المرأة والرجل... بين الشبه والاختلاف

باسم حسين الزيدي

شبكة النبأ: منذ قديم الأزمان وسالف العصور وباختلاف الحضارات التي شيدت أركانها بين ثنايا الأرض ثم أمست حديث بعد الواقع وأثرا بعد عين، كانت النظرة السائدة من قبل المجتمعات الى المرأة على إنها كائن مختلف عن الرجل وان مرتبتها اقل درجة عنه، حتى ان بعض تلك المجتمعات عاملتها بشكل قاسي جداً وسلبت جميع حقوقها وجردتها من إنسانيتها.

ومع اختلاف الأمور وتغير الأحداث والتطورات التي شهدتها الإنسانية جيل بعد جيل وحضارة بعد أخرى، انتعشت حقوق المرأة وأعيدت بعض حقوقها المسلوبة، خصوصاً بعد زيادة دور المنظمات الإنسانية وتلك المطالبة بحقوقها الى ان اقرت بعضاً من حقوقها على شكل تشريعات وقوانين تحمي حقوقها وتصون كرامتها بعد ان مرت بتلك الادوار البائسة، واليوم وبعد ان نشرت الدراسات العلمية الحديثة والتي تتعلق بواقع تكوين الرجل والمرأة من جميع النواحي والتي اكدت ان حواء لاتقل أهمية عن ادم (وهي تلك الكائن المفعم بالأحاسيس والرقة)، حتى ان بعض تلك الدراسات قد اشارت الى تفوق المرأة في بعض المجالات التي مارستها عن الرجل وانها ليست في جميع الامور تأتي في المرتبة الثانية، بل احياناً قد تستحق الاولى وعن جدارة.

90% من النساء يفضلن إدارة الرجل

الى ذلك أكدت دراسة حديثة أن ما نسبته 90% من العاملات يفضلن العمل تحت إدارة الرجل، وأن أكثر من 85% منهن قلن إن المرأة تبالغ في قراراتها حتى تثبت أنها قادرة على القيادة، عللت النساء اللاتي شملتهن الدراسة هذا الأمر بأن المشكلات التي تحدثها إدارة المرأة تأتي بدافع من الغيرة أو حب التسلط وفرض الرأي، وأشار بعضهن إلى أنه في حال صُرِف لإحداهن راتب وهي تعمل تحت إدارة الرجل أقل منه تحت إدارة المرأة لاختارت العمل تحت إدارة الرجل، وفي محاولة لتوضيح مفهوم رغبة عمل بعض السيدات تحت إدارة الرجال، قال الباحث الاجتماعي "محمد الحميد"، "إن عاطفة المرأة، وسرعة تأثرها بالعوامل الاجتماعية المحيطة بها، الأسباب الرئيسية خلف تفضيل البعض العمل تحت إدارة الرجل"، وأضاف "إنه لا يوجد أي فرق بين المرأة والرجل في القدرة على تولي مناصب معينة، لكن توافر خصال القيادة بحكمة وتحمل مسؤولية القرارات الخاطئة عند الرجل القيادي يصنع الفارق لصالحه"، من جهتها، علقت الاختصاصية النفسية الدكتورة "نورهان متوكل" بقوله، "إنه على الرغم من قدرة المرأة على التحمل والصبر، التي من شأنها تمكينها من تولي مناصب قيادية كبيرة، فإن عاطفتها هي التي تغلب على مجمل قراراتها، وهذا من شأنه أن يضع شيئاً من الضغوط على من هن تحت إدارتها"، ولم تغفل في حديثها عن تدخل الغيرة، التي من شأنها أن تتسبب في كثير من الضغوط بينهن، مما دفع إلى إخفاق بعض القياديات في احتواء مرؤوساتهن.

