السينما وتوثيق حكايات الربيع العربي

 

شبكة النبأ: التغيير في كل شيء، ربما يكون هذا هو شعار العرب القادم بعد ان تمكنوا من تغيير حكامهم المتسلطين وازاحتهم عن السلطة في تونس ومصر ومازال البعض الاخر في الطريق كاليمن وليبيا وسوريا والبحرين، ولعل السينما التي اضحت في الاونة الاخيرة سلاح اعلامي ذو تاثير بالغ ومهم هي احدى تلك الركائز في التغيير المنشود، حيث بدء المخرجون التركيز على جانب الثورة وامل التغيير في العالم العربي والطموح لما بعد الثورات في تغيير المجتمعات العربية للنهوض بواقعها البائس والتطلع نحو غدا افضل قد يقوده شباب الثورة والاجيال القادمة.

وقد استقبلت العديد من المهرجانات العالمية الوفود العربية استقبال الفاتحين وكما حدث في مهرجان كان العالمي، حيث تم عرض العديد من الافلام العربية التي تناولت قصص الثوار والانتفاضة في ربيعها خصوصاً فيما يتعلق بتونس ومصر من مشاهد في اغلبها كانت حقيقية ومؤثرة وقد لاقت استحسان وترحيب كبيرين، الامر الذي يعكس مدى التفاعل العالمي الكبير مع الاحداث التي مر بها العرب مؤخراً والذي ساهم كثيراً في نقل الصورة الحقيقية التي يتميز بها المواطن العربي.

ربيع الثورات يلهب السينما

حيث يمكن أن يمثل ربيع العرب الذي بزغ في أنحاء الشرق الأوسط في العام الحالي فرصة لبداية جديدة للسينما في المنطقة، وأصبح صناع السينما من دول مثل مصر وتونس يتمتعون فجأة بمعني وبإحساس جديدين من الحرية بعد ثورات شعبية أسقطت عهد حكام مستبدين ظلوا في الحكم لعقود طويلة، وذلك بعد أن كانوا يتعرضون لسيطرة حكومية مشددة، وقال المنتج المصري هشام عبد الخالق، "نحن نعبر لعصر جديد في أفلامن، أفلامنا سيكون لها أسلوب جديد، أصبح لدينا الفرصة الآن لنبدأ في كسر المحرمات الاجتماعية، وقال عبد الخالق، الذي تحدث لدى حضوره مهرجان كان السينمائي الدولي، إنه في ظل وعد السلطات في القاهرة رفع الرقابة، فإنه يتوقع أن يستعرض القائمون علي صناعة الفيلم في البلاد عددا كبيرا من المواضيع الاجتماعية والجنسية والدينية وصولا إلي قضايا سياسية، وعلى الرغم من المكانة التي احتلتها مصر لفترة طويلة باعتبارها القوة والعنصر النشيط في السينما العربية، لم تنظر المهرجانات السينمائية البارزة في العالم مطلقا بقبول حسن إلي الأفلام التي تأتي من هذه الدولة وتسيطر عليها الأعمال الدرامية والكوميدية وأفلام الحركة، لكن هذا العام، اعترف مهرجان"كان" بنطاق الأحداث التي أسفرت عن الإطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك في شباط/فبراير من خلال اختيار مصر كضيف شرف للمهرجان، وتعد هذه الخطوة هي الأولى من نوعها في تقليد جديد لمهرجان كان، وفي جزء من احتفاء مهرجان كان بمصر، عرض المهرجان فيلم "18 يوم"، وهو جهد جماعي لأفلام قصيرة، وأخرجه 10 مخرجين مصرين وشارك به 20 ممثلا ومن تأليف ستة كتاب وطاقم عمل اعتمد على ثورة "25 يناير" في مصر. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

