أمريكا وإيران... سباق هيمنة وحصار متبادل

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: في صراعهما المستمر، تسعى كل من إيران والولايات المتحدة على النيل من الآخر، بحسب ما تتيح لهما الظروف لذلك الأمر، وهما يتبادلان الأدوار بشكل شبه منسق في تصعيد المواقف وتسخينها بشكل متوالي، فما أن تصمت إيران حتى تبادر الولايات المتحدة الى إثارة قضية ما، والعكس صحيح.

فيما تتجلى سياسة الدولتين إزاء الثورات العربية الأخيرة وما أفرزته على المشهد السياسي والاجتماعي على حد سواء، في طموحهما بالنفوذ الى مراكز القرار الجديدة في تلك الدول الثائرة، واستمالة النخب السياسية العربية الصاعدة.

في الوقت الذي تتقاذف كل من واشنطن وطهران التهم والتشكيك بالنوايا المعلنة، وحقيقة الدعم السياسي المتوافق لمطالب الشعوب العربية الساعية الى الإنعتاق من براثن الديكتاتوريات السائدة. حيث ترى كل منهما أنها أولى من الأخرى بتبعات ما جرى، أملا بالاستفادة منه قدر الإمكان. 

خطاب اوباما

فقد انتقدت ايران الخطاب الذي القاه الرئيس الاميركي باراك اوباما حول الشرق الاوسط، مؤكدة انه يعبر عن سياسة "الياس والتناقضات والتضليل" التي تنتهجها الولايات المتحدة في المنطقة، كما افاد التلفزيون الرسمي.

واعلن سعيد جليلي امين المجلس الاعلى للامن الوطني المكلف خصوصا القضايا الاستراتيجية في البلاد ان "اليأس والتناقضات والتضليل واضحة في خطاب اوباما ودعمه الدولة اليهودية يدل بوضوح على الطبيعة العنصرية لسياسة الولايات المتحدة".

وقال اوباما في خطاب القاه الخميس حول الشرق الاوسط ن "السلام الدائم يقتضي دولتين لشعبين: اسرائيل، دولة يهودية ووطن اليهود ودولة فلسطينية وطن الشعب الفلسطيني، على ان تتمتع كل منهما بالحق في تقرير المصير والاعتراف المتبادل والسلام". وتحدث اوباما ايضا عن دولة فلسطينية "منزوعة السلاح" داخل حدود 1967. واضاف جليلي ان "على الولايات المتحدة ان تعلم ان كامل ارض فلسطين ملك للفلسطينيين، انه مطلب شعوب المنطقة التي لن تقبل باقل من ذلك". بحسب فرانس برس.

ولا تعترف ايران باسرائيل ودعا كبار المسؤولين الايرانيين مرارا خلال السنوات الاخيرة الى زوال دولة اسرائيل.

الشعب الايراني

بدوره اتهم المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي في خطاب الى الامة بمناسبة راس السنة الجديدة، الرئيس الاميركي باراك اوباما ب"الكذب" عندما يقول ان واشنطن تدعم الشعب الايراني. وقال خامنئي ان "الرئيس الاميركي اعلن انه يدعم الشعب الايراني. انهم يدعون انهم ضد الديكتاتوريين ويناصرون الشعوب. انهم يكذبون".

واكد ان واشنطن ايدت حتى النهاية الرئيس المصري السابق حسني مبارك والرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي اللذين اجبرا على التنحي تحت وطأة ثورتين شعبيتين.

وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما ندد بالنظام الايراني مؤكدا ان قمع المعارضة يدل على "خوفه" واعرب عن تضامنه مع المتظاهرين الشبان، في رسالة وجهها بمناسبة راس السنة الايرانية.

وتطرق الرئيس الى الثورات الشعبية التي تهز حاليا العالم العربي والاسلامي، في الرسالة التي بثها البيت الابيض في شريط فيديو في وقت يختتم اوباما في ريو دي جانيرو المحطة البرازيلية من جولة يقوم بها على اميركا اللاتينية لمدة خمسة ايام.

وقال "اعتقد ان بعض القيم عالمية، حرية التجمع السلمي وتشكيل جمعيات وامكانية ان نعبر عن رأينا ونختار قادتنا. وما نشهده في المنطقة برمتها هو الارادة بان يكون هناك حكومات مسؤولة تجاه شعبها".