إلى جانب تحمل المرأة القيادية عبئاً يفوق ما يتحمله الرجل القيادي يتمثل في عبء المنزل ومهامه، ما قد ينعكس سلباً على آلية عملها واتخاذها القرار، وقال "سهام الشدي"، وهي موظفة في أحد البنوك لـ"الشرق الأوسط"، "إن إدارة المرأة لمثيلتها تبرز بعض الصعوبات في عملية تفهم الظروف وتقدير مشاق العمل"، مؤكدة أنها تواجه في عملها الكثير من المشكلات مع مديرة الفرع، نتيجة كثرة القال والقيل من بعض الزميلات المثيرات للمشكلات، وأضافت، "نلجأ معظم الأحيان إلى المدير الرئيسي للفرع في حال واجهتنا بعض تلك الأزمات النسائية، فهو يتصرف بحكمة، ويضع المشكلات الشخصية جانباً، ويوجه بعقوبات رادعة لا تؤثر على أدائنا المهني"، وحول ذلك، قالت "خلود الدوسري" وهي معلمة لغة عربية، "يخجلنا ما نراه بين المعلمات، فالوسط مشبع بكل أنواع الغيرة والانتقام، فنرى تكتلات واضحة بين المعلمات، كما أن بعض المديرات يعززن تلك التكتلات عبر الجاسوسات"، وأضافت "هذه الطريقة تؤثر على علاقة المعلمة والمديرة، إلى درجة قد تدفع بعض المديرات إلى تجاهل جهود معلمة معينة عمدا بهدف إرضاء المعلمة الواشية، وعلاوة على ذلك كله نجد أن بعض المديرات يصبن بالغيرة من معلمة حازت إعجاب إدارة الإشراف مقابل عملها الجاد، ليتم التقليل من قيمة جهودها، وتسريب ظواهر النجاح لدى المعلمة الناجحة إلى سراديب الفشل

بين دموع النساء ومظهر الشريك

في سياق متصل خلصت دراسة أجراها علماء إلى أن لدموع النساء أثرا سلبيا على الرغبة الجنسية عند الرجال، وقال بروفيسور سوبل إن دموع النساء تؤدي الى انخفاض مستويات مادة التستوستيرون في الجسم، وهي المادة المسؤولة عن الرغبة الجنسية، ويخطط فريق العلماء لدراسة تاثير دموع الرجال على النساء، وقد جمع فريق الباحثين دموع نساء ذرفنها أثناء مشاهدة أفلام مؤثرة، ثم وضعت مناديل تشريت بهذه الدموع وأخرى بمحلول ملحي تحت أنوف متطوعين من الرجال لشمها، بينما كانوا ينظرون الى صور وجوه نساء، ثم أعيدت التجربة باستبدال المناديل، وتوصل الباحثون الى أن الرجال وجدوا وجوه النساء أقل جاذبية جنسية اثناء شمهم دموع النساء منها اثناء شم المناديل المشبعة بالسائل الملحي، وقد انخفض مستوى التسترون في لعاب الرجال بنسبة 13 في المئة اثناء شم المناديل المشبعة بدموع النساء، كذلك انخفض عدد دقات القلب ودرجة حرارة الجلد، وتبين من مسح للدماغ ان الأجزاء المرتبطة بالنشاط الجنسي في الدماغ كانت أقل نشاط، وقال بروفسور سوبل إن التجربة تثبت "أن الإشارات الكيماوية التي يرسلها شخص ما باتجاه شخص آخر تؤثر على سلوكه"، وأضاف أن نتائج البحث تثير أسئلة حول ماهية المادة الكيماوية التي تطلق الإشارات. بحسب البي بي سي.

بينما أظهرت دراسة أميركية جديدة أن التركيز على الجاذبية الجسدية للشريك قد تجعل المرء أقل سعادة في علاقته معه، ونقل عن الباحثة المسؤولة عن الدراسة في جامعة كاليفورنيا، الين زربريغين، التي نظرت في كيفية تأثير التركيز على مزايا الشريك الجسدية أكثر من أي شيء آخر، "إن كان لديك هذا النوع من الأفكار والاعتقادات بشأن شريكك، فإن ذلك قد يشكل حاجزاً يبعدك عن الحصول على الحميمية المهمة في العلاقات"، وأشارت الدراسة إلى أن التركيز على مظهر الشخص، وقلقه بهذا الشأن، أظهر تأثيراً على صورة المرأة بالنسبة لنفسها، وأدائها التعليمي، وسعادتها.وتبيّن من خلال الدراسة التي شملت 159 طالباً جامعياً أن الرجال يظهرون معدلات أعلى من التركيز على جاذبية ومظهر شريكاتهم، فيما تبين أن الجنسين يولون المعدلات نفسها من الاهتمام بمظاهرهم، وذلك على عكس دراسات سابقة كانت تشير إلى أن الإناث يهتمين بمظهرهن أكثر من الذكور، واعتبرت الباحثة زربريغين أن الإعلام قد يكون له دور في الدرجة المتزايدة لاهتمام الرجال بمظاهرهم، وتبيّن أن للإعلام دوراً أيضا في زيادة تركيز الأشخاص على مظاهر شركائهم، وقالت زربريغين إنه تبيّن أن الرجال يبدون أقل رضا عن علاقتهم الجنسية في حال التركيز على مظهر الشريكة أو مظهرهم الخاص.

