دول سعيدة وأخرى تعتاش على تعاستها

 

شبكة النبأ: كثيرة هي العوامل التي تجعل من شعوب الدول سعيدة في حياتها، وتقف في طليعة تلك العوامل هي توفر الحكم الرشيد القادر على إدارة دفة البلاد وتجنيبها ويلات السياسة الخاطئة، او الاقتصاد المتردي او حتى الحقوق المنهكة.

حيث ترتكز صفات المجتمعات على ثلاثية السلطة والاقتصاد والحرية في تصنيف معايير الاستقرار والتنمية الاجتماعية، بالإضافة الى بلورة السلوكيات ومميزات المستوى المعيشي السائد في الدول، سيما انها تتأثر بتناسب منسق حسب طبيعة تلك المقومات.

الحكومة الكبيرة تجعل الشعب سعيداً

فقد أظهرت دراسة أميركية جديدة أن الطريق إلى سعادة الشعب قد يكون الحكومة الكبيرة. وذكر موقع "لايف ساينس" الأميركي أن الباحثين الأميركيين وجدوا أن الحكومات الأكبر تجعل المواطنين أكثر اطمئناناً.

ووضعت الدراسة الولايات المتحدة في المرتبة العاشرة بين 15 دولة صناعية ديمقراطية بالنسبة لرضا المواطنين عن الحياة، معتبرة أن ارتفاع نفقات الرعاية الاجتماعية قد يجعل الشعب أكثر سعادة.

وقال الباحث في جامعة "بنسلفانيا" الذي لم يشارك في الدراسة إن "الدراسة برمتها مقترحة وليست مقنعة.. وسبب قولي هذا هو أنها لم تشمل سوى 15 دولة".

بينما قال ريتشلرد ايسترلين، الاقتصادي في جامعة جنوب كاليفورنيا الذي شارك في الدراسة، إن نتائجها "معقولة جداً"، لافتاً إلى أن مواطني البلدان التي تنتقل من الاشتراكية إلى الرأسمالية غالباً ما لا يختبرون الزيادة في السعادة التي قد نتوقعها من تدفق السلع والخدمات، والسبب قد يكون أنهم يخسرون امتيازات مثل الرعاية الصحية المضمونة. وقال "حقاً هناك مناطق حيث لا تنجز السوق مهمتها". بحسب يونايتد برس.

ولمعرفة إن كانت الحكومات تجعل شعبها سعيداً عبر تقديم الخدمات الاجتماعية له، قام الباحث في علوم السياسة باتريك فلافين وزملاؤه في جامعة "بايلور" بمراجعة بيانات الاستطلاع العالمي للقيم بين العامين 2005 و2008 حيث يسأل المواطنون عن رضاهم عن حياتهم. وقد شملت الدراسة استراليا وفرنسا وكوريا الجنوبية واسبانيا والولايات المتحدة وغيرها.

وقاس الباحثون حجم الحكومة في كل من هذه البلدان عبر 4 طرق، شملت عائدات الضرائب بالنسبة للناتج القومي الإجمالي، الاستهلاك الحكومي بالنسبة لناتج الفرد، ومعدل معونات البطالة ونفقات الرعاية الاجتماعية بالنسبة للناتج القومي الإجمالي. وتبيّن في النهاية أن الدول التي تتمتع بحكومات كبيرة وعاملة كانت الأسعد.

الدنمارك أكثر دول العالم سعادة وتشاد أتعسها

فيما كشف تحليل مجموعة من استطلاعات الرأي التي أجريت خلال العام 2010 ان الدنمارك هي أكثر الدول سعادة في العالم في حين ان تشاد هي الأتعس، فيما كانت الإمارات وقطر وإسرائيل من بين الدول الـ20 الأكثر سعادة. وذكر موقع "لايف ساينس" الأميركي ان معهد "غالوب" أجرى تحليلاً لبيانات فوجد فارقاً كبيراً في مدى سعادة سكان الدول.

وتبين ان 72 في المئة من سكان الدنمارك كانوا سعداء ما أعطاها المركز الأول على لائحة الدول الأكثر سعادة، تلتها في المركز الثاني السويد (69 في المئة) ومن ثم كندا (69 في المئة) فأستراليا (65 في المئة) ومن ثم فنلندا (64 في المئة) وفنزويلا (64 في المئة) وبعدها إسرائيل (63 في المئة) فنيوزيلندا (63 في المئة) وهولندا (62 في المئة) وإيرلندا (62 في المئة) وباناما (61 في المئة).

