إيران والعرب... يد تصالح وأخرى تطارح

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: يجزم المراقبون للأوضاع السياسية في منطقة الخليج ان ما تشهده تلك المنطقة من توترات غير مسبوقة باتت تشكل تهديدا جديا لأمنها، خصوصا بعد التصعيد الأخير المتبادل بين الدول الخليجية وإيران.

حيث تدهورت العلاقات الدبلوماسية بين تلك الأطراف متدحرج بالتزامن مع الثورات العربية الأخيرة، وخصوصا بعد اجتياح القوات السعودية بأمر من ملك البحرين لقمع المحتجين الشيعة، وارتكاب العديد من الانتهاكات بحقهم.

وكانت إيران قد باركت تلك الثورات على الرغم من امتعاض أنظمة الخليج منها، خصوصا فيما يتعلق بالثورة المصرية والتونسية، إلى جانب انتفاضة البحرين التي أشعلت الأزمة.

وتتهم دول الخليج طهران بتورطها في تأجيج الأوضاع في تلك الخليجية، التي طالما شهدت صراعات بين السلطة التي تهيمن عليها الأقلية السنية والشعب البحريني ذات الأغلبية الشيعية.

بعيدا عن ذلك أثار ملف المصالحة الفلسطينية التي جرت مؤخرا برعاية مصرية الكثير من التساؤلات حول طبيعة العلاقات بين القاهرة وإيران، سيما أن الأخيرة باركت الاتفاق بين فتح وحماس، الامر الذي اعتبره البعض بادرة إيرانية طيبة إزاء النظام المصري الجديد.

إغلاق مضيق هرمز

فقد هدد ممثل المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي في القوة البحرية لحرس الثورة علي شيرازي بإغلاق مضيق هرمز. ونقلت وكالة «مهر» شبه الرسمية عن شيرازي قوله إن وجود البوارج الحربية الأمريكية في الخليج يأتي في اطار «الحرب النفسية». وأضاف «اذا كانت هناك حاجة واذا اضطررنا سنقوم بغلق مضيق هرمز لأننا نملك القدرة على القيام بذلك». يشار الى ان القسم الأكبر من امدادات النفط العالمية تمر عبر مضيق هرمز.

وحول زيادة عدد البوارج الحربية الأمريكية في مياه الخليج قال شيرازي «لم يكن بمقدور أمريكا القيام بأي حماقة (ضد إيران) قبل انتفاضات الشعوب الإسلامية، فكيف الحال الآن وقد انتفضت جميع الشعوب الإسلامية والحرة ضد الاستكبار العالمي؟». بحسب يونايتد برس.

وأضاف شيرازي ان القوة البحرية لحرس الثورة الإسلامية «في أقصى حالات الاستعداد واذا أراد الأعداء القيام بأدنى تحرك ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية سيواجهون برد صاعق» من قبل هذه القوة.

ملك لايران

فيما دان الجنرال حسن فيروزبادي رئيس اركان الجيش الايراني في تصريحات اوردتها وسائل الاعلام، "جبهة الدكتاتوريات العربية" في الخليج المعادية لايران مؤكدا ان هذه المنطقة "كانت دائما ملك ايران". وقال فيروزبادي في بيان نقلته معظم وكالات الانباء والصحف الايرانية ان "الانظمة العربية الدكتاتورية في الخليج الفارسي غير قادرة على منع الانتفاضات الشعبية".

واضاف الجنرال وهو ايضا عضو في المجلس الاعلى للامن القومي بايران "بدلا من فتح جبهة لا يمكن الدفاع عنها مع ايران، على هذه الدكتاتوريات ان تتخلى عن الحكم ووضع حد لجرائمها الوحشية وترك شعوبها تقرر مستقبلها بحرية". كما دان "مؤامرة" الدول الخليجية "لتشكيل هوية لها على حساب الهوية الايرانية".