النساء والرجال متشابهون

فقد أعلن باحثون أميركيون أجروا فحوصا حول خصائص جماجم من اسبانيا والبرتغال ان الرجال والنساء يشبهون بعضهم اليوم أكثر مما كانوا عليه في الماضي، وقال علماء في الأنتروبولوجيا في جامعة ولاية نورث كارولاينا في بيان انهم وجدوا ان الاختلافات في شكل عظام الوجه عند النساء والرجال أصبحت أقل وضوحاً مع مرور القرون، ووجد الباحثون انه في حين ان شكل عظام الوجه للجنسين في اسبانيا تغيرت مع الوقت، فإن التغييرات كانت بارزة أكثر لدى النساء إذ ان بنية الوجه للنساء الاسبانيات في العصر الحديث أعرض لدى نساء القرن السادس عشر، ويعتقد الباحثون أن الاختلاف يعود إلى تحسّن نوعية التغذية أو عوامل بيئية أخرى، وقالت آن روس وهي عالمة أنتروبولوجيا في الجامعة ان دراسة الاختلافات البنيوية بين جماجم النساء والرجال مهمة لأنها "يمكن أن تساعدنا في تحديد جنس الرفات على أساس شكل عظام وجهه"، إلاّ أنها أشارت إلى ان "تطبيق معايير القرن العشرين على رفات تاريخية قد يكون مضللاً كون الفروق بين الجنسين قد تتغير مع مرور الوقت كما تبيّن هذا الامر في تفاصيل الدراسة". بحسب يونايتد برس.

من جهتها عددت صحيفة "بيلد" الألمانية 100 صفة تتميز فيها المرأة عن الرجل، ومن بين الأمور التي تتميز بها المرأة أنها تستطيع الحفاظ على ثقتها في النفس ولا تبدو مرتبكة حتى عندما تكون في موقف تفتقر فيه للمعلومات، وكذلك قدرتها على اكتشاف المدن الجديدة التي تسافر إليها حتى دون تخطيط مسبق، واستندت الصحيفة إلى دراسة أجرتها جامعة "ساوث كاليفورنيا" الأمريكية تثبت أن النساء أفضل من الرجال في المضاربة في البورصة، كما أنهن يتميزن بالقدرة على إدارة الموظفين بسبب قدرتهن على الجمع بين القوة والسلوك اللطيف، ومن بين الصفات المئة التي تتميز بها النساء قدرتهن على قول عبارات مثل "حبيبي" لشريك الحياة،  كما إن النساء هن الأفضل في صناعة السيارات، والدليل على ذلك تصريحات المتحدث باسم شركة "بورش" الشهيرة في لايبزج الذي ذكر أن عدد النساء والفتيات الخبيرات في فرع هندسة الميكاترونيات أكبر في المصنع، وأشارت دراسات تفيد أن النساء يكذبن أقل من الرجال، وربما يكون هذا هو السبب في أن كذبهن نادراً ما يكشف، وأن النساء أكثر قدرة على تحمل الضغوط بسبب هرمونات الأنوثة التي تساعدهن على الحفاظ على ثباتهن حتى في وسط الضغوط الشديدة، وأداء عملهن بكفاءة وسط الضغوط، ويقول الخبراء إن النساء يعرفن كيف يقدرن قيمة النوم ويحرصن دائماً على الحصول على القسط الوافر من النوم يومياً على عكس الرجال، كما أن المرأة تحتفظ بشعرها بالكامل وهي في الثلاثين من عمرها في حين يبدأ الرجل في فقد شعره.