واحتلت الولايات المتحدة المركز الـ12 على اللائحة ونسبة السعداء فيها 59 في المئة، وتلتها النمسا (58 في المئة) فكوستا ريكا (58 في المئة) والبرازيل (57 في المئة) والإمارات (55 في المئة) وبريطانيا (54 في المئة)، فيما حلت قطر في المركز الـ18 (53 في المئة) والمكسيك في المركز الـ19 (52 في المئة).

وتبين ان ربع سكان 67 بلداً قالوا انهم سعداء ومن بينهم العراق (13 في المئة) والهند (17 في المئة) وليبيا (14 في المئة).

أما الدول العشرين الأكثر تعاسة فهي تشاد التي احتلت المركز الأول و1 في المئة من سكانها سعداء، تليها جمهورية وسط إفريقيا (2 في المئة)، فهايتي (2 في المئة) ومن ثم بوركينا فاسو (3 في المئة)، وكمبوديا (3 في المئة)، والنيجر (3 في المئة)، وطاجيكستان (3 في المئة)، وتنزانيا (4 في المئة)، ومالي (4 في المئة)، وجزر القمر (4 في المئة)، وسريلانكا (5 في المئة)، وبوتساوا (5 في المئة)، وكينيا (6 في المئة)، والسنغال (6 في المئة)، وليبيريا (8 في المئة)، وأوغندا (8 في المئة)، والمغرب (9 في المئة)، والسودان (9 في المئة)، وبلغاريا (9 في المئة)، وكاميرون (9 في المئة). بحسب يونايتد برس.

يشار إلى ان النتائج تستند إلى مقابلات شملت ألف شخص في 124 بلداً وهامش الخطأ يتراوح بين 1.7 و5.7 في المئة.

الفجوة تتسع

الى ذلك قال تقرير للامم المتحدة ان فجوة الثراء بين الدول الاقل تقدما والدول الاخرى اتسعت في العقود الاخيرة وستستمر في الاتساع ما لم يتم التصدي لاوجه ضعفها الاساسية. وقال التقرير الذي اعدته مجموعة تضم تسعة من "الشخصيات البارزة" انه "باختصار حالة الاقل تقدما تولد تنمية أقل" برغم ان معظم البلدان المعنية سجلت بعض النمو الاقتصادي.

وتعتبر الامم المتحدة 48 دولة على وجه الاجمال ما يزيد على ثلثيها في افريقيا دولا أقل تقدما. ويقوم هذا التصنيف على اساس عدة معايير من بينها ان يكون نصيب الفرد من الدخل القومي الاجمالي أقل من 905 دولارات.

ودرست اللجنة التي يرأسها رئيس مالي السابق ألفا عمر كوناري ورئيس البنك الدولي السابق جيمس وولفنسون تأثير برنامج عمل بخصوص الدول الاقل تقدما للعقد التالي اعلن في مؤتمر للامم المتحدة في بروكسل في عام 2001.

وستبحث توصياتها في مؤتمر جديد يعقد في اسطنبول في الفترة من 9 الى 13 مايو ايار وسيقر برنامجا جديدا للسنوات العشر المقبلة. وقال التقرير الذي يقع في 43 صفحة "وصلنا الى نتيجة مفادها ان بعض التقدم تحقق على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي ومع ذلك فالفجوة تتسع بين الدول الاقل تقدما وبقية العالم بما في ذلك الشرائح الدنيا من الدول المتوسطة الدخل."

والقى التقرير باللوم في ذلك على ضعف التعليم والصحة والتغذية والبنية الاساسية والاعتماد على قطاعات زراعية هشة ونطاق محدود من الصادرات. وقال "ما لم نتصد لاوجه الضعف الهيكلية التي تجعل هذه الدول أقل تقدما فلن نضع حدا لتهميشها المتزايد" الذي سيؤدي الى "ما لا نستطيع كمجتمع عالمي قبوله".

وقال التقرير ان متوسط نصيب الفرد من الدخل القومي الاجمالي في الدول الاقل تقدما انخفض من 18 في المئة من المتوسط العالمي قبل 40 عاما الى 15 في المئة بحلول عام 2008 مضيفا ان الفجوة ستتسع في المستقبل اذا استمرت الاتجاهات الراهنة.

وقالت اللجنة ان جانبا من المسؤولية عن تحسين الوضع يقع على عاتق الدول الاقل تقدما نفسها التي ينبغي ان تطالب عن طريق التفاوض باسعار افضل لموادها الخام وتحارب الفساد وتسعى لاعادة الاموال المنهوبة."

لكنها قالت ايضا ان المعونة الخارجية "مكون أساسي" وان الدول المانحة يجب ان تزيد معونتها للدول الاقل تقدما الى 0.15 في المئة من الدخل القومي الاجمالي بحلول عام 2013 والى 0.2 في المئة بحلول عام 2015.