وشدد الجنرال فيروزابادي في بيانه ان "الخليج الفارسي انتمى وينتمي وسينتمي دائما لايران". كما ندد المسؤول الايراني الذي اصدر بيانه لمناسبة "اليوم الوطني للخليج الفارسي" في 30 نيسان/ابريل، برفض دول الخليج العربية تسمية الخليج ب "اسمه التاريخي".

وقال ان "قدوم البريطانيين ثم الاميركيين الى المنطقة اثار مؤامرات (..) لتحريف التاريخ وهوية الخليج الفارسي".

وتدهورت العلاقات بين ايران وجيرانها العرب في الاسابيع الاخيرة. وتتهم دول الخليج العربية ايران بالسعي الى زعزعة استقرارها ودعم انتفاضات شعبية اندلعت في العديد من الدول العربية. بحسب فرانس برس.

وانتقدت ايران بشدة التدخل السعودي في البحرين لقمع تظاهرات الشعب ذي الغالبية الشيعية مثل ايران. وطردت البحرين والكويت دبلوماسيين ايرانيين اتهموا بالتجسس.

وكانت ايران طالبت لفترة طويلة بالبحرين باعتبارها تابعة لها كما ان طهران في نزاع مع الامارات بشان ملكية ثلاث جزر في مضيق هرمز.

الخليج عربي وسيظل كذلك

من جهتهم اكد وزراء الداخلية في دول مجلس التعاون الخليجي في ختام اجتماعهم التشاوري في ابو ظبي ان "الخليج عربي وسيظل كذلك" منددين "بشدة في التدخل" الايراني بالشؤون الداخلية للبحرين. ونقل بيان عن الوزراء "استنكارهم" تصريحات رئيس اركان الجيش الايراني "الاستفزازية وغير المسؤولة (...) واكدوا ان الخليج عربي وسيظل كذلك".

كما ادان وزراء داخلية مجلس التعاون الخليجي "بشدة التدخل الايراني" في الشؤون الداخلية للبحرين مؤكدين "مشروعية تواجد قوات درع الجزيرة" في المملكة الصغيرة.

وقد ندد الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني بهذه التصريحات "العداونية" موضحا ان طهران "لا تملك الا مياهها الاقليمية".

وتدهورت العلاقات بين ايران وجيرانها العرب في الاسابيع الاخيرة. وتتهم دول الخليج العربية ايران بالسعي الى زعزعة استقرارها ودعم انتفاضات شعبية اندلعت في العديد من الدول العربية.

وانتقدت ايران بشدة التدخل السعودي في البحرين لقمع تظاهرات الشعب ذي الغالبية الشيعية. وطردت البحرين والكويت دبلوماسيين ايرانيين اتهموا بالتجسس.

وكانت ايران طالبت لفترة طويلة بالبحرين باعتبارها تابعة لها كما ان طهران في نزاع مع دولة الامارات بشان ملكية ثلاث جزر في مياه الخليج قرب مضيق هرمز.

تداعيات سيئة

وحذر وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي في الدوحة من "تداعيات سيئة" في المنطقة اذا استمرت الاوضاع على ما هي عليه في البحرين. وقال صالحي للصحافيين في ختام محادثات مع امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وولي عهده الشيخ تميم ورئيس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني "نحن متأكدون من تداعيات سيئة في المنطقة اذا استمر الوضع كما هو في البحرين ولن يرغب احد في ذلك". لكن الوزير الايراني لم يحدد طبيعة هذه التداعيات.

وردا على سؤال حول المحادثات بين قطر وايران بخصوص ازمة البحرين، اجاب "توصلنا الى اتفاق حول ضرورة استمرار التفاهمات للوصول الى مخرج للازمة في البحرين وايجاد حل لهذه القضية".

وتابع "نحن متفائلون بالاحداث الجارية على صعيد المنطقة، ومن خلال الجهود التي تبذلها قطر نامل ان يتم ايجاد حل مناسب لهذه الازمة وغيرها".

