وللفراعنة حظ أيضا في ثورة يناير

 

شبكة النبأ: مصر صاحبة إحدى أقدم الحضارات الإنسانية المعروفة على وجه الأرض والتي بنت على طول نهر النيل (الذي وهب مصر الحياة) الأهرامات (إحدى عجائب الدنيا السبع) والمعابد والقصور والمدن التي ظل قسم منها الى الآن ليروي حكاية شعب صنع الحياة, وقد مرت العديد من الأزمنة تعرضت فيها مصر الى موجات من الاحتلال والنزاعات الداخلية والصراعات القبلية حيث شهدت فيها الآثار العديد من عمليات السرقة المنظمة والتدمير والتلف خلال هذه الأوضاع المضطربة مما أدى الى ضياع العديد من المعلومات والآثار التي كانت من الممكن ان تغني البشرية بالمزيد من المعرفة الإنسانية, واليوم شهدت مصر مزيداً من الأوضاع والظروف الصعبة خلال أيام الثورة والانتفاضة التي قام بها الشباب المصري وأجبرت مبارك على الرحيل, حيث تعرضت العديد من متاحف الآثار الى السرقة من قبل الانتهازيين وتهريبها الى الخارج, لكن مع ذلك تم حماية بقية الآثار من قبل الحكومة وبالتعاون مع الأهالي وكذلك إرجاع العديد من هذه القطع المنهوبة وعملت الحكومة أيضا على توفير الأمان من اجل السياحة التي تضررت بشكل كبير مؤخراً وقامت بفتح العديد من الآثار الجديدة وإضافتها الى الجدول السياحي الخاص بمصر.

اضرار السياحة بعد الثورة

حيث تفتتح مصر خلال الايام القادمة مشروعات أثرية تشمل متاحف جديدة واعادة تطوير معالم أثرية قديمة بعد أن مر قطاع السياحة بمشكلات منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية في عموم البلاد يوم 25 يناير كانون الثاني الماضي, وشهدت البلاد فراغا أمنيا قبل انهاء حكم الرئيس السابق حسني مبارك يوم 11 فبراير شباط وأدى غياب الشرطة الى سرقة وتدمير قطع أثرية خلال اقتحام متاحف ومقابر ومخازن ومواقع أثرية في كثير من المحافظات, ومن أبرز الاماكن التي تعرضت للسرقة المتحف المصري بالقاهرة ويطل على ميدان التحرير الذي كان بؤرة الاحتجاجات حيث سرقت منه 54 قطعة واستعيد منها 21 قطعة احداها تمثال خشبي للملك توت عنخ امون, وقال وزير الدولة للاثار في بيان ان افتتاح المشروعات الاثرية الجديدة "رسالة للعالم بأن مصر امنة وجاهزة لاستقبال السياحة الدولية مرة أخرى والعودة بمعدلاتها الطبيعية باعتبار أن الاثار المصرية مكون رئيسي في جذب السياحة العالمية الى مصر", وتشمل المشروعات الاثرية الجديدة متحف السويس ومتحف التماسيح في كوم امبو بجنوب البلاد وقلعة صلاح الدين في طابا المطلة على خليج العقبة اضافة الى افتتاح الكنيسة المعلقة في القاهرة ومجموعة من المساجد والمنازل والشوارع الاثرية في عدة محافظات, ولم يحدد البيان موعدا لافتتاح هذه المشروعات, وقال الوزير زاهي حواس انه استعرض مع عصام شرف رئيس الوزراء في حكومة تسيير الاعمال خطط افتتاح هذه الاماكن مضيفا أن الفترة القادمة ستشهد افتتاح عدد من مقابر الدولة الحديثة المعروفة بعصر الامبراطورية (نحو 1567-1200 قبل الميلاد) في منطقة سقارة على بعد نحو 40 كيلومترا جنوبي القاهرة, كما أكد الوزير ضرورة تعزيز اجراءات الامن حول المواقع الاثرية التي كانت هدفا للصوص أثناء الاحتجاجات الشعبية وقال انه سيستأنف السعي لاستعادة القطع الاثرية المهداة لمتاحف في الخارج.وفقدت عدة قطع أثرية تعود للعصر الفرعوني عندما اقتحم لصوص المتحف المصري في 28 يناير كانون الثاني في ذروة الاشتباكات بين الشرطة ومحتجين أطاحوا بالرئيس حسني مبارك في 11 فبراير شباط.كما اقتحم لصوص أيضا مخزنا للاثار قرب أهرامات دهشور على بعد 35 كيلومترا جنوبي القاهرة ودخلوا الموقع مرتين خلال بضعة ايام واستولوا على مئات القطع الاثرية, كما أعلن المجلس الاعلى للاثار بمصر أن 800 قطعة أثرية تعرضت للسرقة أو التدمير بمخزن متحفي في شبه جزيرة سيناء خلال الاحتجاجات الشعبية التي أنهت حكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك, وكان المجلس أعلن في الثالث من فبراير شباط الماضي أن مسلحين استغلوا الفراغ الامني بعد خلع مبارك يوم 11 فبراير وهاجموا متاحف ومواقع أثرية ومخازن متحفية منها مخزن بمدنية القنطرة شمال شرقي مدينة الاسماعيلية على قناة السويس حيث سرق اللصوص صناديق مملوءة بالاثار كما دمروا مقبرة فرعونية في تل المسخوطة بالاسماعيلية, وقال ايضاً في بيان ان المخزن المتحفي الذي يضم اثار متاحف سيناء ومدن القناة تم جرد محتوياته عن طريق لجنة خاصة وتبين "سرقة وتدمير عدد كبير من القطع الاثرية بلغ 800 قطعة أثرية من العصور المختلفة الفرعونية والرومانية والاسلامية", وأضاف البيان أن القطع المسروقة تشمل تمائم وعملات برونزية وأدوات نسيج وقطعا فخارية وحجرية وتماثيل غير مكتملة وجميعها مسجل ومصور والكثير منها منشور في دوريات علمية عالمية, وتابع أن 293 قطعة أثرية استعيدت "في استجابة من المواطنين الشرفاء بسيناء" وسيتم اخطار جهات التحقيق بالقوائم الكاملة للقطع المسروقة تمهيدا لاخطار الشرطة الدولية (الانتربول) عن طريق شرطة السياحة بوزارة الداخلية, وكان المجلس قال في السادس من مارس الماضي ان محتويات المخزن نقلت في 175 صندوقا الى المتحف المصري بالقاهرة "تحت حراسة مكثفة من الشرطة والجيش". بحسب رويترز.

