عالم الحيوان... ولوج الى حياة مجاورة

باسم حسين الزيدي

شبكة النبأ: الطبيعية بكل مافيها من جمال يدلل على عظمة الخالق (عز وجل) وحسن صنعه في خلقه بكل عوالمها البديعة والرائعة، وعالم الحيوان هو احد تلك العوالم الفريدة والعميقة في اسرارها وخفاياها والتي تمتاز بتنوعها وكثرة اصنافها بين طائر وسابح وراجل وزاحف، وقد تعايشت مع البشرية جنب الى جنب منذ بدء الخليقة في تناغم وتبادل منفعي عجيب.

يذكر ان الانسان قد عكف منذ القدم على دراسة هذه الحيوانات وتصنيفها ومعرفة كل مايتعلق بها من عادات غذائية والهجرات والتزاوج والامراض التي تصيبها وطرق العلاج وغيرها من الامور حتى اصبح لديه خزين وافي عن هذا العالم الذي يحوي عدة عوالم في داخله، وقد ساعد التطور والتقدم العلمي الكبير الذي شهدته الانسانية مؤخراً على سبر اغوار جديدة وفتح افاق لم تكن موجودة ومعرفة العديد من الاسرار التي كانت حتى وقت قريب بعيدة المنال عن الانسان.

الطيور تحول الحياة الى كابوس

حيث الوضع لا يشبه بعد وضع بوديغا باي حيث صور الفريد هيتشكوك فيلمه الشهير "ذا بيردز" الا ان سيدني تشهد تعايشا بين الطيور والبشر يتحول احيانا الى كابوس، فعلى طول شوارع هذه المدينة الكبيرة تنقض طيور ابو منجل البيضاء المحلية والمعرفة بمنقارها الطويل على سلال المهملات فيما تنشغل اسراب من طيور الكتوة (نوع من ببغاء) في قضم كل ما تقع عليه من تركيبات مصنوعة من الخشب.ويقول مارك ديفيس الخبير بالطيور ان "طيور ابو منجل البيضاء تنتشر كثيرا في محيط ملاعب المدارس وعلى المردستن ان يفسروا للتلاميذ كيف يحتمون منه، فهي تحوم حول الاطفال وتسرق منهم اكلهم"، وقد حكم على طالب في القانون في بريسبان (شرق) بالقيام ب120 ساعة من اعمال المنفعة العامة بعدما تواجه مع طير من نوع ابو منجل محاولا انقاذ السندويتش الذي كان يأكله مما ادى الى نفوق الطير تحت قدميه، وقال الشاب دفاعا عن نفسه انه سبق وتعرض لهجوم من طير عقعق كبير وبات منذ ذلك الحين يخشى الطيور الاسترالية، ومع ان ردود الفعل من هذا النوع تبقى ناردة الا انه معروف جدا في سيدني ان تناول قطعة حلوى او سندويتش قرب دار الاوبرا او على رصيف العبارات معقل طيور النورس، يتطلب يقظة دائمة، ولا تكتفي طيور ابو المنجل بنثر برازها في كل الحدائق او ازعاج المارة باصواتها، فهي تشكل مصدر ازعاج ايضا لحيوانات المتنزهات العامة وحدائق الحيوانات، ويقول مارك ديفيد "عندما يقوم العاملون بتقديم الطعام الى الحيوانات تنقض عليها طيور ابو المنجل وتستولي على الاطعمة". بحسب فرانس برس.

وفي بعض احياء سيدني اكتشف بعض السكان عند استيقاظهم صباحا ان الارضية الخشبية في حديقتهم قد قطعت ارب، ويقف وراء هذه الكارثة طيور الكتوة التي تشحذ منقارها من خلال مضغ الخشب، ويقول ادريان ديفيس الذي يدرس طيور الببغاء في جامعة سديني "عادة يأكل هذا النوع من الطيور اغصان الاشجار لكنه يتكيف في المدن وينقض على المنازل"، ويؤكد ان عدد هذا الانواع من الطيور في مدينة سيدني يتجاوز عددها في متنزه رويال الوطني جنوب المدينة، لكن غالبية شكاوى السكان تتمحور على الجلبة الصادرة عن بعض هذه الانواع، ويتصدر تنصيف الاصوات المزعجة طير "نويزي ماينر" الذي كما يشير اسمه (نويزي يعني كثير الجلبة باللغة الانكليزية) يصدر زعقة حادة تثقب طبلة الاذن، يليه صوت كوويل الذي يغرد بصوت عال جد، وكل الاجناس المحلية محمية ويحظر كليا قتله، ويمكن لملاعب رياضة الغولف ان تطلب ترخيصا خاصا لاطلاق النر على الطيور في حال تحولت الى مصدر ازعاج كبير، اما بالنسبة للسكان العاديين تبقى القطط ومسدسات المياه الاسلحة الوحيدة المتاحة لهم لمواجهة الطيور المزعجة.

