العشق الممنوع... إباحية الغد المعلنة

تحقيق: عبد الأمير رويح

 

شبكة النبأ: لم يخلوا مكان من الحديث عنهم وعن مغامرتهم الممنوعة (مهند وسمر) وقصة (العشق الممنوع) خيانة وعشق في الخفاء جسدتها أحداث ذلك المسلسل التركي الذي أصبح حديث البعض في شارعنا العراقي المثقل بالهموم والأحداث.. حديث عشقه البعض فتأثر به ورفضه آخرون واشمئزو من قصته المؤلمة ومشاهده التي اعتبروها بدايته لتطبيع المجتمع على تقبل المشاهد الإباحية التي ترفضها مجتمعاتنا الإسلامية المحافظة.

مع هذه الأحداث ومشاهديها كان لشبكة النبأ المعلوماتية هذه الوقفة القصيرة مع بعض الإخوة لنقل أرائهم بخصوص هذا المسلسل وقصته الممنوعة. وقفتنا الأولى كانت مع الاخ نصير وهو شاب ثلاثيني والذي تحدث لنا قائلاً:  انا من متابعي مسلسل(العشق الممنوع) وقد وجدت ان هذا المسلسل فيه تجسيد حي لواقع الخيانة وبأبشع صورها والتي نقلها بشكل شبه مباشر,هذا النقل وبهذه الطريقة سيؤثر سلباً على البناء الأسري وسيعمل على تفكيك تلك الروابط الأسرية التي أعتاد عليها مجتمعنا المحافظ, ان نقل مثل هكذا صور وهكذا قصص سيدفع البعض من ضعاف النفوس من المراهقين الى تطبيق بعض الأمور وسيزرع لديهم مبدأ عدم الثقة في قدسية الحياة الزوجية مستقبلاً.

ويضيف نصير لـ(شبكة النبأ المعلوماتية): قد لا يخلو هذا المسلسل من الجانب الايجابي ولو بنسبة بسيطة لانه وبعد هذه الاحداث يؤكد ان حبل الخيانة قصير ولابد من ظهور الحقيقة في يوم من الايام..

احدى الاخوات قالت لشبكة النبأ: الحقيقة اني لم اتابع جميع حلاقات هذا المسلسل وقد قادتني الصدفة لمشاهدته لكن يمكن ان اقول انه مسلسل فاشل لا يتناسب والذوق العام مسلسل بعيد كل البعد عن اخلاقنا الاسلامية, قد لاابالغ ان قلت ان هذا المسلسل يمكن ان يؤثر في نفوس بعض النساء اللاتي يعانين ضعف في السلوك والشخصية البعيدات عن الالتزام الديني, ومن الممكن ان يقودهن حب التقليد الى الانحراف والوقوع في شباك الرذيلة, هذا من اجانب اما الجانب الاخر فهو اعتقاد البعض من النساء بأن ظروفهن تشابه ظرف بطلة المسلسل فيلجئن الى تقليدها, ان مثل هكذا مسلسلات يمكن ان تجر المجتمع نحو التلاشي الاخلاقي لذا فلابد من وجود رقابة صارمة على مثل هكذا مسلسلات.!

سائق الاجرة وحديث الهموم

ابو خالد سائق سيارة أجرة: نقل لنا بعض القصص المؤلمة التي شاهدها ويشاهدها بأستمرار بحكم عملة اليومي في الشارع وتماسه المباشر مع الموطن, وله وجهة نظر خاصة بمسلسل العشق الممنوع يحث يقول: مسلسل العشق الممنوع مسلسل فاضح بتميز وانا بحكم عملي  مع المجتمع واحتكاكي المباشر مع الزبون استطيع الجزم بأن هذا المسلسل قد اثر بشكل مباشر في نفس من تابعة,وقد لاحظت العديد من الأمور منها ان كثير من النساء اصبحن مولعات بشخصية بطل المسلسل (مهند) حتى ان البعض من المراهقات يحملن صوره من دون حياء اما البعض الاخر فقد تأثرن بمكياج وملابس بطلات المسلسل هذا بالاضافة الى تلك الاحاديث المخجلة!

ويضيف ابو خالد: لابد لنا من الوقوف والتأمل بمثل هكذا حالات ووضع الخطط البديلة لا لمعالجتها وانما للقضاء عليها خططنا يجب ان تكون استباقية كما يقال حتى نتجنب الوقوع في الندم.

خطوات الشيطان

حسنين الربيعي تحدث قائلاً:  بسم الله الرحمن الرحيم ( يا ايها الذين امنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان...) هذه الاية الكريمة هي علاج وقائي قبل الوقوع في فخاخ الشيطان والهوى, ولنعلم ان الشيطان لا يأمرنا بالفحشاء والمنكر بصورة مباشرة دائما فهو لا يقول لك ازني بل يقول لك انظر بنظرة محرمة للتتبع بعد ذلك بنظرات ثم تأول الى ما لا يحمد عقباه, وقد ورد ان يحيى ابن زكريا(ع) سئُل من اين دخل الناس الزنا؟ فقال(ع) من النظر والغناء!