وتابع "واذ يؤكد سكان المنطقة على وجوب ان يختاروا الطريقة التي يحكمون بها، فان حكومات المنطقة اختارت التجاوب كل على طريقتها". وقال ان "الحكومة الايرانية ردت حتى الان باظهار اهتمامها بحماية سلطتها اكثر بكثير مما تكترث لاحترام حقوق الايرانيين".

وراى ان "هناك حملة تخويف وتجاوزات تجري منذ نحو سنتين. ان الشعب الايراني بشيوخه وشبانه، رجاله ونسائه، اثريائه وفقرائه، تعرض للاضطهاد.. العالم شاهد هذه الاعمال الظالمة بقلق". واضاف ان "هذه الخيارات ليست دليل قوة بل دليل خوف. حين تخشى حكومة مواطنيها الى حد لا تسمح لهم بالوصول بحرية الى المعلومات او التواصل فيما بينهم، فهذا يقول الكثير عنها".

وقال "هذه فترة امل وتجدد" مضيفا "نعرف انها ايضا مرحلة واعدة في جميع انحاء الشرق الاوسط وشمال افريقيا، ولو ان هناك كذلك تحديات هائلة".

وتوجه اوباما مباشرة الى "الشبان الايرانيين" مؤكدا ان "مواهبكم وامالكم وخياراتكم ستحدد مستقبل ايران .. وان بدت لكم المرحلة صعبة، اريدكم ان تعلموا انني معكم".

تصريحات عجيبة ومتناقضة

من جهته قال رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني ان منطقة الشرق الأوسط تشهد مخاضاً لولادة الديموقراطية، مضيفاً ان المشكلة تكمن في ان واشنطن تسعى لاحباط الثورات الشعبية والحؤول دون ولادة الديموقراطية من خلال ممارسة العنف في ليبيا واليمن والبحرين.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية «ايرنا» عن لاريجاني استنكاره، في كلمة أمام البرلمان الإيراني، مواقف الولايات المتحدة والدول الغربية حيال ثورات شعوب منطقة الشرق الأوسط، قائلاً «نشهد اليوم سلوكيات متناقضة من قبل الولايات المتحدة والدول الغربية حيال ثورات الشعوب المضطهدة».

واعتبر ان التصريحات الأخيرة لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون حول الأحداث في الشرق الأوسط وشمال افريقيا «عجيبة ومتناقضة وأثارت استغراب ودهشة المراقبين».

وأشار الى ان كلينتون تقول تارة بأن الثورات العربية تسعى لتحقيق الحرية والدفاع عن حقوق الانسان واجراء اصلاحات اقتصادية وجميعها نابعة من التطلعات الإيرانية، وتتهم تارة أخرى إيران بالعمل لمواجهة وافشال الثورات الديموقراطية في منطقه الشرق الأوسط وتحذر الشعوب العربية من الوقوع بما وصفته بالفخ الإيراني. بحسب فرانس برس.

وتساءل لاريجاني «اذا كانت الثورات الشعبية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط تحمل أهداف الثورة الاسلامية الإيرانية، فلماذ تعمل إيران على احتوائها ومواجهتها؟».

ورأى ان «الولايات المتحده تعيش حالياً حالة من التخبط في الشرق الأوسط خصوصاً وانها متهمة من قبل شعوب المنطقة بأنها ساندت ودعمت عملاءها الذين كانوا مسلطين على رقاب الشعوب خلال العقود الماضية».

وأكد ان «الشعب الإيراني سيواصل تقديم الدعم للمسلمين لتحقيق العزة والكرامة»، مشدداً على ان «ممارسات واشنطن الرامية الى مواجهة طوفان الثورات الشعبية غير مجدية ومآلها الفشل».

أمريكا قلقة من خطف إيران

في حين ذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية ان الولايات المتحدة الأمريكية قلقة من المحاولات الايرانية لخطف الثورات الديموقراطية في دول الشرق الأوسط وسعيها لأن تنسب هذه الثورات والانتفاضات لثورتها التي تسميها بالثورة الاسلامية.

وأشارت الصحيفة في نبأ بثته على موقعها الالكتروني مساء الجمعة الى ان هذا القلق البالغ تجلى في تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون والتي اتهمت فيها ايران بأنها تحاول سرقة الثورات الديموقراطية في دول الشرق الأوسط محذرة الدول العربية من التعصب.

