برهة من لحاظ الفرح

فريد النمر

"هناك تراك السماء أخضرارا ينمو على شفة الوقت حينما يعشب القلب بلحظة من يقين تنسكب من ضوءها هالة من بشر"

 

سمت فأشرق بدر مده السحر =مذ اعتنقنا رؤاك شدنا القدر

 

وكنت أنت مرايا الحب تشغلنا= على الضفاف التي بالحب تنتصر

 

سمت فغرّد خفق الروح يسكرنا= وهاتف الغيب يبدي عزفه الوتر

 

مذ اودعتنا سماء العشق لحظتها= تواعدتنا فجاجا منه يعتصر

 

يا لحظة السكر ما كاسات جذوتنا= الا التهاليل بالأفراح تنتثر

 

تناولتنا تلاوات لتوقظنا =على الهديل ولحن الروح يختمر

 

إنا شربنا هواك ذات موعدنا= فموسقتنا وكان العمر والسكر

 

يا زهرة العمر والأرجاء في يدك= مدهوشة الحب والآلاء تنتشر

 

إنا انتبذناك قرآنا يهدهدنا =على الفوانيس خيط النور يبتكر

 

أرهفت فيك ضياء الشمس يشرقها= بضفة العين ما بالنبض يزدهر

 

فكنّا نحن فلول العشق لملمنا =سر القناديل حيث الضوء ينكسر

 

يا قبلة الله حيث الله قبلها= فانثال فجر عليه الكون يقتصر

 

غناك وحي فمي و الحق ينشدك= على المواويل تضفي ذكرك السور

 

يا رعشة الماء حيث الماء فصلك =بشهوة الطهر هذا الماء يعتذر

 

على يديك وكل الطين ترقصه= قداسة حولها الأملاك تفتكر

 

ما أجمل الحب في معناك ينسجه= حبل من الله بالأنوار ينصهر

 

وأنتِ أنتي لا تيه ولا عجب= وأنتِ أنتِ أذانٌ ظلّ يعتمر

 

يا صورة الملك الأسنى محاسنها= ووجنة الحور جلت عندها الصور

 

لا أدعيك سوى نورا لأحمدك =لن أدعيك سوى من كونه بشر

 

أم الحسين وذي كفيك مخصبة= بالرائعات وهذا الحق يفتخر

 

تلاحما النور في طهر وفي شرف= فيها سماء "علي" منك تزدهر

 

أعطيت روحا لكفئ الروح يوقدها =وآية الروح لا ماء ولا حجر

 

يا ام من ملك الأرواح فانتفضت= بالمجتبى من ذراه الشمس تنحدر

 

وان للمجد واحات على يدها= ذكر الحسين بنور الله ينفجر

 

معين حق يدكّ الليل عاطره= ونهج وعي به الإسلام ينجبر

 

يا مسكر الوقت ما كانت نفائسنا= الا هواك بهذا الحفل نذكر

 

فالحب يرسمه ثغر البيان فان= تنفس الحب أخفى بوحه السحر

 

يا نغمة في صدى الآيات عزمتها= هذا رحَاك مداد الجود يبتذر

 

قرصانِ لم تلبث الدنيا بخلدِهما =هم يسئلون فمن قمْريهِ يختصر

 

زهراء لا أوقف الضالونَ يقظته =مذ راح يهتفُ فينا الرائع العطر

 

أي الولاء وذا خبزٌ يفقّهنا =نحنُ المساكينُ خبزَ العشقِ ننتظر

 

فلا أمضّت بنا الأيام غفلتها =ولا أشتهى الليل نكصا غرّه الوطر

 

فالحب ما أوجدت منه القلوب وما= قد خالط النبض أي الحب ينكسر

 

وفي صداكِ رؤىً للآن تنسجنا= تنافستْ في دمانا الآن تبتشر

 

وأنت أغنية لله علمها =سرّ التآويل كيف الفجرُ ينتصر

 

مشكاة عدل وثغر الوحي فهمها =حيث النبؤات من أغراسها ثمر

 

سمت فما فوقها الا أبوتها= كانت لها سبلا تستافها الفكر

 

يا جذوة الشعر ما بال قصائدنا =في حضرة الحب يشجي بوحها الكدر

 

والليل يقصده الباغون بهرجة =ويترك الضوءَ من بالليل ينبهر

 

خلاف ما انتبذت للحب أشرعة= عليها آبَ بنو التدليس تحتقر

 

والغي ما انفجرت أحقاد غلته= الا انتشى في خطاه الشر والشرر

 

فأي وقت أيا زهراء يؤنسنا =وكل نبضٍ عراه الماردُ الأشر

 

قد مزق الفجر مسكونا بطاغية= على المذاهب والإسلام يأتمر

 

و"طائفيةُ" تشقي الجيل فتنتها =مذ راح تشحنها البغضاء تستعر

 

وعادت العتمة الرعناء تزرعنا =على الضفاف وسيف الحقد ما شهروا

 

حتى اذا أوقدوا للبغض نار لظى= تناهبتنا يد الأقدار والعبر

 

من يبرء الحب من جرح يفاقمه =أعي الضماد نزيف هدّه السكر

 

وغيّرتنا فلا ضوء يقاربنا= اذا تشظى أناء ملّه الحجر

 

أم الحسين ولا أدري لما ارتفعت= حكاية الوجد مني والهوى أثر

 

لكنه العشق مشمول بلوعتنا= ولحظة الحب بالآلام تنكسر

 

والقلب تفزعه الأحزان ما برحت= يذوب فيها احمرارُ العين و الضجر

 

فكم تمزّق في ضيم السجون فتىً= قضى شهيدا ونوء القلب ينفطر

 

وراح غدرا ولا من كان يسمعه= في رعشة الموت والأحلام تنحسر

 

وكم تملّك غيداءً تعثرُها وخزُ الصراخ وثوب الذّلّ يعتصر

 

فمن لها من فم الطاغوت ينقذها =وقد تحدّى بنابٍ ملؤه الخطر

 

كم مسجد غلّقت أبوابه بطرا= وهدّ محرابه ظلما وقد حفروا

 

فمن لها غير "يازهراء" تطلقها =ومن لها غير يا كرار تنتصر

 

هذي نداءاتها الثكلى يمزقها =جور ولا مُسمعٌ ما رجّع القهر

 

زهراء هذي نجاوى القلب قد صرخت= وأنت أنت سماء العرش تختصر

 

أم الحسين أنت الآن مقصدنا= حلي وثاقا اذا ما خانه البشر

 

فانت قبلة ما يشجى تألمه= وقد تعدتْ يدُ الأقزام تأتثر

 

هناك تسمو على البلوى عقائدنا = وديدن الحرّ يأبى الظلم يأتمر

 

هناك في نبضنا حلتْ حقيقتنا =زهراء ليس كما ضمنته خبر

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 25/آيار/2011 - 21/جمادى الآخرة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م