ويعرض "كان" فيلما وثائقيا عن "ثورة الياسمين في كانون ثان/يناير" في تونس والتي أطاحت برئيس البلاد زين البلاد بن علي بعد نحو ربع قرن في السلطة، وهي الثورة التي ساهمت أيضا في إثارة الانتفاضات الشعبية في أنحاء العالم العربي، وينزل المخرج التونسي مراد بن الشيخ في فيلمه "لا خوف بعد اليوم" إلى الشوارع ليتحدث مع هؤلاء الذين خاطروا بكل شيء للإطاحة بنظام بن علي البغيض، ويقول أحد المتظاهرين في فيلم بن الشيخ " إنها ثورة لتفاني شعب، لن يراودنا أي خوف مرة أخرى بشأن تونس الجديدة هذه"، وعلى الرغم من أن صناع السينما يتدفقون على مصر وتونس وليبيا لتسجيل الاحتجاجات، إلا أن كثيرين في صناعة السينما المصرية يحجمون عن بدء الدراسة بعناية للأحداث التي أحاطت بسقوط نظام مبارك، ويقول عبد الخالق إنه "من المبكر جدا تقليب النظر والتمعن في الثورة، لا تزال هناك حقائق كثيرة غامضة تتعلق بما حدث"، وبشرت نهاية بن علي بإحساس جديد من الحرية لصناع السينما التونسيين، لكنهم يواجهون الآن مشكلات جديدة، وقال المخرج التونسي نوفل صاحب الطابع إن "الرقابة مغلقة في الوقت الحالي، نشعر الآن أننا أحرار في الحديث عما نريده"، ويدور أحدث أفلامه عن اعتقاد "طرد الجان الشرير" وسط جالية أصحاب البشرة السوداء في تونس، وأضاف المخرج التونسي الذي يحضر مهرجان "كان" أن "السينما ليست هي أول شيء يفكر فيه التونسيون، يتعين عليهم إيجاد عمل للشباب"، ومع ذلك ، يتوقع أن تنتج تونس نحو خمسة أفلام روائية هذا العام، وهناك مشكلات أخرى تواجه صناع السينما في عالم السينما الجديد في الشرق الأوسط.

وتعارض أحد أفلام المخرج التونسي نور بوزيد مع مبادىء الأصوليين الدينيين وتعرض للضرب في أحد الشوارع، ويضاف إلى الاضطراب الذي يواجه صناعة السينما في المنطقة، هو أن عدد كبير من أبرز نجوم السينما الوطنيين وجدوا أنفسهم في الجانب الخاطئ من الثورات، وواجهوا إتهامات بدعم الحكومات خلال الاضطراباتو وكانت النتيجة في تلاشي جاذبيتهم في شباك التذاكر منذ أن نزل الشعب إلى الشوارع للمطالبة بالتغير الديمقراطي، وحتى أن عددا كبيرا في صناعة السينما في الشرق الأوسط يعتقدون أن مشكلات الصناعة كانت موجودة قبل الاضطرابات التي شهدها العام الحالي ، حيث أضيرت عمليات تمويل الأفلام السينمائية في المنطقة جراء الأزمة الاقتصادية العالمية والمشكلات المالية في الخليج والتي ظهرت في عام 2008، وقد أدى بالفعل التهديد الذي يتعرض له التمويل السينمائي والاضطراب في مجال الأعمال السينمائية في الوقت الحالي الذي تسببت به اضطرابات المنطقة إلى تقليص شركات الإنتاج السينمائي لميزانياته، وعلى سبيل المثال في مصر، يتطلع عدد كبير من الشركات لإنتاج أفلام تتراوح تكلفتها ما بين 400 ألف دولار و600 ألف دولار، وهو عشر ما كانت تتكلفه بعض الأفلام المصرية في وقت سابق، ويمكن أن يسهم هذا في تعزيز حظوظ صناع السينما المستقلة الذين يعانون في المنطقة، وقال شريف مندور إن "السينما المستقلة تتقدم بشكل طيب نوعا ما"، يذكر أن مندور هو أحد صناع السينما المستقلة في مصر ومنتج أفلام مثل فيلم "الخروج من القاهرة" المثير للجدل والذي تدور أحداثه على غرار قصة روميو وجولييت، ويروي قصة حب بين امرأة مسيحية ورجل مسلم، وكان شريف قد واجه تهديدات بالاعتقال في ظل نظام مبارك، وقال لدى حضوره مهرجان كان "أحب البحث عن المحرمات الاجتماعية، إنها مهمة من المهام التي اسعي للقيام بها دائما".