وأوضحت كلينتون-حسب الصحيفة- ان ايران تحاول بوضوح استغلال الثورات في المنطقة لخدمة أهدافها ومصالحها واثارة الخلافات الحدودية في الوقت الذي تسحق فيه الحركات الاصلاحية داخلها، مضيفة ان الولايات المتحدة ترى أنه لا توجد حتى الآن ادلة على ان ايران تحرض على مثل تلك الثورات ولكنها ترى ان نشطاء ايرانيين معارضين يحاولون الاستفادة من تلك الثورات. بحسب الاستوشد برس.

كما لفتت الصحيفة الى قلق كلينتون وخشيتها من تراجع الثورة في اماكن اخرى في الشرق الأوسط مشددة على ان مصر والدول العربية الأخرى تمر بمرحلة مخاض حرجة من أجل التغيير.

نضرب ليبيا وعيننا على إيران

في السياق ذاته أكد كاتب أمريكي أن الولايات المتحدة بمساندتها للعمليات العسكرية ضد ليبيا تضع عينها على إيران. وأشار إلى أن المخاوف الأمريكية من تعزيز طهران لقبضتها في المنطقة بفعل التطورات الجارية في الشرق الأوسط مؤخرا يفسر اندفاع إدارة أوباما لإحكام الموقف على القذافي.

وأكد جي سولمون في مقال نشره بصحيفة لوس أنجلوس تايمز أن الموقف الأمريكي من الأزمة الليبية يعكس تخوف الإدارة من أن عدم وجود رد فعل من قبل القوى الغربية يمكن أن يكون إشارة لطهران لمزيد من الجرأة في المنطقة.

واضاف أن القادة العسكريين الأمريكيين ينتابهم قدر كبير من القلق من أن تستفيد إيران من الإطاحة بالنظام الملكي في البحرين التي يوجد بها الأسطول الأمريكي الذي يسمح بالتحكم في تدفق النفط.

وأشار إلى أن أقرب حلفاء واشنطن في المنطقة وبشكل خاص المملكة السعودية يبدون قلقا كبيرا من احتمال الإطاحة بالرئيس علي عبد الله صالح الأمر الذي يمكن أن يعزز النفوذ الإيراني في المنطقة. وكانت الرياض دعمت العام الماضي جهود إخماد حركة تمرد لجماعة الحوثيين والتي تعتبر من الجماعات الموالية لإيران وتشير بعض المصادر إلى أنها تتلقى تمويلا وتسليحا من طهران.

واشار الكاتب إلى ما ذكره مسئول أوروبي من أن مختلف الخطوات التي تقوم بها الولايات المتحدة يشوبها قدر من التوجس بشأن مدى تأثير تلك الخطوة بالسلب أو بالإيجاب على إيران، مضيفا قد يكون في هذا الأمر نوع من المبالغة في رد الفعل ولكن هذا تعبير عن كيفية رؤيتهم للتطورات بالشرق الأوسط.

وحذر محللون في شئون الشرق الأوسط من أن الإستراتيجية الأمريكية بشأن إيران يمكن أن يكون لها نتائج عكسية حيث تتهم طهران وحلفاؤها إدارة أوباما بالنفاق بشأن ما يجري في الشرق الأوسط وبشكل خاص موقفها من انتفاضة البحرين ونقدها الضعيف لموقف الحكومة هناك بقمع المتظاهرين في ظل مخاوف واشنطن من أن يؤدي الإطاحة بالحكومة البحرينية الحالية إلى تولي حكومة يسيطر عليها الشيعة الموالون لإيران.

وأشار الكاتب مايكل كراولي في مقال له بمجلة "تايم" الأمريكية إلى أن استخدام الولايات المتحدة للقوة ضد القذافي قد يستهدف التأكيد على أن العالم لن يتسامح مع الأنظمة القمعية مثل القذافي أو أحمدي نجاد في إيران.

وأشار إلى أنه من المؤكد مما يعقد الموقف أن الولايات المتحدة لم تتخذ موقفا قويا بشأن الأحداث في اليمن والبحرين. غير ان تفسير هذا الموقف يعكس القلق من إيران كذلك، حيث يقول المسئولون الأمريكيون إن إيران تقف وراء ما يجري بالدولتين من قلاقل، فيما يشير إلى أن الثورات العربية الكبرى في المنطقة ربما تتحول ، إلى نوع من الصراع بالوكالة بين الولايات المتحدة وإيران.