وانتقد صالحي ارسال قوات "درع الجزيرة" الى البحرين قائلا ان "القضية تخص ابناء البحرين (...) لا ينبغي ارسال الجيوش والجحافل ليقوموا بما قاموا به. كيف سمحوا لانفسهم بشن هذا الهجوم بينما يقومون بشن الهجمات ضد النظام الليبي الذي يهاجم أبناء الشعب"؟.

وشهدت البحرين حيث مقر الاسطول الخامس الاميركي، تظاهرات واسعة النطاق نظمتها الاكثرية الشيعية في البلاد انطلقت في شباط/فبراير للمطالبة باصلاحات سياسية وقمعتها السلطات منتصف اذار/مارس.

كما اعتبرت السلطات البحرينية السكرتير الثاني في السفارة الايرانية شخصا غير مرغوب فيه واتهمته بالضلوع في قضية تجسس في الكويت.

الى ذلك، قال صالحي ان "هناك مطالب شعبية في سوريا وقد اعلن الرئيس بشار الاسد انه مستعد للاستجابة للمطالب المشروعة لكن ظهر لنا وكما اعلنت القيادة السورية مؤخرا ان هناك اصابع اجنبية وايادي خفية تقوم بتحريك الاحداث ودفع التطورات". ودعا الى "التمييز بين تحركات غالبية الشعب وتحركات فئة خاصة تطالب بامور معينة".

من جهة اخرى، قال وزير خارجية ايران ان "علاقاتنا مع مصر طوال 30 عاما لم تكن على مستوى سفير ونود ان ترتقي الى هذا المستوى ونرى ان التعاون بين مصر وايران سيؤدي الى تحقيق الأمن والتفاهم والاستقرار في المنطقة".

وردا على سؤال حول مقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن، اجاب "لم يعد هناك اي ذريعة لاستمرار الوجود العسكري الاميركي في ظل مقتل بن لادن (...) حدث هجوم وانتهى الامر، الرأي العام في المنطقة والعالم واميركا لم يعد مقتنعا بهذا الوجود". وغالبا ما يطالب كبار المسؤولين في ايران بسحب القوات الاميركية من منطقة الخليج.

قافلة التضامن

في سياق متصل قالت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية ان قافلة السفن الايرانية التي كانت تبحر صوب البحرين لإظهار تضامنها مع المحتجين هناك أوقفت مهمتها. وذكرت وكالة الانباء الايرانية ان حكومة طهران طلبت من القافلة التي تضم 120 من الطلبة ورجال الدين والنشطاء التخلي عن هذه الخطة.

ونقلت الوكالة عن مهدي اقراريان منظم قافلة التضامن قوله "بعد الطلبات المتكررة من جانب السلطات بوقف القافلة عقد اجتماع على متن السفينة وتقرر وقف القافلة."

وكانت ايران قد رحبت بالانتفاضات الشعبية في العالم العربي ووصفتها بانها "صحوة اسلامية" ضد نظم حكم شمولية وتقول ان الانتفاضات تأثرت بثورتها الاسلامية عام 1979 . وكانت القافلة قد حاولت في البداية الحصول على تصريح لدخول مياه البحرين. بحسب رويترز.

وفي مقابلة مع تلفزيون العربية قال فواز بن محمد ال خليفة رئيس هيئة شؤون الاعلام في البحرين ان هذا الاجراء غير مقبول. وقال ان هذا تدخل سافر في الشؤون الداخلية للبحرين وخاصة وان البحرين لم تطلب مساعدات انسانية من ايران.

اعادة تبادل السفراء

الى ذلك قال وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي ان ايران والكويت اتفقتا على إعادة سفيريهما من جديد بعد خلاف دبلوماسي نشب عندما حكمت محكمة كويتية على ثلاثة رجال بالإعدام لدورهم فيما وصفته الكويت بأنه شبكة تجسس إيرانية. وقال صالحي في مؤتمر صحفي بالبرلمان الكويتي "الحمد لله اتخذ قرار بعودة السفيرين بسرعة الى موقعيهما." ولم يرد تأكيد رسمي على الفور من الكويت.

