جمع بعض الوزن الزائد، ولكن سرعان ما تتبدد تلك الدهون الإضافية مع تزايد نموهم، ما يجعل الاعتماد عليها للتشخيص أمراً صعب، وتقول الدكتورة رافائيلا بوزيتي، أخصائية أمراض الأطفال في جامعة سابينزا في إيطاليا، إن تراجع نسب إفراز الأنسولين في الجسم لدى الأطفال يمكن قياسه بشكل دقيق بالاعتماد على حجم الرسغ لدى الأطفال، الأمر الذي قد يوفر معطيات أفضل لمعرفة إمكانية تعرضهم مستقبلاً لأمراض القلب، وشرحت بوزيتي قائلة، إن الاختبارات التي أجرتها مع فريقها على هذا الموضوع أظهرت أن نقص الأنسولين في الجسم يجعل الرسغ أكبر بنسب تتراوح بين 12 و17 في المائة، ما قد يمثل مؤشراً مبكراً لمرض القلب، وذكرت بوزيتي أن الأنسولين يؤثر على العظام بفعل عامل موجود فيه يلعب دوراً في نمو الجسم ككل، وخاصة العظام، وبالتالي فإن أي خلل فيه يؤثر على حجم العظام مباشرة ، وقد جرى اختيار عظم الرسغ في الاختبار لسهولة ملاحظته.وتضيف الطبيبة الإيطالية أن المطابقات التي أجرتها لاحقاً دلت بالفعل على وجود هذا الرابط، إذ طوّر معظم الأطفال من أصحاب الرسغ الكبير في المستقبل مشاكل على صلة بالسكري والوزن الزائد.

المبيدات الحشرية ونسب الذكاء

من جهته قد يؤدي تعرض امرأة حامل للمبيدات الحشرية إلى خفض القدرات الذهنية لدى جنينها، بحسب نتائج متطابقة لثلاث دراسات مختلفة نشرت مؤخراً في الولايات المتحدة، وهذه الأبحاث التي امتدت على حوالى 10 سنوات وتناولت أكثر من ألف طفل دون التاسعة من العمر، شملت اثنان منها بعض سكان نيويورك أما الثالثة فبعض سكان الريف في كاليفورني، وهذه الدراسات الثلاث التي نشرت نتائجها في مجلة "إنفايرنمنتال هيلث بيرسبيكتيفس"، تدرس آثار المبيدات الحشرية الفوسفورية التي تستخدم في زراعة الفاكهة والخضار.في كاليفورنيا (غرب) اكتشف باحثو بيركلي أنه "في كل مرة نضاعف فيها نسبة المبيدات العضوية الفوسفورية عشر مرات خلال فترة الحمل، ينخفض معامل الذكاء بمعدل 5،5 نقاط لدى الأطفال البالغين من العمر سبع سنوات". وقد تناولت هذه الدراسة 392 طفل، ويبقى هذا الفارق على حاله بحسب الباحثين، حتى ولو احتسبت عوامل أخرى مثل التعليم ومدخول العائلة والتعرض لمواد كيميائية أخرى في المحيط، في الدراسة الثانية، قاس باحثون من مستشفى "ماونت سيناي" في نيويورك آثار المبيدات الحشرية الفوسفورية لدى 400 امرأة وأطفالهن منذ العام 1998، فأكدوا أن "التعرض للمبيدات العضوية الفوسفورية يخلف آثارا سلبية" على القدرات الحسية لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و9 سنوات.وقد شرحوا أيضا أن نحو ثلث الأمهات اللواتي تناولتهن الدراسة كن يحملن جينة تجعلهن أقل قدرة على تحويل المبيدات الحشرية، ولم تسجل علاقة مع معامل الذكاء إلا لدى أطفال هؤلاء النساء. بحسب فرانس برس.

أما الدراسة الثالثة التي أعدها باحثون من جامعة كولومبيا (نيويورك، شرق) فقد تركزت على أحد أنواع المبيدات العضوية الفوسفورية الذي يطلق عليه اسم "كلوربيريفوس" والذي كان يستخدم كمضاد للحشرات الضارة لغاية تاريخ حظره في العام 2001، وفي العينة التي شملت 265 طفلا ولدوا قبل قرار الحظر، سجل لدى 25% منهم والذين كانت والداتهم قد تعرضن لهذا المبيد بشكل كبير خلال حملهن، قدرات ذهنية منخفضة (ناقص 2،7 نقاط في معامل الذكاء) بالإضافة إلى انخفاض أيضا في قدرات الذاكرة (ناقص 5،5 نقاط في فحوصات الذاكرة)، ورأت فيرجيني راوه القيمة على الدراسة أن "هذا التداعي في العمل الإدراكي في سن السابعة، قد يكون له أثره على الأداء المدرسي"، وأضافت المتخصصة في تأثيرات البيئة على صحة الأطفال أن "اضطرابات الذاكرة قد تؤثر سلبا في فهم نص مكتوب واكتساب التعليم الأكاديمي، حتى ولو كان مستوى الذكاء لا يزال ضمن المعدل"، انخفض استخدام المبيدات الحشرية الفوسفورية بنسبة تجاوزت 50% بين العام 2001 والعام 2009، بحسب باحثي بيركلي، لكن اثنين من هذه المبيدات وهما "ديازينون" (حظر استخدامه المنزلي منذ العام 2004) و"كلوربيفيروس" ما زالا يستخدمان في الزراعة، والتعرض لهذه المبيدات يأتي من خلال ما يتكدس منها على الفاكهة والخضار، لذا يوصي الخبراء بشطفها ومسحها للتخلص من كل الترسبات الممكنة.