الرجال والحب

على صعيد اخر قالت دراسة علمية حديثة أن الرجال، رغم ترددهم في التعبير عن مشاعرهم بشكل عام في كافة مناحي الحياة، إلا أنهم أشجع بكثير من النساء على صعيد الإقرار بحبهم لشريكاتهم وبعواطفهم تجاههم، بعكس ما قد يظن الكثيرون، وذكرت الدراسة التي نشرتها مجلة "الشخصية وعلم النفس الاجتماعي" أن الأبحاث التي جرت على مجموعة من الرجال بيّنت أن ثلثيهم سارعوا إلى الإفصاح عن مشاعرهم للنساء اللواتي يرتبطن بعلاقات معهم قبل ستة أسابيع من إدلاء شريكاتهن بهذا الاعتراف، ولكن الطبيبة لورا بيرمان، التي علقت على الدراسة في مقال بصحيفة "شيكاغو صن تايمز" قالت إن الأمر لا يعني بأن الرجال أكثر رومانسية، بل يشير إلى أنهم يحبون سماع كلمة "أحبك" قبل ممارسة الجنس مع الشريك، وأضافت بيرمان، "الرجل يعرض مشاعره بسرعة لأنه يبحث عن الجنس، أما المرأة فهي تقدم الجنس لأنها تبحث عن المشاعر والعلاقات المستقرة، والرجال غالباً ما يحتاجون لإقامة علاقات ليشعروا بالرومانسية، بينما النساء بعكس ذلك"، وكانت دراسة سابقة قد كشفت أن 25 في المائة من النساء تفكرن في الطعام بواقع كل نصف ساعة تقريباً، بينما تفكر عشرة في المائة فقط في الجنس، خلال نفس المدة الزمنية، مما يدعم المقولة السائدة إن "النساء تُفضل الشوكولاتة على الرجال"، جاءت تلك النتائج ضمن مسح أجرته مجموعة "شيب سمارت" Shape Smart، والتي تعني بالصحة الغذائية، استناداً إلى مقابلات مع نحو خمسة آلاف شخص، من الرجال والنساء، "اعترفوا" بتبني مواقف متباينة بشأن التفكير في الطعام أو الجنس. بحسب يونايتد برس.

من جهتها أظهرت دراسة جديدة نشرتها صحيفة ديلي ميرور أن الرجال في بريطانيا يحتاجون للتغيب عن العمل فترة أطول من النساء للتغلب عن الحزن الناجم عن فقدان حيواناتهم الأليفة، ووجدت الدراسة أن 13% من الرجال من مالكي الحيوانات الأنيسة اكدوا بأنهم يحتاجون للتغيب عن العمل لمدة أسبوع أو أكثر للتعامل مع مشاعرهم عند نفوق هذه الحيوانات، بالمقارنة مع 5% من النساء.وقالت إن الرجال يشعرون كما لو أنهم فشلوا في دورهم كحامين وراعين عند فقدان أو نفوق حيواناتهم الأنيسة، وينتابهم أحساس كما لو أنهم فقدوا أحد أفراد أسرهم، واضافت الدراسة أن عدد الحيوانات الأليفة الضالة ارتفع بسبب معاناة مالكيها من تغطية نفقات اطعامها وعلاجها لدى الأطباء البيطريين.

النعاس بين المرأة والرجل

من جهة اخرى كشفت دراسة أميركية جديدة ان المرأة تشعر بالنعاس في وقت أبكر من الرجل لكنها تستيقظ قبله والسبب هو ان دورة النوم والاستيقاظ عندها أقصر من دورة الرجال بحوالي 6 دقائق، وذكرت دراسة أجرتها كلية الطب بجامعة هارفرد الأميركية لماذا تكون دورات النوم عند النساء أقصر من الرجال، ما يجعل المرأة تميل إلى الخلود إلى النوم أبكر والاستيقاظ أبكر أيضاً، ما يمكن أن يتسبب بارتفاع معدلات الأرق والاكتئاب الموسمي لديه، ووجد الباحثون ان دورة النوم والاستيقاظ عند المرأة أقصر بـ6 دقائق من دورة الرجل، لكن في ما يتعلق بقياس النوم والاستيقاظ فهذا يعادل استيقاظ المرأة قبل 30 دقيقة، ودرس الباحثون دورات النوم عند 52 امرأة و105 رجال طوال فترة امتدت بين أسبوعين و6 أسابيع، ودرسوا عدة مؤشرات من بينها حرارة الجسم ونسب هرمون الميلومتونين، ودورة النوم والاستيقاظ التي تعرف باسم "الإيقاع اليومي" (circadian rhythm).وتبين ان لدى حوالي 35% "إيقاع يومي" أقل من 24 ساعة في حين ان 14 % من الرجال فقط لديهم الأمر عينه، وقال الباحثون انه قد تكون لهذا الفارق علاقة بنسب الأستروجين في الجسم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 23/آيار/2011 - 19/جمادى الآخرة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م