وأعيدت بعض القطع منذ ذلك الحين وتم تشديد اجراءات الامن حول العديد من المواقع الاثرية بعد انحسار الاحتجاجات وتولي المجلس الاعلى للقوات المسلحة السلطة من مبارك, وقال حواس "نحن الان نحمي الاثار المصرية ونضع الامن في كل مكان, نحن نضع حراسا مسلحين في كل مكان", واضاف "الناس يشعرون بالاستقرار الان", وأعيدت أربع قطع فرعونية كان لصوص سرقوها من المتحف المصري في ميدان التحرير مركز الاحتجاجات الشعبية, والقطع الاربع هي تمثال خشبي مذهب للملك توت عنخ امون واقفا مرتديا التاج الملكي وتمثال أوشابتي من التماثيل الجنائزية الصغيرة والجزء العلوي من مروحة الملك توت وبوق خاص بالملك نفسه, وقال حواس ان 37 قطعة أثرية مازالت مفقودة من المتحف حتى الان مشيرا الى ان حجم هذه السرقة كان محدودا مع الاخذ في الاعتبار الفوضى التي اجتاحت المدينة أثناء الاحتجاجات, واضاف "اذا تركت الشرطة مدينة نيويورك أو اي مدينة في ألمانيا أو أي مكان في العالم لعدة ساعات فان العامة يمكن أن يدمروا كل شيء, لقد حمى الشبان المصريون المتحف من عملية نهب واتلاف كبيرة", وتعرض حواس لهجوم حاد في وقت مبكر هذا العام بسبب سرقة القطع الاثرية بعد أن قلل من قيمة القطع المسروقة, ثم أقر بعد ذلك بسرقة ثماني قطع ثمينة من فترة حكم الفرعونين توت عنخ امون واخناتون مما اثار تساؤلات بشأن ما قاله في باديء الامر, وقال خبراء ان اللصوص كانوا يعرفون بالضبط ما يبحثون عنه, وكان حواس الذي عين وزير دولة في تعديل وزاري أجري في نهاية حكم مبارك قد استقال من منصبه أوائل مارس اذار الماضي بعد اتهامه من جانب زملائه بتهريب الاثار, وأعاد رئيس الوزراء عصام شرف تعيينه بعد ذلك بشهر, وقال حواس الذي يقود منذ فترة حملة لاستعادة قطع أثرية مصرية معروضة في الخارج انه بعد استعادة الامن في الوقت الراهن فانه سيستأنف الجهود لاستعادة تمثال الملكة نفرتيتي من متحف برلين, وكان التمثال الشهير الذي يعود الى 3400 سنة قد اثار جدلا طويلا بين مصر والمانيا بسبب مطالب استعادته, واضاف "انني ادافع عن بلدي وعن الاثار وسأمضي قدما في ذلك".