ومن بين الاجراءات الاخرى التي اوصى بها التقرير فتح الباب امام صادرات الدول الاقل تقدما دون رسوم جمركية ودون حصص وشطب مزيد من ديون هذه الدول الرسمية سواء على المستوى الثنائي أو متعدد الاطراف ومضاعفة انتاجيتها الزراعية واعداد الملتحقين بالمدارس.

وتقول الامم المتحدة بالفعل انها تريد خفض عدد الدول الاقل تقدما الى النصف بحلول عام 2021. ولم تخرج من قائمة تلك الدول منذ عام 1970 سوى ثلاث دول هي بوتسوانا والرأس الاخضر والمالديف.

العالم يكره إسرائيل وإيران وكوريا

من جهته حل كيان إسرائيل بين الدول الأكثر إثارة لكراهية الناس لها إلى جانب باكستان وإيران وكوريا الشمالية. حيث أبرز استطلاع للرأي شمل 27 دولة في العالم وشارك فيه  قرابة 28 ألف شخص، أن كيان إسرائيل هو الأكثر إثارة لمشاعر الكراهية لدى عينة استجابت للاستبيان، حيث سبقتها كوريا الشمالية وإيران وباكستان وفقا لصحيفة الأهرام.

أجرى معهد غلوبسكان هذا الاستطلاع لمحطة "بي بي سي" البريطانية، بالاشتراك مع إحدى الجامعات في إيرلندا. وأضاف الموقع أن 49%  عبروا عن موقف سلبي من إسرائيل، فيما أيدها 21% وقد جاءت كوريا الشمالية وإيران في المرتبة الأخيرة من ناحية الدعم حيث أظهر 16% دعمهم في حين أبدى 55% موقفا سلبيا تجاه إيران وكوريا، وجاءت باكستان في الترتيب الثالث بدعم 17% ومن ثم إسرائيل.

أشار الموقع إلى أن أكبر دعم لإسرائيل بدأ في الولايات المتحدة الأمريكية ووصلت نسبة الداعمين لها 43% في حين أبدى 41% من الامريكيين موقفًا سلبيًا تجاه إسرائيل. وعلى صعيد الدول الأوروبية، فقد كانت روسيا أكبر الداعمين لإسرائيل بنسبة 35%، في حين لم تتجاوز الدول الأساسية الاوروبية نسبة 15%، أما على صعيد الدول الإفريقية فقد جاءت غانا في التريب الأول من ناحية الدعم لإسرائيل بنسبة 32%، جاءت الصين في الترتيب الأول بين الدول الأسيوية ووصلت نسبة الدعم إلى 32%.

الإمارات بين أفضل عشر دول للعيش والعمل

كما صنف تقرير دولي الإمارات من بين أفضل عشر دول للعيش والعمل، إذ جاءت في المرتبة الخامسة بالنسبة للمهندسين، حيث أبدى 10 بالمائة منهم رغبة في الإقامة في الإمارات، حسبما أوردت صحيفة "البيان" الإماراتية.

ذكرت مجموعة "هايدوجين" العالمية المتخصصة بالتوظيف، في تقريرها الذي استطلعت من خلاله آراء 3150 مهنياً من 70 بلداً، أن الإمارات احتلت المرتبة السابعة في قطاعات التمويل والتكنولوجيا والمصادر البشرية والتشريعات القانونية، متقدمة على سويسرا وسنغافورة وإسبانيا وألمانيا والصين.

وفيما يخص التكنولوجيا، فقد صنف المهندسون الولايات المتحدة في المرتبة الأولى في هذا القطاع تلتها أستراليا ثم المملكة المتحدة وفرنسا ثم كندا وسويسرا والإمارات، ثم سنغافورة ونيوزيلندا وألمانيا.

وقال الرئيس التنفيذي للمجموعة "تيم سميتون": "إن بعض البلدان التي يرى فيها أعلى طلب هي الشرق الأوسط وآسيا، مثل سنغافورة والإمارات" مضيفاً أن تلك البلدان تفي بأعلى معايير المهنيين من حيث الأمن والاستقرار والانسجام الثقافي، وهي ليست من البلدان التي سيفكر المرء في الانتقال خارجها.

وتابع: "إن اللغة الإنجليزية هي قاسم مشترك في تلك البلدان، فهي لغة العمل كما تتيح فرصاً واسعة للتخاطب وسط أجواء ممتازة من الاتجاهات المختلفة ومستويات المعيشة الراقية".

مستوى المعيشة يتضاعف في فرنسا

في حين أظهر تقرير أن مستوى المعيشة في فرنسا تضاعف خلال السنوات الأربعين الأخيرة، رغم عدم تغيّر الهوة بين الأغنياء والفقراء على مدى الأعوام العشرة الماضية.