الفرس تحاول إخفاء حملها

الى ذلك أظهرت دراسة تشيكية أن الفرس تحاول إخفاء الحمل الذي حملت به من غير فحلها الموجود داخل مجموعتها في نفس الحظيرة وذلك بالتلقيح من هذا الفحل لدى عودتها للحظيرة، وتوصل الباحثون التشيك إلى هذه النتيجة من خلال تحليل بيانات 81 عملية تزاوج بين الخيول و وجدوا أنه عندما تلقح أنثى الحصان من خيول من خارج حظيرتها فإنها تحاول فيما بعد إخفاء هذا التلقيح من خلال التزاوج مجددا بخيول من داخل حظيرتها من أجل إلصاق الأبوة بهذا الذكر "فإذا لم تنجح أنثى الحصان في ذلك بسبب وجود الحصان في مرعى آخر على سبيل المثال، فإن هناك احتمالا كبيرا بأن ينتهي هذا الحمل بسقط" حسبما أوضح الباحثون، وأشار الباحثون في مجلة "بيهيفيار ايكولوجي اند سوسيوبايولوجي" المتخصصة في رصد سلوكيات الحيوان إلى أن هذه الظاهرة ربما توضح سبب العدد الكبير لحالات الحمل الفاشل بين الخيول المستأنسة، وقدر الباحثون نسبة الحمل الفشل بين الخيول المستأنسة بنحو 40%،  وكثيرا ما يلقح مربو الخيول في التشيك خيولهم خارج حظائرهم ثم يعيدوا أنثى الحصان الملقحة إلى بيئتها المعهودة، وحاول فريق الباحثين تحت إشراف لوديك بارتوس من معهد أنيمال ساينس لأبحاث الحيوانات في براج معرفة ما إذا كانت هناك علاقة بين تلقيح حيواناتهم من أحصنة من خارج مزارعهم و كثرة حالات الحمل الفاشل. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

من جهتهم قام الباحثون بعمل استبيان عبر الانترنت بين مربي الخيول تضمن أسئلة عن تناسل الخيول وعدد حالات ولادتها السابقة وكيفية نقل أنثى الحصان إلى خارج المزرعة للتلقيح وطريقة معاملتها بعد عملية التلقيح، وبذلك جمع الباحثون بيانات عن 81 عملية تلقيح لـ 60 من أنثى الخيل في سن 4 إلى 24 عاما، حصل بعضها على نسل من ولادات سابقة، وتم تلقيح خمس هذه الحالات بشكل صناعي، وتبين أن حالات التلقيح الست وثلاثين التي لقحت فيها الأنثى من حصان داخل قطيعها كانت كلها ناجحة ولم يحدث فيها سقط في حين أن 45 حالة تلقيح من حيوان خارج الحظيرة أسفرت عن 14 حالة سقط، ووجد الباحثون من خلال تحليل الاستبيانات أن احتمال حدوث سقط يتوقف على عنصرين حيث تراجعت حالات السقط كلما ازداد عدد النسل الذي أنجبته الأنثى من قبل، والعامل الثاني هو نوع العلاقة بين الأنثى التي لقحت بحصان غريب عن القطيع وبين الفحل أو الحصان المخصي من داخل القطيع، ورجح الباحثون أن أنثى الحصان تلجأ لإفشال الحمل الذي حملت به من خارج القطيع وذلك إذا لم تستطع التستر عليه من خلال التزاوج مرة أخرى بحصان من داخل القطيع وذلك خوفا من أن يبادر الذكور في قطيعها إلى قتل صغيرها فيما بعد، غير أن الباحثين لا يعرفوا بعد كيفية تسبب أنثى الحصان في إفشال حمله، وكانت دراسات سابقة قد أكدت نتائج مشابهة مع الحمير الوحشي وغيرها من الحيوانات البرية، وخلص الباحثون إلى أن "الطريقة المعتادة لإرسال أنثى الحصان للتزاوج خارج القطيع أو تلقيحها صناعيا ثم نقلها مباشرة إلى حظيرتها مع رفاقها من الذكور هي على الأرجح أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع نسبة فشل الحمل لدى الخيول المستأنسة".