متحف ومقابر جديدة

على صعيد اخر وفي تحد لانفلات الامن الذي ساد مدنا مصرية خلال الاحتجاجات الشعبية التي أنهت حكم مبارك في فبراير شباط الماضي, تم افتتاح (متحف السويس القومي) الذي يحكي تاريخ المدينة الواقعة في أقصى شمال خليج السويس, وقال زاهي حواس وزير الدولة لشئون الاثار في بيان إن متحف السويس الذي يقام على مساحة 5950 مترا مربعا تكلف 42 مليون جنيه مصري (7.08 مليون دولار) ويضم 1500 قطعة أثرية ويحكي قصة مدينة السويس منذ عصور ما قبل التاريخ حتى العصر الحديث "أي ما يقرب من سبعة الاف عام", ويذكر أن المتحف الذي افتتحه رئيس مجلس الوزارء عصام شرف "أول متحف جديد للاثار بعد ثورة يناير" ويأتي ضمن خطة لاقامة متاحف بالمدن المصرية لتسجيل تاريخها عبر العصور "لتكون مركز اشعاع حضاري وثقافي", وتابع أن متحف السويس يحكي تاريخ مدينة وقناة السويس منذ حفر قناة سيزوستريس في عهد الملك سنوسرت الثالث الذي حكم مصر بين عامي 1878 و1843 قبل الميلاد وربطت تلك القناة البحرين الاحمر والمتوسط عبر نهر النيل, ويضم المتحف قطعا أثرية ولوحات تصويرية وخرائط تفصيلية توضح مسار قناة سيزوستريس ومراحل تطويرها عبر العصور طبقا لتطور وسائل النقل البحري واتساع حركة التجارة بين مصر والعالم.وقال عطية رضوان رئيس قطاع المتاحف ان متحف السويس "تعويض لابناء هذه المحافظة العريقة عن فقدان متحفهم القديم أثناء حرب عام 1967" التي استولت فيها اسرائيل على شبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية, وقال صلاح سيد علي المدير العام للمتحف ان (قاعة قناة السويس) ستضم وثائق وصورا زيتية لكل من الخديو سعيد الذي أصدر مرسوم امتياز حفر قناة السويس والخديو اسماعيل الذي افتتح القناة عام 1869 والعربة الملكية الخاصة بافتتاح القناة. بحسب رويترز.

