لو أنك دسست في جيب موظف حكومي مبلغا من المال لينجز لك معاملة تجوب
الغرف وتلامسها أيدي الموظفين دون أن تنجز، فإنك شاركته الذنب، ودخلت
معه في دائرة (لعن الله الراش والمرتش). وكلاكما فاسد.
يا إلهي كم عدد الفاسدين في بلدي؟
إنهم كثر، بل أكثر من.... أو لنقل، أكثر من الهم على القلب، وسبل
الفساد تزيد على عدد سكان البلاد، وهؤلاء المساكين، وليس كلهم، صاروا
ضحايا لفساد عم وساد خلال السنوات الماضية التي أعقبت الوجود الأمريكي
وأفرزت تشكيلا سياسيا لم يكن مؤهلا على الإطلاق ليجد آلية متفق عليها
لكشف الفساد والمفسدين، ومواجهتهم بالقرائن والإدلة التي تدفع بالمدان
الى قفص الإتهام لينال جزاءه العادل.
الأداء الوظيفي مقرف للغاية في كل دوائر الدولة الخدمية، ومن حين
لآخر يكشف عن قضية فساد بطلها مسؤول كبير، أو موظف صغير، يبيعان الشرف
من أجل حفنة دولارات، ووصل الأمر بالبعض ليساعدوا في هروب السجناء في
حوادث تكررت على مستوى البلاد وفي أكثر من مدينة.
السياسيون تخلوا عن القضية الوطنية لحساب المصالح الطائفية
والعرقية، وأكثر مايدفعني للسخرية هذه الأيام حين أجد الإنشغال عن الهم
الوطني في قضايا أخرى مصلحية، وإلا فما معنى أن يفقد العراق ممره
المائي بسبب سلوك دولة جارة تتجاوز على الحدود المائية، واخرى ترسل
السبخ، وثالثة تقتطع أرضا، ورابعة تسطو على الموارد الطبيعية؟.
العراقيون، وليس كلهم يتخبطون في الفساد والتجاوز على المال العام،
وإنعدام الخبرة والإفتقاد الى الأهلية في الإدارة والعمل ووضع البرامج
والآليات التي من شأنها النهوض بواقع الدولة الجديدة التي نشأت على
ركام من التردي والعشوائية والتخبط.
العراقيون، ولكن ليس كلهم، فهناك شرفاء، وأخشى أني لست منهم!
hadeejalu@yahoo.com
|