هل يُنفذَ حكم الإعدام؟

أبوذر البحراني

ما أن أعلن حكم الاعدام الظالم بحق الأبرياء لمواطنين من البحارنة من قبل المحكمة العسكرية الا وانهالت التصريحات والبيانات من المسؤولين الأوربيين ومن الادارة الامريكية ومنظمات حقوق الانسان في العالم على نظام حكم آل خليفة في البحرين منددة بالحكم الجائر.

هذا في الخارج أما في داخل أرخبيل البحرين فمن الطبيعي أن تكون حالة من الاستنكار والشجب من خلال المسيرات والاحتجاجات الغاضبة التي شهدتها قرى ومدن البحرين هذا اليوم , وهو الأمر الذي يجعل العائلة المتسلطة في موقف حرج أمام العالم الحر خصوصا أمام أسيادها الامريكان وهو السؤال الذي يطرح نفسه هل تصمد العائلة المتسلطة على ابقاء الحكم وتنفيذه من خلال توقيع هرم الدولة؟ أو يتم التنازل عنه بصورة أو بأخرى على غرار المكرمات الأرجوانية الخليفية من خلال تسويات قادمة؟

لعل من يتفحص الحالة البحرانية الراهنة يدرك الى عدم قيام الحكم بتنفيذ الأحكام ليس فقط الأحكام المتمثلة بالاعدام بل حتى ببقية الاحكام الاخرى وذلك لسببين مهمين:

أولهما أن العائلة الحاكمة بحزبيها أصبحوا مفضوحين أمام العالم وبصورة ليس بها لبس على ماقاموا به من أسلوب مخادع في نسج المسرحيات المفبركة في القاء التهم بحق الابرياء المطالبين بالحقوق من المحتجين وشباب الثورة , وثانياً أن أي اقدام على تنفيذ حكم الإعدام يجعلها تخسر أصدقائها في العالم بل ان الأمر يعقد من المسألة بالداخل أكثر مما يجعل الوضع ينفجر أكثر الا غير رجعه وهو ما يبطنه حديث الرئيس الامريكي أوباما في حديثه الاخير عن البحرين علاوة على افرازاته في المنطقة الخليجية المتوترة أصلاً من حكامها.

أضف الى ذلك أن الحكم سياسي بامتياز من اجل تعقيد المسألة الراهنة واستفزاز المعارضة وتشويه حقيقة المطالب العادلة , إلاّ أن حكم المحكمة العسكرية واعلانه هو بالون اختبار للعائلة وبها قد لعبت بالنار لتحرق أصابعها وربما يكون انقلاب السحر على الساحر في الأيام القليلة المقبلة , ورغم كل ذلك هي من تتحمل المسؤولية في تأجيج الوضع والحالة الراهنة في البحرين لانه وبكل بساطة أن ما بعد تاريخ 14 فبراير ليس كقبله من الأيام والجميع يدرك ذلك.

* كاتب بحراني

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 24/آيار/2011 - 20/جمادى الآخرة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م