كما أضيفت ايضاً لجدول الزيارة السياحية بمنطقة سقارة جنوبي القاهرة ست مقابر أثرية ترجع للدولة الفرعونية الحديثة (عصر الامبراطورية المصرية) احداها لحور محب الذي لم يكن من النبلاء ولكنه كان قائدا عسكريا أتيح له أن يعيد بناء الدولة وتولى الحكم لمدة 28 عاما, وتولى حور محب الحكم نحو عام 1348 قبل الميلاد في نهاية الاسرة الثامنة عشرة (نحو 1567-1320 قبل الميلاد) حيث تعرضت البلاد لضعف شديد منذ نهاية عصر اخناتون الذي نقل العاصمة من طيبة (الاقصر حاليا) الى مدينة أخيتانون (المنيا) ومات في ظروف غامضة نحو عام 1362 قبل الميلاد وتولى بعد ملوك ضعاف الى أن تمكن القائد العسكري من اعادة الهيبة الى الدولة التي تولى حكمها بعده رمسيس الاول مؤسس الاسرة التاسعة عشرة, وافتتح وزير الدولة لشؤون الاثار ست مقابر جديدة تضاف الى جبانة الدولة الحديثة التي يطلق عليها علماء المصريات عصر الامبراطورية المصرية (نحو 1567-1085 قبل الميلاد) التي تأسست كحكم وطني بعد طرد الغزاة الهكسوس على يد سقنن رع تاعا الثاني وابنيه كامس وأحمس قائد حرب التحرير, وقالت وزارة الدولة لشؤون الاثار في بيان ان المقابر الست التي افتتحت للزيارة هي مقبرة حور محب ومقبرة مايا وزير خزانة الملك توت عنخ امون ومقبرة مري نيت خادم معبد اتون في عهد الملك أخناتون ومقبرة بايي وابنه راعيا وكان بايي مشرفا على حريم توت عنخ امون ومقبرة بتاح ام ويا أحد أبرز كبار رجال البلاط الملكي في عصر الاسرة الثامنة عشرة ومقبرة تيا الذي كان موظفا اداريا "وتزوج احدى شقيقات الملك رمسيس الثاني", وأضاف البيان أن مشروع ترميم المقابر الست شمل عمليات اعادة تركيب بعض القطع الاثرية بمكانها في المقبرة وتغطية أسقف جميع المقابر لحماية جدرانها ونقوشها من التلف وحماية بعض الجدران من خلال ألواح زجاجية خاصة في مقبرتي مايا وتيا للحفاظ على نقوشها وألوانها.وقسم الكاهن المصري مانيتون الحكم في مصر القديمة الى 30 أسرة بداية من الملك مينا الذي وحد الدولة نحو عام 3100 قبل الميلاد.

اصخم تمثال لـ(منحتب الثالث)

من جهته أعلن وزير الدولة لشؤون الاثار زاهي حواس ان البعثة المصرية العاملة في كوم الحيتان بالبر الغربي لمدينة الاقصر عثرت على اضخم تمثال للملك امنحتب الثالث الذي يشكل احد معالم البوابة الشمالية لمعبده الجنائزي, وقال حواس ان "البعثة عثرت على تمثال الملك امنحتب الثالث (1390-1352 قبل الميلاد) الذي يعتبر حتى الآن من اضخم التماثيل التي تركها وراءه، خلال عمليات الحفائر التي تقوم بها البعثة المصرية العاملة في المعبد للكشف عن معالم البوابة الشمالية للمعبد الجنائزي للملك", واضاف "يبلغ ارتفاع التمثال 13 مترا و65 سنتمترا وقد عثر عليه محطما الى سبع قطع كبيرة", واوضح حواس ان "هذا التمثال هو احد تمثالين كانا مقامين امام المدخل الشمالي لمعبد امنحتب الثالث، ومن المرجح انه تم تدميرهما خلال الزلزال الذى وقع فى مصر عام 27 قبل الميلاد، الامر الذى ادى إلى تحطم التمثالين الضخمين ودفنهما تحت الأرض انذاك", وقال عبد الغفار وجدي المشرف على حفائر البعثة التي يرئسها حواس ان "البعثة تعمل الان على تنظيف وتجميع وترميم القطع الاثرية السبع لتمثال امنحتب الثالث، لاعادة تركيبها واستكمال البحث عن رأس التمثال المدفون في الارض تمهيدا لنصب التمثال في مكانه امام البوابة الشمالية للمعبد". بحسب فرانس برس.