فيلم المصدر

الى ذلك أبدى بعض مشاهدي فيلم المصدر لمخرجه رادو ميهايلينو الذي يتناول قصة امرأة لها مواقف من الرجال في قرية بشمال أفريقيا هتافات الإعجاب بمضمونه خلال عرضه في مهرجان كان السينمائي بفرنس، واعتبر بعض النقاد أن الفيلم يعبر عن روح الانتفاضات العربية التي شهدتها بعض بلدان المنطقة العربية أو ما يعرف بـ الربيع العربي، لكن قلة من النقاد رأت أن الفيلم يصور الحياة العربية بتبسيط شديد، أما أغلبية النقاد فقد أثنت على قدرته على تصوير أحداث حقيقية تشهدها الحياة العربية، مضيفين أنهم لن يفاجأوا إذا حصل الفيلم على جوائز كبرى خلال توزيعها في مهرجان كان، وفيلم المصدر من ضمن 20 فيلما عرضت في المسابقة الاختتامية، ويعرض فيلم المصدر حكاية ليلى زوجة المدرس سامي، وهي امرأة جميلة ومشاكسة تقرر الإضراب عن ممارسة الجنس حتى يوافق الرجال في قريتها على جلب الماء من المنبع الذي يقع في أعالي الجبال، ويصور الفيلم الرجال وهم يجلسون ويرشفون الشاي طيلة اليوم رغم الظروف الاقتصادية الصعبة في حين تحمل النساء أكواما من الحطب على ظهورهن وتنقلها عبر ممرات وعرة، وتقرر ليلي اتخاذ موقف معين عندما تقع صديقة لها أرضا وتفقد رضيعه، ويتشاجر الرجال والنساء وتحدث أعمال عنف، وتجادل النساء في الجدوى من التقاليد على حساب التغيير في حين يحاول رجال دين محافظون استغلال الانقسامات في القرية، وقال مخرج الفيلم وهو يهودي من مواليد رومانيا خلال مؤتمر صحفي إن الفيلم انعكاس جزئي للانتفاضات التي شهدتها تونس وبلدان عربية أخرى، ويضيف هناك أمل كبير منذ شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، هناك أمل لنيل الشعوب حريتها ورغبة جامحة للتخلص من المسؤولين في السلطة، يطرح الفيلم فكرة أن الناس يقررون مصيرهم في نهاية المطاف، ومضى للقول هناك ثورة ثانية وهي ضرورية أي ثورة داخل المنازل ومكانة المرأة داخل الأسرة، يجب أن تكون المرأة شريكا متساويا للرجل، وتابع المخرج قائلا إن فكرة الفيلم حقيقية ومستمدة من قصة وقعت في تركي، وتقود ليلى المعركة في القرية إذ تواجه إمام القرية وتستشهد بنصوص من القرآن دفاع عن قضيتها.