وذكرت وكالة الإحصاء الفرنسية "انسي" في بيانات أصدرتها مؤخراً عن العام 2008 أن معدل ميزانية أغلب الأسر الفرنسية في الشهر الواحد بلغت 3500 دولاًر، أي أكثر بـ 150 دولاراً عن 10 سنوات خلت. لكن الأرقام أظهرت تفاوتاً كبيراً بين الأسر الأغنى والأفقر في البلاد.

وتبيّن أن أكثر الأسر فقراً لديهم ميزانية شهرية تقل عن 1600 دولار، بينما الأكثر غنى لديهم ميزانية شهرية تصل إلى 7300 دولار. وظهرت أوسع هوة بين الفقراء والأغنياء في العاصمة باريس والضواحي المحيطة. بحسب يونايتد برس.

وذكر التقرير أنه برغم زيادة مستوى المعيشة بشكل عام، إلا أن 8 ملايين شخص ما زالوا يعيشون في فرنسا تحت خط الفقر بميزانية شهرية تبلغ 1400 دولار. وتعد فرنسا الثالثة عالمياً في ما يخص عائداتها السنوية بعد الولايات المتحدة وألمانيا.

قائمة أفضل 10 أماكن للعيش

سويسرا

سويسرا، تُعرف بتاريخها المحايد مع العلم أنّها مجاورة للعديد من الدول الأوربيّة التي شاركت سابقاً في بعض الحروب، ومع ذلك تبقى آمنة.

كوستاريكا

كوستاريكا الديمقراطيّة والحياديّة، كما أنها تحتل مرتبة عالية في مؤشر السلام العالمي، ومؤشر الكوكب السعيد.

بابوا غينيا الجديدة

بعض مناطق بابوا غينيا الجديدة تُكتشف لأول مرة. لقد أُكتشف مُؤخراً منطقة جبلية تحتوي على بعض الأماكن الأكثر عزلة في العالم.  قد تكون واحدة من الأماكن القليلة المتبقية حيث يمكنك عزل نفسك تماما عن العالم الخارجي.

كندا

كندا هي ثاني أكبر دولة في العالم، ومع ذلك لها حدود برية مع دولة واحدة فقط، الولايات المتحدة الأمريكية، و هذه الحدود تعتبر هادئة. علاوة على ذلك، فإنّ كندا ليس لها أعداء في العالم، هذا يعني أنها ملاذاً آمناً في حال نشبت االحرب.

سيشيل

بصرف النظر عن كونها معزولة في وسط المحيط الهندي عن بقية العالم، فهذه الجزيرة الجميلة هي مكان للإسترخاء و نسيان الهموم أيضاً.

فنلندا

فنلندا لديها تاريخ طويل ورغبة منها في البقاء بعيدة عن الصراعات الدولية، ومن المسلم به أنّها محايدة ودائما تصنف من 10 الأوائل في مؤشر السلام العالمي. كما أن موقعها الشمالي يبقيها بمنأى عن أي حرب محتملة.

توفالو

معزولة في وسط ميكرونيزيا و هي من بين الأماكن الأكثر أمانا في العالم. إنها ثالث أقل  بلد  سكانا على الأرض، و رابع أصغر بلدا.

ايسلندا

أيسلندا، بطبيعة الحال، لا تحدها أي دولة و لديها الكثير من المواقع النائية، مستقرة كبلد وليس لديها أعداء في العالم. شعبها سعيد و لها تصنيف جيّد في مؤشر السلام العالمي. إذا بدأ النزاع في العالم، فأيسلندا هي واحدة من الدول المستقرة القليلة التي يمكن الهروب إليها.

بوتان

تقع بعيدة عن الساحل بين جبال هيمالايا، و هي واحدة من أكثر الدول عزلة  و المستقرة في العالم. و يعتقد سكانها أنّه يجب إيجاد حل سلمي لجميع الصراعات؛ و على الرغم من أنها تقع في منطقة مضطربة، لا تزال محمية من قبل جغرافيتها.

نيوزيلندا

نيوزيلندا هي الدولة الأكثر عزلة و الأكثر تطوراً في العالم. ليس لها أي حدود، وتقع بعيدة نسبيا من أي دولة أخرى، لا يوجد لديها اعداء حقيقيين؛ ديمقراطية و آمنة و يوجد فيها مناظر طبيعية خلابة مع العديد من الأماكن النائية. علاوة على ذلك، فإنها تقع في المرتبة رقم 1 في مؤشر السلام العالمي.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 21/آيار/2011 - 17/جمادى الآخرة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م