محادثات مباشرة

الى ذلك كتب محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية في مذكراته ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بعث من خلاله برسالة الى الرئيس الامريكي باراك اوباما عام 2009 عبر فيها عن رغبته في اجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة.

وبعد فترة قصيرة من توليه الرئاسة في يناير كانون الثاني 2009 أعلن أوباما عن استعداده للحوار مع ايران شريطة ان تتعاون مع القوى الغربية الكبرى وحلفائها لحل الازمة المتعلقة ببرنامجها النووي.

وردت ايران بفتور على يد اوباما الممدودة للحوار رغم نأيه بنفسه عن سياسات الرئيس السابق جورج بوش الذي سعت إدارته الى عزل ايران ومعاقبتها على عدم وقف برنامجها الخاص بتخصيب اليورانيوم.

وفي سبتمبر ايلول عام 2009 أبلغ مكتب اوباما البرادعي الذي كان في الشهور الأخيرة من فترة رئاسته للوكالة التي امتدت 12 عاما ان الرئيس الامريكي سيتصل به قريبا. وأبلغ البرادعي الايرانيين بذلك وسألهم ان كان لديهم رسالة ينقلها الى اوباما.

وكتب البرادعي في مذكراته التي ستطرح في الاسواق في ابريل نيسان "وصلت رسالة من احمدي نجاد تقول انه مستعد للدخول في مفاوضات ثنائية دون شروط وعلى أساس الاحترام المتبادل." واضاف "كانت هناك تفاصيل اضافية متعلقة باستعداد ايران للمساعدة في أفغانستان وأماكن أخرى." بحسب رويترز.

وعندما اتصل اوباما ابلغه البرادعي برسالة احمدي نجاد الى جانب رأيه الشخصي أن الولايات المتحدة "يجب ان تركز بأسرع ما يمكن على المسار الثنائي" بدلا من المفاوضات من خلال المجموعة المكونة من ست دول والمعروفة "بخمسة زائد واحد" وتضم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا. وقال "اوباما استمع وشكرني على نصيحتي."

وجاء تسليم رسالة احمدي نجاد الخاصة الى اوباما قبل قليل من اجتماع مهم لمجموعة (خمسة زائد واحد) في جنيف عرضت فيه الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا وروسيا والصين على ايران امكان بدء بناء الثقة عن طريق المشاركة في اتفاق مبادلة الوقود النووي الذي توسطت فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ووافق اوباما على تأييد خطة تمكن ايران من نقل اغلب مخزونها من اليورانيوم المخصب الى روسيا وفرنسا لصنع وقود لمفاعلها الذي ينتج النظائر المشعة لعلاج السرطان. وقبلت طهران الاتفاق من حيث المبدأ لكنها فرضت لاحقا شروطا جديدة عليه.

ويقول البرادعي ان احمدي نجاد وجد صعوبة في اقناع الاخرين في طهران بالاتفاق بعد ان اقنعه به رئيس هيئة الطاقة الذرية علي اكبر صالحي.

وكتب البرادعي ان الزعماء الغربيين زادو الموقف صعوبة بالنسبة لاحمدي نجاد. وشعر احمدي نجاد بالضيق على الاخص من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي قال انه "غير مؤدب". كما "شعر بالاهانة" من تجاهل اوباما لرسالته التي هنأه فيها بفوزه بالانتخابات عام 2008.

و"اغتاظ" احمدي نجاد لاحقا بعدما انتقدت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون سجل ايران في مجال حقوق الانسان.

وقال البرادعي ان احمدي نجاد الذي سبق ان منع مسؤولين ايرانيين اخرين من تعليق برنامج تخصيب اليورانيوم لحل الازمة مع الغرب وجد نفسه الان ضحية لمناورات داخلية ولم يحظ بدعم لاتفاق مبادلة الوقود.

ودقت كلينتون المسمار الاخير في نعش الاتفاق باعلانها في مايو ايار 2010 ان الرد الامريكي على النسخة المعدلة من الاتفاق التي توصلت اليها ايران في اليوم السابق مع البرازيل وتركيا هو تقديم مشروع قرار عقوبات دولية جديدة الى مجلس الامن وهو مشروع اقر في يونيو حزيران 2010.