المسلسلات المدبلجة وخصوصا التركية منها هي مسلسلات هادفة قصدها الاطاحة بالمجتمع وانزاله الى الهاوية...قد يظن البعض ان هذه المسلسلات قد تكون علاجية الهدف منها طرح معين بقصد معالجة سلبياته!

فهل المفروض ان نعلن الفاحشة والرذيلة في المجتمع لأجل ايجاد الحلول؟ اليس من المخجل ان نشاهد بعض المقاطع الفاضحة بحضور الأسرة وبحضور الزوجة.. هل من المفروض علينا ان نبحث في سلة المهملات لالتقاط الجواهر على فرض وجودها؟

وهل فقدنا عظمة التاريخ الإسلامي المشرف وتلك الشذرات المضيئة من حياة الائمة الاطهار عليهم السلام حتى صرنا نلتجئ الى هذه المسلسلات البائسة والتي غايتها افساد المجتمع واضاعة الوقت وتشوية الفطرة السليمة التي فطرنا عليها الله,

هذه المسلسلات هدفها الاطاحة باخلاق المجتمع وتجريده من انسانيته من خلال طرح واشاعة تلك المنظرات الفاسدة.

الرغبة في الممنوع

حسام شاب في مقتبل العمر يقول: بصراحة ان لا احب الجلوس اما التلفاز لكن واقع تسمية المسلسل وحديث الاصدقاء عنه اثار في داخلي شيء من الفضول فشاهدت اول حلاقاته  لاستمر بعدها بالمتابعة وبقليل من الادمان!

لا اخفي عليكم ان بعض المشاهد هي من دفعني لذلك هذا بالاضافة لتلهفي لمعرفة ما ستؤل الية باقي الاحداث, نعم انا ارفض مثل هكذا مسلسلات تطرح بشكل علني لانها وكما قلت تحوي بعض المشاهد غير لائقة، رغبتنا في المتابعة اساسها اننا تعودنا ان (كل ممنوع مرغوب) وهذا ما لا نستطيع التخلص منه.

ابتسامة بخبث

احد الاخوة سألناه عن رأيه في المسلسل وطرحنا علية بعض ما حصلنا علية من اراء فأجاب الرأي هنا لا يفيد لانه لن يغير شيء من الواقع انا اتابع المسلسل بكل ما فيه لكني احب ان اقول شيء مهم لمن يتابع مثل هكذا مسلسلات ويلجأ الى تعريتها.. لماذا الأستمرار بالمتابعة اذا كنت تعتقد ان ما تشاهده شيء خطأ وغير ضروري... قالها وقد ارتسمت على وجهه  ابتسامه صفراء لا تخلو من الخبث!

احصائيات معلنه  وما خفي كان اعظم

هذا وقد أعلنت مصادر قضائية جزائرية أن عدد قضايا الخيانة الزوجية منذ بداية العام وحتى الآن بلغ 300 قضية مقابل 750 قضية خلال العام الماضي فيما ذهب بعض علماء الاجتماع إلى أن المسلسل التركى (العشق الممنوع) له تأثير كبير على زيادة القضايا الخيانة .

ونقلت صحيفة " الشروق اليومية " الجزائرية " عن عدد من المحامين قولهم إن قضايا الخيانات الزوجية ارتفعت فى السنوات الأخيرة خاصة بعد رواج أجهزة الاتصال الحديثة كالهواتف النقالة والانترنت بصفتها قرائن قوية لإثبات الاتهام، مشيرين إلى أن المحاكم شهدت 750 قضية خيانة زوجية خلال سنة 2010، 80% منها كان مصيرها الطلاق و20 بالمائة الضحية فيها هو الرجل كانت لديه الأدلة الكافية لاتهام الزوجة كالرسائل الالكترونية عبر الهاتف والانترنت أو كضبطها متلبسة رفقة عشيقها أو أي رجل تربطه بها علاقة غير شرعية. من جهتهم، قال بعض المختصين فى علم الاجتماع فى الجزائر إن للمسلسل التركى (العشق الممنوع) تأثير كبير على الزوجات صغيرات السن اللواتي لم يخرجن بعد من سن المراهقة كما أثر المسلسل بشكل سلبي أيضا على تفكير الأزواج الرجال الذين تتبعوا المسلسل بشغف حيث تولد لديهم نوعا من الشك خاصة فى ظل وجود الهواتف النقالة والانترنت.

وأكد أحد المحامين في قضية خيانة زوجية رفعها مواطن ضد زوجته أمام العدالة أن مجرد الشك الذي خلفه له مسلسل (العشق الممنوع) جعل موكله يتفحص هاتف زوجته ليكتشف الخيانة.

مع هذه الإحصائية المسجلة في بلد من بلداننا العربية نختم  تحقيقنا في عالم الممنوع.. متمنين من قارئنا العزيز ان يشاركنا الرأي مع الحب.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 4/حزيران/2011 - 2/رجب/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م