لا خوف بعد اليوم

في سياق متصل شارك الفيلم الوثائقي "لا خوف بعد اليوم"، وهو الأول من نوعه عن "ثورة الياسمين" في تونس للمخرج مراد بن الشيخ، ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الذي اقيم من 11 الى 22 ايار/مايو، وفق ما اعلن المنتج التونسي حبيب عطية، وقال عطية "القائمون على هذا المهرجان اختاروا الفيلم للمشاركة في المسابقة الرسمية للفوز بالكاميرا الذهبية"، وهو ما اعتبره "فرصة هامة ومشاركة تبعث على الافتخار بالنسبة للمخرج والمنتج ولتونس ككل"، وشدد على أن أهمية هذه الفرصة تكمن في انها "تاتي بعد غياب طويل للسينما التونسية في هذا السباق"، مذكرا بأن "آخر مرة شاركت فيها تونس في المسابقة الرسمية يعود الى اكثر من عشر سنوات من خلال فيلم (موسم الرجال) لمفيدة التلاتلي"، وفي السياق ذاته سجلت وزارة الثقافة التونسية "باعتزاز قيمة حضور تونس في هذه التظاهرة السينمائية الدولية العريقية" واصفة المشاركة "بالحدث المتميز"، واعتبرت الوزارة ان "مساندة الاعمال الفنية التونسية تحقق الاضافة النوعية والاشعاع الثقافي" لتونس ما بعد ثورة الياسمين، وفيلم "لا خوف بعد اليوم" من انتاج مؤسسة "سيني تي لي فيلم" اكبر شركة انتاج في تونس منذ تأسيسها مطلع الثمانينيات على يد الراحل احمد بهاء الدين عطية، ويتناول الفيلم على مدى 73 دقيقة يوميات شخصيات وطنية وحقوقية واعلامية ونشطاء سياسيين ومواطنين عاديين خلال الانتفاضة الشعبية التي شهدتها تونس اعتبارا من منتصف كانون الاول/ديسمبر الفائت، والتي أدت الى الاطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي في 14 كانون الثاني/يناير. بحسب فرانس برس.

ومن بين هذه الشخصيات راضية النصراوي المحامية والناشطة في مجال حقوق الانسان، والمدونة لينا بن مهني، والصحافي كارم شريف وافراد عائلته، وباشر المخرج التونسي تصوير المشاهد الاولى للفيلم قبل ايام قليلة من فرار الرئيس التونسي من البلاد، واستمرت عملية التصوير حتى 15 نيسان/ابريل، ودرس مراد بن الشيخ الفنون الجميلة قبل ان يتخصص في السينم، ومن اعماله التسجيلية "السينما في البلدان العربية" (1997) و"حكايات المتوسط" (2007)، كما اخرج فيلمين قصيرين "راعي النجوم" و"الغفران جنة وجحيم"، وتنظم الغرفة النقابية الوطنية لمنتجي الافلام بدعم من وزارة الثقافة والمحافظة على التراث التونسية بالمناسبة جناحا للتعريف بتونس "كوجهة ملائمة لتصوير الافلام الاجنبية" ولقاءات بين السينمائيين والمهنيين التونسيين ونظرائهم في مختلف انحاء العالم حول اعمالهم السينمائية وللتعريف بمختلف التظاهرات السينمائية في تونس ومن ابرزها ايام قرطاج السينمائية التي ستقام في خريف العام 2011، وفي البرنامج ايضا تكريم ل"أبي السينما التونسية" الراحل طاهر شريعة مؤسس ايام قرطاج السينمائية في العام 1966، اعرق التظاهرات السينمائية العربية والافريقية، الذي غيبه الموت في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 2010 عن عمر يناهز 83 عام، وسبق لمهرجان كان أن احتفى بالسينما التونسية في مناسبات عديدة لا سيما العام 2006 ضمن قسم "كل سينمات العالم" الذي يهدف الى ابراز الخصوصية الثقافية للانتاج المحلي.