واكد وجدي انه "من المرجح الكشف عن التمثال الثاني خلال الموسم الحالي، والذي اكتشفه كل من عالم الاثار المصرى لبيب حبشي والالمانى هانييه عام 1928, والبعثة تعمل الآن على اعادة اكتشاف التمثال خلال الموسم الحالي بعد أن امضى اكثر من 83 عام تحت الارض من بعد الكشف عنه عام 1928", وكانت البعثة عثرت خلال عملها الشهور السابقة على تمثال اخر للالهة سخمت من الجرانيت الأسود يبلغ ارتفاعه 185 سنتمرا وعرضه 74 سنتمترا بشمال معبد الملك امنحتب الثالث الذى اهتم باقامة تماثيل كثيرة لالهة الشفاء والحرب بعد أن أصابه للمرض في اواخر ايامه, ويتميز التمثال بانه تمثال متكامل لكنه مفصول الرأس، وكانت البعثات العاملة في المعبد عثرت على اكثر من 60 تمثالا لهذه الالهة في هذا المعبد, كما تم العثور خلال الموسم الحالي على جزء من تمثال يمثل تحوت اله الحكمة على هيئة القرد "البابون"، وهو بذلك يكون التمثال الثالث الذي يعثر عليه لهذا الاله، اذ كانت البعثة قد عثرت ايضا على ستة تماثيل مزدوجة لمنحتب الثالث مع عدد من الهة مصر القديمة تم الكشف عن بعضها خلال الموسم الحالي, وعثر على تمثالين ضخمين للملك يمثلان بوابة الصرح الثاني للمعبد, ويأتي الاكتشاف الجديد للكشف عن البوابة الشمالية للعبد حيث يشكل التمثال الذي عثر علية احد تمثالين يشكلان البوابة الشمالية للمعبد, وكان علماء الاثار المصريون اشاروا الى ان هذا المعبد يعتبر الاهم من نوعه، كونه يضم عددا كبيرا من التماثيل, كما توقعوا الكشف عن تماثيل اخرى خصوصا وان الملك امنحتب الثالث حكم مصر ما يقارب من 50 عاما.

اقدم حالات تصلب الشرايين

في سياق متصل شخصت أقدم الحالات المسجلة لتصلب الشرايين في العالم لدى مومياء أميرة مصرية، بحسب ما جاء في دراسة تم عرضها مؤخراً خلال ملتقى علمي حول طب القلب في نيو أورلينز في الولايات المتحدة, ويعلم الباحثون منذ وقت طويل أن المصريين القدامى كانوا يعانون من مشكلة الصفائح الدهنية هذه التي تتشكل على الجدران الداخلية للشرايين, لكن هذا الاكتشاف يدفع بهم إلى الاعتقاد بأن هذا المرض كان أكثر شيوعا وأكثر غموضا مما كانوا يظنون, ولفت غريغوري توماس من جامعة كاليفورنيا في إيرفاين وهو أحد معدي الدراسة، إلى أنه "لدينا ميل إلى ربط أمراض القلب والشرايين بنمط الحياة الحديثة، إذ أنها انتشرت في البلدان النامية عندما راحت تتشبه بالغرب أكثر فأكثر", لكن الاكتشافات التي حققناها من خلال دراسة المومياءات المصرية "تبين أنه ينقصنا عنصر لفهم أمراض القلب، وأننا قد لا نكون مختلفين عن أجدادنا إلى هذا الحد", وكان الباحثون قد التقطوا صورا بالأشعة السينية ل52 مومياء بهدف تحديد إصابتها بتصلب الشرايين أم لا, ومن بين 44 مومياء تمكن الخبراء من دراسة أوعيتها الدموية وقلبها، كان نصفها تقريبا يبين تكدسا للكالسيوم على الجدران الداخلية لشرايينها, أما أقدم المومياءات التي سجل لديها هذا المرض، فهي تعود لأميرة يعتقد بأنها عاشت بين العامين 1580 و1550 قبل الميلاد وأنها توفيت بعد بلوغها عامها الأربعين، بحسب الباحثين, وعلى الرغم من أن المصريين القدامى كانوا يعتمدون نظاما غذائيا أخف من ذاك المعتمد اليوم متضمنا لحوما أقل، وعلى الرغم من أن هؤلاء لم يكونوا من المدخنين، إلا أنهم كانوا يعانون من أمراض تشبه تلك التي يعاني منها الإنسان المعاصر. بحسب فرانس برس.