وقال المسؤول الدولي السابق "من جديد لا تمس القوى الغربية حلا الا لتنفضه بعيدا بأطراف أصابعها." ولم تتحق قط فكرة المحادثات الامريكية الايرانية المباشرة. ويطرح البرادعي السؤال أكانت تصريحات كلينتون المتشددة "نتيجة سوء تقدير ام محاولة ما لتقويض حوار اوباما مع الايرانيين.." ولم يجب عن السؤال.

التأشيرات

من جانب آخر قالت وزارة الخارجية الامريكية ان بعض الطلاب الايرانيين ربما يسعون الى الحصول على تأشيرات دخول متعدد لمدة عامين مما يعطيهم قدرا اكبر من الحرية للسفر الى الولايات المتحدة في لفتة لتحسين العلاقات بين الشعبين.

وهذه احدث خطوة في سلسلة خطوات من جانب ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما للتواصل مع الشعب الايراني وبصفة خاصة مع الشبان الايرانيين على الرغم من العداء الطويل بين البلدين .

ولم يكن من حق الطلاب الايرانيين سابقا الا الحصول على تأشيرات دخول فردي لمدة ثلاثة اشهر فقط.

وصرح مسؤول امريكي بان الخطوط الرئيسية الجديدة تسري على الايرانيين ومن يقومون باعالتهم والذين يتقدمون بطلبات للدراسة في "مجالات غير حساسة وغير فنية" لن تسهم في الانشطة الايرانية النووية او الصاروخية او الانشطة الاخرى المتصلة بالاسلحة.

وبموجب السياسة المعدلة يمكن ان تكون التأشيرات صالحة لمدةعامين وتسمح للطلاب الايرانيين بالوصول والمغادرة كما يريدون في تلك الفترة دون التقدم بطلب للحصول على تأشيرة جديدة.

وقال مسؤولون امريكيون ان مسألة مااذا كانوا قد يدخلون الولايات المتحدة بشكل فعلي والفترة التي ربما يبقون فيها في الولايات المتحدة على وجه الدقة يقررها مسؤولو الهجرة عند نقاط الدخول. بحسب رويترز.

واوضحت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في كلمة في شريط مصور ان اللفتة الامريكية تهدف الى التواصل مع الشبان الايرانيين الذين خرج كثيرون منهم في احتجاجات جماهيرية ضد اعادة انتخاب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد المتنازع عليهافي 2009 .

وقالت كلينتون في الرسالة التي ذكرت وزارة الخارجية الامريكية انها بثت على موقع يوتيوب باللغتين الانجليزية والفارسية "نريد مزيدا من الحوار ومزيدا من العلاقات معكم انتم الذين تشكلون مستقبل ايران.

وقال مسؤول امريكي تحدث شريطة عدم نشر اسمه ان تغيير سياسة التأشيرات يهدف الى الوفاء بتعهد الادارة الامريكية بالسعي الى التواصل مع الايرانيين العاديين.

رئيس بلدية طهران

من جهة اخرى قالت وسائل اعلام ان ايران منعت رئيس بلدية طهران من السفر الى الولايات المتحدة لحضور احتفال تكريم لمدينته لتقدمها في مجال المواصلات العامة. وينظر بعض الايرانيين الى محمد باقر قليباف الذي خسر الانتخابات الرئاسية أمام الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد عام 2005 باعتباره مرشحا محتملا للرئاسة في المستقبل. وثار خلاف بين قليباف وأحمدي نجاد وكلاهما ينتمي للتيار المحافظ بشأن تمويل شبكة قطارات أنفاق طهران الواسعة.

ودعت منظمة غير حكومية تدعى مؤسسة النقل وسياسات التنمية قليباف الى واشنطن لحضور احتفال في 24 يناير كانون الثاني رشحت فيه طهران وأربع مدن أخرى للحصول على جائزة "النقل المستدام لعام 2011".

وقالت صحيفة طهراني امروز اليومية المقربة من رئيس البلدية ان وزارة الخارجية رفضت منح قليباف تأشيرة السفر الى الولايات المتحدة. وكتبت الصحيفة تقول "لم يتبين السبب الذي من أجله عوملت الرحلة التي تتماشى مع عرض الانجازات الوطنية واثبات كفاءة الادارة الايرانية بهذا الشكل الفظ وكيف كانت ضحية للاعتبارات السياسية." ولم يتح الحصول على تعليق فوري من وزارة الخارجية الايرانية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 23/آيار/2011 - 19/جمادى الآخرة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م