ملهم الثورات العربية

بدوره محمد البوعزيزي، بائع الخضار والفواكه على عربة متجولة الذي ألهم ربيع الثورات الشعبية العربية عندما أشعل النار في نفسه احتجاجاً، سيكون الثيمة الرئيسية لفيلم سينمائي، البوعزيزي لم يكن بائعاً متجولاً مرخصاً في محاولته للحصول على لقمة العيش وسط ظروف اقتصادية صعبة في مدينة سيدي بوزيد التونسية عندما طردته الشرطة وحاولت منعه من البيع، فأصيب باليأس واحتجاجاً على ذلك أشعل النار في نفسه، وحالياً، يخطط المنتج السينمائي التونسي، طارق بن عمار، لصنع فيلم يحكي حياة وموت البوعزيزي، وكان بن عمار في تونس عندما اندلعت انتفاضة الكرامة التي أطاحت بالرئيس التونسي، زين العابدين بن علي، حيث كان يعمل على فيلم من بطولة النجم أنطونيو بانديرس إلى جانب النجمة فريدا بينتو، وقال بن عمار بعد لقائه بأسرة البوعزيزي، "لقد توجهت لي عائلته، وكانت محاطة بوسائل الإعلام والناس الفضوليين، فأخذتهم ونقلتهم من منزلهم إلى منزل قريب مني لحمايتهم، وفكرنا معاً عن فيلم ينمكن تنفيذه"، وأوضح أنه سيرصد عوائد الفيلم إلى الأسرة لتمويل ومساعدة الشباب الصغار مثل البوعزيزي، وأضاف بن عمار، "إنه (محمد البوعزيزي) بطل من دون أن ينوي ذلك، والفيلم عنه يقول إن هناك كثيرون مثل البوعزيزي لا نعرف أسماءهم"، وأوضح أنه كان شاباً غير متعلم ويعيش من بيع الخضار والفواكه مثل كثيرين، لكنه تحول إلى رمز ضد نظم الفساد والبيروقراطية وعلى النظام السياسي الذي لم يكن يستمع لمطالب الشباب واحتياجاتهن ويساعدهم، وأضاف أن البوعزيزي كان يساعد أسرته منذ صغره ويعتني بالآخرين، وبن عمار، البالغ من العمر 61 عاماً، هو ابن شقيق وسيلة بن عمار زوجة الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة، كما أنه واحد من المنتجين العرب المعروفين على الصعيد العالمي، ومن الأفلام التي ساهم في إنتاجها "حياة بريان" "نهوض هانيبال"، وأشار إلى أنه يريد ضمان أن تتذكر أجيال المستقبل البوعزيزي بوصفه بطلاً ضحى بحياته ليلهم الآخرين من أجل التغيير. بحسب السي ان ان.

"18 يوم" فلم الاحتفاء بمصر

فقد قدم ضمن فعاليات الدورة الرابعة والستين لمهرجان كان السينمائي فيلم "18 يوما" المصري الذي يضم عشرة افلام قصيرة لعشرة مخرجين وثقوا للثورة وفق رؤى تقاربت واستعادت ابرز وقائعها محاولة اضفاءها على شخصيات حاكت الواقع وشاركت في الثورة، عرض الفيلم في قاعة العيد الستين للمهرجان بحضور عدد من النجوم المصريين الذين ارتقوا السلم الاسطوري للمهرجان وسط ترحيب الحضور، وقرر القيمون على المهرجان اعتبارا من السنة الحالية اختيار بلد ما لتكريم دوره في الانتاج السينمائي، وارتأى المهرجان هذه السنة تكريم السينما المصرية، ودخل الوفد المصري قاعة العرض حيث قوبل بالتصفيق الحار، وشكر مدير مهرجان كان تييري فريمو في كلمته الترحيبية الوفد المصري وخصوصا ماجدة واصف على مساعدتها المهرجان في تنظيم التظاهرة المصرية، وحضر من النجوم المصريين الذين شاركوا في الفيلم كل من يسرا ومنى زكي واحمد حلمي وآسر ياسين وخالد ابو النجا ومعظمهم كانوا من الناشطين الفعليين على الارض خلال الثورة وشاركوا في تظاهراتها يوميا كما مخرجي الشريط الذين حضر منهم الى كان يسري نصر الله وكاملة بو ذكري ومروان حامد وشريف البنداري ومريم ابو عوف، وتغيب النجم عمرو واكد، ورغم مشاركته في الشريط بعدما انتقد مشاركة اثنين من المخرجين بعدما نفذوا اشرطة دعائية لحساب الحملة الانتخابية للرئيس السابق حسني مبارك، ونشط واكد في مهرجان كان في شرح موقفه للصحافة العربية والاجنبية وتحدث عن دوره في فيلم ابراهيم البطوط الجديد الذي يصور الآن حول الثورة، كما تغيب عن الحفل سفير مصر في باريس، بعدما اثار احتمال حضوره جدل، وقبيل تقديم الشريط اهدت مريم ابو عوف نيابة عن زملائها الفيلم "الى كل الارواح التي قضت وهي تدافع عن الثورة والى كل من امضوا وقتهم في ميدان التحرير لتغيير الاشياء"، وبينما حاول احمد حلمي ممازحة الحاضرين قال يسري نصرلله ان "الثورة عبرت عن رغبة الشعب المصري بالحرية والكرامة" واهدى الفيلم اضافة الى الشعب المصري الى "كل الشعوب التي تناضل من اجل الحرية في سوريا وليبيا واليمن والبحرين"، وحمل الشريط الجماعي حيث لا يظهر اسم المخرج مقرونا بالجزء الذي انجزه الا في نهاية الفيلم، رؤى المخرجين العشرة للثورة، الصورة المصرية كما اعادوا صياغتها مستندين الى الوقائع التي تكررت بين جزء وآخر من الشريط. بحسب فرانس برس.