الفراعنة وعيد الأم

الى ذلك قالت دراسة تاريخية حديثة صدرت عن المركز المصري لدراسات المرأة بمحافظات الصعيد أن الفراعنة عرفوا تكريم الأم قبل آلاف السنين, وأوضحت الدراسة، التي صدرت مؤخراً، أن الرجال في مصر القديمة كانوا يقدرون المرأة ويكرمونها، ويحتفلون بها في احتفالات شبيهة بعيد الأم اليوم, وقالت هدى خليل مديرة المركز أن الدراسة أوضحت أن المرأة في مصر الفرعونية كانت تتمتع بقسط وافر من الحرية الشخصية، وأن تكوين أسرة جديدة كان يبدأ بزواج الشاب الذي يصير رأس الأسرة, لقد أسس أسرته واتخذ لنفسه زوجة تلد له الأطفال, وأضافت "إذا ارتقت الزوجة إلى درجة ربة الدار فإنها تقاسم الزوج مسكنه وقبره أيضا وتبقى أملاكها مقسمة بينهما، ويستقل كل جيل بنفسه بدنيا وماديا وكانت توضع تماثيل الزوجين جنبا إلي جنب وأولادهما عند أقدامهم", وقالت خليل إن المصري القديم كان مخلصا لبيته وكان من صفات المصريين القدماء (كما تؤكد ذلك الشواهد الأثرية الفرعونية أدب الحكمة والخطابات الموجهة إلى الموتى) احترام الأمهات وتبجيل إلام في الأسرة الكبيرة والاهتمام باحتياجات النساء، "أحب زوجتك في إخلاصك لبيتك كما هو واجب عليك, أطعمها واكسها, وأسع إلى ما يدخل السرور إلى نفسها طالما أنت على قيد الحياة ", واشارت الى أن الزوج كان يقوم بتوفير متطلبات زوجته حتى في حال انفصالها عن الزوج وكان الزواج يتم من خلال صيغة عقد يضمن للزوجة حقوقها بصورة كبيرة. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

وتعتبر المكانة الخاصة بالمرآة في نظام المجتمع المصري القديم وخاصة ألام والزوجة أحد مظاهر الحضارة الفرعونية التي عرفت كيف تجعل من الأم ومن الزوجة آو الابنة رمزا لأكمل مظاهر المساواة وهو حال كانت الأوربية في أوائل القرن العشرين بعيدة عنه كل البعد إذ كانت المصرية في العهد الفرعوني امرأة لها مكانتها ولم تكن نكرة ، "أنها الفريدة المحبوبة التي لا نظير لها أجمل جميلات العالم، انظر إليها كمثل النجمة المتألقة في العام الجديد على مشارف عام طيب", وقالت خليل إن المرأة كانت تتمتع بمكانة متميزة في المجتمع المصري القديم وتميزت بمكانة كبيرة كما تمتعت بحقوق اجتماعية واقتصادية وقانونية وسياسية مساوية للرجل قبل اكثر من خمسة آلاف عام .وتشهد آثار مصر القديمة بلوحتها ونقوشها الرائعة هذه المكانة المتميزة فهي الأم التي تحظى بالاحترام والتبجيل، والفتاة والزوجة التي تخضع لقوانين أخلاقية صارمة ولكنها في نفس الوقت تعبر عن ارائها بحرية ولاتحرمها أيضا من أن تحظى بالتقدير والاحترام, وترى خليل أن المرأة المصرية القديمة تمتعت بأهلية قضائية كاملة وكان لها استقلالها المالي عن الرجل وكان بإمكانها أن تدير ممتلكاتها الخاصة وتدير الممتلكات العامة بل وان تمسك بزمام الأمور في البلاد, وحسب الدراسة, "لا يعني ذلك أنها امرأة تجردت من الأنوثة والجاذبية فقد كانت أيضا امرأة فاتنة وجذابة وكان هدف الفتاة أن تختار شريك حياتها بكامل إرادتها وحريتها وان تصبح زوجة وأم صالحة ولا يعني ذلك أن النظام الأسري هذا نظام يخضع لسيطرة الام بل كان نظاما يتقاسم فيه الزوجان المسؤوليات المعتادة في إطار الحياة الزوجية حيث يشتركان معا في السراء والضراء".

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 4/حزيران/2011 - 2/رجب/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م