وفي مارس اذار أصدرت محكمة كويتية حكمها على ايرانيين اثنين ورجل كويتي بالاعدام لكونهم أعضاء في شبكة تجسس مزعومة لايران في قضية تسببت في توتر العلاقات بين الكويت والجمهورية الاسلامية.

وقالت وسائل الاعلام الكويتية في مايو آيار 2010 انه تم اعتقال عدد من الكويتيين والأجانب يشتبه في قيامهم بالتجسس لحساب ايران. وذكرت تقارير وسائل الاعلام انهم اتهموا بجمع معلومات عن الكويت ومواقع الجيش الامريكي لحساب الحرس الثوري الايراني.

وبعد قرار المحكمة في مارس اذار طلبت الكويت من ثلاثة دبلوماسيين ايرانيين مغادرة البلاد وهو إجراء ردت عليه ايران بنفس الطريقة وطردت ثلاثة دبلوماسيين كويتيين.

وقال صالحي بعد الاجتماع مع أمير الكويت ورئيس البرلمان الكويتي "تحدثنا أيضا بشأن هذه القضية وننفي هذه القضية تماما." وزار صالحي أيضا سلطنة عمان وقطر والامارات العربية المتحدة في الأسابيع الأخيرة بينما تسعى ايران الى تخفيف التوترات مع الدول العربية المجاورة في الجانب الآخر من الخليج.

لا تريد قطع العلاقات

من جهته قال وزير الخارجية الكويتي ان دول الخليج لا تريد قطع العلاقات مع الجار الايراني رغم شعورها بالاسف لتدخله في شؤونها الداخلية. وقال الشيخ محمد صباح السالم الصباح في تصريح لقناة العربية "ليس من مصلحة الأمن الإقليمي أن تكون إيران في عزلة عن محيطها العربي، وما زلنا نريد أن تكون هناك علاقات طيبة معها".

واكد ان "دول المجلس حاولت فتح صفحة جديدة مع إيران ومد يد العون والصداقة. ولكنها تنظر إلى دول المجلس على أنها كيانات تابعة لا سيادة لها، وهذا ما نرفضه". وقال ان "طهران كانت تراهن على سقوط الحكم في البحرين عبر تدخلها" معتبرا ان "الأمن الخليجي يتعرض للخطر في الكويت والبحرين والسعودية عبر التهديدات المباشرة للسعودية من إيران".

واكد الوزير الكويتي ان شبكة التجسس لحساب ايران التي القي القبض عليها في الكويت "كانت تستهدف القوات العسكرية الأميركية على الأراضي الكويتية، والتخطيط لتفجير منشآت حيوية كويتية، وتملك قائمة بأسماء ضباط كويتيين ومعلومات خاصة في غاية الحساسية عن الجيش الكويتي".

دوروثي بارفاز

من جهتها اكدت قناة الجزيرة القطرية ان مراسلتها دوروثي بارفاز التي اختفى اثرها بعيد وصولها الى سوريا نهاية نيسان/ابريل، قد افرج عنها ووصلت من ايران الى الدوحة. وذكرت القناة في بيان ان بارفاز "افرج عنها بعد ثلاثة اسابيع تقريبا من اختفاء اثرها بعد وصولها الى دمشق لتغطية التظاهرات" مشيرة الى انها "بامان وفي صحة جيدة". كما اعلنت القناة في خبر عاجل على شاشتها ان بارفاز التي تحمل الجنسيات الايرانية والاميركية والكندية وصلت الى الدوحة من ايران. وذكرت القناة في بيانها ان "الغموض" الذي احاط باختفائها استمر حتى الافراج عنها دون الادلاء بمزيد من التفاصيل. وكانت السلطات السورية اكدت انها سلمت بارفاز الى السلطات الايرانية، الامر الذي لم تؤكده طهران.

