اليمن، أفقر دولة في الشرق الأوسط، قاوم أهلها وشعبها أشهراً عدة
حتى لا يتوغلوا في حرب أهلية. الرئيس علي عبدالله صالح أخيرا رحل إلى
المملكة العربية السعودية لينضم الى نادي الرؤساء المخلوعين بعد أن ترك
الحالة اليمنية في شبه فوضى! وانهيار اقتصادي وعودة تنظيم القاعدة
واحتمال وقوع حرب أهلية وعودة التقسيم إلى يمن شمالي وآخر جنوبي وصراع
القبائل على السلطة، وهذه مجموعة بارزة من التحديات المستقبلية التي
تقلق دول مجلس التعاون كما تقلق الادارة الأميركية!.
حتى الآن الأمور غير واضحة ورحيل علي عبدالله صالح لا يعني عودة
الحياة إلى طبيعتها حيث يعتقد أن بقاء ابنه أحمد وأقربائه في اليمن
والذين لديهم قوة تنظيمية عسكرية وأمنية سوف يفتح جبهة قتال ضد عشائر
الأحمر!.
وإن الادارة الأميركية ترى في غياب السلطة المركزية فرصة للدخول إلى
اليمن للقضاء على الارهابيين بعد أن أخلف صالح تعهداته مع أميركا ولم
يكن يصرف أموال البيت الأبيض لمحاربة تنظيم القاعدة. وخصوصا بعد كشف
محاولة تفجير الطائرة المتجهة إلى ديترويت في عام 2009 وعلاقة تنظيم
القاعدة فرع اليمن في حين لم يعط الرئيس اليمني اهتماما بالغا للأمر!.
في المقابل يعتقد أن المملكة العربية السعودية تستطيع أن تعيد
الهدوء دون وقوع حرب أهلية في اليمن، حيث لعبت في السابق دورا بارزا في
تشكيل السياسة اليمنية حتى أنها استطاعت أن تعيد الهدوء النسبي خلال
الاسابيع الماضية.
خارطة الطريق إلى العاصمة صنعاء غير واضحة وعلى الرغم من قوة
التأثير السعودي على القرار السياسي إلا أنها قد لا تؤثر كليا على قرار
الشارع اليمني الذي سكن الخيام في ساحة التغيير، مطالبا بارساء قواعد
ديمقراطية كاملة وكان وراء خروج علي عبدالله صالح من البلاد حتى تتاح
الفرصة أمام الجميع لانتخاب رئيس جديد ومن خلال نظام ديمقراطي شامل،
لذا يخشى أن يمتد الصراع على السلطة لمدة زمنية طويلة!.
كما يخشى أن يفتح في أرض اليمن باب من أبواب الجحيم!.
Alansari_55@yahoo.com
|