حتى يقاوم التلميذ المغريات

عبد الكريم العامري

 

شبكة النبأ: بعاملي عدم إشباع العمل المدرسي حاجات التلميذ النفسية، وعدم تحقيقه للأمن الاجتماعي والاقتصادي في المستقبل... قد يتحدد الاتجاه العقلي عند الطالب، بذلك يسهل تفسير بعض الظواهر ، منها تشتت الانتباه، الانصراف عن الدروس، تلبية أول داعي خارج العمل الذي يعمله في المدرسة، الهروب.

من الغايات المتفق عليها الإعداد للحياة عن طريق التعلم أو كسب المعرفة. يقصد بها كسب نوع من المهارة العقلية يجعل الفرد أقدر على التكيف العقلي مع الحياة. انه لابد مع عملية كسب المهارة العقلية، وجود نوع من الاختبار لمعرفة مدى استفادة المتعلمين، بغض النظر عن مدى صلاحية أساليب التعليم، مناهجه. نشأت الامتحانات، كانت النتيجة النهائية أنها تؤهل المرء لمركز ينظر إليه المجتمع نظرة تقدير واحترام وكسب مالي. بذلك اكتسبت الامتحانات أهمية كبرى، فصارت هي هدف التلميذ، الأسرة، الهيئة التعليمية.

مازالت الامتحانات في كافة الأقطار العربية تقريبا والعراق خاصة  تستعمل سلاحا يتحكم في مستقبل المتعلمين، كان الواجب أن تكون وسيلة لإرشادهم وتوجيههم. أصبح هدف المتعلمين هو تحصيل المعرفة بأية صورة ليسهل استعمالها يوم الامتحان. كأن الغرض الضمني للمدرسة هو تحصيل قدر من المعلومات بصورة يسهل الامتحان فيها بالطرق التي ألفها المعلمون والمتعلمون.

ترتب على هذا أشياء كثيرة منها:

1ـ الرغبة في الحصول على وظيفة حكومية خاصة لوجود ضمانات كثيرة فيها..ولأنها تسد المصروفات السابقة للأسرة والدخل الحاصل منها للنفقات الحديثة، بعد اجتياز الامتحانات.

2ـ حاولت أسر كثيرة دفع أبنائهم دفعا الى التعليم، على الرغم من صغرها أو ضعف مقدرتها العقلية أو قلة الاستعدادات الشخصية، اعتمادا على أن المعلومات يمكن دائما تبسيطها، حفظها ليوم الامتحان... مما أدى الى التسرب من المدارس مع الأسباب الكثيرة الأخرى..منها تسهيل عبور الطالب الى المراحل الأخرى. 

3ـ استغنت المدرسة عن جو اجتماعي فعال كان يشترك فيه التلميذ، يتفاعل معه، يندمج فيه، ينتمي إليه، بسبب جلوس الطالب أمام معلمه ليستقبل معلومات فقط، بجانبه تلاميذ آخرون لا تربطه بهم أية علاقة، والمدرس لا ضرورة لأن تربطه بتلاميذه علاقة أكثر من علاقة التلقين..لذلك أما أن يبقى رضيع المنزل لم يفطم منه أو يضحي بالمدرسة والمنزل، وهي وضعية كارثية!

4ـ بسبب ازدياد عدد التلاميذ وقلة مقاعد الجلوس في الصف وقلة المدارس، هذه الحالة لا يتأتى معها أي تعليم أو إرشاد مثمر، استحال على المعلمين معرفة تلاميذهم معرفة حقيقية. من الناحية الاجتماعية، أن شعور التلميذ بان معلميه ومدرسيه يعرفونه، يشعره بتقديرهم له، مما يشبع فيه الحاجة الطبيعية للتقدير، يجعله يشعر بأنه ينتمي الى مجموعة قوية سواء أكانت منظمة أم غير منظمة، مما يحقق عنده الحاجة للاطمئنان، يسهل ضبط سلوكه وتوجيهه الى حد بعيد؛ التلميذ يهمه أن يكون عند حسن ظن معلمه به، لا أن يكون عنصرا الغرض من وجوده في الصف التهكم عليه.

العمل المدرسي يجب أن يكون متناسبا مع هدف التعليم، تعديل جو المدرسة، قيم المواد الدراسية..تتناسب مع نظرة المتعلمين والمعلمين وولاة الأمور.

التحصيل المدرسي أن يكون من أجل: أن يشبع الحاجة للأمن، يعطى التلميذ فرصة فهم أسرار العالم المادي والاجتماعي اللذين يحتك بهما.

نوع المهارة المكتسبة، يجب أن يشعره بالاطمئنان الى المستقبل، يمكنه من كسب عيشه، في حال عدم الحصول على وظيفة، في الوقت نفسه أداء خدمة للمجتمع الذي ينتمي إليه، ويحافظ على نفسه فيه.

التعليم المدرسي ضرورة أن يكون له صلة بحياة التلميذ المجتمعية، حتى يشتق منها لذة، يترتب على اضطراره الى الانكباب عليها الانصراف عن النشاط الصادر من منابع الطاقة الحيوية، يجب أن لا ندهش لذبول حيوية التلميذ خلاف ذلك.

تكرر رسوب الطالب رغم صغر سنه أو ذكائه، يعتقد أحيانا أن المدرسة لا تخرج عظيما، يضرب لك الأمثال في هتلر وغيره.

تكتسب الفوارق الطبقية قيمة كبيرة في نظر التلاميذ، يتميز فيها الفقر الشديد الى جانب السعة الواضحة، نتيجة الجو المدرسي، قليل التشويق ،عديم القيمة، ضعف الاهتمام بالمعرفة.

 إعطاء فرصة مزاولة المسرح الحر، المرسم الحر..للتعبير الحر عن نزعاته المختلفة تعبيرا يساعد على زيادة نموه اللغوي والنفسي، كسبه للمهارات حتى في حال الفشل عنده رصيد من الإرادة يفيده في صلاته بالبيئة التي لابد له من التعامل معها، لكون المجتمع في تغير مستمر.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 30/آيار/2011 - 26/جمادى الآخرة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م