بين البشر والقرود

من جانبهم قال باحثون أميركيون إن البشر نقلوا أمراضا تنفسية إلى مجموعة نادرة من الغوريلا الجبلية متسبباً بانتشار للمرض الذي قتل بعضه، ونقل موقع "لايف ساينس" الأميركي عن الباحثين في جامعة كولومبيا أن معدلات إصابة هذه الغوريلا، التي باتت موضع استقطاب للسياح في رواندا وأوغندا والكونغو، بالأمراض وانتقالها من البشر إليها ازدادت في السنوات الأخيرة، وقال الباحثون الذين نشروا دراستهم في مجلة "الأمراض المعدية الناشئة" إن "الساحة تشكل ايضاً خطراً على انتقال الأمراض من البشر إلى الغوريلا"، واشاروا إلى أنه في حين أن الشمبانزي وهو الحيوان الأقرب للإنسان، فالغوريلا يعد ايضاً قريباً منه، ولفتوا إلى أن الغوريلا الجبلية معرضة للإصابة بأمراض البشر، وتعد الأمراض التنفسية خاصة خطيرة بالنسبة لها فهي تتسبب بخمس حالات الموت المفاجئ بين هذا النوع من الغوريل، وذكر العلماء أن مرض التنفس انتشر بين 28 حزيران/يونيو وآب/أغسطس 2009 بين الغوريلا الجبلية في رواندا فأصاب 11 من بين 12 منهم وأعطيت الحيوانات مضاداً حيوياً إلا أن اثنين منها نفق، وتبينت لدى فحص الحيوانين النافقين آثار لفيروس بشري في أنسجة احدهما، ويتسبب هذا الفيروس عند البشر بأمراض تنفسية". بحسب يونايتد برس.

بينما قال باحثون أميركيون إن تثاؤب الشمبانزي ليس مؤشراً على شعوره بالنعاس وحسب، وإنما يمكن أن يكون دليلاً على تماهيه مع محيطه، واكتشف ماثيو كامبل وفرانس دي وا بركس من مركز أبحاث الحيوانات الرئيسة الوطني في جامعة إيموري بأطلنطا، ان قردة الشمبانزي تتثاءب أكثر عندما تنظر إلى قردة أخرى قربها تتثاءب، ورأى الباحثان في بيان أصدراه ان «فكرة التثاؤب معدية تماماً كما الابتسام والتجهم، وغيرها من التعابير على الوجه»، وأضاف ان «نتائجنا تدعم الفكرة القائلة ان التثاؤب المعدي يمكن أن يستخدم مقياساً للتماهي لأن ما رأيناه يشبه إلى حد كبير ما نشهده بين البشر»، يشار إلى أن الباحثين أجريا الدراسة على مجموعة من 23 قرداً من الشمبانزي شاهدوا مقاطع مصورة مدتها تسع دقائق لقردة أخرى إما تتثاءب أو تقوم بأمور أخرى، وتبين أيضاً ان القردة تتثاءب 50٪ أكثر عند رؤية القردة الموجودة في مجموعتها تتثاءب بوتيرة أكبر مقارنة برؤية القردة في المقاطع المصورة، يشار إلى ان نتائج الدراسة نشرت في مجلة «بلوس وان» الأميركية، كما أظهرت دراسة جديدة أن قرود الشمبانزي تستخدم 66 إشارة مختلفة للتواصل في ما بينه، ويذكر أن فريقاً من الباحثين في جامعة سانت اندروز في أسكتلندا، التقط صوراً للحيوانات لحل لغز هذه الإيماءات التي تستخدمها القرود، واكتشفوا 66 من هذه الإشارات، وكانت دراسات سابقة اكتشفت 30 إشارة مختلفة تستخدمها «الشمبانزي»، وقالت الباحثة المسؤولة عن الدراسة الجديدة، كاثرين هبيتر «نظن أن الأشخاص سابقاً كانوا يرون جزءاً من هذه الإشارات، لأنه لدى دراسة الحيوانات المحتجزة لا يمكن رؤية كل تصرفاتها، لا يمكن رؤيتها تقتفي أثر القرود، وتغازل أنثاها، وتلتقي مع مجموعات الشمبانزي المجاورة».