الامتناع عن أداء العمرة

فيما ذكرت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية أن عضوا بارزا بالبرلمان الايراني دعا الايرانيين للامتناع عن أداء العمرة احتجاجا على ما وصفه بالدعم السعودي لقمع المتظاهرين في البحرين. وبينما يتصاعد التوتر بين الدولتين الاقوى في منطقة الخليج قال الداعية محمد تقي رهبر رئيس كتلة رجال الدين في البرلمان الايراني انه يتعين على رجال الدين في ايران أن يحضوا الايرانيين على الامتناع عن أداء العمرة. ونقلت الوكالة عن رهبر قوله "الايرانيون يذهبون لاداء العمرة بينما يذبح المسلمون وتدمر المساجد ويحرق القرآن في البحرين على يد قوات الجيش السعودي." وأضاف "الاموال التي ينفقها المسلمون الايرانيون على العمرة تستخدم في شراء اسلحة لذبح المسلمين في البحرين."

ومنعت ايران حجاجها من أداء فريضة الحج ثلاثة مواسم بعدما لقى 402 شخص اغلبهم ايرانيون حتفهم في اشتباكات مع قوات الامن السعودية اثناء مسيرة احتجاج بقيادة ايرانيين في مكه المكرمة عام 1987 .

وحثت الرياض طهران على حماية الدبلوماسيين السعوديين بعدما حطم متظاهرون ايرانيون نوافذ بالقنصلية السعودية خلال مظاهرة الشهر الماضي. وقال رهبر انه يتعين على ايران قطع العلاقات الدبلوماسية مع السعودية.

مقاطعة المنتجات

من جانب آخر دعت غرفة تجارة وصناعة البحرين الاحد الى مقاطعة البضائع الايرانية بسبب "التدخلات السافرة" في شؤون المملكة الخليجية الصغيرة والتحريض" الصادر عن كبار المسؤولين في طهران.

واكد بيان صادر عن الغرفة انها تدعو "التجار البحرينيين والخليجيين الى مقاطعة التجار والبضائع الايرانية (...) وتدين التدخلات الايرانية السافرة في شؤون مملكة البحرين وعدم احترامها استقلالها". وبحسب تقارير صحافية، يبلغ حجم التبادل بين البلدين بمجمل انواعه حوالى خمسة مليارات دولار سنويا.

وتابع البيان ان الغرفة "تستنكر التصريحات الايرانية التي تحمل كل عبارات البغض والتحريض الصادرة عن كبار المسؤولين ضد المملكة ودول مجلس التعاون وخصوصا الشقيقة الكبرى السعودية". وندد ب"التصريحات الداعية الى اشاعة الفوضى والتوتر واشعال الفتن والقلاقل والتخريب". واضاف "نتيجة للتدخل الايراني السافر في الاحداث المؤسفة التي شهدتها البلاد مؤخرا (...) تدعو الغرفة الى وقف التعامل مع التجار الايرانيين ومقاطعتهم ماليا من خلال عدم التعامل مع البنوك والشركات الايرانية".

كما تدعو الغرفة مثيلاتها في دول مجلس التعاون الخليجي وكل الاتحادات والغرف التجارية والصناعية في الدول العربية الى مقاطعة" ايران.

في حين قال نائب إيراني بارز إن برلمان بلاده يعتزم طرح مشروع قانون بفرض حظر على الوردات من السعودية. ونسبت وكالة أنباء "فارس" إلى على موسوي مقرر اللجنة الاقتصادية بالبرلمان قوله إن هذه الخطوة "ستكون رد فعل على الجرائم المتزايدة للنظام السعودي في البحرين، والمواجهة المتغطرسة التي يمارسها ضد الصحوة الإسلامية في العالم العربي".