ونم الفيلم عن مباشرة في كثير من اجزائه من دون ان يتخطاها الى مستوى فني آخر، غير ان ذلك لم يمنع القيمين على المهرجان في كان من تسجيل طلب كبير على الشريط الذي ارتبط اسمه بالثورة، وكان منفذو العمل صرحوا في اكثر من مناسبة انهم انتجوا الفيلم اساسا في محاولة لتنمية الوعي بالديمقراطية لدى جميع فئات الشعب المصري، وهو ما كرررته بمناسبة عرض الفيلم المخرجة كاملة ابو ذكري، واستهل العرض بشريط شريف عرفة "احتباس" حيث يصور الوطن مثل مستشفى للامراض النفسية نزلاؤها ناموا طوال اثنين وثلاثين سنة واستيقظوا فجأة على الثورة، ويصور مروان حامد اجواء الاعتقال والتعذيب خلال ايام التظاهرات من خلال شاب متعلم ورجل امن يمارس التعذيب على من بات اسمه السجين رقم " 19-19"، اما كاملة ابو ذكري مخرجة الروائي "واحد صفر" الذي نال العديد من الجوائز فوقعت هنا "خلقة ربنا" عن فتاة تنزل لتكسب رزقها لكنها تمشي مع المتظاهرين الى مصيره، وقدم المخرج الشاب محمد علي "الطوفان" ملتفتا فيه الى وضع الفقراء في الثورة ممن ليس لديهم موقف مما يجري ويسعون للاستفادة من الثورة لتحقيق بعض المكاسب المادية، لكن باي ثمن؟ وصورت مريم ابو عوف في تحرير "2/2" ايضا وضع فقير يريد ان يتكسب ببيع الاعلام المصرية وحتى صور مبارك، وتميز شريف البنداري في عمله "حظر تجول" الذي صور في الاسكندرية علاقة جد بحفيده المتمرد والذي يحتج بوجع في المعدة ليخرجه جده الى المستشفى ويكسرا معا حظر التجول العبثي كما يصوره المخرج، واعتمد يسري نصرالله المشارك في "داخلي/خارجي" على النجمات منى زكي ويسرا فضلا عن آسر ياسين ليصور رغبة امرأة بالنزول الى ميدان التحرير بعد ما عرف بـ"واقعة الجمل" ومعارضة زوجها الفكرة، اما احمد عبدالله، مخرج "ميكروفون" الذي نال عددا من الجوائز اخيرا، فصور في "شباك" انجذاب شاب لصبية بينما يعيشان الثورة بطريقة مختلفة، وحكى "اشرف سبيرتو" لاحمد علاء سيرة حلاق ايام الثورة تحول محله الى نوع من مستشفى ميداني بينما روى خالد في "كعك الثورة" يوميات شاب بسيط يعمل خياطا ويتابع الثورة من محله دون ان يجرؤ على الخروج، وبعد عرض الفيلم اقام مهرجان كان حفلة على شرف المصريين غنت فيها فرقة "وسط البلد" وحضرها عدد من النجوم المصريين والعرب والاجانب.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 29/آيار/2011 - 25/جمادى الآخرة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م