دجاجة تصيح وكلاب تؤكل

من جهتها فاجأت دجاجة مالكيها في بريطانيا عندما توقفت عن وضع البيض وبدأت تظهر عليها صفات ذكورية، تتميز بها الديوك، ويذكر ان جانيت هاورد وزوجها في بلدة هانيتنغدون يملكان دجاجتين، خفّ انتاجهما للبيض بعد فصل الشتاء، ثم توقفت الدجاجة "غيرتي" عن وضع البيض بشكل كامل قبل بضعة اشهر، وبدأت تكتسب الوزن والمزيد من الريش وظهر لها زغب في ذقنها وأصبح عرفها أكبر وتسير بثقة في الحديقة، وقالت هاورد إن الدجاجة بدأت تحاول الصياح فلم تتمكن من ذلك في البداية، لكنها باتت الآن تصيح بشكل جيد، وقالت الباحثة المختصة في علوم الطيور ماريون فورد إن الفطر الموجود في العلف قد يكون له تأثير الهرمونات الصناعية، مشيرة إلى أن "التغير الجنسي" لدى الدجاج ليس أمراً مستحيلاً، وأوضحت أن زيادة معدلات هرمون التيستوستيرون قد يؤدي إلى ظهور الصفات الذكورية عند الدجاجة وبالتالي تتحول الى ديك. بحسب يونايتد برس.

من جهة اخرى انقذت مئات عدة من الكلاب كانت موجهة الى مطاعم لاكلها بعضها خطف من اصحابها، بفضل نحو 200 من المدافعين عن الحيوانات على ما ذكرت الصحف الصينية الاثنين، وارغم سائق سيارة شاحنة محملة كلابا على طريق سريع شرق بكين الى التوقف قبل ان يبلغ المدافعين عن الحيوانات بذلك من خلال رسائل عبر مدونته الصغرى، وقد وضعت الكلاب في الشاحنة في مقاطعة هينان (وسط) وكان يفترض ان تسلم الى مطاعم في مقاطعة جيلين (شمال شرق) على ما ذكرت صحيفة "تشاينا ديلي"، وذكرت الصحيفة ان 430 كلبا انقذت الا ان صحيفة "غلوبال تايمز" الصادرة بالانكليزية ايضا قدرت عددها ب520 كلب، وقد تجمع نحو 200 من افراد جمعيات الرفق بالحيوانات حول الشاحنة شرق بكين، وبعد مفاوضات استمرت 15 ساعة وتسببت بازمة سير اشترت احدى الجمعيات الكلاب بسعر 115 الف يوان صيني (12600 يورو) على ما اوضحت "غلوبال تايمز"، وكان الكثير من الكلاب يحمل اوشاما او اطواقا ما يعني انها خطفت من اصحابها ويبدو ان شركة النقل كانت تقوم بعمليات تسليم اسبوعية في جيلين على ما افاد المدافعون عن الحيوانات في صحيفة "تشانيا ديلي"، ويواجه الوعي بضرورة حماية الحيوانات في الصين تقليدا ثقافيا قديما يدفع الكثير من الصينيين ولا سيما في الجنوب الى استهلاك لحوم الكلاب او القطط، واشارت الصحف في السنوات الاخيرة الى محاولات لانقاذ كلاب وقطط موجهة للطبخ.

حيوانات المدرع تنقل العدوى

على صعيد متصل أثبتت حالات انتقال عدوى مرض الجذام مباشرة من حيوانات المدرع إلى الإنسان في الولايات المتحدة، وذلك بحسب ما خلصت إليه أعمال فريق أميركي-سويسري نشرت مؤخراً في مجلة "نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين"، وقد ارتكز الباحثون على تحاليل متقدمة للحمض الريبي النووي "دي أن أيه" ترافقت وأبحاث ميدانية، ليكتشفوا سلالة جديدة من جرثومة الجذام (المتفطرة الجذامية) في جنوب الولايات المتحدة، لم تكن قد اكتشفت من قبل، وتنتقل هذه الجرثومة إلى الإنسان من خلال الاحتكاك بحيوانات مدرع مصابة بالمرض، وتنتمي هذه الحيوانات إلى واحدة من أقدم سلالات الثدييات. بحسب فرانس برس.