الاطفال بين الحلوى والسوائل

على صعيد اخر ينبغي على الآباء ألا يقدموا الحلوى لأطفالهم مكافأة على سلوكهم الجيد. وتفسر طبيبة الأطفال والمراهقين بمدينة فايمار شرق ألمانيا مونيكا نيهاوس، ذلك بقولها «هذا يُزيد من خطر إصابة الأطفال بالبدانة أو الإصابة بأحد اضطرابات الطعام»، وأضافت نيهاوس أنه يتم تشكيل سلوكيات الطفل مبكراً، حتى في ما يتعلق بالطعام، فإذا ربط الأطفال بين الشوكولاتة والمواد الغذائية الغنية بالسعرات الحرارية وبين حنان وعطف والديهم دون وعي، فسيؤدي ذلك خلال حياتهم اللاحقة إلى شعورهم بالراحة النفسية عند تناول هذه الأطعمة، الأمر الذي يشجعهم على تناول المزيد منها على سبيل مكافأة النفس، يشار إلى أن منظمة من أكبر المنظمات البريطانية المعنية بمكافحة البدانة، قد أجرت أخيراً استبياناً حول هذا الموضوع شمل أكثر من 2100 شخص، وأظهرت نتائج الاستبيان أن الأشخاص البالغين الذين كانوا يُكافأون في طفولتهم بالأطعمة زادت لديهم مخاطر التعرض لمشكلات الوزن بمقدار أربعة أضعاف، مقارنة بالمشاركين في الاستبيان مِمن لم يحصلوا في طفولتهم على أطعمة مكافأة على سلوكياتهم الجيدة، كما ازدادت لديهم مخاطر الإصابة باضطراب الطعام بمقدار الضعف، وتوصلت النتائج أيضاً إلى أن 25٪ من المشاركين في الاستبيان الذين كان آباؤهم يستخدمون الحلوى وسيلة تربوية، يعانون منذ طفولتهم من الوزن الزائد. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

بينما أثبتت دراسة ألمانية أجريت حديثا أن الأطفال الصغار يأكلون الكثير من اللحم والنقانق والحلوى بينما يشربون القليل من السوائل، ولا يشرب الصغار وفقا للدراسة إلا 4ر0 فقط من اللتر بينما ينبغي أن يشربوا ما لا يقل عن 6ر0 إلى 7ر0 من اللتر من السوائل يومي، كما أوضحت الدراسة أن الأطفال يتناولون أيضا القليل من الخضراوات والمنتجات ذات القيمة الكاملة من الحبوب، وقام بالدراسة معهد أبحاث تغذية الأطفال "إف كي إي" في مدينة دورتموند بولاية شمال الراين ويستفاليا غرب البلاد، وفحص العلماء خلال هذه الدراسة العادات الغذائية لـ525 أسرة تمثل مختلف شرائح المجتمع الألماني والتي بها أطفال في المرحلة العمرية بين السنة الأولى والثالثة، وذكرت الدراسة أن العادات الغذائية تتشكل لدى الإنسان في العمر الصغير، مبينة أنه في حال التعود عليها في الصغر فإنها تصبح ذات أثر كبير على صحة الإنسان على المدى الطويل، وقالت آنيت هلبيج عالمة التغذية بالمعهد المذكور، "حين ينتقل الأطفال من مرحلة تناول الطعام المهروس إلى مرحلة تناول طعام الأسرة العادي فإنهم يكتسبون عادات الطعام التي لدى الكبار، ما يعني أن عاداتهم لا تتغير عندئذ بصورة جوهرية"، وقام المشاركون في الدراسة بملء استمارات تجيب على بعض البيانات، كما وضعوا قوائم طعام لأطفالهم بأنفسهم، ثم قام العلماء بتحليل جميع البيانات بعد ذلك.

لقاحات فيروس الروتا

الى ذلك نجحت لقاحات فيروس الروتا منذ طرحها في الأسواق في السنوات الأخيرة، في أن تخفض وبشكل ملحوظ من تكرر حالات الإسهال التي قد تكون مميتة لدى الأطفال الصغار حول العالم، بحسب ما تظهر دراسة نشرت في مجلة طبية أميركية، وتعتبر حالات الإسهال الناجمة عن الإصابة بهذا الفيروس أحد أهم أسباب وفيات الأطفال الذين لم يبلغوا بعد الخامسة من عمرهم، كذلك تؤدي إلى دخول ملايين الأطفال إلى المستشفيات، بحسب ما يلفت معدو هذا التقرير الذي صدر في ملحق خاص بمجلة "بيدياتريك إنفكشوس ديزيس جورنال"، وتلفت الدكتورة آن شوشات من المركز الأميركي لمراقبة الأمراض والوقاية منها "سي دي سي" إلى أن "هذه الدراسات تأتي لتدعم عددا متزايدا من البيانات التي تبين أن لقاحات فيروس الروتا آمنة وفعالة وهي تنقذ حياة الأطفال الصغار"، تضيف في بيان "للأسف، أعداد كبيرة من الأطفال في العالم يمرضون بشدة أو يقضون جراء إصابتهم بهذا المرض الذي يمكن تفاديه"، إلى جانب اللقاحات، تنطوي معالجة الإسهال أيضا على علاجات للاجتفاف تؤخذ عن طريق الفم بالإضافة إلى تحسين الشروط الصحية وتلك الخاصة بالنظافة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 7/حزيران/2011 - 5/رجب/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م