شبكة النبأ: ما أجمل هذا الوطن حين
يدافع عنه الفلسطينى بهذه الكلمات الرائعة، هنا وقفنا عاجزين عندما
تحدث أسماء وقالت (وطني لو خيروني بينك وبين الموت لإخترت قبرا في
عينيك وطني).
حقا إنه الوطن بدأت أسماء الشيخ خليل من مدينة غزة حديثها ذات
السابعة والعشرين ربيعا بهذه العبارة التي تعجز كل لغات العالم أن تفسر
لها المعنى الحقيقي سوى حب الوطن والإنتماء للأرض هكذا كل من عرف أسماء
عهدها تلك الفتاة الجذابة التي تمتلك الذكاء، الحديث مع أسماء له طابع
مختلف، ونمط متعدد لربما عجز البعض فهمه كونها فتاة في ريعان شبابها.
المحتل سبب إعاقتي
خلال الحرب الصهيونية على قطاع غزة فى أواخر عام 2008 أصيبت بقذائف
الإحتلال الغادرة لتنظم أسماء لقافلة الجرحى وذوى الإحتياجات الخاصة
فأصبح كرسيها المتحرك التى تستشعر أنه جزء من الحياة اليومية بالنسبة
لها، مما لاشك به أن التحدي عنوانا من الأجندات التي رسمته لطريقها
لمواجهة المجتمع الذى لا يرحم، صمود الشيخ خليل فى مشوارها الحياتي كان
مثقل بالمتاعب والمصاعب، تقول أسماء، (كوني أصبحت معاقة أحاول أن أتغلب
على الكثير من المظاهر التي أشاهدها لكي أستطيع أن أندمج بالحياة
وصعابها كوني شابة وتحتاج للكثير من المتطلبات ولكن إيماني القوى بالله
يزيد من صمودي فأنا صابرة على إبتلاء الله).
ما يزعج أسماء هو نظرة المجتمع السيئة لهذه الشريحة المهمشة مع انهم
قادرين على الإبداع وتواصل مسيرة الحياة ومجابهة ظروفها والتي يخالطها
ظاهرة الاحترام، فلهم الحق في الحياة والعيش الكريم وكل إنسان في هذا
المجتمع معرض بيوم من الأيام أن يكون في وضع أسماء لا سمح الله.
وتضيف اسماء، الجميع يعلم فى الآونة الأخيرة إزدادت الإحصائيات بعدد
الحالات التي أنظمت لأصحاب ذوى الاحتياجات الخاصة بسبب العدوان
الصهيوني المتواصل على شعبنا.
شريك الحياة
أحلام وأمال قد تبددت والسبب هو الإعاقة عندما يتخلى الخطيب عن
خطيبته هنا تقف كل العبارات لتؤكد أن الرجولة أصبحت فى هذا الزمان
تتعرى من كل القيم والمبادئ، فحلم أسماء كأي فتاة أن تزف بيوم من
الأيام إلى فارس أحلامها، ولم تكن تعلم أن الإصابة حالت بينها وبين ذاك
الشاب الذي أتم خطبته عليها قبل أن تجلس على كرسيها المتحرك رغم القرار
الصعب الذي تلقته أسماء من خطيبها إلا أنها قدرت موقف وقرار هذا الشاب
قائلة (عدم مقدرته تحمل المسئولية تجاهي الان).
صدى كلمات أسماء تدلل على رقة القلب الذي تمتلكه وقالت لو كان
مخطوبي في هذا الوضع بالتأكيد وقتها (لن ولم أفكر بالتخلي عنه لحظة كون
أن القلب والجسد ونبضاتهما واحدة).
إلى أصحاب القرار
تقول سماء، الكثير من افراد مجتمعنا أصبح من ذوى الإحتياجات
الخاصة، وبحاجة إلى من يحملون همومهم وهموم الحياة معهم كونهم فئة
مهمشة، والأجدر أن تعنى بمزيد من الإهتمام وتقديم لهم الحقوق
والواجبات.
وتتابع، أملى أن تكون هناك مستقبلا وزارة من الوزارات تعنى بشأن
هؤلاء لوحدهم، كي يستطيع صاحب ذوى الإحتياجات الخاصة أن يصنع مستقبله
كونه جزءا لا يتجزأ من المجتمع.
حقا هكذا هيا حياة الفلسطيني وتحديدا ذوى الاحتياجات الخاصة هموم قد
أثقلت كاهله وكاهل أسرهم ومتاعب الحياة التي لم تنتهي بعد.
سؤالنا الذي يراق أن يسأل لكل أصحاب القرار ممن يحملون هموم الوطن
والمواطن، إلى متى ستبقى تلك القلوب النيرة والعقول المزدانة بالتفكير
والأمل ونشوة المستقبل تترقب من يكون بجانبهم لإستكمال ما عجزت الإرادة
الحرة أن تجتازه لنجاح هذه الشريحة من ابناء الشعب الفلسطيني؟ |