وتؤكد هذه الدراسة أن سلالة المتفطرة الجذامية التي اكتشفت لدى حيوانات المدرع وتلك الموجودة عند غالبية البشر المصابين في الجنوب، "متشابهتان أساسا" بحسب ما يلفت سينغ بوشبندرا من جامعة لوزان الفيديرالية المتعددة الفنون في سويسر، وبوشبندرا هو أحد الباحثين الرئيسيين في هذه الدراسة التي أعدت بالتعاون مع علماء من جامعة لويزيانا (الجنوب)، ويشرح معدو الدراسة أن 150 حالة من الجذام فقط تحصى سنويا في الولايات المتحدة، والمصابون بغالبيتهم كانوا قد عملوا في مناطق مثل الهند حيث تستوطن هذه العدوى، لكن ثلث هؤلاء المصابين لم يغادروا يوما الولايات المتحدة، وبالتالي من المرجح أن يكونوا قد أصيبوا بواسطة حيوانات المدرع، الأمر الذي يدعو إلى قلق أكبر، بحسب الباحثين، ويوضحون أن هذه الحيوانات تشكل مع البشر عناصر النقل الوحيدة لمرض الجذام، ويعرف العلماء جيدا أنه ومنذ سبعينات القرن الماضي، تعتبر حيوانات المدرع كحامل محتمل للمرض الذي أدخله المهاجرون الأوروبيون إلى البلاد قبل 500 عام على الأرجح، واكتشاف خزان مرض الجذام لدى حيوانات المدرع يدفع بالباحثين إلى حث الناس على عدم الاحتكاك بهذه الحيوانات واستهلاك لحومه، وهم ينصحون بمراقبة بيئتها الطبيعية للتأكد من إمكانية تمددها أم لا.

حاسة الشم للثدييات

بدورها تعتبر الحاجة للحصول على حاسة شم أكثر تطورا بهدف البقاء على قيد الحياة هي السبب الرئيسي الذي جعل دماغ الثدييات يصبح أكبر حجما، بحسب دراسات نشرت في الولايات المتحدة، إلى جانب حاسة الشم، يبدو أن تطور حاسة اللمس لعبت أيضا دورا مهما في تطور دماغ هذه الحيوانات، بحسب معدي الدراسة التي نشرت في المجلة الأميركية "سايينس"، وكان علماء إحاثة أميركيون قد اكتشفوا هذه العلاقة في حين كانوا يدرسون متحجرات رؤوس تعود إلى فصيلتين من أقدم الثدييات وهما "مورغانوكودون" و"هادروكوديوم" من الثدييات الصغيرة التي تقتات من الحشرات كانت تعيش قبل 190 مليون عام، وقد لجأ هؤلاء الباحثون إلى تصوير مقطعي ثلاثي الأبعاد شبيه بذلك المستخدم في الطب، وذلك بهدف إعادة تكوين دماغ هذه الثدييات القديمة من خلال آثار داخل قحفها المتحجر.فاكتشفوا أن هذه الثدييات الصيغرة كانت تملك أدمغة أكبر بكثير مما كان يعتقد لغاية اليوم، في ما يتعلق بنماذج تعود إلى العصر الجوراسي. بحسب فرنس برس.

وبالتالي فإن أول "هادروكوديوم" اكتشف في الصين والذي كان يزن فقط غرامين، كان يتمتع بدماغ ضخم مقارنة مع حجمه، بحسب ما يشرح زيه-شي لوو من متحف التاريخ الطبيعي كارنيغي في بيتسبرغ والذي شارك في إعداد هذه الأعمال، ويوضح أن "بحثنا الجديد يبين بوضوح أن منطقة حاسة الشم في دماغ هذه الثدييات الأولى، بالإضافة إلى تلك المرتبطة بحاسة اللمس من خلال فروها كانت أكبر من المعتاد"، ويفسر بأن "حاستي شم ولمس متطورتين كانتا ضروريتين لبقاء هذه الحيوانات على قيد الحياة، كما كانتا أساسيتين في بداية تاريخ تطورنا"، ومن بين جميع الحيوانات التي تأهل كوكب الأرض، الثدييات هي التي تملك الدماغ الأكبر مقارنة مع حجمها.