وأضاف "الخطوة الرئيسية لضرب مصالح السعودية تتمثل في فرض عقوبات على واردات المنتجات السعودية" معربا عن أمله في أن يتخذ البرلمان والحكومة في إيران التدابير الضرورية في هذا الشأن.

وأكد موسوى "الحكومة يجب أن تسمح باستيراد السلع من الدول التي تدعم مصالح الدولة (الايرانية)الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية".

مباراة لكرة القدم

على صعيد متصل قال الموقع الالكتروني لتلفزيون برس تي.في. Press Tvالمملوك للدولة ان الشرطة الايرانية طردت مجموعة من مشجعي كرة القدم خلال مباراة في دوري أبطال آسيا كانت تردد هتافات معادية للمملكة العربية السعودية.

وقال موقع التلفزيون الناطق بالانجليزية ان الشرطة الايرانية طردت عددا من المشجعين من استاد ازادي بعد ان بدأوا ترديد هتافات ضد الحكومة السعودية خلال مباراة بين نادي بيروزي في طهران والاتحاد السعودي. واضافت "المحتجون الذي حملوا اعلام السعودية والبحرين طردتهم الشرطة ... خشية إشعال النيران في الاعلام."

وقالت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية ان الشرطة اعتقلت بعض المحتجين. وانتقد المشرع المتشدد محمد كريم عابدي الشرطة بسبب ما وصفه بانه "أسلوب تعاملها العنيف ضد الشباب الثوري" وقال ان البرلمان سيتابع القضية.

حركة حماس

شعرت حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) برياح التغيير السياسي في منطقة الشرق الاوسط فانحنت لها وتصالحت مع غريمتها حركة فتح كما تحاول تخفيف حدة صراعها مع اسرائيل.

وتسخر اسرائيل من فكرة امكانية أن تغير حماس جلدها لكن محللين عكفوا على تحليل عدد من المقابلات التي أجريت في الاونة الاخيرة مع قياديين كبار في الحركة أعربوا عن اعتقادهم بأن التغيير يحدث بفعل الاحتجاجات التي تعصف بالعالم العربي.

ورغم أن حماس تبدو مطمئنة في معقلها الساحلي بقطاع غزة الا أنها تواصلت الشهر الماضي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يحكم الضفة الغربية وأبرم الجانبان اتفاق مصالحة فجائيا لانهاء خصومة مع فتح استمرت أعواما.

وبتوقيع اتفاق المصالحة تكون حماس قد جددت بالفعل التزامها بوقف لاطلاق النار مع اسرائيل. ولم تطلق أي قذائف مورتر ولا صواريخ من غزة منذ الاعلان عن الاتفاق يوم 27 ابريل نيسان لتتمتع المنطقة - وهي من أخطر المناطق الحدودية في العالم - بفترة هدوء نادرة.

ومن الواضح أن حماس لم تعرب عن تأييدها الكامل للرئيس السوري بشار الاسد الذي يواجه أسوأ اضطرابات مدنية منذ توليه الرئاسة قبل 11 عاما وذلك على الرغم من أن سوريا تستضيف قياديين في حماس منذ عشر سنوات.

وأثارت العلاقات الفاترة تكهنات ذهبت الى أن حماس قد تنقل مكتبها الاقليمي الرئيسي من دمشق لتبتعد بذلك أكثر عن فلك ايران. وستقوي حماس علاقتها بحكومات تربطها علاقات جيدة بالغرب مثل السعودية وقطر ومصر.

وكانت المرة الاولى التي تظهر فيها اشارات متنامية الى تفكير الحركة الاسلامية في نقل مكتبها في تقرير لصحيفة الحياة المملوكة لسعوديين أوردته نقلا عن مصادر فلسطينية لم تذكرها.

وقال هاني حبيب وهو محلل سياسي يعيش في غزة انه يعتقد أن حماس جادة هذه المرة وانها تنتهز فرصة وتريد أن تعطى فرصة. وأضاف أنه لا يعتقد أنه ينبغي للاعبين في المنطقة وفي باقي العالم أن يقلقوا من توجه حماس الى نهج أكثر اعتدالا.