اكتشافات علمية

حيث أظهرت دراسة أسترالية جديدة أن النحل يستخدم المعالم والسماء لمعرفة طريق العودة إلى قفيره، ووجد الباحثون في جامعة أستراليا الوطنية أن النحل بإمكانه السفر في البلاد مستخدماً موقع الشمس، وصفاء الضوء في السماء، ورؤية الأفق، والمعالم بينها الأبراج والجبال والمحيطات، وقد احتجز العلماء مجموعة من النحل وهي عائدة إلى قفيرها، في صندوق أسود ونقلوها بعد ذلك إلى أمكنة مختلفة بعيدة 7 أميال عن القفير وأطلقوه، وقال البروفسور المسؤول عن الدراسة شاو وو جانغ إن "إحدى الطرق التي يتبعها النحل لمعرفة طريق العودة إلى قفيره هو تخزين معلومات حول الاتجاهات والمسافة خلال خروجه أو بطريقة أخرى، هو يحاول العودة في الطريق نفسه الذي جاء منه"، وأشار إلى أن حجز النحل في الصندوق الأسود حرمه من كل المعلومات المتعلقة بالاتجاهات التي يختزنها من أجل العودة للقفير، وبالتالي فإن هذا يشير الى أن هذه الحشرات تعتمد فقط على معرفتها التي تجمعها عن المعالم في طريق عودتها إلى القفير.

بدوره وجد باحثون أستراليون أن لدببة "الكوالا" الأسترالية بصمات متطابقة تقريباً مع بصمات البشر، ونقل موقع "لايف ساينس" الأميركي عن الباحثين في جامعة "اديلايد" الأسترالية، أن الكوالا التي تتسلق الأشجار حاملة صغارها على ظهرها، تتمتع ببصمات تتطابق إلى حد كبير مع بصماتنا.وأشار الباحثون إلى أن بصمات هذا الحيوان يصعب تمييزها حتى عن طريق المجهر، عن بصمات الإنسان، ولا تعد الكوالا الحيوان الوحيد الذي لديه بصمات مثلنا، بل هناك الغوريلا والشمبانزي أيض، وقال العلماء إن الكوالا تحصل على الطعام عن طريق التسلق على أشجار الكينا بشكل عمودي نحو الأغصان الصغيرة لتصل إلى الأوراق وتلتقطها بفمه، وأضافوا أنه "بالتالي فمصدر البصمات يفسّر على أنه تكيّف ميكانيكي حيوي مع القدرة على الإمساك، الذي ينتج تأثيرات على الجلد"، وذكروا أن القدرة على الإمساك ساعدت الإنسان والشمبانزي والكوالا على أن يكون لديهم بصمات. بحسب يونايتد برس.

بينما أظهرت دراسة أسبانية جديدة انه خلافا للاعتقاد السائد فإن التقدم في العمر هو من العوامل التي تتسبب بنفوق الحيوانات البرية، وتبين في الدراسة التي نشرتها مؤسسة العلوم والتكنولوجيا الأسبانية ان الحيوانات البرية تنفق نتيجة التقدم بالعمر وليس فقط بسبب الافتراس والطفيليات والأمراض كما كان معتقد، وقال الباحث في قسم علم الأحياء البيئي والحيواني في جامعة فيغو بأسبانيا ألبيرتو فيلاندو "كنا نظن دائماً ان الشيخوخة خاصة بالبشر والحيوانات الأليفة لأن العمر المتوقع لدينا أطول"، لكن الباحثين أثبتوا ان هذا الأمر يصيب الحيوانات والطيور التي تعيش في البرية أيض، وأوضح ان التقدم في العمر يؤثر على قدرة هذه الحيوانات على العيش والإنتاج، وقد لمسنا شيخوخة مجموعات من الطيور البرية، وعمد الباحثون إلى تحليل بيانات لدراسات أجريت طوال 30 سنة وشملت طيوراً ذات عاشت في سواحل المحيط الهادئ، وتبين ان الحمض النووي المنتقل من جيل إلى آخر لم يكن خالياً دائماً من العيوب، وأوضح فاليندو ان "الحمض النووي في مني الكائنات الأكبر سناً يكون متضرراً وهذا يعني ان صغارها تميل أكثر لأن تكون مصابة بأمراض خلقية"، يشار إلى انه عند البشر، غالباً ما يكون أطفال والدين توزيد أعمارهم عن 50 سنة مصابين بأمراض خلقية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 24/آيار/2011 - 20/جمادى الآخرة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م