وترفض اسرائيل بشدة أي اقتراح بأن حماس قد تخفف من نهجها وتشير الى أن ميثاق تأسيس الحركة الاسلامية يدعو بوضوح الى تدمير اسرائيل.

وتقول اسرائيل مثلها مثل العديد من حلفائها في الغرب ان حماس منظمة "ارهابية" وان الحركة وقعت في سقطة عندما وصف اسماعيل هنية القيادي في حماس أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الذي قتل في عملية أمريكية بأنه "مجاهد عربي" وذلك قبيل توقيع اتفاق المصالحة مع فتح.

وقال يوفال ديسكين قائد جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي (شين بيت) في كلمة هذا الشهر "لا يمكن أن تغير حماس من ايديولوجيتها وسياستها وهي بالطبع لا تعتزم الموافقة على اتفاق سلام من أي نوع مع دولة اسرائيل." وأضاف أمام جمهور في تل أبيب أن حماس ربما توافق في أقصى حد "على وقف لاطلاق النار ستستخدمه في حشد قوتها."

ومن المثير أن قياديين اخرين في حماس سارعوا بالنأي بأنفسهم عن تصريحات هنية التي أثنى فيها على بن لادن ووصفه فيها بأنه "شهيد."

وقال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس والذي يعيش في المنفى لقناة (فرانس 24) التلفزيونية انه فيما يتعلق ببن لادن فان الجميع يعلمون أن حماس تختلف مع القاعدة في بعض الامور خاصة عمليات التنظيم التي تستهدف مدنيين.

وأجرى مشعل مقابلات في الاسابيع المنصرمة بشكل أكبر مما كان يفعل منذ عدة سنوات أي أنه حريص على ما يبدو على أن يظهر للعالم ما هو موقف حماس على وجه التحديد من السلام في الشرق الاوسط.

وعلى الرغم من أن مشعل لم يقر أن حماس ستعترف باسرائيل الا أنه أكد أنه يريد اقامة دولة فلسطينية وفقا لحدود ما قبل عام 1967 مما قد يوحي باستعداد الحركة الى قبول حقيقة اسرائيل.

وأشار مشعل الى أنه سيتشاور من الان فصاعدا مع فصائل فلسطينية أكثر اعتدالا حول سبل مواجهة اسرائيل وقال انه لن يشن هجوما بعد الان دون وجود توافق عليه.

وقال سامي أبو زهري وهو قيادي اخر في حماس لصحيفة (لو موند) الفرنسية ان المراقبين يجب ألا يركزوا على ميثاق حماس الذي صدر عام 1988 بل يحكمون على الحركة في ضوء ما يقوله قياديوها.

لكن كل هذا لا يلبي معايير وضعتها الرباعية الدولية لصنع السلام في الشرق الاوسط والتي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وروسيا وتقول ان حماس يجب أن تعترف باسرائيل وتنبذ العنف اذا ما أرادت قبولها كشريك للسلام.

وبخلاف اسرائيل - التي علقت على الفور تحويل المستحقات المالية التي تجمعها بالانابة عن السلطة الفلسطينية ردا على اتفاق المصالحة بين فتح وحماس - فان الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة يراهنان على الوقت أملا دون شك في أن تكون حماس في مرحلة تحول.

ويرى محللون فلسطينيون أن حركة حماس أجبرت على اعادة ترتيب أوراقها بسبب الاحتجاجات في المنطقة العربية والتي هزت النظام في سوريا الذي يوفر لها الملاذ وعززت جماعة الاخوان المسلمين في مصر. وحماس هي أحد أجنحة الاخوان المسلمين في الاراضي الفلسطينية.

وقال سمير عوض وهو محلل سياسي في جامعة بيرزيت بالضفة الغربية ان الاحداث في سوريا والعالم العربي هي من العناصر الرئيسية التي أجبرت حماس على أن تبدو أكثر اعتدالا. وأضاف أن حماس لا يمكنها دعم النظام السوري الذي يقمع الاحتجاجات في سوريا وموقفها محرج للغاية. ونفت حماس أنها تفكر في مغادرة دمشق لكن مصادر قالت انها قد تفتح مكاتب جديدة في أماكن أخرى.

وسيبعد أي انفصال عن سوريا حماس بشكل أكبر عن معسكر ايران ويعيدها الى النطاق العربي لتقترب أكثر من دول سنية لها نفوذ مثل السعودية وقطر والتي اعتادت على تمويل الحركة قبل أن ترفض واشنطن ذلك.

ومن المبكر للغاية معرفة الى أين سيقود الربيع العربي حماس لكن لا يتوقع أحد أن تجلس الحركة الاسلامية الى طاولة التفاوض مع اسرائيل قريبا. وتفحص كل خطوة تتخذها الحركة ويروج أنصارها لقضيتها.

وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لقناة (بي.بي.اس) الامريكية الاسبوع الماضي "دعوني أبعث لكم برسالة واضحة للغاية. لا أرى حماس منظمة ارهابية" وذلك في دفعة كبيرة وقوية من تركيا الدولة الاسلامية الوحيدة في حلف شمال الاطلسي. وأضاف اردوغان في تصريحات أسعدت حماس لكنها زادت من تأزم علاقات أنقرة مع اسرائيل "انها حركة مقاومة تحاول حماية بلدها المحتل."

تطبيع العلاقات مع مصر

من جهة اخرى  صرح وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي ان ايران تأمل في ان تتخذ مصر "خطوة شجاعة" لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين التي قطعت قبل اكثر من ثلاثين عاما. ونقلت وكالة الانباء الايرانية عن صالحي قوله خلال منتدى مع السفراء الايرانيين في الخارج "اعلنا اننا كنا مستعدين لرفع مستوى علاقاتنا مع مصر". واضاف "نأمل في ان يتخذ المسؤولون المصريون خطوة شجاعة في هذا الاتجاه مع اخذ مبادلاتنا الشفهية والخطية في الاعتبار".

واعتبر صالحي ان "المسؤولين المصريين قادرون على تخطي الضغوط التي تمارسها" على حد قوله الولايات المتحدة واسرائيل لعرقلة تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع ايران.

وكانت ايران قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع مصر في 1980 بعد الثورة الاسلامية احتجاجا على توقيع القاهرة معاهدة سلام مع اسرائيل في 1979. والعلاقات بين البلدين يشوبها التوتر منذ ثلاثة عقود ولم يعد هناك سوى شعبة لرعاية المصالح في عاصمتي كل منهما.

وضاعفت طهران دعواتها للسلطات المصرية الجديدة التي وصلت الى سدة الحكم بعد اطاحة الرئيس المصري حسني مبارك في شباط/فبراير، لتطبيع العلاقات.

واكد رامين مهمانبرست المتحدث باسم الخارجية الايرانية ان ايران "مستعدة لاتخاذ خطوات الى الامام عندما سيكون اخواننا في مصر على استعداد" لتطبيع العلاقات موضحا انه ليس هناك بعد اي قرار حول تبادل محتمل للسفراء رغم مضاعفة الاتصالات مؤخرا بين البلدين.

وكان وزير الخارجية المصري نبيل العربي اعلن مطلع نيسان/ابريل ان مصر مستعدة لفتح "صفحة جديدة" مع طهران. وقال ان "الشعبين المصري والايراني يستحقان علاقات تعكس تاريخيهما وحضارتيهما شرط ان تقوم على الاحترام المتبادل وسيادة الدولة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية بأي طريقة كانت".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 19/آيار/2011 - 15/جمادى الآخرة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م